أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فريدة حسين - المهرجانات الثقافية في الجزائر بين التعثّر والإرجاء















المزيد.....

المهرجانات الثقافية في الجزائر بين التعثّر والإرجاء


فريدة حسين

الحوار المتمدن-العدد: 7356 - 2022 / 8 / 30 - 22:18
المحور: الادب والفن
    


لم تكف لعنة فيروس "كورونا" لتجميد المواعيد الثقافية الكبرى في الجزائر، وبدرجة أولى المهرجانات الصيفية، ليضيف التنظيم العشوائي ومزاج الطبيعة الطين بلّة بإقرار تأجيل مهرجان جميلة للأغنية العربية بسبب الحرائق التي أتت على الأخضر واليابس، وأدخت الحزن في قلوب العديد من العائلات بولاية )محافظة( سطيف -منظّمة الحدث- ومدن شرقية أخرى في الجزائر ببلوغ عدد الضحايا 43 شخصا وفق إحصائيات مصالح الحماية المدنية، كما أن مهرجان تيمقاد بباتنة ميّزته سقطات برّرها المنظمون بخلل تقني بعد انقطاع الكهرباء مع إعلان افتتاح فعالياته، ما كلّف إقالة المحافظ، في وقت تسعى وزارة الثقافة لإرساء قواعد جديدة قد تضع حدا لممارسات ارتجالية حالت دون تثمين جهود المبدعين وإنتاج المثقفين، وأساءت لصورة الجزائر.
 
 
 
أُرغمت ولاية سطيف، الواقعة شرقي الجزائر، على تأجيل عرسها السنوي للموسم الثالث على التوالي مفضّلة هذه المرة - بعد تأجيلين بسبب كورونا- أن تعتذر لضيوفها رغم تحضير مهرجان جميلة بركح "كويكول" من كل النواحي، وفي طبعة كانت وزارة الثقافة والمحافظة المشرفة على الموعد الفني قد وعدتا بأن تكون مميزة لتدارك عامين من التأخّر والجمود بسبب الجائحة، حيث أن الحزن الذي ألمّ بالعديد من العائلات التي فقدت عزيزا في النيران، التي أتت على مساحات خضراء هامة وقرى متناثرة بالمنطقة، لم يكن ليتيح الفرصة للترفيه لتحترم السلطات المحلية الحداد الذي فرضته الطبيعة، معلنة إرجاء الطبعة الـ16 إلى العام المقبل، لعل الجروح تُضمد ويثمر الشجر من جديد ليثأر من آلام هذه المرة، وتستقبل سطيف قاصدي المهرجان في أبهى حلّة مُطلقة العنان للأفراح.
 
وقد أعلنت مصالح ولاية سطيف، أول أمس الثلاثاء، إلغاء الطبعة 16 لمهرجان جميلة الدولي، والذي كان مقررا تنظيمه بين 22 و26 أوت الجاري.
وأفادت، في بيان لها، بأن سبب الإلغاء يعود إلى الفاجعة التي ألمّت ببعض من الولايات الشرقية جراء الحرائق المندلعة مؤخرا، والتي تسببت في وفاة 43 شخصا وإصابة عدد آخر.
وأعلنت وزارة الثقافة، من جانبها، تعليق وتأجيل كل التظاهرات الفنية إلى وقت لاحق تضامنا وتعاطفا مع أسر الضحايا والمصابين في الحرائق، التي اندلعت في ولايات الطارف، سوق أهراس، وسطيف.
 
وكان من المنتظر أن تنطلق فعاليات مهرجان جميلة سهرة الاثنين الماضي الموافق لـ22 أوت الجاري لتستمر إلى غاية 26 من الشهر ذاته بمشاركة وطنية وعربية، على غرار محمد وائل بسيوني من فلسطين، سعد رمضان من لبنان، ميريام عطاالله من سوريا، هيثم سعيد من مصر وفرقة الكركرات من الصحراء الغربية.
 
وكان مسؤولو ولاية سطيف أكدوا أن التحضيرات للدورة الـ16 من المهرجان انطلقت "بغية وضع الترتيبات اللازمة لإنجاح التظاهرة الفنّية، وضبط برنامج العروض"، حيث شملت الترتيبات "صيانة شبكة الإنارة العمومية، تنظيف حواف الطرقات وتأمين المسارات المؤدّية إلى موقع المهرجان".
 
يُذكر أن الطبعة الأولى للمهرجان انطلقت صيف 2006، وحملت اسم "مهرجان جميلة ـ بعلبك»، حيث شاركت فيه عروضٌ كانت مبرمجة ضمن "مهرجانات بعلبك الدولية" في لبنان، والتي أُلغيت بسبب العدوان الإسرائيلي على لبنان في تلك الصائفة.
 
 
 
محافظ مهرجان جميلة خالد المهناوي يعد بطبعة مميزة العام المقبل
 
أكد محافظ مهرجان جميلة الدولي خالد المهناوي أن سبب تأجيل الطبعة الـ16 يعود إلى الحرائق التي اجتاحت عددا من ولايات الشرق الجزائري على غرار ، قالمة، الطارف، سوق اهراس وسطيف منظّمة فعاليات هذا المهرجان، مشيرا إلى أن السلطات المحلية لهذه المحافظة قررت تأجيل التظاهرة بعد أن علّقتها في البداية، وذلك بالنظر إلى حجم الخسائر البشرية التي خلفتها هذه النيران. وتعهد المتحدث بطبعة مميزة العام المقبل بضمان استقدام أسماء جزائرية لامعة، وأخرى عربية يكون لها وزن ومكانة في الساحة الفنية العربية تليق بمقام هذا المهرجان الدولي. وقال إن وزارة الثقافة قدمت تعليمات بهذا الخصوص، لا سيما بعد تعثّر طبعة مهرجان تيمقاد الأخيرة بمحافظة باتنة لأسباب تنظيمية لم تكن في مستوى هذا الحدث السنوي الهام للولاية وللبلاد بشكل عام.
 
 
 
دفتر شروط جديد لعلاج "صداع المهرجانات"
 
 
وإذا كان الموعد الثقافي الذي انتظرته مدينة جميلة بولاية ‪(محافظة) سطيف أجّلته الحرائق والنيران التي ألبست الأسود، الشهر الجاري، على كل المنطقة بالنظر لعدد الضحايا وحجم الخسائر في الثروة النباتية وإتلاف مساحات خضراء شاسعة، فإن مهرجان تيمقاد الذي احتضنته ولاية أخرى بالشرق الجزائري، باتنة، ميزته أحداث دفعت بوزارة الثقافة والفنون إلى تغيير محافظ الحدث -رغم أن الرجل فنان وابن المنطقة ويعرف كل صغيرة وكبيرة بحكم إشرافه من قبل على المهرجان- فبعد أن شهد حفل الافتتاح انقطاعا في التيار الكهربائي ليتم تأجيله لليوم الموالي في سابقة عكست عشوائية في التنظيم رغم التطمينات والتأكيد على التحضير الجيد، قررت الوزيرة صوريا مولوجي التضحية بالمحافظ والفنان يوسف بوخنتاش وعينت مكانه الذي حاول تدارك سقطة البداية قدر الإمكان وأسندت مهمة التنظيم لديوان الثقافة والإعلام، وكأن العطب التقني في الافتتاح أنصفه بعد أن سحب منه تنظيم المهرجانات لسنين قبل أن تعود إليه الوصاية وكان رجل إنقاذ في ركح «تاموقادي»- كما يحلو لأهل الولاية الشرقية تلقيب مكان مهرجان تيمقاد-
ورغم كل محاولات التدارك والتصويبات سعيا لتدارك التأخر الذي تسببت فيه الجائحة، والعمل على ملء الأجندة الثقافية بهذه المهرجانات التي -وبجانب ما تساهم به في إنعاش الفن والثقافة عامة- باتت سبلا  تخدم السياحة المحلية وتنعش في نشاط التجار المحليين بما تجلبه من ضيوف من مختلف الولايات وكذا بعض الدول العربية، يبقى صداع وزارة الثقافة في الجزائر هو كيفية تجسيد نظام محكم يضبط عقارب الساعة ويجعل من مثل هذه المواعيد فرصا لتعكس إبداع الجزائري من جهة وتصون صورته في الخارج من جهة ثانية.
وكانت وزارة الثقافة قد كلّفت لجنة خاصة لإعادة النظر في تنظيم المهرجانات الثقافية في الجزائر، والتي اقترحت إعادة صياغة قانون المواعيد المذكورة، وذلك بوضع تصوّر جديد بخصوص تسيير وإدارة هذا النوع من التظاهرات، حيث تتجه الوزارة الوصية إلى إعادة النظر وتعديل المرسوم رقم 03 / 297 والذي يحدد كيفية تسييرها وتنظيمها، وتتضمن التعديلات التي أقرتها اللجنة الخاصة تحديد الأهداف الخاصة بكل مهرجان اجتماعيا واقتصاديا مع مراعاة طبيعة المهرجان والمدينة التي تحتضنه بما يحقق تلك الأهداف، ويتضمن أيضا دفتر الشروط طريقة تعيين المحافظ وأعضاء المحافظة مع الالتزام بشرط الكفاءة.
وترمي التعديلات التي أقرتها اللجنة إلى تقويم بعض السلبيات والنقائص التي انتهت ببعض المهرجانات إلى الإفلاس وترك الديون، لهذا فقد حرص دفتر الشروط الجديد على تحديد مهام المحافظ بدقة وطريقة تعيينه ومدتها كذلك بحيث لا يمكن أن يبقى مدير المهرجان في منصبه منذ تعيينه، كما يقتضي كذلك دفتر الشروط الجديد أن يلتزم المحافظ أو مدير المهرجان بجملة من الأهداف عليه تحقيقها في نهاية التظاهرة.
في السياق ذاته، يمنح دفتر الشروط الجديد الصلاحيات لمدير الثقافة في الولاية لتقديم تقارير مفصلة للوزارة الوصية بخصوص المهرجانات التي تنظم في ولايته، وحسب مشروع المرسوم المقترح يصبح مدير الثقافة «عين الوزارة» في الولاية -المحافظة- التي تحتضن المهرجان.
وتقوم الرؤية الجديدة التي يقترحها مشروع المرسوم الجديد على تحويل المهرجانات إلى مؤسسات اقتصادية بإمكانها تحقيق مكاسب سياحية واجتماعية للمنطقة المنظمة، كما يقترح المرسوم فتح الأبواب للمستثمرين الخواص لاستحداث وتنظيم مهرجانات بعيدا عن دعم الوزارة التي يقترح النص التشريعي الجديد مرافقتها لهذا النوع من الأحداث، حيث يهدف إلى جلب رجال المال والأعمال لمجال تنظيم وإدارة التظاهرات الخاصة.
إلى ذلك، يرمي مشروع المرسوم إلى إعادة النظر في تقسيم وترتيب خريطة المهرجانات ومراعاة التوازن الجهوي والتوزيع العادل للمهرجانات عبر الولايات.
وتحصي وزارة الثقافة الجزائرية 176 مهرجان مرسّم بين محلي، وطني، ودولي سيخضع مستقبلا لإعادة التقييم من طرف الوزارة، وطبقا لدفتر الشروط والمرسوم المقترح، يتعين على مديري المهرجانات مستقبلا احترام طبيعة المهرجان وعدم دعوة أجانب.



#فريدة_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعويم العقل وتعقيم الفكر في عصر التفاهة
- النملة العظمى والحزب الديناصور... المتحف أو المزبلة؟


المزيد.....




- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فريدة حسين - المهرجانات الثقافية في الجزائر بين التعثّر والإرجاء