أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - خليل اندراوس - حول أهمية صياغة الفلسفة الثورية والدفاع عنها















المزيد.....

حول أهمية صياغة الفلسفة الثورية والدفاع عنها


خليل اندراوس

الحوار المتمدن-العدد: 7325 - 2022 / 7 / 30 - 22:51
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



هدف كاتب هذه السطور والمقالات عن الفلسفة الماركسية الاستمرار في نشر أسس هذه الفلسفة وتعميق المعرفة بهذا الفكر والفلسفة الثورية لدى جماهير الشعب الواسعة، وعند بداية كتابتي لهذا المقال، وجدت عن طريق محرك البحث "غوغل" بأن عدد زوار "موقع د. خليل إندراوس" ضمن موقع "الحوار المتمدن" بلغ 2877201، وهذا الأمر دليل برأيي على أن الاضطلاع على أسس الفلسفة الماركسية والفكر العلماني الأممي القومي الثوري ما زال وسيبقى الطريق الوحيد لإحداث التغييرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التقدمية، من أجل خلق تراكمات تقدمية كمية حتى نصل إلى إحداث الثورة الاجتماعية والانتقال إلى مجتمع المستقبل، مجتمع حرية الإنسان والإنسانية.

والأحزاب اليسارية، وخاصة الأحزاب الشيوعية، بحاجة إلى التعمق في دراسة وممارسة الفلسفة الثورية الماركسية، فلا يعقل أن يكون الشخص ينتمي إلى أحزاب يسارية، وخاصة شيوعية، ولا يعرف ولا يقرأ دراسات عن الفلسفة الماركسية، ولا يمارسها خلال العمل الثوري أو الاجتماعي السياسي بين جماهير الشعب الواسعة، وخاصة الطبقة العاملة.

في المجتمع الرأسمالي، الأحزاب اليسارية وخاصة الأحزاب الشيوعية، يجب أن تمثل الطبقة العاملة، وتمارس نضالها السياسي الاجتماعي الثوري من خلال تبني الفلسفة الماركسية الثورية، لأن الفلسفة الماركسية تعطي التفسيرات الأكثر عمومية لطبيعة العالم ولمكان البشرية ومصيرها فيه، أي نظرتنا العامة إلى العالم. وإذا اعتبرنا أن فلسفتنا الماركسية هي نظرتنا العامة إلى العالم، ستبرز أمامنا مهمة بناء هذه النظرة بشكل منظم وبالتفصيل، وتحويلها من خلال الممارسة الصحيحة التقدمية الثورية إلى نظرية متماسكة حسنة الصياغة والممارسة، بهدف تعميق معرفة الطبقة العاملة وجماهير الشعب الواسعة بهذه الفلسفة الثورية الإنسانية، والتي تسعى إلى إحداث الثورة الاجتماعية والانتقال من المجتمع الطبقي الرأسمالي إلى مجتمع المستقبل، مجتمع حرية الإنسان والإنسانية – المجتمع الشيوعي.

حين يكون المجتمع مقسمًا إلى طبقات، وقد تقسم المجتمع إلى طبقات دائمًا، منذ انحلال المشاعية البدائية، أي طوال الفترة التاريخية التي ينتمي إليها تاريخ الفلسفة، فإن مختلف الأفكار الجارية والسياسات والإعلام والاقتصاد في المجتمع تعكس دائمًا نظرات ومصالح مختلف الطبقات، ومن هنا نستطيع أن نستنتج أن مذاهب الفلاسفة دائمًا تعبر أيضًا عن نظرية طبقية تخدم مصالح طبقة معينة في المجتمع، فهي ليست في الواقع إلا البناء المنسق والصياغة النظرية لنظرة طبقة ما، أو بتعبير أفضل، لأيديولوجية طبقة معينة، وهكذا كانت دومًا منذ ظهور المجتمعات أو التشكيلات الاجتماعية الطبقية، فالإنسان لا يفكر ولا يستطيع أن يفكر في عزلة عن المجتمع، وبالتالي في عزلة عن المصالح الطبقية، وخاصة الآن في المجتمع الرأسمالي الإمبريالي.

قال لينين في رثائه لإنجلز: "يمكننا أن نعبر في بضع كلمات عن الخدمات التي أداها ماركس وإنجلز للطبقة العاملة على الوجه التالي: "لقد علما الطبقة العاملة أن تعرف نفسها وأن تعي ذاتها، وأحلا العلم محل الأحلام". والثورة الاجتماعية في المستقبل لا يمكن تحقيقها بنجاح إلا إذا قامت أغلبية السكان، وبالدرجة الأولى أغلبية العمال بعمل إبداعي ثوري تاريخي مستقل، ولن يكون انتصار للثورة الاجتماعية والانتقال إلى مجتمع المستقبل، مجتمع حرية الإنسان والإنسانية، إلا إذا وجدت الطبقة العاملة في نفوسها ما يكفي من الإدراك والإخلاص الفكري والتفاني والصلابة. والإخلاص صفة مهمة لمن يمارس الفلسفة الماركسية، لأن الفلسفة الماركسية هي مدرسة النضال الثوري المثابر وتوسيع قاعدته، ومن يخون رفيقه يخون الطريق. وهنا أذكر بعض أقوال لينين: "المثقفون هم أقدر الناس على الخيانة، لأنهم أقدر الناس على تبريرها"، "من خان رفيقه فقد خان القضية"، "تصبح الكذبة حقيقية إذا تم تكرارها بما يكفي...".

وهذه الممارسات تنعكس بشكل سلبي على أغلبية الشعب، فالمهمة الأولى للحزب الثوري الذي يتبنى الفكر الماركسي هي إقناع أغلبية الشعب بصحة برنامجه وتكتيكه وطريقة السياسي. وكما قال لينين: "لا يكفي المرء أن يكون ثوريًا ونصيرًا للاشتراكية أو شيوعيًا بوجه عام، إنما ينبغي له أن يعرف كيف يجد، في كل فترة خاصة، الحلقة الخاصة بها، والتي يجب عليه التمسك بها بكل قواه، من أجل مسك السلسلة كلها، وتحضير الانتقال إلى الحلقة التالية تحضيرًا متينًا، مع العلم أن توالي الحلقات وشكلها وترابطها والخصائص التي تميز بعضها عن بعض ليست بسيطة ولا بدائية في سلسلة الأحداث التاريخية، كما في سلسلة عادية خرجت من يدي الحداد" (لينين – المهام المباشرة أمام السلطة السوفييتية – المختارات المجلد 8 – ص52). وعلمنا ماركس وإنجلز أن الطبقة العاملة دون حزبها -المستقل عن كل الأحزاب البرجوازية- لا تستطيع بالتأكيد أن تنتصر على الرأسمالية، لا تستطيع أن تقود المجتمع كله نحو إلغاء الرأسمالية وإقامة الاشتراكية، وطور لينين التعاليم الماركسية عن الحزب، وأوضح أن على الحزب أن يعمل كطليعة لطبقته، كأكثر أقسام طبقته وعيًا، وأنه هو سلاح كسب السلطة السياسية وتدعيمها، ولكي يستطيع الحزب -أي حزب شيوعي- أن ينجز هذا الدور، فمن الواضح أن عليه امتلاك المعرفة والفهم والبصيرة، وبعبارة أخرى، يجب أن يكون مسلحًا بنظرية ثورية يقيم عليها سياسته ويسترشد بها في نشاطه، وهذه النظرية هي الفلسفة الماركسية اللينينية، وهذه النظرية ليست مجرد نظرية اقتصادية، ولا هي مجرد نظرية سياسية، بل هي نظرة شاملة للعالم – فلسفة. وحين يدرك حزب الطبقة العاملة ذلك كله، فإنه لا يستطيع إلا أن يصوغ فلسفته الحزبية الماركسية، وأن يتمسك بها بعد صياغتها ويطورها ويكتنزها، وفي هذه الفلسفة الماركسية، وخاصة المادية الجدلية الماركسية، تجسد الأفكار العامة التي عن طريقها يفهم الحزب العالم الذي يسعى إلى تغييره، ووفقًا لتعبيراتها يصوغ أهدافه ويحدد طريق نضاله لتحقيقه. في الفلسفة الماركسية، تجسد الأفكار العامة التي يسعى الحزب الماركسي عن طريقها إلى تنوير الطبقة كلها وتنظيمها، وإلى التأثير في كل جماهير الشعب العامل وقيادتها وكسبها، موضحًا النتائج التي يجب أن تستخلص من كل مرحلة من مراحل النضال، ومساعدًا الشعب على أن يعرف من خبرته الذاتية كيف يسير قدمًا نحو المستقبل، نحو مجتمع حرية الإنسان والإنسانية، لذلك يوجب على حزب الطبقة العاملة إذا أراد أن يكون قيادة ثورية حقيقية لطبقته وألا يضللها، استيراد أفكار رأسمالية معادية، بسياسة تتوافق مع هذه الأفكار، أن يهتم بصياغة فلسفته الثورية والدفاع عنها ونشرها بين الطبقة العاملة وجماهير الشعب الواسعة في جميع دول العالم، بما في ذلك العالم الرأسمالي، والبنية الأساسية لتحقيق الثورة الاشتراكية تتمثل في بناء حزب ثوري قادر على قيادة الجماهير لانتصار الثورة، ومهمة الحزب الشيوعي الاندماج داخل الطبقات العمالية، ليتكون منها بالأساس، فهو ليس حزبًا مستقلًا بمعزل عن النضالات الجزئية للجماهير. إن التوازن بين الممارسة النضالية وبين ربط الخطاب السياسي والبنية الاقتصادية الطبقية ومآلاتها هي أهم الأفكار المؤسسة للحزب دون حلقية (بتفريغ النضال من البعد السياسي) ودون انتهازية (بفصل المعارك عن أسبابها الطبقية والسياسية في الدولة الرأسمالية)، وهي ما افتقده العديد من الأحزاب الشيوعية، وخاصة الحزب الشيوعي السوفييتي.



#خليل_اندراوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولايات المتحدة مرادف مشؤوم للإرهاب الدولي
- الماركسية هي السلاح الفكري لمقاومة عولمة القهر والعدوان الام ...
- الحرب على النازية
- النظرة الأممية الإنسانية كفيلة ببناء مجتمع علماني دمقراطي حض ...
- الوحدة الوطنية الكفاحية الطريق الوحيد لحرية الشعب الفلسطيني
- النهضة الفكرية من خلال التطور الاقتصادي تحصين لهويتنا الجماع ...
- في ذكرى النكبة
- المطلوب برنامج عملي علمي جدلي يعتمد على النضال الشعبي المقاو ...
- أصل الشر هو الرأسمالية.. ولكن على القوة الثورية العمل على أن ...
- الفهم المادي للتاريخ هو الأساس النظري العام للنظرية الماركسي ...
- الولايات المتحدة صانعة الأزمة في أوكرانيا
- نضال البروليتاريا يجب أن يصبح من أجل تحرير المجتمع كله
- من حق روسيا الدفاع عن أمنها القومي: سياسات الناتو العدوانية ...
- النضال الطبقي سيؤدي حتمًا إلى الثورات الاجتماعية
- المادية الجدلية من أهم خصائص الفلسفة الماركسية
- نجاح روسيا في هذه المواجهة سيسقط الأحادية القطبية الأمريكية
- التناقض بين العمل والرأسمال يعمق الصراع الطبقي في كافة الميا ...
- الفلسفة الماركسية تسعى إلى فهم العالم من أجل تغييره
- الإمبريالية: أخطبوط الإرهاب وصانعة الحروب المحلية
- النظرية الماركسية: رسالتها تنمية الانسان الحر والمتطوّر والخ ...


المزيد.....




- عزالدين اباسيدي// حتى لا تدمر التضحيات
- 76 سنة بعد النكبة، لنعمل لبناء حركة دولية من أجل فلسطين!
- ما بين نكبتين
- عشرات المتظاهرين في تل أبيب يطالبون بإقالة جالانت
- تعليم: بيان اللجنة الإدارية الوطنية للجامعة الوطنية للتعليم ...
- تأجيل محاكمة المناضلين الداعمين للشعب الفلسطيني والمناهضين ل ...
- إلى الأمام… من أجل جبهة عمالية وشعبية موحدة لصد العدوان الثل ...
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين في جامعة كالي ...
- هنية: اليوم التالي للحرب ستقرره حماس والفصائل الفلسطينية
- نواقص رؤية لحراك 20 فبراير منتسبة إلى الماركسية نقاش مع الرف ...


المزيد.....

- كيف درس لينين هيغل / حميد علي زاده
- كراسات شيوغية:(الدولة الحديثة) من العصور الإقطاعية إلى يومنا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رؤية يسارية للأقتصاد المخطط . / حازم كويي
- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - خليل اندراوس - حول أهمية صياغة الفلسفة الثورية والدفاع عنها