أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - سامي الكيلاني - 34 شمعة لا تنطفئ














المزيد.....

34 شمعة لا تنطفئ


سامي الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 7395 - 2022 / 10 / 8 - 08:32
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


(تعتذر الحروف لعجزها، تعتذر الكلمات للخواء الذي أصابها، تعتذر الجمل لعقمها، جفت في آبارها مياه المعاني، لم تعد في بيادرها حنطة تعطي بهاءك حقه. تستجير جميعاً بالزمن الجميل، تستعير من مواسمه زيتاً لقنديلها)
(8 تشرين الأول 1988 – 8 تشرين الأول 2022: 34 شمعة لم تنطفئ أضاءها شقيقي الشهيد أحمد الكيلاني)
باقة وعد لحزن لا ينام
ينام الحزن تحت عباءة الجوع حيناً
وحيناً ينام ملتحفاً شال الهموم الصغيرة والكبيرة
وينام حيناً على شوكة الألم
ينام مغمضاً عيناً تاركاً لأختها نوبة الحرس
يقول حيناً: هذى هجعة أخرى في حقل التعب
نطمئن النفس، نام الصغير المدلل الحبيب
نام تاركاً لأمه خلوة صغيرة تضيء فيها شمعة للفرح
لكنه، يا حرقة القلب الجريح،
يغادر النوم القصير حزناً صارماً موجعاً
يعانق صورة الوجه الذي لا يغيب

حاول الحزن غفوة أخرى تحت أعواد المشانق
تحت زخات الرصاص الذي ينهمر
بين مسامير الصليب
وسط خطوط الاغتيال المعلنة
حاول الحزن المدمّى أن ينزوي لحظة
خلف كرسي السلام المدمّى
هتفنا:
حزن يداري حزنه من أجلنا
حزن يواري وجهه من أجل مجده الآتي
حزن ينثني ألماً على جرحه
من أجل موسم تشرّبت أرضه باكراً
دمك الزعفراني الذي ضرّج الكف اليعبديّ
خارجاً على الزمان والمكان
مقيماً عزه في كل مكان وزمان

حاول الحزن الحريص على نقاوة دمعه
الحريص على استمرار الصعود إلى العلى
أن يداري وجهه من شمس النهار التي
تحضر زينة الإشراق، زينة الضياء
أن يسكن في شرنقة الدفء قرب الفؤاد
ويخرج فراشاً زاهي الألوان
حاول جهده رأفة بالفرح الطفولي
حاول من عزمه ما استطاع
لكنه، يا حبة العين والفؤاد
يشبّ من نومه من شدة الوجد
للبسمة التي تنام فيك دونما انقطاع

تعبنا يا أخي تعبنا
تعبنا يا احمد الحزن الذي لا ينطفئ، تعبنا
لماذا ارتحلت قبل أن تنهي لنا وصفة الارتياح
لماذا ارتحلت ولم توقّع على شرحها اسمك الرؤوف؟
لماذا ارتحلت قبل أن تغمس الإصبع الماسي في خلطة الشفاء؟
لماذا ارتحلت قبل أن تلقي العنصر الأخير في ترياق الحياة؟
لماذا ارتحلت مبكراً هكذا؟
قبل أن يحمّر الطابون وجه الرغيف الذي كان يشتهيك
لماذا لم تؤخر هذا الرحيل
لنلقي برأسنا المتعب على صدرك الفسيح
وتنزع من صوتنا شوكة الألم؟
لماذا ارتحلت ولمّا ينكشف زيف العقارب؟
لماذا ارتحلت؟
ألم تسمع أننا ندرج اسمك في كل المهمات التي
لا تليق إلا بقامتك التي لا يطالها التعب؟

بربكم أيها الماضون لشمسه التي لا تغيب
احملوا مني رسائل الوجد والغياب الممض الطويل
كان أبونا يحمل خرجه قبل الفجر ويسري
إلى قِبْلة الخبز والحلوى والدفاتر
وكانت جنة الحنان تلم شمل الزغاليل
على كسرة الخبز ووعد الإياب
وأنت يا توأم الوعد والعطاء
حملت جعبة الوطن المدلل في دمك
ومضيت تاركاً لوجهنا دورة الانتظار
أيها الماضون لشمس تشربت نهر الدماء
احملوا له من ربعنا قبلة للجرح وباقة الوعد الذي
يؤاخي دورة الزمان
قبلّوا جرحه واخفوا عنه حزننا الثقيل.



#سامي_الكيلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما قاله الغصن
- كامل في عدم اكتمالك (ثلاث قصائد)
- طاووس وطاووس
- ماسة ولطّوف - قصة للأطفال
- سالم اليافاوي: حاضراً، لا يغيب
- قصة للأطفال - الزهرة النائمة
- تحليق عابر لطيور الذاكرة 14: أصدقاء دوليون
- تحليق عابر لطيور الذاكرة 13: صالح وجميلة ونورس إميرالد
- شكراً سنجوب - قصة أطفال
- صغيرة، صورة، وثور هائج
- قصة قصيرة: توت عن توت يفرق
- تحليق عابر لطيور الذاكرة 12- مترجم صليب 3/3: وجوه
- تحليق عابر لطيور الذاكرة 11: مترجم صليب 2/3
- مترجم صليب (1)
- ضاع س وكسبت الشرتوني
- أصوات حنين وقلق
- أصوات لم يخنقها القيد
- قصاصة
- تحليق عابر لطيور الذاكرة 5: ناطور المقاثي
- تحليق عابر لطيور الذاكرة 4: داوِ جرحك


المزيد.....




- مصر.. الحكومة توقف نزيف خسائر البورصة بتأجيل ضريبة الأرباح ا ...
- هل صرخ روبرت دي نيرو على متظاهرين فلسطينيين؟.. فيديو يوضح
- فيديو يظهر الشرطة الأمريكية تطلق الرصاص المطاطي على المتظاهر ...
- رغم تأكيد صحيفتين إسرائيليتين.. دي نيرو ينفي مهاجمة متظاهرين ...
- معهد فرنسي مرموق يرد على طلبات المتظاهرين بشأن إسرائيل
- مؤسس -تويتر- يعرب عن دعمه للمتظاهرين في جامعة كولومبيا
- بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه..شرطة جورجيا تفرّق المتظ ...
- تدمير فلسطين هو تدمير كوكب الأرض
- مصير فلسطين في ضوء العدوان على غزة
- بعد تداول فيديو -صراخه على متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين-.. رو ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - سامي الكيلاني - 34 شمعة لا تنطفئ