أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حمدي سيد محمد محمود - الأساس الفلسفي والفكري للعولمة















المزيد.....

الأساس الفلسفي والفكري للعولمة


حمدي سيد محمد محمود

الحوار المتمدن-العدد: 7361 - 2022 / 9 / 4 - 11:49
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


في كتابه المتميز "الإعلام العربي والعولمة الإعلامية والثقافية والسياسية" ذكر الدكتور صابر حارص؛ أن هناك ثلاثة أفكار أساسية تعتبر هي الأساس الفلسفي والفكري لأطروحة العولمة:
الأولى هي: "نهاية التاريخ والإنسان الأخير" التي طرحها الكاتب الأمريكي "فرانسیس فوکویاما" عام ۱۹۸۹. حيث يزعم أن الغرب قد وصل إلى نقطة حاسمة في التاريخ البشري تتحدد بانتصار النظام الرأسمالي والديمقراطية الغربية على سائر النظم أو التنظيمات المنافسة لهما. وان العالم أدرك بعد فترة حماقة طويلة أن الرأسمالية هي أفضل النظم الاقتصادية، وأن الليبرالية الغربية هي أسلوب الحياة الوحيد لصالح البشرية، وأن الولايات المتحدة وامتدادها الاقتصادي القيمي (النظام الرأسمالي المادي) في أوربا يمثلان الدورة النهائية للتاريخ وأن الإنسان الغربي هو الإنسان الكامل الأخير.
الثانية هي: "صدام الحضارات التي طرحها أستاذ العلوم السياسية بجامعة هارفارد "صمويل هنتجتون" في مقال له بمجلة الشئون الخارجية في ربيع 1993 قدم من خلاله تصورا معينا للمستقبل يحل فيه صدام الحضارات محل الحروب الباردة والمعارك الأيديولوجية التي سيطرت على صراعات القرن الماضي (الفاشية والاشتراكية والديمقراطية). ويتوقع هنتجتون أن يميل الناس إلى تعريف أنفسهم وفقا لانتماءاتهم الحضارية الغربية الإسلامية الكونفوشپوسية الصينية. السلافية الأرثوذكسية. الأمريكية اللاتينية...الخ). وأن هناك مواجهة حضارية قادمة بين الحضارة الغربية من ناحية والحضارات الأخرى وبخاصة الإسلامية والصينية من ناحية أخرى، إلا أنه أفرد مساحة أكبر للحضارة الإسلامية واعتبرها الأكثر خطورة والأكثر استمرارية في صراعها مع الغرب وارجع ذلك إلى الزيادة المستمرة والهائلة في أعداد المسلمين، وتمردهم على ثقافة الغرب وحضارته. إضافة إلى تزايد المد الإسلامي وعدم توقف نشاط التيارات الأصولية والسلفية المتشددة .
ومن يتأمل الفكرتين في إطار سباقهما الزمني والموضوعي يجد أنهما يكملان بعضهما البعض، فنهاية التاريخ عام ۱۹۸۹ لصالح الإنسان الغربي بعد سقوط الشيوعية وحول العالم إلى الرأسمالية دعوة تبدو واقعية وصريحة إلى العالم كله للدخول في الدين الجديد "العولمة" بسلام ودون أي مواجهات. أما من يشك في ذلك أو يتأمل الفكرة في إطارها المستقبلي كمحطة في التاريخ وليس نهايته (عجلة التاريخ. دورة الحضارات) أو حتى من يجتهد في تفنيد ونقد القيم الرأسمالية الجديدة أو العولمة التي تُفرغ الإنسان من إنسانيته أو من يتجرأ على المستوى العملي ويرفض الانخراط في العولمة فلا يجد أمامه إلا المواجهة والصدام والصراع مع الغرب الأمريكي النموذج الأقوى اقتصادية، والمتفوق عسكرية. والمنتصر ايدولوجيا وحضاريا. والمهيمن إعلاميا ومعلوماتيا وتكنولوجيا.
فمن لم ينخرط في العولمة سلما سينخرط فيها عنوة، وليبيا نموذجا للانخراط السلمي والعراق نموذجا للانخراط العسكري أو القسري. بل إن الحكومة العراقية المؤقتة قدمت النموذج الأسوأ من بين الحكومات العربية والإسلامية قاطبة في التعامل مع الأمركة، ومن يحلل خطابها وفعلها السياسي مع شعبها لإرضاء الاحتلال الأمريكي يتبين له أكثر من هذا الوصف.
وكلا الفكرتين (النهاية والصدام) نابعتين من الأرض والجنسية الأمريكية مما يعكس ليس فقط دور القيادة والزعامة في إدارة الغرب لشئون العالم. بل ضرورة أن ينضم الغرب تحت اللواء الأمريكي ويعمل في إطاره عند مستوى الحليف التابع وليس الشريك المستقل، ففكرة نهاية التاريخ لصالح الإنسان الغربي وليس الأمريكي فقط. وصدام الآخر مع الغرب كله وليس الأمريكي فحسب. أي أن الغرب كله يجب أن يتوحد ضد الأخر لصالح الإنسان الغربي عامة.
هذه مغالطة كبرى وضعت الغرب الأوربي في حيرة كبيرة بين محاولة الإفلات من التبعية الأمريكية والخوف من الآخر أيا كان الإسلامية أو الصينية. وهي مغالطة لم تمر على الغرب مرور الكرام؛ بل إنها شطرته إلى قسمين. بين معارض ومؤيد للعولمة بالمفهوم الأمريكي (فرنسا وألمانيا في مقابل بريطانيا وايطاليا) بل إنها شطرت الرأي العام داخل الدولة الواحدة إلى شطرين؛ كما أنها غيرت التوجه السياسي لدولة واحدة (ايطاليا) في فترة وجيزة من التأييد إلى المعارضة بعد سقوط حكومة (بيرلسكوني المعادي جدا للإسلام) حين قامت ايطاليا بسحب قواتها من العراق.
إن حقيقة ما يجري هو أن مشكلة الآخر مع الأمريكي فقط وليس مع الغربي بشكل عام وحتى الأمريكي هنا بمعنى النظام أو الإدارة وليس بمعنى الشعب الأمريكي، يبرهن على ذلك عمليتي نيويورك وواشنطون اللتان قام بهما تنظيم القاعدة في الحادي عشر من سبتمبر ۲۰۰۱ ودمر فيهما وزارة الدفاع الأمريكية بالعاصمة واشنطون، ومركز التجارة العالمي بنيويورك (جناحي العولمة الاقتصادي والعسكري) وكلاهما رموز تخریب وتدمير واستغلال، فضلا عما كان مخطط له من تدمير البيت الأبيض الجناح السياسي لهذه الرموز
إن السياسة الخارجية الأمريكية تعلم جيدا أن مشكلة الأخر معها هي وحدها وليس مع أوربا. وأن نهاية التاريخ ستكون لها هي وحدها. ولكنها لن تستطيع تحقيق ذلك منفردة. ولن ترغب في نفس الوقت اقتسام المكاسب مع أحد فلجأت إلى المنطق المعكوس ليس فقط لخدعة الأوربيين ولكن لخدعة الشعب الأمريكي أيضا.
إن ازدواجية السياسة الخارجية الأمريكية وخاصة في تناقض القول مع الفعل أصبحت من الأمور الواضحة والمكشوفة حتى للعامية من الناس في كل بلدان العالم، ولعل هذا الأمر بمفرده - على المدى المستقبلي - يعتبر من أقوى التحديات التي تسقط الإمبراطورية الأمريكية، حيث لا يوجد في التاريخ حاكم مستبد استمر في حكمه أو استبداده، كما أنه لا يوجد في التاريخ شعب أو شعوب استسلمت للأبد للحكام المستبدين، كما أن التاريخ علمنا أن زوال الإمبراطوريات أقترن دائمة بظلمها وجبروتها واستبدادها ورفاهيتها أيضا ليس فقط على مستوى الحضارة الغربية بريطانيا وفرنسا، البرتغال وأسبانيا. الفرس والروم) ولكن على مستوى الحضارة الإسلامية ذاتها (تفكك الدولة العثمانية وسقوط الأندلس ودول البلقان في أواسط أوربا).
الثالثة: "حوار الحضارات" وإذا كانت فكرة صدام الحضارات موجهة بالأساس لاحتواء أوربا وترهيب الآخر غير الغربي وفي مقدمته الإسلام فإن الدهاء والمكر الأمريكي المتخوف من رد الفعل الإسلامي سواء على مستوى الرأي العام أو على مستوى التنظيمات الإسلامية من جانب وإحراج أنظمة الدول الإسلامية الحليفة من جانب آخر أدى إلى ظهور الفكرة الثالثة أو الخدعة الثالثة "حوار الحضارات" ولكن هذه المرة موجهة بالأساس إلى الإسلام وحده. والحضارة الإسلامية وحدها، ليس فقط لتطويق المد الإسلامي وتهدئة أنصار الحفاظ على الهوية وضرب حركات الجهاد والمقاومة الإسلامية وما يسمى "بالإرهاب" ولكن لتفريغ الحضارة الإسلامية ومحاولة إذابتها في الحضارة الغربية من خلال الجدل والسفسطة والنشر المُمنتج والبث غير المتوازن الذي يوهم المسلمين بأن هناك حوار ولكنه حوار غير متكافئ يعكس إذلال الرموز الدينية والثقافية لدينا والعكس لديهم استقبال شیخ الأزهر للحاخام اليهودي.
إن الحوار المقنع في عالمنا المعاصر - أو في ظل العولمة - يجب أن يتم بين طرفين متكافئين أو متقاربين في القوة إن إسرائيل هي الطرف الأضعف فكريا وحضاريا في كل شيء (هي المحتلة المعتدية دائما. المخلة بالوعود الناقضة للاتفاقيات. غير الملتزمة بتطبيق القوانين والقرارات الدولية؛ صاحبة أطماع توسعية؛ ذات نزعة عنصرية؛ قامت على احتلال أراضي الغير، دولة ليست لها جذور. حديثة المنشأ، ذات تركيبة سكانية غير متجانسة إرهابية، رافضة للسلام مع جيرانھا۔ تهدد وتضرب سوريا بلا أي سبب.. الخ) لكنها رغم ذلك كله- تتحول بفعل القوة العسكرية والآلة الإعلامية الدولية إلى الطرف الأقوى (الطرف المظلوم والمعتدى عليه من الإرهابيين في أي حوار عربي أو إسلامي
فما الذي يمكن أن نجنيه إذن من حوار الحضارات إذا كان الحوار سندیره آليات الإعلام الغربي؟ ويقوم على خريره وصياغته مصادر غربية أو وسطاء وتلامذة عري ويتحكم في اختيار ضيوفه وانتقام مروجيه ومن يقومون بتغطيته جهات وأنظمة موالية للتوجه الغربي سواء برضاها أو غير رضاها؟ ما الذي يمكن أن نجنيه من الحوار إذا كان الطرف المحاور المسموح له بالحوار من الجانب الإسلامي طرف غير مختلف مع الغرب (التيار الرسمي ثقافية أو دينيا)؟ ما الذي نجنيه من الحوار إذا كان الطرف الإسلامي المختلف مع الغرب ممنوعا من الحوار داخل الوطن وخارجه؟ وهل نحن نملك مقومات وآليات ومناخ الحوار داخل الديار الإسلامية نفسها كي تخرج بالحوار إلى الآخر؟ هل من عاقل يصدق هذا الهراء أن ثمة حوارا يمكن أن يدور بيننا وبين الغرب على أسس عادلة وقيم موضوعية واحترام متبادل؟ أي حوار هذا وإعلامنا العربي والإسلامي يعتمد على الإعلام الغربي حتى في تغطية الأحداث الجارية على الأرض العربية والإسلامية أي حوار هذا وتسعون بالمائة من برامج أطفالنا الكرتونية (أكثر البرامج مشاهدة) أمريكية الصنع؟ أي حوار هذا ومنظمات المجتمع المدني في البلدان العربية والإسلامية التي يفترض أنها مؤهلة لذلك بحكم استقلاليتها عن الحكومات وتعبيرها عن اتجاهات الرأي العام) تعمل وفقا لأفكار العولمة؟ أي حوار هذا وإعلامنا العربي يعمل وفق المعايير الغربية مهنية وأخلاقيا وقيميا؛ أي حوار هذا ومناهج التعليم والتدريب الإعلامي في بلداننا منقولة من الغرب في ظل غياب المراجعة والرؤية النقدية؟
إنه حوار العبيد مع الأسياد أو حوار المتفقين قبل أن يلتقوا،، فهل ينكر أحد أن في عالمنا العربي تیارا يؤيد العولمة والحضارة الغربية، ويرى الحل والإصلاح في تلمس خطاها وتبني نموذجها؟ وهل ينكر أحد أن هناك من ينتمي إلى فكرة انتهاء الأيديولوجيات. وأننا نصر بعصر زوال القوميات ومن بينها القومية العربية، وأن الاعتبار الوحيد الجدير بالاهتمام هو المصلحة الاقتصادية، وأن الظروف لم تعد تسمح إلا بالانخراط في العولمة؟ والأدهى من ذلك أن هناك من بنفي فكرة القوي التي تنظر الإسلام كعدو استنادا إلى خطابات وتصريحات المسئولين الأمريكيين سواء الموجهة إلى مسلمي أمريكا أو مسلمي العالم للاستهلاك والخداع (اعتذار الرئيس بوش للمسلمين عن قوله "لتكن حربا صليبية" بصدد حربه على أفغانستان بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر مبررة ذلك بأنها "زلة لسان" بينما يؤكد علماء اللغة أن ما سمي بزلات اللسان هو تعبير حقيقي عن أفكار دفينة داخل النفس البشرية بحرص الإنسان على إخفائها ولا تخرج إلا في مثل هذه المواقف).
إن منظومة الغرب متكاملة في هذا الصدد، حتى على المستوى الفكري ثمة أمريكيون يقترحون التعامل مع الحركات الإسلامية الثورية باحتوائها بدلا من مواجهتها ويرون أن هناك مبالغة وخريفا لطبيعة الإسلام وهي رؤية حقيقية وصحيحة لكن تصديقها والاستدلال عليها في الدفاع عن الأفكار والسياسات الأمريكية هو أمر في غاية الخطورة لسبب رئيسي وهو أن هذه الرؤية استثناء مؤقت مرتبط بالمصلحة الأمريكية وغير فعال ومنعدم التأثير الايجابي على صورة الإسلام لدى الرأي العام الأمريكي.
إن فكرة الحوار في حد ذاته سواء كان حضارات أو أديان بيننا وبين الغرب مجرد وسيلة تنويم ثقافي. أو مسكن طبي سريع المفعول حتى لا تكون هناك شكوى من الآخر المعتدى المستغل.
ومما تقدم يتبين أن الأساس الفلسفي للعولمة يقوم على ثلاثة أفكار أساسية:
- الترغيب بالعولمة. - الترهيب بالصدام. - التنويم بالحوار.

انعكست على السياسات العربية فجعلتها الأكثر التزاما بالهرولة نحو الولايات المتحدة أو الخوف من الصدام معها أو النوم العميق تحت أنغام الحوار. ويتولد من هذه الأفكار الأساسية أفكار فرعية من أهمها:
- الفردية: وتعني أن حقيقة الإنسان في الكون هي فرديته، فكل ما عدا المرء غريب عنه لا يعنيه. فهي فردية تقوم على تخريب الرابطة الجماعية (العائلة. القبيلة المدينة، الوطن) بحيث يتحلل الفرد تماما من الشعور الجماعي ويصبح مؤمنا بأن وجوده لا يكمن في انتمائه لجماعة أو لطبقة أو لأمة. ملغيا بذلك كل ما هو جماعي ليبقى إطار واحد هو الإطار العولمي.
- الحرية من دون مسئولية: وهي حرية مطلقة بلا ضوابط ممارس فيها الفرد خياراته الشخصية ومصالحه الخاصة دون مراعاة لأية اعتبارات تخص الآخرين أو حتى الوطن ذاته - لأنه في هذه الحالة لا يوجد وطن من أصله بالمعنى الحقيقي السيادي للوطن باستثناء وطن العولمة ومركزه في الولايات المتحدة الأمريكية - وهي حرية تتكامل مع مبدأ الفردية السابق فتكرس مبدأ النزعة الأنانية التي تعتبر القاعدة والركيزة الأساسية لليبرالية الجديدة المتوحشة (المعولة). والفرد لا يهمه إلا الربح الخاص وتحقيق المنفعة الخاصة وينسى تماما ما يسمى بالمنفعة العامة التي لا توجد فقط إلا في وطن العولمة. فالكل يتنازل عن الشعور العام والمنفعة العامة لصالح العولمة. وعلى المؤسسات والجماعات والدول - إذا أرادت أن تنخرط في تيار العولمة- أن تعي أن انتماء الإنسان وولاءه ينبغي أن يكون للمصالح والمكاسب التي يجنيها فقط (رفض القيم الروحانية).
- الحياد السلبي: وما دام كل فرد حر وله حق الاختبار فهو "محايد" وحتى الناس الذي يعيش بينهم والأشياء التي تُحيطه "محايدون أيضا" وبالتالي فلا توجد مسئولية تقع على احد ولا قيم يتم الالتزام بها، ولا مبادئ يتم الارتباط بها، فالناس متحللون من كل شيء لا يفعلون إلا ما يُرضی رغباتهم وأهوائهم، ونظرا لأن الحياة بلا التزام تغري كثير من النفوس البشرية بغض النظر عن معتقداتها الدينية، فثمة كثير من الشباب والفتيات والنساء من آمن بفكر العولمة وثقافتها.
- طبيعية الفروق البشرية: فالعولمة تنظر إلى الفوارق بين الأغنياء والفقراء بين المستغلين والمستغلين، بين الجلاد والضحية، بين الغالب والمغلوب كفوارق طبيعية. كالفرق بين الليل والنهار وبين الشتاء والصيف. وأن هذه الفوارق ناجمة عن التنافس الطبيعي في الحياة.
- الاعتقاد بغياب غياب الصراع الاجتماعي: لأن التسليم بهذا المبدأ يكرس الاستسلام للعولمة والانخراط فيها أو بتعبير عابد الجابري- يكرس التطبيع مع الهيمنة لعملية الاستتباع الحضاري الذي يشكل الهدف الأخير للعولمة. أما الصراع فقد يؤدي إلى الخروج من التاريخ والحكم على الرافضين للعولمة بالزوال والانقراض .
- محاكاة القيم والأبنية الغربية الرأسمالية: يتعين على غير الغربيين في سائر مناطق العالم من مختلف الجنسيات والأعراق والطوائف أن يلتفتوا إلى ما لدى المجتمعات الرأسمالية من منظومة قيم أو أبنية سياسية وثقافية واجتماعية ليحاكوها ويلتزمون بها ويعملون على تطبيقها في بلدانهم لأن هذا هو الطريق الوحيد لأن يعيشوا داخل التاريخ ويلحقوا بحضارة العصر العولمة" خاصة في ضوء انتهاء الصراع بين الرأسمالية والشيوعية لصالح الأولى، فالالتزام بقيم الرأسمالية هي المعيار الأساسي للنجاح، ولا مجال لقيم و نظم ترتبط بعقائد أو فلسفات أو مذاهب أخرى.
- الإخلاص لثقافة واحدة للعالم في عصر العولمة: ثقافة واحدة يتعين على الفرد والمجتمع أن يتبناها لأن هذا هو ما يكفل الانجاز السليم للمصالح والبلوغ اليسير للأهداف، وبمقدار ما يخلص الفرد لهذه الثقافة ينهل من خيرات العولمة، وهذا حقه طالما أنه أخلص لها ومنحها الانتماء والولاء ولم يلتفت لوطن أو جماعة أو عقيدة أو قيم، وأدرك أن انتماءه الوحيد للدين الجديد "العولمة "
- رفض الآخر وحضارته: على الآخر أيا كانت بيئته- أن يدرك جيدا أنه أمضى زمنا طويلا من العيش في مجتمع متخلف. وكل ما كان لديه لم يسهم في تغيير أوضاعه على النحو الأفضل وأن عليه أن يغادر ذلك كله صوب مجتمع تضمن له فيه العولمة حياة يتجاوز معها ما كان يعيش فيه من بؤس وحرمان، وأن العولمة في جوهرها مشروع للهيمنة يتجه نحو نفي حضارات الآخرين ولا يعترف بالتعددية الثقافية ولا يقر بالذاتية الحضارية ولا يتسامح مع الديانات الأخرى، ويرى في الحضارة الإسلامية مثل ما يرى في غيرها خطرة على الحضارة الغربية، ويأتي هذا في إطار إعادة رسم خريطة الوطن العربي جغرافية وتغيير نظمه السياسية وإعادة صياغة نظمه التعليمية والتربوية والسيطرة على مؤسساته الإعلامية والدينية ولا سيما التي ينظر إليها على أنها عقبة أمام مسيرة العولمة.
- المكانة الأمريكية: النموذج الأمريكي - بحكم تفوقه - عسكريا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا وإعلاميا هو المركز والقلب في فكر العولمة وعلى الآخرين أن يدركوا حدود قوتهم في العلاقة مع الولايات المتحدة. وان يتصرفوا وفقا للمسار الذي حدده لهم. مسار ما أسمته بالنظام العالي الجديد أو العولمة.



#حمدي_سيد_محمد_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعد الإعلامي للعولمة ... السمات والتأثير والمخاطر
- أسباب الأزمات التنظيمية وكيفية مواجهته؟
- الإعلام و إدارة الأزمات في المؤسسات الحكومية
- كيف يسهم الاتصال التنظيمي في صناعة الصورة الذهنية للمنظمة؟
- اقتصاد الانتباه كأحد أشكال الثروة
- هل تستطيع المؤسسات العربية الاندماج في اقتصاد المعرفة؟


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حمدي سيد محمد محمود - الأساس الفلسفي والفكري للعولمة