أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - الحرب في أوكرانيا: لعبة مصالح














المزيد.....

الحرب في أوكرانيا: لعبة مصالح


مزهر جبر الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 7332 - 2022 / 8 / 6 - 13:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحرب في اوكرانيا، لعبة مصالح، أو لعبة صراع على مناطق النفوذ والهيمنة، لعبة مصالح اقتصادية وتجارية ومالية على سطح الكرة الارضية، عندما تتدافع مصالح القوى العظمى والكبرى؛ لعبة تتعدى الحاضر، بعدة مراحل؛ ستلقي بظلالها على المستقبل. الذكي والشاطر من يختار الطريق الصحيح في هذا الصراع الدولي، والذي سيتمحور مستقبلا؛ ليس على محورين او يكون الصراع بين محورين؛ روسيا والصين من جانب ومن الجانب الثاني امريكا والاتحاد الاوروبي، كما يظهر عليه واقع الصراع على الارض حاليا، أو كما يتم تصوريه بقصدية سياسية في الاعلام الغربي، أو كما يبدو عليه هذا الواقع حين يتم النظر اليه بعين واحدة، أو بزاوية نظر واحدة، وليس بزوايا نظر كلية الاحاطة للصراع وتحولاته المستقبلية، ومصالح القوى العالمية العظمى والكبرى التي سوف تتصارع على مسرح هذه التغييرات المرتقبة والتحولات الكبرى في العالم. بل ان واقع هذا الصراع الذي تلوح افاق حركته واضحة لا غموض ولا لبس فيها؛ عندما يتم النظر إليها بعينين متبصرتين لا مبصرتين؛ تبصر عدة مشاهد وراء مشهد الصراع هذا، في الوقت الحاضر، الذي يتركز أتونه بين روسيا ومن معها( الصين) ولو بطريقة خفية غير واضحة، لكنها موجودة وجودا، بأشكال وطرق ووسائل عديدة ومتنوعة، وبين امريكا والاتحاد الاوروبي، من الجانب الثاني؛ اللذان حتى الآن، يشكلان ثنائيان متعاونان ومتضافران بصورة علنية، بل صلبة وحادة وشرسة، في مواجهة روسيا؛ بخلاف شريك روسيا الصيني. اعتقد من وجهة نظري المتواضعة؛ ان الصراع، او هذا الصراع مستقبلا، سوف يكون بين القوى العظمى والكبرى بلا محاور محددة الحركة والمواقف سلفا؛ بل ان مواقفها ستكون بحسب ما تفرضه عليها مداخيل الصراع هذا، وما سوف تحصل عليه، ان هي وقفت الى جانب هذه الدولة العظمى او تلك الدولة العظمى؛ اي انه صراع مفتوح على مختلف الشراكات والانتماءات؛ تمليه علي جميع دول العالم، ما تحصل عليه من مغانم ومكاسب من هذه الشراكة، او هذا الانتماء لطريق النزاع مع المتخاصمين الكبار في المعمورة. الحديث هنا يدور عن الصراع، او النزاع لما بعد الامد المنظور، بعد ان تتوقف عجلة الحرب في اوكرانيا عن الدوران بعد زمن ما، من الصعوبة في الوقت الحاضر؛ تحديد سقفها الزمني. ان الحرب في اوكرانيا؛ لم تكن هي من فجرت هذا الصراع، بل ان الصراع، أو، بل ان هذا النزاع كان يدور ليس بين روسيا وامريكا ومن معها من دول الناتو، بل بين امريكا وروسيا والصين منذ امد بعيد؛ اي منذ عام 2007؛ عندما قال بوش الابن، ان الصين تشكل خطرا على الامن القومي الامريكي، وهو هنا؛ يقصد التأثير الصيني المستقبلي على الهيمنة الامريكية على العالم. وايضا عندما اعلن بوتين في ذات العام، في خطاب له امام منظمة الأمن الجماعي الاوربي؛ ان العالم يجب ان لا يقاد من قبل دولة واحدة، بل يجب ان يقاد بصورة جماعية. هذا المقدمات التي حدثت او قيلت قبل اكثر من عقد ونصف العقد من الزمن، في الذي يخص الجانب الروسي تحديدا، في هذه الحرب؛ تجعل المتابع؛ يتبصر الحقيقة، هي؛ ان الحرب في اوكرانيا كان مخطط لها مسبقا من قبل روسيا، ولم تكن وليدة لحظتها، او وليدة يومها بفعل التهديد الامريكي، من خلال منصة الناتو. وما طلب روسيا من امريكا، او مطالبتها بالضمانات الامنية، ما هي الا حجة لشرعنة الحرب في أوكرانيا. لكن في المقابل وجود الناتو على حدود روسيا؛ يشكل قلق وجودي وامني، يحد من فاعلية القوات الروسية الضاربة، ويقلص امامها مساحة الزمن في الرد. ان هذا؛ ان حدث، سيقلص الزخم المعنوي للقوات الروسية، ولقيادتها، ولصانع القرار السياسي في موسكو. لجهة المناورة والمرونة والمساومة، في المحفل الدولي، عندما تكون تحت التهديد الامريكي بعصا الناتو، حين يتم محاصرتها بطوق محكم بقواعد الناتو، اي امريكا. مما يتيح لأمريكا؛ ممكنات هائلة التدمير على حافات الحدود الروسية، بما يصاحب، هذه التطورات، عندما تصبح حقيقة واقعة على الارض، كما اسلفت القول فيه؛ من رسائل تهديد امريكية، مضمرة ومبطنة، عندما تدعم روسيا هذه الدولة او تلك الدولة، تحت قبة مجلس الامن الدولي، مركز الدكتاتورية الدولية. ان هذه التطورات، او التحولات، ان قيد لها وصارت حقيقة على ارض الواقع؛ ستؤثر على مصالح روسيا في مناطق مصالحها، في دول العالم الثالث، وفي غير هذا العالم، من الدول الاخرى، التي ترتبط مع روسيا بالشراكات، والتي تنتظر من روسيا الدعم في المحفل الدولي. ان هذه الدول ان لم تحظى بالدعم الروسي، أو ان روسيا غير قادرة على حمايتها من التغول الامريكي؛ ستبتعد عنها( عن روسيا) لتبحث عن شراكات مع دول عظمى اخرى( امريكا مثلا). مما يقود الى التوقع الروسي، اي انكماش التأثير الروسي في القضايا الدولية، وفي التوازي؛ انحسار مصالحها الاقتصادية، ليحكم عليها بالموت الاقتصادي البطيء، الذي يقود الى تهديد الجغرافية الروسية، تهديدا داخليا. في هذا الصدد، وفي حركة استباقية روسية، مبنية على قراءة او استقراء لخطط امريكا من خلال الناتو في الذي تبيته هذه الخطط لروسيا؛ يقع قول بوتين قبل اشهر من الحرب في أوكرانيا: ان مهاجمتنا من اي دولة اوربية، اي من اراضي اي دولة اوربية، لن نقوم بمهاجمتها، بل بمهاجمة عاصمة صاحب القرار، والمقصود هي امريكا. في الوقت ذاته؛ يقع الاعلان الروسي عن امتلاك روسيا اسلحة فرط صوتية، ولا يمكن التصدي لها من اي دولة في العالم. هذه الرسائل ما هي الا مقدمات للحرب في أوكرانيا، الذي حدث تاليا بعد زمن قصير؛ كاستباق لما يبيت لها من امريكا مستقبلا. هذا يعني ان الصدام الروسي مع الغرب بقيادة امريكا؛ كان مؤجلا من قبل روسيا بوتين، حتى يحين وقته، اي انه كان يمور تحت الارض بحرارة مشحونة بدرجة اتقاد عالية جدا، ولا تحتاج سوى الضغط على القادح؛ لتتفجر الحرب في اوكرانيا، كنتيجة لصراع غير معلن او معلن بنعومة بين روسيا وامريكا.



#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -اعلان القدس-: امن اسرائيل ودمجها في المنطقة العربية
- العراق: تسريبات المالكي الصوتية، ومأزق تشكيل الحكومة
- خفض اسعار النفط: محاولة ربما فاشلة للرئيس الامريكي
- مؤتمر الجدة: لعبة فاشلة
- نشيد الموت: دكناتوريات تطارد الشعب
- العراق: تفكيك مأزق تشكيل الحكومة ام الذهاب الى انتخابات مبكر ...
- ايران وامريكا: ابرام الصفقة النووية ام المواجهة؟
- العراق: قراءة في مأزق تشكيل الحكومة
- العراق: ازمة تشكيل الحكومة؛ السبب الحقيقي
- الهند: تداعيات الحرب في اوكرانيا
- الاستراتيجية الصينية.. امتلاك جميع عناصر وعوامل القوة والقدر ...
- السعودية: تداعيات الحرب في اوكرانيا
- الصين: تداعيات الحرب في اوكرانيا
- الحرب الروسية الامريكية على الاراضي الاوكرانية: صراع كوني عل ...
- القوى العظمى والكبرى: أعادة انتاج وتدوير لمواقع القوة والاست ...
- القوى العظمى والكبرى: اعادة انتاج ةتدوير لمواقع القوة والاست ...
- القضية الفلسطينية: منصة لتجميل وجوه الانظمة العربية
- الحرب الروسة الاوكرانية، وزيارة الرئيس السوري: قراءة مختلفة، ...
- روسيا واوكرانيا: ماذا والى اين
- حلمٌ بانتظار الشروق


المزيد.....




- فيديو يظهر لحظة اشتباك مسلح بين الشرطة الأمريكية ومشتبه به.. ...
- هذا الفيديو لا يتعلق بمحاولة اغتيال مزعومة لولي العهد السعود ...
- فرار 10 آلاف شخص من منطقة خاركيف الأوكرانية على خلفية الهجوم ...
- خريطة توضح آخر تحركات القوات الإسرائيلية في عملياتها بغزة
- خطوة بخطوة.. كيف ستمر مساعدات غزة عبر الرصيف العائم؟
- هيئة بحرية بريطانية: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليم ...
- ترامب يعد ببناء -قبة حديدية- فوق الولايات المتحدة
- إجلاء 10 آلاف شخص من منطقة خاركيف الأوكرانية بسبب الهجوم الر ...
- -طائرات حربية مصرية في سماء سيناء-.. ما حقيقة الفيديو؟
- -أكثر من ثلث طلاب الجامعات البريطانية يرون هجوم حماس عملا من ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - الحرب في أوكرانيا: لعبة مصالح