أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف جنابي - فضاءات-وصايا- انبعاث














المزيد.....

فضاءات-وصايا- انبعاث


هاتف جنابي

الحوار المتمدن-العدد: 1689 - 2006 / 9 / 30 - 09:29
المحور: الادب والفن
    


انبعاث(1)

الدمعةُ المحتضره
في زُحْمَةِ الحمّى
تسيلُ مرة أخرى
على شرْشف ِ الظلام
تنحتُ الرجاء
في رمق الحياة.


فضاءات إمريء القيس

لا حقولَ له
لا ضفافَ لأبحرهِ
و"اليمامةُ" ليستْ يمامه،
و"دمّون" ليستْ سوى حانةٍ
مات آخرُ ندمانها
قبلَ مولده بقرون.
لا ضفافَ له، لا شجرْ
"حجرٌ"، "حجرٌ" حجرُ
غيرَ أن الطيورَ تُحلّقُ مسحورة
بالشراع الذي تسكنه
ريحُهُ وخيولُ أشعاره المارقة.

لصحاراهُ أجنحةٌ
للكلام فضاء
مَنْ له كلّ هذا الفضاء؟
العلاقةُ بين جنح ٍ وجنح ٍ هي
الحركة
مَنْ له كلّ ذي الحركة؟

للصحارى وجوهٌ،
معلّقةٌ بالسرابْ
مَنْ له كلّ هذي المرايا؟

خَبْطُ أجنحةٍ
حجرٌ فوقَ "دمّون" والرأسُ في رَبْطةٍ دثّروه
ثم جاءوا لشريدٍ،
يُؤاسُونَهُ بدماءِ أبيهِ.

آنستي، يا سُلَحْفاةَ روحيَ
لا تُبْطئي.
طائرٌ ينقر الجثّةَ المهمله
طائرٌ جائرٌ
طائرٌ ينقر الحانةَ الهرمه
طائرٌ شاعرٌ
طائرٌ حارسٌ للسماء
طائرٌ راهبٌ...
(وطيورُ سليمانَ وبلقيسَ ونوح ٍ وبوشَ
وهيتشكوكَ ورامبو وبيكاسو ودالي-
طيورٌ طيور)
طائرٌ يهرق الآن دَمَه
طائرٌ يسفح الكأسَ فوق القصائدِ،
لولا القصائدُ ما كان هذا الفضاء.

خَبْطُ أجنحةٍ فوقَ بابلَ/ بابلُ مقفرةٌ
تبدأ الرّحلةُ الببغاءُ،
بحبّةِ رمل ٍ إلى – شجره
طالما وصفوها بمنفى المطامح ِ
والرغبات ِ الأسيره،
وتنغلق الدائره
بعد حين.

إنها لُعْبَةُ الزمن ِ
لُعْبةُ الشكل في وجهه البشريّ،
وأبعاده الغامضه
يبدأ الشاعرُ الطائرُ
غارقا في قصائده
شاخصا ما وراء الغمام
بعدها ينتهي
مِزَقا مزقا في تشرده
مزقا مزقا...
"فلوأنها نفسٌ تموتُ جميعةً
ولكنها نفسٌ تَسَاقَطُ أنفسا".

* البيت الأخير هو من صنيع الملك الضليل.
وارسو، 12/6/1999


تحوّلات السيّاب

حسنا فعلوا أم فعلتَ؟ وهل أسَأْتَ؟
- لمن أسأتُ؟
أ للهمس والوقع والريح والعاصفة؟
هم سكبوا غَفْلةَ الكلم ِ
في فضاء الزمان الذي عنه انتأيتُ،
وقلتُ: أ هذا الذي يبتغون،
أ هذي الرمالُ يسفّ لهاثُ الصحارى بنيها،
وتلعق عُقْبانُها جثثَ الحالماتِ العذارى؟
أ هذي الحياةُ التي يرتوي من دماء المحبّين فيها
طغاةُ الكلام؟
أ هذي القصائدُ والشعراءُ المُرائون والخُطَبُ البائسة؟
هوذا الجسدُ الفاجرُ؟!
هوذا ما أضاعوا وما سَلَبُوا؟
هي ذي كأسُ فيضي التي شربوا؟
قلتُ: فليشربوا طالما الريحُ تعوي،
وثوبُ المحبةِ أبيضُ أبيضُ
يحمله الثلجُ في طلعته
والعواصفُ في غِيّها
والمباهجُ في زهْوها.

يموتُ الكلامُ من البَرَم ِ
ونحن نموتُ من الندم ِ
يُضِيء شغافَكَ نَصْلُ المشقةِ محترقا
في الظلام
شبابُكَ يذوي على الطرقات،
وينهل من ناره الضائعون من الشعراء
ومن دمهِ
تحتسي الأوديه
أ هذا الذي يبتغون؟
لهم ما لهم،
أنتَ قُلْتَ:
أنا من يُحدّدُ منطقَ همسي،
ويرسمُ إيقاعَ روحي ويبني معالمَ ذي الحياة.

وارسو، 23/1/1999


من أوراق سعدي يوسف

كنتُ في مسعايَ بينَ الحلم ِ واليقظة
أبحثُ عن مأوى لعائلة الفقيد
طالَ انتظاري.
لأنه ما من خشبةٍ
أُمْسِكُها أو آجُرّةٍ أحسبها
مطواعا، إلا ودقّ بابَ الروح ِ حارسُها –
منفاكَ - يا سعدي - ومنفانا
كان الفقيدُ –رحمةُ اللهِ عليه –
مندفعا، بوصةً بوصةً يبني
علاماتٍ في الطريق
قطرةً قطرةً من زيتِ إيقاعه
يُوقدُ الشموع
والخليجُ يزدهي بلؤلؤه
والنهرُ متسعٌ لأحلام العرائس
والمزاراتِ الغريبة.
كانت الأحلامُ أنْ تمضي خارجَ السرب ِ
أنْ تُحلقَ أبعدَ من مسافة
وأنْ تعودَ ملءَ الكفّ زيتٌ وخبز
وفي الدار حديقة.
كانت الأحلامُ مسافةَ الغائب
عن أهله قدْرَ عُذْره
هكذا كان حُلمُ السائرين
في متاهات الزمن ِ
بين منفى البحث عن معنى
وبين البحثِ عن منفى لِمَغْنى.

واكتشفنا تضاريسَ ما دوّنه الفقهاء
في الليالي المخادعة الحاقدة

"منازلُ مثلَ الطباشير تُمْحى
من الأرض تُمْحى
وفي الماء تُمْحى"
ضاق تعريفُ الألم
"هي الحقيقةُ أحجار"
أهي الحقيقةُ أحجار؟
"قلتُ: ماذا ترى لو ذهبنا إلى البحر؟".
لَكَأنّا ذهبنا إلى الجمر،
أنتَ ذهبتَ إلى الجهة الزائلة

كنتُ في مسعايَ أو مسعاكَ
بين الحلم واليقظة
نبحثُ عن مأوى لعائلة الفقيد:
الشعرِ والشاعرِ اليرقة
كنتُ أنشبُ في العظم ذاكرتي
كان حُلْمِيَ يصْرخ في اليقظة
كنتَ تصْرُخ بالأمس ِ تَسْتَمْريء بالمحرقة
وافْتَرَقْنا على قَدَر ٍ
في شراك الحياةِ التي صرتَ
نُفَلْسِفها يسْرةً يمنةً،
يمْنةً يسرةً،
قاب قوسين أو أدنى
من تضاريس السحاب.

إنها لعبةٌ ماحقه
لعبةُ القدر
في خريف الحياة.

* كل ما ورد بين تنصيصين
مقتبس من شعر سعدي يوسف.

وارسو، 2004
- 18/6/ 1999





وصايا

أوْصَيْتُ
كلبي بحجرْ
بالَ عليهِ
أوْصَيْتُ
رملا بعشبةٍ
نام في مخدعها
أوْصَيْتُ
مرآةً بروحي
تماثلتا في غِيهما حدّ التلاشي
أوْصَيْتُ
عبقر
بشاعر ٍ حديث
أعطاهُ سيفا وناقةً
وأجلسهُ في بارٍ من صفيحْ
أوْصَيْتُ
قديسا بالفرات
رأيتهما عندَ جرّةٍ مندلقه
هامدين ِ بلا حراك.

وارسو، 3/6/ 1999

انبعاث(2)

في غيهب ِ الينبوع،
الكلماتُ تبحرُ من جديد،
عن مصبٍّ تبحثُ.

الشاعرُ الترابُ ينبعثُ
تُغْرَسُ الحياةُ في العَفنْ
والجثثُ المُرَوّعة
تفيقُ تلعق الكفَنْ
من رمسها تنبعثُ.

الجثثُ
من قاعها
تنبعثُ
لتصحبَ القصائدَ المعفّرة
بدم ِ الحياة.



#هاتف_جنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات أولية في المعرفة والعلم والعمل
- قصيدة البياض في طور النقاهة
- العملية الإبداعية بين استبداد العقل وازدواجية المثقف العربي
- أبقار إسرائيلية في لبنان
- هل إسرائيل بحاجة إلى -حماس- و-حزب الله-؟


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف جنابي - فضاءات-وصايا- انبعاث