تصدير أزمة إيران الداخلية من خلال قصف معارضیها في إقليم كردستان

کاوە نادر قادر

الحوار المتمدن-العدد: 7390 - 2022 / 10 / 3 - 10:26
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

تصدير أزمة إيران الداخلية من خلال قصف معارضیها في إقليم كردستان
کاوە نادر قادر
بعد إعلان شرطة بعد أن أعلنت الشرطة "الأخلاق والتهذيب" الإيرانية عن مقتل الشابة الكردية "ژينا أميني" و وصول جثمانها إلى "مسقط رأسها سقز"، سرعان ما تحول عملية الدفن إلى احتجاجات واشتباكات مع عناصر الباسيج وقوات الباسدران الإيرانية على وجه التحديد لمنع الاحتجاج. رغم أن الاحتجاجات الآن في أسبوعها الثالث،أعلنوا إضرابًا عامًا في جميع أنحاء البلاد، إلا أن القيادة الإيرانية لم تتمكن من وضع حد لها. ، رغم استعال العنف و قتل العشرات برصاص قوات الأمن الا انها تواجه صعوبة في إخمادها. على الرغم من التنمر السلطات، إلا أن حركة الاحتجاج المتنقلة مستمرة وسریعة، حيث أضرم شبان النار في أقسام الشرطة ومزقوا صور المرشد في الساحات والطرق، مطالبين بالانتقام من قتلها ومن ابراهيم رئيسي وعلي خامنئي بذات و هتفوا شعار، "امرأة. الحياة الحرية - ژن ژیان آزادي"وأحرقوا الأوشحة. و یمکن ملاحظة ما تفعله السلطات:
_ وبدلاً من محاولة التهدئة وامتصاص الغضب واستیعاب الحدث، استخدم النظام أكبر قدر ممكن من العنف لمنع التظاهرات والاحتجاجات، مما أجبر المتظاهرين على شن عمليات مناهضة للعنف، وألقاء قنابل المولوتوف على أماكن تجمع الباسيجوأثناء فرارهم تعرضوا للرشق بالحجارة، مما أدى إلى إصابة عدد كبير من عناصر النظام. وبحسب وكالات الأنباء الأجنبية، تمرد عدد من المسؤولين الأمنيين على قادتهم وتركوا مناصبهم واقتادوا عائلاتهم إلى الخارج إلى إيران خوفًا من فقدان السيطرة على الوضع.
_اتهام القوى الأجنبية "أمريكا وإنجلترا والسعودية" بـ "دعم مثیري الشغب واستهداف الثورة" کما يزعمون الكبار مسئولین في الجمهورية الإسلامية من خلال تنظيم هذه الاحتجاجات.
في ٢٨ أيلول/ سبتمبر الماضي، شن الجانب الإيراني هجمات بالمدفعية والصواريخ باستخدام طائرات بدون طيار وصواريخ متوسطة المدى تحمل مواد متفجرة، استهدفت أربع مناطق في إقليم كردستان، حیث أظهر الحرس الثوري الإيراني نفسە کأنه يشن حربًا خارجية ضد جماعة مسلحة مرتبطة بأعداء إيران تحاول زعزعة استقرار البلاد. وتجاهلت الجمهورية الإسلامية الاحتجاج العراقي، فضلا عن الاتهامات المحلية والدولية والتنديد بقصفها مناطق جوب كردستان (اقلیم کردستان)، ما أدى إلى مقتل عشرات اشخاص وإصابة ٥٨ مدنیا بينهم أطفال ونساء.
الأهم هنا، هل ستؤدي هذه الانتفاضة إلى سقوط نظام الملالي مثلما سقط شاه إيران في نهاية سبعينات القرن الماضي، خصوصاً أن أغلبية الشعب تعاني من الفقر والعوز بفعل العقوبات والعزل وانعدام الرؤية لمستقبل واعد قريب؟
على الأرجح ، لن تتمكن إيران من العودة إلى حالة ما قبل الانتفاضة لکن حتی إذا تم إخمادها بالحديد والنار، لأن النظام في هو استبدادي وقمعي في الأساس، وليس لديه المعرفة أو القدرة على التواصل مع المجتمع و لا توجد فیها سلطة أعلى من سلطة المرشد الأعلى، ولا حدود لسلطاته المستمدة من الدين وليس القانون، وبالتالي فإن الأمر بالقتل والإساءة هو أداء تنفيذ للواجب الشرعي والوطني .
ما يقلق الملالي وحكام دول كردستان المحتلة من هذه الانتفاضة:
_ وتركزت المظاهرات بشكل رئيسي في مدن شرق كردستان. يتهم النظام الإيراني الأحزاب الكردستانیة بالعملاء الأجانب. وقالت القوات الإيرانية في بيانها أثناء قصف أراضي إقليم كوردستان: "إنهم يقصفون أعشاش العملاء الصهاينة والإسرائيليين والأمريكيين". بينما تقصف إسرائيل مرارًا القواعد الإيرانية العاملة في سوريا وتقوم بالعديد من الاغتيالات افرادها وجمهورية أذربيجان المتاخمة لحدودها، أصبحت وكرًا مفتوحًا لغالبية الهجمات والعمليات داخل إيران من قبل اسرائیل، دون أن تظهر أي رد فعل، لكن مع إقليم كوردستان ، يهاجم المدنيين دون مراعاة القوانين الدولية وحرمة الجيران، من أجل تصدير أزماته..
_الشعار المركزي للمظاهرات "المرأة، الحياة، الحرية"، وقيادة المرأة للنضال تهز عرش السلطات المتخلفة في دول المنطقة، وخاصة الملالي في إيران. و يبدو أن الاحتجاجات مستمرة وتتوسع وتتضخم رغم كل الإجراءات التي اتخذتها السلطات الإيرانية.
هذه إيران، حيث يُقتل الشباب بأمر رجال فوق السن. الماضي يقتل المستقبل" ولكن في النهاية لا توجد قوة فوق رضاء الشعب، لابد لليل ان تنجلي، للقید ان تنکسر.
٢/ اکتوبر ٢٠٢٢

#کاوە_نادر_قادر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات