أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - جاء اليوم الموعود The Promised Day Has Come (3)















المزيد.....

جاء اليوم الموعود The Promised Day Has Come (3)


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 7312 - 2022 / 7 / 17 - 20:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الألواح إلى الملوك
يستعرض حضرة ولي أمر الله بإسهاب خطاب حضرة بهاءالله إلى الملوك ويورد مقتطفات مطولة لنماذج من خطاباتهم إليهم فيبيّن قوة خطابه والطريقة التي أعلن فيها دعوته إليهم وكيف حذّرهم لاتّباع قوله ودعاهم للإيمان برسالته وعدم الإعراض، ويدعوهم إلى التمسك بالاستقامة وألا يتجاوزوا حدود الله ولا يظلموا العباد. ثم يوجههم إلى أن يصلحوا ذات بينهم ويقللوا عدد العساكر لتقل مصاريفهم.

كما أن حضرة بهاءالله يخاطب كل ملوك الأرض في لوح الملكة فكتوريا داعياً إياهم إلى التمسك بالصلح الأصغر وهي شيء يختلف كل الاختلاف عن الصلح الأكبر الذي لا يستطيع إعلانه ولا إقامته آخر الأمر إلا من كانوا على علم كامل بقوة ظهوره ويؤمنون إيمانا صريحاً بمبادئ دينه:
"يا معشر الملوك إنا نراكم في كل سنة تزدادون مصارفكم وتحملونها على الرعية إن هذا إلا ظلم عظيم.. لا تحملوا على الرعية فوق طاقتهم ولا تخربوهم لتعمير قصوركم .. لما نبذتم الصلح الأكبر عن ورائكم تمسكوا بهذا الصلح الأصغر لعل به تصلح أموركم وأمور الذين في ظلكم .. أصلحوا ذات بينكم إذاً لا تحتاجون بكثرة العساكر ومهماتهم إلا على قدر تحفظون به ممالككم .. اتحدوا يا معشر الملوك به تسكن أرياح الاختلاف بينكم وتستريح الرعية ومن حولكم.. إن قام أحد منكم على الآخر قوموا عليه إن هذا إلا عدل مبين."

خليفة الله في الأرض

فهذا حضرة بهاءالله يوجه الخطاب في أحرج الساعات إلى أولئك الذين الملوك والرؤساء الذين كانوا مظاهر السلطان وقوة الملك الأرضي. ولم تستطع الأخطار التي كانت تسرع في الإطباق عليه ولا القوة الهائلة التي استمدها أباطرة الغرب وسلاطين الشرق آنذاك من مبدأ الاستبداد المطلق أن تعيق منفيّ أدرنة وسجينها عن النفخ في بوق رسالته أقوى النفخ ليبلغها ظالميه العاهلين التوأمين وإلى زملائهما من الحكام والملوك.

وإنه لما يأسر انتباهنا ويذهل عقولنا حقاً عظمة الموضوع وتنوّع مطالبه وتساند أبحاثه وسمو لغته وجرأتها فهؤلاء هم الأباطرة والملوك والأمراء والمستشارون والوزراء والبابا نفسه والقساوسة والرهبان والفلاسفة وأقطاب العلم والعرفان ورجال المجالس النيابية والمندوبون وأغنياء الأرض وأتباع الديانات جميعاً وأهل البهاء - يدعون جميعاً إلى محضر كاتب هذه الخطابات ويتلقون النصائح والتعنيف اللذين يستحقونهما كل على قدر موهبته. ولا يقل إدهاشاً للعقل تنوع الموضوعات التي مسّها في هذه الألواح. مجّد فيها جلال الله المتعالي على العرفان والإدراك ونادى بفردانيته وأعلن وحدة رسله ونبّه عليها وأكد تفرد إمكانيات الدين البهائي وصبغتها العالمية وفض غرض الظهور البهائي وطبيعته وبين دلالة آلامه ونفيه المتكرر وناح على المحن والبلايا التي انهمرت على رأس مبشره ورأس سمّيه وعبر عن حنينه إلى تاج الشهادة الذي فازا به فوزاً عجيباً وتنبأ بالمفاخر المتألقة والعجائب المخزونة لدورته وسرد قصصاً مثيرة وعجيبة في وقت معاً وقعت في مراحل مختلفة من عهده. ونبّه مراراً تنبيهاً قاطعاً على فناء الأبهة والشهرة والثروة والسلطان الدنيوي وناشد الناس مناشدة ملزمة ملحة أن يطبقوا أسمى المبادئ في العلاقات البشرية والدولية وأن يتخلوا عن التقاليد البالية والرسوم الوضيعة التي تحطم سعادة الجنس البشري ونماءه ورخائه ووحدته في آن واحد. ندد بالملوك وعنّف رجال الدين وانتقد الوزراء والسفراء وقرر في لغة صريحة أن مجيئه هو مجئ الآب نفسه وأعلن ذلك مراراً وتكراراً وتنبأ بسقوط بعض هؤلاء الملوك والأباطرة سقوطاً عنيفاً وتحدى إثنين منهم تحدّياً صريحاً وحذر معظمهم وناشدهم جميعاً ودعاهم إليهم.

وفي لوح السلطان (وهو لوح إلى شاه إيران) يعلن بهاءالله قائلاً: "ليت رأي السلطان العالي يستقر على أن يجمع هذا العبد بعلماء العصر فيأتي في محضر السلطان بالحجة والبرهان. هذا العبد مستعد لذلك ويأمل من الحق أن يتاح له مثل هذا المجلس حتى تتضح حقيقة الأمر في ساحة السلطان وتلوح وبعد الأمر بيدك وأنا حاضر تلقاء سرير سلطنتك فاحكم لي أو عليّ."

وفي لوح الرئيس أيضاً يتذكر حضرة بهاءالله حديثه مع ضابط تركي كلف أن ينفذ أمر إخراجه إلى عكاء الحصينة فكتب يقول: "لي مطلب أتمناه إن استطعت أن تعرض على السلطان أن يسمح لهذا الغلام بأن يلاقيه عشر دقائق فيطلب إليّ ما يعدّه دليلاً على صدق قول الحق فإن أتى من عند الله أطلق سراح هؤلاء المظلومين وتركهم وشأنهم."

وكتب بهاءالله مشيراً إلى تلك الألواح الموجهة إلى ملوك الأرض التي أثنى عليها عبدالبهاء بقوله إنها "معجزة" فقال: "سمينا كلاً منها باسم: فسمينا الأول بالصيحة والثاني بالقارعة والثالث بالحاقة والرابع بالساهرة والخامس بالطامة وكذلك بالصاخة والآزفة والفزع الأكبر والصور والناقور وأمثالها حتى يوقن جميع أهل الأرض ويشاهدوا بالبصر والبصيرة أن مالك الأسماء كان في كل الأحوال غالباً على كل البرية وسوف يكون... من أول الخلق إلى يومنا هذا لم يحدث مثل هذا البلاغ العلني…"

ولقد أمر حضرة بهاءالله أن يكتب أهم لوح وجّه إلى سلطان منفرد على هيئة شكل هندسي يرمز إلى هيكل الإنسان وختمه بهذه الكلمات التي تكشف عن الأهمية التي علقها على هذه الخطابات وتشير إلى صلتها المباشرة بنبوءة العهد القديم؛ قال: "كذلك عمرنا الهيكل بأيادي القدرة والاقتدار إن كنتم تعلمون، هذا لهيكل وعدتم به في الكتاب تقربوا إليه هذا خير لكم إن كنتم تفقهون، أنصفوا يا ملأ الأرض هذا خير أم الهيكل الذي بني من الطين؟ توجهوا إليه كذلك أمرتم من لدى الله المهمين القيوم. اتبعوا الأمر ثم احمدوا الله ربكم فيما أنعم عليكم إنه هو الحق لا إله إلا هو يظهر ما يشاء بقوله كن فيكون."

ولا ينبغي لنا أن ننسى أنه أنزل فضلاً عن هذه الألواح الخاصة التي يخاطب فيها بهاءالله ملوك الأرض مجتمعين ومتفرقين -ألواحاً أخرى أبرزها لوح الرئيس- ونثر في كتاباته الضخمة فقرات لا تعدّ ولا تحصى يُوَجّه فيها الخطاب أو تذكر فيها الإشارة إلى الوزراء والحكومات وسفرائها. على إنني لست بصدد هذه الخطابات والإشارات لأنها -وإن بلغت من الصميم مبلغاً كبيراً لا يمكن أن تعد مشحونة بتلك الإمكانيات الكامنة الخاصة التي تعجّ بها الرسالات المباشرة المنفردة التي نطق بها مظهر الله ووجهها إلى أعاظم ملوك عصره.

... فلنتدبر الآن النتائج التي تلت. قلنا آنفاً أن استجابة هؤلاء الملوك كانت متباينة لا يكاد يخطئها أحد وهو يرى الحوادث تنفضّ أمام عينيه سريعة في مسيرها وبيلة في نتائجها. استجاب واحد من أبرز هؤلاء الملوك للنداء الإلهي استجابة منكرة وقحة، صارفاً عنها انتباهه بجواب وقح سجله أحد وزرائه. وألقى الآخر القبض على حامل الرسالة وعذّبه وجلده وذبحه ذبحاً وحشياً وفضل آخرون أن يلوذوا بالصمت المزدرى فعجز الجميع عجزاً مخزياً عن أداء واجبهم من القيام ومد يد المعونة وحفز دافع الخوف والغضب إثنين منهما على وجه الخصوص! فضيّقا الخناق على الأمر الذي تحالفا على استئصاله؛ فأمر أولهما بسجينه الإلهي أن ينفى نفياً آخر إلى مدنية هي من المدن: "أقبحها صورة وأردأها هواء وأنتنها ماء." على حين وقع الثاني –وقد عجز عن أن يلقي قبضته على المحرك الأول للدين البغيض- على معتنقيه الذين وقعوا تحت سلطانه أقسى ألوان الشدائد وأشدها وحشية وعجزت تلاوة أوجاع بهاءالله المودعة في هذه الخطابات عن أن تثير في قلبيهما العطف. وأطرحت نداءاته التي لم يسجل مثلها تاريخ المسيحية بل ولا تاريخ الإسلام إطراحاً مزرياً. واحتقرت الإنذارات المشؤومة التي نطق بها احتقاراً مترفعاً. وتجوهلت التحديات الجرئية التي أصدرها، كما أنهم نفضوا عن أنفسهم تلك العقوبات التي تنبأ بها نفضاً ساخراً.

فماذا حدث وما زال يحدث لقاء هذا الإعراض الكامل المهين في غضون القرن البهائي الأول ولا سيما في السنوات الختامية من هذا القرن المليء بمثل هذه المتاعب الثائرة والهجمات العنيفة الموجهة إلى دين بهاءالله المظلوم؟ ذهب ريح الإمبراطوريات وسقطت الملكيات وانقرضت الأسرات، وهانت الشخصيات الملكية واغتيل الملوك ودس لهم السم وسيقوا إلى المنفى وأذلوا إذلالاً في ممالكهم على حين أخذت العروش الباقية ترتجف من صدى تداعي العروش الأخرى.

ويمكن أن يقال أن هذه العملية الجبارة المدمرة قد انطلقت من عقالها في تلك الليلة الخالدة التي أنزل فيها الباب في حي مغمور من أحياء شيراز بمحضر أول حرف آمن به الفصل الأول من تفسير سورة يوسف الشهير (قيوم الأسماء) حيث نفخ في بوق دعوته إلى ملوك الأرض وأمرائها. واحتازت دور الحضانة إلى حيز الظهور حين تحققت نبوءة بهاءالله المودعة على مر الأجيال في سورة الهيكل القائلة بسقوط نابليون الثالث سقوطاً عنيفاً وحبس البابا بيوس التاسع لنفسه حبساً اختيارياً في الفاتيكان ثم اشتد أزرها في أيام عبدالبهاء حين قضت الحرب الكبرى على آل رومانوف وآل هوهنزلرن وآل هبسبرج وحولت ملكيات عتيدة قوية الشوكة إلى جمهوريات وازدادت قوتها بعد صعود عبدالبهاء بقليل بانقراض آل قاجار في إيران وزوال كلا السلطنة والخلافة زوالاً مروعاً. وما زالت هذه العملية تفعل فعلها بين أسماعنا وابصارنا ونحن نشاهد المصير الذي يداهم الرؤوس المتوجة في أوروبا على التوالي إبان هذا الصراع الجبار الوبيل. والواقع أنه لا مفر لمن يشهد ظواهر هذه العملية المطوّرة السارية التي تجلت في مدن صغيرة نسبياً مشاهدة لا يحتز فيها ولا تعصب من أن ينتهي إلى الجزم بأن هذه السنوات المائة الأخيرة يمكن أن تعد بالقياس إلى مصائر الملكية فترة من أشد الفترات اضطراباً في تقويم الجنس البشري.



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء للعالم الإنساني (3-6)
- الفداء والتضحية في الأديان عبر الأزمان
- (2) - نداء للعالم الإنساني
- جاء اليوم الموعود The Promised Day Has Come (2)
- جاء اليوم الموعود The Promised Day Has Come (1)
- نداء للعالم الإنساني (1)
- آوان ازدهار الجنس البشري (7-7)
- (6-7) آوان ازدهار الجنس البشري
- نداء حار إلى معالي السيد المحترم عبدالفتاح السيسي رئيس هذه ا ...
- آوان ازدهار الجنس البشري (5-7)
- عنوان الموضوع: آوان ازدهار الجنس البشري (5-7)
- آوان ازدهار الجنس البشري (4-7)
- المرأة عبر العصور وحتى قرن النور
- آوان ازدهار الجنس البشري (3-7)
- آوان ازدهار الجنس البشري -(2-7)
- آوان ازدهار الجنس البشرى (1-7)
- معضلة خاتم النبيين
- العصر العظيم القادم
- نداء إلهي إلى العالم
- إلى قادة الأديان في العالم


المزيد.....




- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - جاء اليوم الموعود The Promised Day Has Come (3)