أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - أيمن سعيد - برعاية انقرة و طهران نهري العراق يحتضران















المزيد.....

برعاية انقرة و طهران نهري العراق يحتضران


أيمن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7318 - 2022 / 7 / 23 - 01:59
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


يعتبر نهري دجلة والفرات شريان الحياة النابض لوادي الرافدين والتي تكونت على ضفافيهما حضارات العراق القديم،  وإلى يومنا هذا يعتبر هذان النهران هوية العراق و إرثه  التأريخي والأقتصادي 

تعد تركيا وايران بالإضافة إلى سوريا مصدرآ مائيآ ومغذيآ رئيسآ  لمياه نهري دجلة والفرات في العراق ، والتي تسهم تركيا فيهما  بنسبة 71% من مياه النهرين،  اما سوريا وايران بنسبة 10.9‰  فيما المتبقي من داخل العراق

وعلى الرغم من أمتلاك العراق ثورة مائية كبيرة، إلا انه لايستطيع التحكم بمقدراته المائية كونها تنبع من البلدان المجاورة،

وعلى إثر ذلك  عانى   بلاد النهرين في السنوات الاخيرة من الجفاف  ونقص  المياه  نتيجة  قيام  تركيا وايران بشن حروب مائية تسببت بخسائر جمة في المحاصيل الزراعية و الثروة الحيوانية.

يرتبط العراق مع  جارته الشمالية مصالح مائية مشتركة، إذ أن ثلثي  الثروة المائية التي يمتلكها العراق قادمة من تركيا و المتمثلة بنهري دجلة والفرات،
حيث ينبع نهر دجلة الذي يبلغ طولة (1718) كيلو متر من جبال طوروس في الأناضول  و يعتبر ثاني اكبر نهر في  جنوب غرب اسيا ، ثم يمر في الاراضي السورية بطول (50) كيلو متر، وبعدها يدخل العراق ويبلغ طوله داخل بلاد الرافدين (1400) كيلو متر،

اما شقيقه نهر الفرات الذي يبنع جنوب شرق تركيا يبلغ طولة (2940) كيلو متر، و يشكل  55 ‰ من طول مجراه في الاراضي العراقية.
 

(تركيا والعراق... صراع طويل الأمد مابين   نظرية السلطة المطلقة  والمياه المشتركة)

يتمثل الصراع المائي بين تركيا و العراق حول الاختلاف في وجهات النظر بين البلدين إزاء الملف المائي ،

إذ تنظر تركيا الى نهري دجلة والفرات على أنهما ليسا نهرين دوليين كي يتم تطبيق عليهما الأحكام والقوانيين الدولية،   وترى لنفسها السلطة المطلقة  و حق التصرف بهما  كونهما ينبعان من اراضيها،  ومن جهة ينظر العراق الى أنهما أنهار دولية مشتركة لها الحق في الأنتفاع بهما هي أيضآ،  

وتصر تركيا على رفضها بالموافقة على اتفاقية الأمم المتحدة حول أستخدام المجاري المائية للأنهار الدولية غير الملاحية، لأن هذه الاتفاقية لا تشير إلى مبدأ سيادة الدول على الممرات المائية الدولية التي تمر من أراضيها،

هنجعية تركيا على جارتها زادت عام 2018 بأنشاء سد إليسو على نهر دجلة ، وهي بمثابة بوابة سجن يمنع خروج مياهه للقاء شقيقه الفرات عند القرنة، وكان هدف تركيا من هذا السد هو تخزين المياه و السيطرة على الفيضانات.

وقد أشار تقرير صحفي تابع "لرويترز"   أن هذا السد تسبب بتشريد (80) الف  مواطنآ تركيآ من قراهم كما تسبب خارج تركيا بأزمة جفاف طال مدن عراقية عديدة.

( السدود و تغيير مسار الانهار،  إستراتيجية طهران المائية مع بغداد )

وعن المياة المشتركة بين العراق وايران :تمثل الموارد المائية القادمة سنويآ الى العراق من ايران  حوالي 35 % وتكون على شكل أنهار و سيول موسمية ، كما تساهم الجارة الشرقية بتزويد  6.9‰  من إجمالي مياه  نهر دجلة .

وبشأن الخلافات المائية (الايرانية_العراقية)،قامت ايران بمنع تدفق نهري الكارون والكرخة و ذلك بعدما انشئت سد الكرخة عام 2001 وسلسلة من السدود على نهر الكارون في الوقت الذي يعتمد العراق بشكل كبير  على هذين النهرين في تغذية نهر دجلة وشط العرب.

وبحسب خبراء، ان (40) نهرآ  ورافدآ تنبع من الأراضي الايرانية وتصب في الأراضي العراقية قامت الجارة الشرقية بتحويل (5) منها عن العراق



(العجز المائي يدق ناقوس الخطر)


وفيما يتعلق  بمقدار العجز المائي الذي تواجهه
بلاد النهرين، إذ وصل العجز  المائي في موسم الجفاف إلى (10) مليار مكعب، وتشير بيانات إحصائية حول هذا الموضوع إلى ان  نقص كل (1) مليار  متر مكعب ما يعني دمار أكثر من ربع مليون دونم من حيز الانتاج.

يؤكد مسؤولون" في وزارة الموارد المائية، ان العراق بحاجة إلى أكثر من (50) مليار متر مكعب من المياه كحد أدنى لتلبية متطلباته المائية

كما  ذكرت صحيفة "لوس انجلوس تايمز"   أن العراق يشهد أكبر موجة جفاف عرفها منذ وقت طويل،

بينما أشارت تقارير حكومية إلى أن العراق فقد 50‰ من موارده المائية منذ العام الماضي

فيما توقع البنك الدولي بأن تشهد البلاد بحلول عام 2050 انخفاضاً بنسبة 20% في مواردها المائية إذا  أستمر الوضع  هكذا.

(المواقف الحكومية....)

وعن المواقف  الحكومية بشان أزمة الجفاف التي تشهدها البلاد، وصف وزير الموارد المائية مهدي المياحي مستقبل العلاقات المائية مع ايران مجهولا مشيرآ إلى أن العراق أرسل مذكرة أحتجاج إلى الجانب الإيرانية لكنها لم تستجب،

وفي ذات السايق" هدد النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي، حاكم الزاملي، الذي استقال فيما بعد لأسباب سياسية،  بإمكانية إصدار قانون برلماني لتجريم التعاون الإقتصادي والتجاري مع تركيا و إيران إذا استمر تجاوزهم على حصة العراق المائية

(العراق الطرف الخاسر في الملف المائي)

وعن الخسائر الاقتصادية في هذا الموضوع،  اوضحت الدراسات التي قام بها العديد من  خبراء في مجال المياه  ان آثار موجة الجفاف ستظهر جلية للعيان في مجالات الزراعة وصيد الأسماك وتوليد الطاقة  مما يعني خسارة العراق   مليارات الدولارات في القطاع الزراعي  بالدرجة الاولى ويليه القطاع الحيواني  بالدرجة الثانية

بالإضافة إلى ذلك سيفقد العراق في جنوبه العديد من الاماكن السياحية والتراثية المهمة  كالاهوار، والتي تعتبر مناطق سياحية حيوية للسائحين و مصدر رزق للسكان المحليين سيما و أنها تعتبر ضمن قائمة التراث العالمي

(ماهي الحلول....؟)

و بخصوص الحلول التي لابد من اتخذاها من قبل الحكومة، يقترح خبراء و مختصون في هذا الشأن على ضرورة التواصل والتفاهم الدبلوماسي مع الجانب  التركي والايراني من اجل الوصل الى تقسيم عادل للمياه يرضي جميع الاطراف، 

وكذلك أتباع  اجراءات  للحيلولة دون  إهدار المياه، و أستخدام آليات وطرق حديثة لتخزينها و الحفاظ عليها، بالإضافة إلى الأعتماد على أساليب حديثة  في الزراعة والرأي، و تجنب الطرق البدائية  المسرفة للمياه

كما دعا الخبراء الجهات المعنية  إلى ضرورة  الأعتماد على المياه الجوفية التي يمكن الإستفادة منها خصوصآ في المناطق الصحراوية،

فكل هذه الإجراءات تتطلب جهود و أستنفار جميع المؤسسات الحكومية  من أجل أنقاذ ما تبقى من مياه نهري العراق، الذي لطالما كان يتغنى بهما الشعراء و الفنانين كونهما عبق الماضي و ألق الحاضر
ويبقى سؤال يجول  في خاطري  ربما  تكمن إجابته  في العقود القادمة، هل يا ترى  سنبقى  نردد أنشودة الشاعر "أسعد الغريري" (سلامٌ عليك على رافديك عراقَ القيم) أم سيكون بلاد النهرين بلا نهرين و تكون أبيات هذه القصيدة في طي  النسيان؟



#أيمن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيروس الْحَبّ أصابني.. كورونا أرحمي قلوب العاشقين


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إلى غزة بعد وصولها م ...
- -نيويورك تايمز-: إسرائيل أغضبت الولايات المتحدة لعدم تحذيرها ...
- عبد اللهيان يكشف تفاصيل المراسلات بين طهران وواشنطن قبل وبعد ...
- زلزال قوي يضرب غرب اليابان وهيئة التنظيم النووي تصدر بيانا
- -مشاورات إضافية لكن النتيجة محسومة-.. مجلس الأمن يبحث اليوم ...
- بعد رد طهران على تل أبيب.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات ...
- تصويت مجلس الأمن على عضوية فلسطين قد يتأجل للجمعة
- صور.. ثوران بركاني في إندونيسيا يطلق الحمم والرماد للغلاف ال ...
- مشروع قانون دعم إسرائيل وأوكرانيا أمام مجلس النواب الأميركي ...
- بسبب إيران.. أميركا تسعى لاستخدام منظومة ليزر مضادة للدرون


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - أيمن سعيد - برعاية انقرة و طهران نهري العراق يحتضران