أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - يسألونك عن ثورة النساء فى ايران















المزيد.....

يسألونك عن ثورة النساء فى ايران


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 7385 - 2022 / 9 / 28 - 22:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جاءنى هذا السؤال :
( ثورة الايرانيين الحالية هى مزيج من التمرد السياسى والدينى لأن النظام الحالى ألبس ظلمه وجوره إسم الاسلام ، جعلوا الاكراه فى الدين اسلاما . هذا جعل الشباب الايرانى أكثر شباب المنطة نفورا من الدين . ما قولك ؟ )
أولا :
أقول :
1 ـ إستبدل الايرانيون نظام الشاه المستبد العلمانى الفاسد بدولة دينية أشدّ إستبدادا وفسادا . برغم قوته ووحشية جهازه الأمنى ( السافاك ) فلم تكن للشاه مرجعية يستند اليها . لم يكن من أسرة عريقة فى الحكم ، بل كان أبوه عسكريا متواضعا أوصلته الظروف لأن يكون ( الشاه ) الحاكم فى ظروف اقليمية ودولية بالغة التعقيد . ورث ابنه من بعده فكان أكثر طغيانا وفسادا من أبيه . تقدم الشيوعيون المقاومة ضد الشاه بسبب تبعيته للغرب ( إنجلترة ثم أمريكا ) ولكن المعارضة المؤثرة جاءت من أرباب الدين الشيعى ، ودين التشيع متغلغل فى المجتمع ، وله كهنوته ودرجاته وميزانيته التى يدفعها الايرانيون الشيعة عن طيب خاطر . بينما لم تكن للشيوعية جذور شعبية . تقدم الشيوعيون الصفوف وقامت الثورة ، وجنى ثمارها الخمينى ، واقام دولة دينية على رفات دولة طاغية علمانية . هذه الدولة تستمد مشروعيتها السياسية من دينها الشيعى . أخذت زخما فى البداية ثم فى الوسط بسبب الحرب الايرانية العراقية ، ثم توسع نفوذها بسبب ظروف اقليمية ودولية فتغلغل فى العراق وسوريا ولبنان واليمن . وهى ترفع ليس فقط لواء دينها الأرضى بل أيضا العداء لاسرائيل ( مع إنه لا حدود ولا حتى تخوم بينها وبين اسرائيل ) والعداء مع أمريكا . ودخلت فى إنتاج قنبلة نووية لتخيف جيرانها العرب . وقفت لها أمريكا والغرب واسرائيل ، وفرضوا عليها حصارا . فى جهدهم لزعامة المنطقة ونشر دينهم الشيعى خارج حدودهم إستغرقوا فى الفساد ، ونسوا تطلعات الايرانيين الى حياة أفضل ، وهم الذين كانوا يأملون فى تحسّن أوضاعهم فصارت أكثر سوءا من عصر الشاه الذى لم يكن صاحب مغامرات وأطماع خارج حدوده . جاء جيل من الشباب فى عصر الانترنت فعايش فقرا وتحكما وتزمتا وحجرا على الحرية الشخصية ، مع فجوة كبيرة بين الحكام ورجال الدين وبين من هم دونهم من الطبقة الوسطى والدنيا . فى العادة ، إن السلطة التى تقهر الرجال تدفع الرجال الى قهر النساء ، فدفعت المرأة الإيرانية نوعين من القهر ، هذا مع أن الدين الشيعى أكثر رعاية بالمرأة من الدين السنى الذكورى . كان لا بد من ( مخاض ) للثورة ، قامت وتقوم به الآن المرأة الايرانية .
2 ـ بالنسبة للمستقبل فى ايران وجيرانها فى كوكب المحمديين : أعتقد أنه لا مستقبل لأى دولة دينية فى عصرنا . الانترنت يزيل القداسة لهذه الدولة ، أئمتها وشيوخها وأساطيرها وقادتها . قد يعقبها نظام عسكرى مستبد أو نظام علمانى فاشل ، ولكنه ضرورى فى تحول ديمقراطى يؤسس ثقافة الديمقراطية بين الناس من الأسرة والمدرسة الى العمل العام .
3 ـ صبرا جميلا ، والله جل وعلا هو المستعان على ما تصفون .
ثانيا :
لمجرد التذكرة :
من حوالى ثلاثين عاما ، وبالتحديد فى يوم 4 يناير 1993 نشرت هذا المقال فى جريدة الأحرار المصرية . كان يعبّر عن الوضع وقتها مصريا وإقليميا ودوليا . ربما لا يزال صالحا ( للإستهلاك ). أنقله كما هو .
( قال الراوى :
اصنع عدوك!!
1 ـ استقراء الأحوال من حولنا يشير الى أن الاستراتيجية الأمريكية تقوم بصنع عدو لها بالمواصفات التى تريدها، ليحل محل الاتحاد السوفيتى الذى كان. وهم يعلمون أن النظام العالمى الجديد القائم على القطب الواحد استثناء فى تاريخ العالم لايدوم طويلا ، اذ لاتلبث أن تقوم قوة مناوئة ، وهم يحرصون على أن يبادروا هم بصنع تلك القوة المناوئة سريعا قبل أن تنمو تلك القوة من داخل الحلفاء فى أوربا أو اليابان ، والمعروف أنه بعد الحروب الكبرى وانهيار التحالفات القديمة تتغير العلاقات ويتحول حلفاء الأمس الى أعداء اليوم ، ويتحول عدو الأمس الى حليف اليوم ، وآخر ماتتمناه أمريكا أن يكون اعداؤها فى المستقبل القريب فى اوربا أو اليابان ..
2 ـ والغرب يقرأ التاريخ جيدا، ويعلم أن التاريخ العالمى بدأ بالصراع بين رمسيس الثانى والحيثيين، ذلك الصراع الذى انتهى بأول معاهدة فى التاريخ ، معاهدة خاتو شالى سنة 1300 ق.م ، وكانت مصر تمثل القوة الغربية والحيثيين فى آسيا الصغرى هم القوة الشرقية وبرزت أثناء ذلك طبيعة المنطقة الوسطى بين القوتين العظميين ، وكانت الرافدين وجنوب الشام ، حيث دار الصراع العالمى وقتها ، ولايزال حتى الآن، ثم دار الصراع التقليدى ين القوتين العظميين من وقتها وحتى الآن بنفس المفهوم ، قوة شرقية وقوة غربية والمنطقة الوسطى التى يدور فوقها الاستقطاب وأدوات الصراع ، كان الفرس فى ايران ضد اليونان ثم روما، وكان العباسيون ضدالبيزنطيين، وكانت روسيا ضد انجلترا ، ثم جاء الفصل الأخير وهو الاتحاد السوفيتى فى مواجهة أمريكا .. ونحن الآن فى فترة ترقب وانتظار لظهور القوة الشرقية ، وأمريكا حريصة على أن تسهم فى صنع هذا العدو على يديها لتضمن لنفسها التفوق عليه ..
3 ـ ولاريب أن مخططى الإستراتيجية الأمريكية يستبعدون أن تقوم الصين بذلك الدور، فالصين طوال تاريخها لم تسع للتوسع خارج حدودها التقليدية مكتفية بشعبها الضخم الذى يزيد على ربع سكان العالم ، ثم إن الشيوعية فى الصين مصيرها الى زوال ، فوسائل الإتصال أخذت تلح على حقوق الفرد وتبارك تطلعاته فى الحرية والرخاء ، ولم يعد شعب الصين بمنأى عنها ، وحكام الصين يدركون ذلك ويريدون التحول ببطء، وإلى ان يحدث ذلك ليسوا على استعداد للانغماس فى تقمص دور الاتحاد السوفيتى الذى كان . والهند لم تكن فى تاريخها الا منطقة صراع للطامعين ، ومشكلتها الآن وغدا هى النجاة من الصراع الجنسى والقومى والدينى بين الطوائف فيها ، علاوة على أن السياسة الخارجية للهند لاتزال محصورة فى المثل العليا وعدم الإنحياز وعدم التدخل فى شئون الغير . وعلى ذلك فلا يبقى الا ايران وهى المرشحة لدور القوة الشرقية بعد انهيار الاتحاد السوفيتى وتحجيم العراق ، وتطلع الجمهوريات الاسلامية فى الكمنولث الى دولة قوية ترتبط به تاريخيا ودينيا وعضويا . وايران الآرية الشيعية هى المرشح المثالى لأن تلعب هذا الدور الذى طالما لعبته أيام الأكاسرة وحتى فى العصور الاسلامية فى مواجهة الروم البيزنطيين ، واذن فالتاريخ يعيد نفسه وأحفاد الأكاسرة يواجهون أحفاد الروم ، ويتصارعون على المنطقة الوسطى التى هى نحن ، لذا فالواضح أن الإستراتيجية الأمريكية تشجع نمو القوة الإيرانية وتوسعها فى الخليج وتدخلها فى العالم الاسلامى وتتعامى عن تسرب الأسلحة الذرية والإستراتيجية اليها ، وتأمل أن تحشد كل حلفائها خلفها فى مواجهة ذلك العدو(المسلم)(الإرهابى) (المتخلف) حسبما تظهر ملامح الإسلام فى عيون الغرب . وإذا حدث ذلك فلن يتحول حلفاء أمريكا الى أعداء لها، وستنعم بالتفوق طيلة عقود قادمة ويكون من نصيبنا نحن أن نواجه التطرف الإرهابى فى الداخل وفى الخارج وسكوت القوة الغربية عنه وتشجيعها له حتى يأكل بعضنا بعضا، وهم يتسلون بالفرجة علينا وقد أصبحنا السيرك العالمى الذى يستدر الإستهزاء وليس الشفقة !! ..
4 ـ وحكام ايران فى اندفاعهم فى تصدير الثورة ولأن يكونوا قوة عظمى لايهتمون بالفخ الذى تنصبه لهم الإستراتيجية الأمريكية ، والشخصية الإيرانية الشيعية تميل الى النزعة الإنتحارية بشرط أن يكون ذلك فى محفل عام ، وهم يمارسون نوعا من مقدمات الإنتحار الجماعى فى ذكرى مأساة الحسين .. وبنفس العقلية يديرون معاركهم مع أمريكا " شيطانهم الأكبر"
5 ـ ونحن فى مصر جزء من تلك اللعبة التى يجرى الإعداد لها ، وتشهد مقدماتها فى تطور حركة التطرف بجناحيه العسكرى والمدنى ثم وهو يتسلل ويكتسب مواقع جديدة فى أجهزة الإعلام والتعليم ، والدولة تبارك تراث التطرف وتعطى لأشياخه قيادة الحركة الفكرية والتحكم فيها ، ثم تترك للجناح العسكرى زمام المبادرة وتكتفى هى بالرد .. وهذه السياسة يمكن تفسيرها بواحد من اثنين :
(1) أما أن النظام الحاكم يصنع عدوه بنفسه ويتركه ينمو الى حد معين ثم يقضى عليه بعد أن يكشفه للناس. وتلك سياسة بالغة التعقيد وشديدة الذكاء ..
(2) وأما أن النظام الحاكم ـ الشرعى ـ يلفظ أنفاسه الأخيرة ويحاول انقاذ مايمكن انقاذه وسط سياسات متضاربة مع ترهل فى التنفيذ واقتناع بأن المتطرفين قادمون .. وتلك سياسة بالغة السذاجة.. فعندما يكون الوطن والحاضر والمستقبل فى خطر فإن سياسات التوازن وأنصاف الحلول يكون وصفها بالسذاجة هو أقصى مايسمح به أدب الحوار .. وحتى الآن لا أعرف ماهية النظام الشرعى فى مصر هل هو ذكى جدا أم ساذج جدا..
دليلى احتار .!!.. )
إنتهى المقال .
أخيرا
أمام كوكب المحمديين صراع فى التحول الديمقراطى ، هو مرغم على أن يجتازه ليغير من نفسه بنشر ثقافة الديمقراطية محلّ ثقافة العبيد والخضوع لسيطرة أكابر المجرمين من المستبدين ورجال الدين . فى هذا الصراع سيدخل كوكب المحمديي فى اضطرابات وتقلبات، وربما يُعاد تشكيل حدوده ، ولكن تكلفته البشرية والاقتصادية ستكون عالية جدا ، وسيتحملها المستضعفون .



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ف 8 : الصلاة ( 2 ) يجوز للمرأة أن تؤم الرجال فى الصلاة ، طال ...
- القاموس القرآنى : الكلب والحمار
- المحمديون ملحدون .. فمتى يفيقون ؟!!
- بين العفو والصفح وبين الغيظ والانتقام
- من أكاذيب السيرة ( المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ) و ( طلع ...
- القاموس القرآنى : الأزفة ، القرابين والنذور
- القاموس القرآنى : سكن / مساكن ( وعظا لأكابر المجرمين )
- القاموس القرآنى : قرح ، رجز
- لا سبى ولا قتل للأسير فى الاسلام
- القاموس القرآنى : شغل ، عمل ، كسب ، ربح ، تطرف ، غلو ، شطط
- ف 8 : الصلاة ( 1 ) للمرأة أن تؤذّن للصلاة طالما يرد تحريم فى ...
- القاموس القرآنى : دابة ، بغتة ، ترك
- القاموس القرآنى : الطيب والخبيث
- فى مصر : السلفيون قادمون
- ف 7 : قضية الحيض بين الاسلام والدين الٍسُّنى:( 6 ) فتاوى فى ...
- أربعة أسئلة
- ف 7 : قضية الحيض بين الاسلام والدين الٍسُّنى :( 5 ) إفك ( ما ...
- عن الغمّ والزوجية وحج المشركين والدعاء على الظالم
- العسكر ضد أئمة التنوير : من فرج فودة الى نجيب محفوظ .!...
- زوجة سُنيّة متشددة على وشك الطلاق لأن زوجها معتزلى


المزيد.....




- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - يسألونك عن ثورة النساء فى ايران