أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهى نعيم الطوباسي - عن شموخ مي آل خليفة: خذوا المناصب واتركوا لي الوطن















المزيد.....

عن شموخ مي آل خليفة: خذوا المناصب واتركوا لي الوطن


نهى نعيم الطوباسي

الحوار المتمدن-العدد: 7333 - 2022 / 8 / 7 - 10:05
المحور: الادب والفن
    


بقلم: نهى نعيم الطوباسي
انتشر هاشتاج " شكرا مي"، قبل أيام على كافة مواقع التواصل الإجتماعي في البحرين، وعلى امتداد الوطن العربي، دعما وفخرا وتكريما لرئيسة الهيئة البحرينية للثقافة والآثار، الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، عقب إقالتها من منصبها تزامنا مع رفضها مصافحة السفير الإسرائيلي لدى البحرين، في مناسبة نظمها السفير الأمريكي في المنامة.
مي آل خليفة، هي ابنة الأسرة الحاكمة، وكاتبة ومثقفة بحرينية، تم تصنيفها ضمن النساء الخمسين الأكثر تأثيراً في العالم العربي من قبل مجلة فوربس عام 2005، وحائزة على عديد الأوسمة الفخرية والجوائز العالمية والعربية.
موقف الشيخة مي العروبي الشجاع والأصيل، وقبله مواقف عديدة كانسحاب مشاركين عرب من فعاليات ثقافية أو فنية أو رياضية لمشاركة اسرائيليين فيها، مثل انسحاب اللاعب الجزائري فتحي نورين، من أولمبياد طوكيو بعد رفضه مواجهة لاعب إسرائيلي، واعتباره أن فلسطين قضية مقدسة. وانسحاب السوداني محمد عبد الرسول في تموز 2021، من منافسات الجودو الأولمبية ورفضه ملاقاة الإسرائيلي طاهار.


في كل ذلك ما يدعو إلى التفاؤل، وأن هناك تعارضا بين مواقف القيادات الرسمية من التطبيع ومواقف شعوبها، ويؤكد أن الأمة العربية ما زالت بخير، خصوصا بعد خيبات الأمل التي شعر فيها الشعب الفلسطيني، بعد سلسلة اتفاقيات التطبيع مع اسرائيل (اتفاقيات ابراهام) ، ومرورها بهدوء من دون ردود فعل عليها شعبية أو رسمية تناسب حجم التهديد الذي يحيق بالأمة العربية والقضية الفلسطينية جراء التطبيع مع إسرائيل. مثلما حصل أثناء توقيع اتفاقية كامب في مصر ومعظم الدول العربية، حيث اندلعت موجة غضب واسعة على المستويين الشعبي والرسمي، واتخذت جامعة الدول العربية موقفا تاريخيا فنقلت مقرها من القاهرة إلى تونس احتجاجا على الاتفاقية. وعقدت القمة العربية في بغداد عام 1978، فأكدت رفض الاتفاقية، وعلقت عضوية مصر في الجامعة العربية واتخذت جملة من القرارات لمقاطعتها.
يؤكد موقف الشيخة ميّ على نتائج استطلاع الرأي العام الذي أجراه "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى"، ويفيد أن هناك تراجعا ملحوظا، في نسبة مؤيدي إتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، في كل من السعودية والبحرين والإمارات لتصبح "أقلية". ويؤكد على نتائج المسح الذي أجراه المعهد الأميركي التابع للجنة العلاقات الأميركية الإسرائيلية "آيباك"، في آذار الماضي، بأن أكثر من ثلثي مواطني البحرين والسعودية والإمارات لديهم نظرة سلبية "لاتفاقيات أبراهام. كما أن موقف الشيخة البحرينية الشجاعة يسلط الضوء على الدور المحوري للمثقف العربي، والقوى الشعبية والمؤسسات العربية في مواجهة التطبيع، وأن جبهة الرفض للإحتلال الإسرائيلي، وكل أشكال التطبيع مازالت قائمة وحيوية ومؤثرة.
المطلوب هو البناء على تلك المواقف المشرفة، وتوحيد القوى الشعبية الرافضة للتطبيع من اتحادات ونقابات ومنظمات شعبية ومهنية، وأحزاب وطنية وقومية، ومثقفين ومفكرين ونشطاء شبابيين ومبدعين. والتي لطالما كان لها دور في دعم القضية الفلسطينية قبل تراجع هذه الأحزاب والقوى العربية.
آن الأوان لتطوير المعركة التي تقودها الحركات النقابية والشبابية والنسوية والمثقفون والمبدعون، والتصدي للمخطط الاستعماري بكافة أشكاله، ولكل محاولات طمس الهوية الوطنية والموروث الثقافي الوطني والقومي، والتصدي لمحاولات تمرير الرواية الإسرائيلية، بأساليب ناعمة تغزو الفكر والوعي العربي الجمعي. ومحاولة اختراق عقل المواطن العربي وغسل دماغه، وترويضه لقبول اسرائيل والتعايش معها، على شكل فعاليات وأنشطة ثقافية ومهرجانات وفعاليات، وتعاون على المستوى العالمي والأكاديمي والأعلامي والدبلوماسي، في محاولة لتزييف التاريخ والموروث الحضاري العربي، وتمرير الرواية الإسرائيلية الزائفة للوقائع المتعلقة بالاحتلال الإسرائيلي في فلسطين.
سبق للكاتب اللبناني الراحل سماح ادريس القول بأن المعركة مع "إسرائيل" هي معركة ثقافيّة وأكاديميّة وإعلاميّة وفنّيّة، لا عسكريّة واقتصاديّة فقط. و"إسرائيل" هي أكثر من يدرك ذلك؛ ولهذا تجهد في طمس وجهها الدموي من خلال إبراز وجوهها العلمية والفنية والأكاديمية و"الإنسانية" وبخاصة تلك الداعمة لحقوق المهمَّشين والأقليّات، ومن هنا فإنّ الدعوة إلى مقاطعة أية فعالية ثقافيّة في "إسرائيل" هي دعوة من أجل صون الفنّ والثقافة من الاستغلال الإسرائيلي".
تتطلب مواجهة هذا الخطر الذي يتهدد القضية الفلسطينية نتيجة التطبيع، الاستنفار وتعزيز جبهة مناهضة للتطبيع وجعل هذا الموضوع على رأس اهتمامات الاتحادات الشعبية والنقابات العمالية والمهنية الفلسطينية، وتعزيز التعاون والتنسيق مع المنظمات والاتحادات العربية، ومع روابط وهيئات المثقفين والكتاب ومع الجاليات ومؤسساتهم، وكذلك مع البرلمانات العربية، في سبيل التصدي للتطبيع، وسن قوانين وعقوبات صارمة لمواجهته، والضغط على الحكومات العربية لوقف هرولتها نحو هذا المستنقع، وعدم اللحاق بقطار التطبيع السريع، كما وصفته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، وخصوصا في ظل تراجع دور جامعة الدول العربية، والتي كانت بمثابة الجهة العربية الرسمية، الناظمة للمقاطعة ومناهضة التطبيع. وفي ظل ضبابية المرحلة التي تمر بها الأمة العربية بعد توقيع اتفاقيات أبراهام، واشتداد موجة الغزو الفكري والثقافي للأمة العربية من اسرائيل وحلفائها بالعالم.
المسؤولية ملقاة على الجميع لمقاومة التطبيع ومناهضته، والمطلوب أن يكون كل مواطن فلسطيني وعربي، أينما كان تواجده، حارسا للقضية وحاميا للرواية الفلسطينية، وسدا منيعا في وجه محاولات اختراق العقل العربي، واختراق عقل ووجدان الأجيال التي نشأت على أن فلسطين قضية مقدسة ومركزية.
لكل هؤلاء الذين يغيظون اسرائيل بمواقفهم المشرفة، الذين لا يعتبرون التطبيع وجهة نظر شخصية، وأن رفضه يعبر عن موقف أمة ترفض الإحتلال. أولئك الذين يرفضون الجلوس مع الإسرائيلي أو ملاقاته في ملعب أو بطوله، أو مصافحة اليد التي قتلت فلسطينيا، الذين لا يسلخون ذاتهم الشخصية عن فلسطين، ويتخلون عن أحلامهم بالميدليات والمناصب، من أجل الحلم الأكبر وهو تحرير فلسطين. لهؤلاء نقول: شكرا لأنكم تعيدون البوصلة كلما انحرفت إلى فلسطين.



#نهى_نعيم_الطوباسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة الجسر: الاحتلال والقهر والكرامة
- زيارة بايدن: مكاسب لأميركا وإسرائيل وخيبات للعرب
- بوصلة الفلسطينيين جميعا تتّجه صوب القدس
- المسجد الأقصى وخطة التهويد
- استهداف أطفال فلسطين.. جيل النصر
- عن الحرب والإنسانية
- الهدف 14 للتنمية المستدامة وحقوق فلسطين في بحرها ومياهها
- الهدف 13 للتنمية المستدامة وخطر الاحتلال على البيئة والمناخ
- فلسطين والهدف 12 للتنمية المستدامة: الانتاج والاستهلاك
- الهدف الحادي عشر: استدامة المدن في فلسطين والاحتلال
- الهدف العاشر للتنمية: المساواة والقضاء على التمييز
- الهدف التاسع للتنمية وحال الصناعة في فلسطين
- كيف حال العمل اللائق في فلسطين؟
- قطاع الطاقة وفرص الانفكاك عن الاحتلال
- سياسة تعطيش الفلسطينيين وأهداف التنمية المستدامة
- واقع المرأة بين المساواة والمواساة
- التعليم والحرية وأهداف التنمية المستدامة
- من أهداف التنمية المستدامة: الصحة الجيدة
- الهدف الثاني للتنمية المستدامة: القضاء التام على الجوع
- الاحتلال والفقر أصل الشرور الاجتماعية والاقتصادية في فلسطين


المزيد.....




- انطلاق مؤتمر دولي حول ترجمة معاني القرآن الكريم في ليبيا
- ماركو رويس ـ فنان رافقته الإصابات وعاندته الألقاب
- مهرجان كان: دعوة إلى إضراب للعاملين في الحدث السينمائي قبل أ ...
- حفاظا على الموروث الشعبي اليمني.. صنعاني يحول غرفة معيشته لم ...
- فلسفة الفصاحة والخطابة وارتباطهما بالبلاغة
- غزة في المتحف العربي للفن الحديث عبر معرض -شاهد- التفاعلي با ...
- بجودة عالية الدقة HD.. تردد قناة ماجد 2024 وشاهد الأفلام الك ...
- استقبل تردد قناة MBC2 على جميع الأقمار الصناعية لتستمتع بأفض ...
- كيف استغلت مواهب سوريا الشابة موسيقى الدراما التصويرية في ال ...
- -فنان العرب- محمد عبده يعلن إصابته بالسرطان


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهى نعيم الطوباسي - عن شموخ مي آل خليفة: خذوا المناصب واتركوا لي الوطن