أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق علي حامد - كلمة في محبة القاص عثمان عبدالله فارس














المزيد.....

كلمة في محبة القاص عثمان عبدالله فارس


طارق علي حامد

الحوار المتمدن-العدد: 7344 - 2022 / 8 / 18 - 11:37
المحور: الادب والفن
    


كان ذلك في خريف عام 2004م (قبل 18 عاما يا صديقي عثمان) عندما ذهبت لمكتبة دار الفكر بمدينة كوستي لاقتناء مجموعتك القصصية الأولي (عفوا سادتي لا تغلقوا الزجاجة) الصادرة عن دار عزة للنشر والتوزيع. كانت مكتبة دار الفكر هي المكتبة الوحيدة توزع مطبوعات دار عزة بكوستي. وكنت ايضا قد اقتنيت مجموعة قصصية أخري للكاتب والروائي عبد العزيز بركة ساكن بعنوان (امرأة من كمبو كديس). جذبتني جدا لغة المجموعة وشخصياتها التي تتحرك في وسط خيالي أقرب إلى الفانتازيا منه الي الواقع. انغمست في تلك الأجواء التي تمثلها القصص وعشت مع تلك الكائنات (الطفبوعية) وأيضا مع المعادل الموضوعي للطفابيع المتمثل في تلك (البناتبوعية) . حيث (البنت بوع) هي المؤنث من سلالة (الطفبوع) أدهشتني لغة الكاتب عثمان عبدالله فارس في تلك القصص. ورغم أن قراءاتي في تلك الفترة من عام 2004 في مجال القصة لم تتجاوز (أرخص ليالي) ليوسف إدريس و (امرأة من كمبو كديس) لعبد العزيز بركة ساكن و (دومة ود حامد) لسيدي الطيب صالح و (عفوا سادتي لا تغلقوا الزجاجة) لعثمان عبدالله فارس إلا أنني اقول الآن وبكل إطمئنان بعد ان اتسعت قراءاتي قليلا أن القاص عثمان عبدالله هو كاتب متميز وله رؤية إنسانية خاصة. وله منهج متفرد في بناء القصة القصيرة يكاد يختلف تماما عن كل كتاب القصة القصيرة في السودان.

وبالعودة الي مجموعة (عفوا سادتي لا تغلقوا الزجاجة) نجد أن الشكل الجنيني لقصص الطفابيع قد بدأت تتشكل ملامحه الأولى في هذه القصص التي ضمتها المجموعة ثم تطور هذا الشكل لاحقا في مجموعة (المؤتمر الكلابي الاول) تلك المجموعة القصصية البديعة التي ذهب فيها القاص عثمان عبدالله الي مراحل بعيدة أبعد مما يحتمله خيال القاص والكاتب الدكتور بشري الفاضل مخترع مفردة (الطفابيع) .

وهذا ما اثبته الكاتب والقاص الدكتور بشري الفاضل في تقديمه لمجموعة (المؤتمر الكلابي الاول) حيث يقول :
"خطا الكاتب المبدع عثمان فارس بقصص الطفابيع بعيدا أبعد مما يستطيع خيالي أن يطاله . فهناك عنده طفابيع الهم والخم واللم. وقد بلغ خياله شأوا عظيما في (المؤتمر الكلابي الاول) وهو عمل نسيج وحده. ويمضي القاص بشري الفاضل في الاحتفاء بهذه المجموعة القصصية فيقول :
"لا أعتقد ان الكاتب والروائي عثمان فارس يصنع عملا ثانويا للطفابيع . ولكنه يبدع عملا موازيا . وفي كثير من الحالات يبز ما كتبت"

و مما تجدر الاشارة اليه ان كلمة (الطفابيع) هي مفردة لا وجود لها القواميس والمعاجم اللغوية وإنما جاءت بها مخيلة الكاتب بشري الفاضل والطفابيع عنوان لقصة قصيرة كتبها بشري بموسكو في أواخر عام 1981م ثم نشرت بصحيفة (السياسة) السودانية عام 1986م . ومن ثم نشرت لاحقا ضمن مجموعة (حكاية البنت التي طارت عصافيرها) التي صدرت طبعتها الأولي في عام 1990م.

يقول بشري الفاضل أن الطفبوع - مفرد الطفابيع - هو المقابل الهزلي للسفاح . ففي حين أن السفاح يقتل فتنجم عن فتكه بالآخرين صدمة مريرة نجد أن الطفبوع يقتل بصورة مباغتة ومأساوية للحد الذي تدخل فيه المأساة في إقليم الكوميديا. فبضحك الناس في الظاهر ويدونون ابتسامتهم في ذاكرتهم المؤقتة ويختزنون احزانهم في ذاكرتهم الجمعية.

عثمان عبدالله فارس مثقف شامل وكاتب كبير ولكن الوظيفة الحكومية حيث يعمل كمهندس مساحة بولاية الجزيرة كانت خصما علي مسيرته الإبداعية. كتب عثمان عبدالله المقال النقدي والدراسة النقدية المطولة مثل دراسته الرائدة بعنوان ( حميد ورحلة البحث عن الوطن الحلم) والتي تناول من خلالها مشروع الشاعر الراحل محمد الحسن سالم (حميد) الثقافي ودراسته الاخري التي جاءت تحت عنوان (حميد : قنديل الغلابة) فضلا عن عشرات المقالات النقدية المنشورة في الصحافة السودانية. مثل سلسلة مقالاته الرصينة التي نشرها في صحيفة (الميدان) في عام 2009 تحت عنوان (اليسار المفتري عليه من قبل بنيه) ناقش من خلالها رواية الكاتب محمد بدوي حجازي (باب الحياة) الفائزة بجائزة الطيب صالح لعام 2008م. حيث قدم عثمان من خلال تلك السلسلة من المقالات دفاعا موضوعيا عن مواقف اليسار وتحديدا الحزب الشيوعي السوداني التي حاولت الرواية الطعن فيها. وكتب عثمان أيضا سلسلة من المقالات النقدية بصحيفة (الجريدة) عن رواية (شوق الدرويش) للروائي حمور زيادة والفائزة بجائزة نجيب محفوظ. وغيرها من عشرات المقالات التي تدل علي ثقافته الواسعة وسعه اطلاعه في العديد من ضروب المعارف الإنسانية. قدم عثمان فارس للمكتبة السودانية أيضا كتاب (رحيق وعلقم الأوراق المنسية) وهو حوار مع المفكر السياسي الراحل الأستاذ محمد إبراهيم نقد أحد القيادات التاريخية للحزب الشيوعي السوداني حول كتابه (علاقات الرق في المجتمع السوداني) وفي مجال الكتابة الإبداعية قدم عثمان فارس رواية (بيني وام ريتا) . بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من المقالات التي تنتظر إصدارها في كتب.

أخيرا فهذه دعوة لقراءة كتب هذا المثقف والكاتب الموسوعي الباشمهندس عثمان عبدالله فارس الذي اعتبره واحدا من أعظم كتابنا السودانيين وواحدا من فرسان الكتابة الإبداعية في الأدب السوداني الحديث.



#طارق_علي_حامد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة في محبة الكاتب والقاص الدكتور أحمد الخميسي
- النقد كابداع موازي للنص : حول كتاب - الكتابة مشروع انحياز جم ...
- ويسألونك عن نفي الصراع الطبقي ..قل لمصلحة من..؟؟ 3 3
- حول رؤية الدكتور شمس الدين الامين ضوالبيت لمفهوم الصراع الطب ...
- حول رؤية الدكتور شمس الدين الامين ضوالبيت لمفهوم الصراع الطب ...
- قراءة في عوالم ايهاب القسطاوي القصصية
- بدرالدين صالح عيسي : توهج الشعر من وهج القضية
- (الانتباهة وأخواتها) يوميات الثورة المضادة في السودان
- المرأة العربية والتغيير الاجتماعي : هكذا تكلمت المفكرة المار ...
- القيادية بالحركة الشعبية لتحرير السودان الاستاذة نعمات أدم ج ...
- نفي الصراع الطبقي .. لمصلحة من..؟؟ وقفات مع كتاب (علي عبد ال ...
- ما أسهل التغريد خارج قنوات الحزب : مناقشة هادئة مع الدكتور ا ...
- ورحل قلب آخر نابض بحب الانسانية
- (اليسار السوداني روائيا) قراءة نقدية في رواية (بيني وأم ريتا ...


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق علي حامد - كلمة في محبة القاص عثمان عبدالله فارس