أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكيب كاظم - آراء يجمعها غبط المكانة. الجواهري متنبي زماننا الذي انتظرناه عشرة قرون















المزيد.....

آراء يجمعها غبط المكانة. الجواهري متنبي زماننا الذي انتظرناه عشرة قرون


شكيب كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 7330 - 2022 / 8 / 4 - 04:35
المحور: الادب والفن
    


في كتابه النقدي(الجواهري كلاسيكي ضد الكلاسيكية) ألذي نشرت(طبعة بغداد) منه دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد سنة ٢٠٢١؛ الكتاب المرّكز المكثف، ألذي أضاف إليه مؤلفُه الباحث السوري محمد علاء الدين عبد المولى؛ عيّنات متألقات من شعر الجواهري الكبير، ينقل الباحث بعضا من آراء كبار الشعراء والنقاد العرب، في شعر الجواهري الخالد(تموز ١٩٩٧) ويناقشها ولاسيما مصطلح (الكلاسيكية) ألذي يأتي رديفا لمفهوم القديم، لكن الناقد محمد علاء الدين يبسط رأيه المغاير في هذا المصطلح، مدونا رأي الشاعر الفلسطيني الشهير محمود درويش(آب ٢٠٠٨) بالجواهري واصفا إياه: بأنه آخر وأكبر الكلاسيكيين على الإطلاق، إنه آخر العظماء دون شك، برحيله أخذ معه الكلاسيكية جميعها "ص١٦.
كما أن درويش يقرن شاعرية الجواهري بشاعرية الشاعر المصري المعروف أحمد شوقي (١٩٣٢) إذ يراه إلى جانب شوقي أهم شاعر كلاسيكي في القرن العشرين، ولا أقبل بالمقارنة البسيطة التي تواجهه بعمر أبي ريشة وبدوي الجبل على سبيل المثال. أرى قامته أعلى وأراه أكثر ديناميكية في حضوره وفي صلة الشعر بالناس " ص١٦.
مردفا رأي درويش برأي الشاعر اللبناني الشاهق سعيد عقل (١䀛٢٢٠١٤) الذي يصف شعر الجواهري لا يكمل الخط الكلاسيكي فقط إنما يعطي جديدا أيضاً من ضمن هذا الخط. وهو في هذا العصر بين أكبر الشعراء " ص١٧.
أما نزار القباني (١٩٩٨) فيصفه بالمعمار السومري، البابلي، العباسي، الذي اثبت فقرات القصيدة العربية، ولولاه لبقي ظهر القصيدة العربية مكسورا حد اليأس "ص١٧
هذه الآراء أطلقت غبّ رحيل الجواهري الكبير، وفيها من الطابع الاحتفالي في حضرة الموت، ما يلجم العقول عن إظهار الرأي الصراح؛ فللموت سطوته وقتامته.
يحاول الباحث محمد علاء الدين نفي الصلة بين شعر الجواهري، وشعر شوقي، فالبون شاسع بينهما، لأنه يرى أن تجربة شوقي الفنية كانت إحيائية بدائية تتوسل أسسها الفنية والفكرية والأدواتية في تجارب السلف الشعري، وكان دورها مقتصراً على إتباع سبل الأقدمين كما ابتدعوها هم أنفسهم " ص١٨.
وأرى أن شوقي ابن زمانه، فليس من العدل والدقة أن نسقط آراءنا الحداثية الآنية على شعره، وثمة قرن من الزمان يفصل بيننا وبينه، وستكون آراؤنا تقليدية وقديمة وربتما كلاسيكية بعد عقود من الزمان، فلكل زمن دولته ورجاله، وأعني هنا أن لكل زمان أفكاره وتوجهاته وآراءه.
آراء في شعر الجواهري
يقف الناقد محمد علاء الدين طويلا عند رأي الشاعر والناقد والباحث السوري السامق أدونيس؛ رأيه الصادم بشاعرية الجواهري، إذ يرى أن الجواهري فكرياً ثوري ولكنه فنيا إتباعي يكتب بطريقة أسلافه رابطاً ذلك بظاهرة عربية تفيد أن العرب قد يقبلون التغيير في الحياة السياسية الاجتماعية، غير أنهم لا يقبلون أبداً بتغير أشكال الكتابة الشعرية ويصرون على بقائها كما ورثوها، وأن ليس في ديوانه فنيا ما يدل على كونه معاصرا، كما أن شعر الجواهري بناء خليلي- كلاسيكي في القلب من عمود الشعر، وأخيرا يفجر أدونيس قنبلته الدخانية الصوتية المنافية لوقائع النقد والدرس والبناء الشعري قائلا: إن بدوي الجبل وسعيد عقل وأمين نخلة وأبا ريشة يفوقونه في النسيج الشعري. ص٢١
وأرى أن هذه الآراء المجافية لمناهج الدرس الرصين، قد جاءت لجلب الانتباه ومحاولة مخالفة المألوف، لا بمعنى التقوقع والصنمية، بل مخالفة الحقائق الجلية الباهرة التي تؤكد علو شاعرية الجواهري، وثرارة قاموسه الشعري، وقاموسه اللغوي؛ لغته الجزلة العالية التي ربتما صعبت على أفهامهم، فهمهم، لكنها لغة راقية جميلة، وليس من الدقة رصف هؤلاء الشعراء الذين ذكرهم أدونيس،- مع احترامي الشديد لمنجزهم- رصفهم إزاء الجواهري، فضلاً عن أن الجواهري ثوري فكرياً وثوري فنياً بدليل أنه نوّع في شعره ولاسيما في سنواته الأخيرة، وما الضير أن ينسج على وشي الخليل وعموده الشعري، فهذا هو شعر العرب، فضلاً عن التنويعات الشعرية الأخرى، التي لاريب يعرفها شاعرنا أدونيس، مثل الموشحات والكان كان والدوبيت والقوما، وهل لا تكتمل الحداثة إن لم نكتب بطريقة شارل بودلير وقصيدة النثر الفرنسية؟!
وبعد أن يورد الناقد محمد علاء الدين عدداً من القصائد والمقطّعات الشعرية الجواهرية كي يكون الإفحام مبرهَناً عليه ومدللا، سائلا أدونيس: هل هذا شعر إتباعي على طريقة الأسلاف؟ وهل مقنع أن من يكتب شعراً كهذا لا يوحي بكونه معاصراً، ظانا أن حكم أدونيس على ديوان الجواهري بحاجة إلى إعادة نظر، ففي رأيه مسحة ارتجال ما تعودها من الشاعر العظيم أدونيس.
مناقشة آراء محمد بنيس
يفند الباحث الرصين محمد علاء الدين ويدحض آراء الناقد والشاعر المغربي الكبير محمد بنيس، الواردة في الجزء الأول من كتابه (الشعر العربي الحديث. التقليدية) الصادر عن دار توبقال المغربية سنة ١٩٨٩، حيث جمع تحت عنوان (التقليدية) كلا من: محمود سامي البارودي، وأحمد شوقي، والجواهري، وغيرهم وراح يبرهن على هذه التقليدية من خلال معطيات النقد الفرنسي الحديث، وما بعد الحديث، وهذا لا يصح فثقافات الشعوب ليست على شاكلة واحدة، لذا فشلت الأفكار الأممية التي أرادت إلباس شعوب الأرض لباساً فكرياً واحداً، كما لا تصح استعارة مقولات بنيوية أوربية فرنسية جاهزة كي نلبسها شعر الجواهري، وما يحاكم به شعر أندريه بريتون، ولويس اراكون، وسان جون بيرس، أو هنري ميشو، و، ولا يصح أن نحاكم به شعر الجواهري، فهذا- كما يقول الناقد متهكماً- شأن يربك البنيوية التي ستضطرب أحشاؤها عندما يتعلق الرأي النقدي بالمستوى الإبداعي للنص، فهي لن تقبل بأقل من وضع جميع النصوص- عظيمها ورديئها- في سلة واحدة، وما فعله بنيس مع شعر الجواهري تحديدا يمكن أن يفعله مع صحيفة سياسية إذا شاء أن يقرأها بنيوياً، فيحلل المتواليات الإخبارية، ويفكك المتن، ويستنجد بمعجم الدلائلية، ويقسم الصحيفة إلى مجموعات ووحدات سردية يكتشف فيها عناصر الدال والمدلول والعلائق داخل النص، وهي تمثل قاعدته النقدية البنيوية التي لا تفرق بين الجواهري وشويعر ولد منذ ليلة. ص٤١.
ويقف الناقد محمد علاءالدين عبد المولى عند تخبطات الناقد السوري محيي الدين صبحي- وكنت أتابع منجزه النقدي العلمي الرصين على صفحات مجلتي (المعرفة ) و(الموقف الأدبي) السوريتين، ولاسيما تبشيره بإبداع الروائي السوداني الطيب صالح (٢٠٠٩) عند نشر روايته (موسم الهجرة إلى الشمال)- ألذي رأى أن الجواهري بقي كلاسيكيا لم يستطع أن يدخل الرؤى الحديثة ولا الحياة، لكنه يعود عن آرائه هذه عندما يرحل الجواهري، فيكتب عنه كلاماً مغايراً، مما يؤكد هوى النفس وعدم الدقة في قولة الحق، ليرى أن الجواهري شاعر حديث وليس شاعراً معاصراً فقط، بل إن على الحداثيين أن يتعلموا من الجواهري كيف يكونوا شعراء معاصرين، والتفاعل مع هموم الناس فيكونوا ضمير شعبهم ولسان إنسانيته وكرامته!
وإذ المؤلف وصف الجواهري بأنه كلاسيكي ضد الكلاسيكية، فلأن النقد البائس يخلط بين النموذج التقليدي والنموذج الكلاسيكي، ويطلقها على كل ما هو مرفوض جمالياً وأسلوبياً، وبهذا يصبح كل شعر موزون مقفى تقليدياً وكلاسيكياً، في حين أن التقليد هو الافتقار إلى التجديد وخبوّ المخيلة المبدعة الخلاقة، أما الكلاسيكية فتعني القِدم، وليس كل قديم الوشي والنسج يعد أمراً تقليدياً ومن ثم سلبياً، ودليلنا هذه الموسيقا الكلاسيكية التي مازالت تستهوي الأسماع والألباب، وتمتع النفس والروح على الرغم من السبك القديم، في حين تصم أذنيك عن سماع موسيقا عزفت أمس لافتقارها إلى الفن والإمتاع والإيناس.
وأخيراً يرى المؤلف محمد علاء الدين عبد المولى إن الجواهري ثائر على الكلاسيكية ليبني كلاسيكيته الخاصة، وهو بعد ذلك كله وقبله شاعر يخترق تخوم المذاهب جامعا من كل تيار روحه، حذراً من التنميط الجاهز. ص٤٢
وأرى ان العرب انتظروا عشرة من القرون كي يجود الزمان عليهم بأبي فرات الجواهري؛ متنبي زماننا وما تتلوه من قرون وإن الأجيال المقبلة ستظل ترنو نحو الأفق عشر مئات من السنوات أخرى كي تكحل عيونها بمرأى جواهري زمانهم وتشنف أسماعها بسماع شعره وإنشاده.



#شكيب_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لم يمكث المعري في بغداد وبارحها غضبان اسفا؟
- الرجل بهجت العطية..سيرة مثيرة للجدل
- قبل الورقة الاخيرة. مقالات ثقافية
- حديث في النحو العربي
- مقالات تتفاوت أهمية... آخر ما كتب الناقد علي جواد الطاهر
- حنون مجيد مبدع متعدد المواهب.. وقفة عند الظاهرة الطباقية في ...
- محمد خضير في مثابات شاخصة بعالم السرد والكتابة
- الدكتور صبري مصطفى البياتي.. مفكر هوى من عليائه سراعا
- في وداع العروبي الطبيب أحمد الخطيب
- نقاش هادئ مع إبراهيم محمود بين مقص الرقيب والرشوة السياسية
- يظل للكتاب الورقي سحره وحميميته
- لطفية الدليمي تكتب عن -ما لم يقله الرواة- ... ما لم تقله الم ...
- شاعر المطولات والمرتجلات الشعرية عبد المحسن الكاظمي
- هل حقا كتب جيمس جويس ملحمة القرن العشرين؟ رواية قائمة على ال ...
- ضرورة الدقة في نقل وقائع التاريخ دراميا أو سينمائيا
- المُعْجَب بالمعري والسياب والداعي إلى الهم الخاص فوزي كريم ف ...
- نجيب المانع المترجم الضليع والمنشىء البديع
- أزمة خليج الخنازير وقلق العراق
- فاطمة المحسن في(الرحلة الناقصة ) رصد حيوات المثقفين العراقيي ...
- هل هي ثالث الثلاثية الروائية؟ حسب الشيخ جعفر يغدق علينا رواي ...


المزيد.....




- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...
- طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20 ...
- -لم أقتل زوجي-.. مسرحية مستوحاة من الأساطير الصينية تعرض في ...
- المؤسس عثمان الموسم 5.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 باللغة ...
- تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 على النايل سات وتابع أفلام ال ...
- وفاة الكاتب والمخرج الأميركي بول أوستر صاحب -ثلاثية نيويورك- ...
- “عيد الرّعاة” بجبل سمامة: الثقافة آليّة فعّالة في مواجهة الإ ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكيب كاظم - آراء يجمعها غبط المكانة. الجواهري متنبي زماننا الذي انتظرناه عشرة قرون