أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نجوى صبح - رسائل إلى ابنتي- الرسالة الثانية














المزيد.....

رسائل إلى ابنتي- الرسالة الثانية


نجوى صبح

الحوار المتمدن-العدد: 7337 - 2022 / 8 / 11 - 12:39
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


رسائل إلى ابنتي
الرسالة الثانية: التاريخ: الآن، في هذه اللحظة

حبي ليس سجنًا

زهرة أيامي...
أرجو أن تستمتعي بقراءة رسائلي رغم أنّها تحتوي الكثير من النصائح، والنُّصح عادة مملّة.
ربما كنتُ قاسية في رسالتي السابقة حين طلبتُ منكِ أن تقتليني،
أعلم، التنظيف يحتاج إلى مجهود قاسٍ، و قد يكون في الموت حياة.
لقد رأيتُ يا صغيرتي كيف نؤذي نحن الأهل أطفالَنا حين نحفر صوَرَنا عميقًا في داخلهم،
فقيمُنا تصبح قانونًا يحكمهم ويُملي عليهم سلوكهم وردود أفعالهم، دون أن يعلموا.
لذلك أردتُ لهذه الصورة ألّا تكون وشمًا لا تستطيعين محوه،أو تحاولين، دون وعيٍ منكِ
فتجرّحين مرآتكِ، بل أردتها أن تكون لوحةً أثيريّة، رأيتِ وفهمتِ كيف شكلتّها رياح الحياة
فعَبَرَتْ عبور غيمة في سمائك.
أعلم _ غاليتي_ أنّني أحبكِ وأنّكِ تحبينني، لكنّ حبّي ليس سجنًا يمنعك من النمو والتطوّر،
ويحوّلك نسخة عني كما كنتُ نسخة عن جدتكِ.
هل تذكرين يا صديقتي حين سألتِني عن إحدى صديقاتي، لمَ لم تستطع تغيير حياتها؟ لمَ لم تحاول على الأقل؟
سوف أهمس لك بالسبب هنا، لأنها تُحسّ بعيون أمّها الصابرة تراقبها من بعيد، وتهنّئها كلما استكانت،
فتغدو مثلها مستمتعة بدور الضحيّة. (نحن الأمّهات نموت وتبقى عيوننا مفتوحة تراقب من بعيد).

هي لم تقتل أمها بوعيٍ، كما طلبتُ منكِ أن تفعلي.
فهي تحبّها وتفضّل قتل نفسها على التفكير في مواجهة نظرات نبع الحنان
(لقد اخترتم هذه التسميّةللتعبير عن احساسكم بما أقول).
للأسف كلنا نهرب من هذه المواجهة.
لأني أعلم كم تحمل صوَرُنا نحن الأهل خرافاتٍ من الماضي
ولأنّي أعلم كم تحتوي هذه الصور على عقدٍ ومكبوتات نُفرغها على أطفالنا
ولأنّ التربية عندنا ليست عملًا مدروسًا نتحمّل مسؤوليته، بل هي فعل عيش تلقائي،
أطلب منك أن تتجرأي وتمحي صورتي، إمحيها ولا تتجاهليها، فإن تجرأتِ على ذلك لا شئ سيخيفك بعدها.
هل تعرفين يا زهرة أيامي، أنّ جميعنا نحسّ في مراحل مختلفة من حياتنا
أنّنا نتمنّى لو نستطيع أن نمحي صورَ أحباء لنا من داخلنا
لكن حبنا لهم يمنعنا من الوعي لهذا الإحساس، فنحس أنّنا مذنبون، ونخاف من ذاتنا ومن أحاسيسنا.
لقد قلتُ لك سابقاً، أنّ الخوف هو عدوّك الأكبر، وأنكِ إذا خفتِ من الخطأ، سوف تخافين من كل جديد.
سوف تخافين من اكتشافكِ لجسدكِ، تخافين من أحاسيسكِ، من أفكاركِ، من أيّ تغيير يطرأ عليكِ.
من الكلام ومن التعبير عما يجول في خاطرك. فتصبحين كتلة خوفٍ وألم متنقلة، مليئة بالعقد والمكبوتات،
تعيش حياتك بدل منك، وتقوم بعمليّة تدمير دائمة لتحافظ على بقائها.
ثمّ سوف تحفرين هذه الصورة وشمًا داخل ابنتك، وهكذا تتجدّد دائرة الألم
فتحطمين ذاتكِ وتقضين على ما تبقى فيكِ وفيها من حياة.

دمتِ للحياة حياة
نجوى

ملاحظة: كثيرون لم تعجبهم رسالتي السابقة (أخوك أحدهم) خاصة موضوع القتل، إنهم يحبوننا أحيانًا أكثر مما نحبّ نحن أنفسنا



#نجوى_صبح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل إلى ابنتي، الرسالة الاولى، أقتليني لتعيشي


المزيد.....




- لأول مرة في الأولمبياد.. نسخة باريس تسجل رقما لصالح النساء
- 160 ألف امرأة بيضاء يدعمن كامالا هاريس عبر مكالمة فيديو جماع ...
- قد تكون الأقدم في العالم.. شاهد ما عثرت عليه امرأة داخل زجاج ...
- سجل الآن.. كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 20 ...
- إيران تشهد احتفالات في طهران دعماً لارتداء الحجاب
- حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت في الجزائر إلى 800 ...
- هل الأميركيون مستعدون لانتخاب امرأة رئيسة للبلاد؟
- التسجيل فتح من جديد ?? خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة ...
- بعد حظر فرنسا لاعباتها المحجبات.. هل يطبق القرار على اللاعبا ...
- استقبل الان تردد قناة وناسة لولو نايل سات وعرب سات لاغاني ال ...


المزيد.....

- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نجوى صبح - رسائل إلى ابنتي- الرسالة الثانية