اللاانجابية أو العذاب الأبدي!

رنيم نزار أبو خضير

الحوار المتمدن-العدد: 7367 - 2022 / 9 / 10 - 01:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

"فقط اتمنى لو يعود بي الزمن إلى اللحظات التي قرر بها الأهل أن تنتهي لحظات الرغبة الجنسية بمجيئي على هذا الكون"

كانت هذه كلمات إحدى الصديقات من اللواتي لم تتجاوز أعمارهُنّ الثلاثين عاما، فقد طَرحتُ موضوعَ اللانجابية في إحدى جلسات الاصدقاء، الذين كانوا في أعمارٍ متفاوته نسبيا، حيثُ اتفق البعض على أن الانجاب في ظل هذه الظروف الاقتصادية والاجتماعية وتفاقم مشاكل الوباء في العالم ما هو إلا حالة من الأنانية التي قد يرتكبها البعض من أجل أن يحصل على لقب "بابا وماما".

وفي موضوع اللآنجابية والإنجاب، سألت، في ذات الجلسة عن موضوع الإجهاض أو متى قد تلجأ إلى الإجهاض سواءً أكنت اباً أم أُماً؟

وكانت الإجابات متفاوته بين مؤيدٍ ومعارض، وبين الإنسانية واللاانسانية، وبين المشاعر والعقلانية، من العدميين والوجودين، وأصحاب الديانات السماوية التي تحرم فكرة اللانجابية أو تحديد النسل أو الإجهاض الا بحالات معينة، فقد يظن البعض أن موضوع الإنجاب بسهولة( الولد بيجي وبتيجي رزقته معه) وهي الكذبة التي راكمت أعداد الفقراء حول العالم!

واكد أحد اطراف الجلسة بأن ما كتب فوق قبر أبي العلاء المعري،
( هذا ما جناه علي أبي وما جنيت به على أحد)، هو
الأسلوب المناسب لكي لا نَظلّم كما ظُلمنا من قبل، وقال آخر: ( لم يؤخذ برأيي قبل أن أولد، ولدت بقرار لا اوافق عليه).

ويجب الإشارة الى أن موضوع اللانجابية وقرار الانجاب والاجهاض بينها عواملٌ مشتركة قد يكون أهمها العقلانية والتفكير الصائب بمستقبل يضمن حياة كريمة وامان يجب أن يحضى به الأبناء.


الان بعد الكثير من المجاعات والوباء والحروب والفقر والأزمات التي يعاني منها العالم علينا أن نفكر ملياً قبل السعي نحو تبني فكرة الانجاب، وعلينا أن نعي جميعا بأن "حيواناتك المنوية وبويضة زوجتك" لا يعطيانك الحقّ للجني على من لا قرار بيده، فقط لتجعل منكما أباً وأماً وليأتي الأبناء "إلى العذاب الأبدي" الذي لا فرار منه.

وَمن الضروري أن تتوافر بك عدة أمور لتصبح مؤهلاً لصناعة أسرة، مثل التخلص من الفقر، واجراء فحص للحالة النفسية للابوين، والتأكد من الأمراض الجينية للابوين ومدى تأثيرها على الاجنة، والتأكد من تشابه افكار الشريكين لكي يتفقوا على البيئة المناسبة لتربية الطفل، عدا انه على الأبوين اجراء دراسة شاملة لمبادئ التربية الحديثة بعيدا عن الدين والعادات والتقاليد الاجتماعية)، فقد خلقنا بعقل متزن وعلينا أن نختار الصحيح والأصح منه، عند اتخاذ قراراتنا.

#رنيم_نزار_أبو_خضير (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل