محفوظ فرج المدلل
الحوار المتمدن-العدد: 7310 - 2022 / 7 / 15 - 23:38
المحور:
الادب والفن
الغبارُ ثانياً و……
الغبارُ فضاء توشح بالاصفرار
سفير من الارض للارض
إنَّ المعانيَ فينا تلبَّدَ مضمونُها
وكلُّ الحقائقِ أضحَتْ
مُلفَّعةً بالغبار
الاكاذيبُ سيلُ ترابٍ
على الطرقاتِ
يَصدِّقُها الاغبياءُ
على ( السوشل ميديا) غبارٌ
يبَرقِعُ وجهَ النهارِ
يُعتِّمُ ما هوَ أنصعُ
تُظهِرُ شاشاتُهُ أوجهَ الكالحين
الغبارُ يلوحُ القلوبَ
النقيةَ
يوصَفُ مَن كانَ يحمِلُها سابقا
بالبريء
الغبارُ تلذَّذَ بين ثنايا الضميرِ
مُستَعمِراً لمنافذِهِ
وأحاطَ بها
لم يعدْ مثلَما كانَ
يؤلمُهُ أن يَرى جائعاً
أو يَرى طيَّباً هدَّهُ مرضٌ بالغٌ
تَعَكَّرَ أصبحَ مُبتَكِراً للقساوةِ
كالصخرِ ليسَ يرقُّ لعانٍ
ولا لقريب
الغبارُ تبنّى المياهَ
تَسلَّلَ نحوَ روافدِها
صارَ شاربُها ليس مُؤتَمناً
حامياً لحياضِ سواحلِهِ
مُسِخَ الحبُّ صارَ كراهيّةً
الغبارُ تخيَّرَ أعشاشَهُ
فوقَ أوراقِ كلِّ الثمارِ وحطَّ هناكَ
وباضَ وباءً وداء
الغبار تطاول واجتاز
منعرجات العقول
وساومها أنْ تغادرَ
أفكارَها في البناءِ
والا سترمى بسهمِ الجنون
الغبارُ احتوى الاوكسجين
تغَذّى بذرّاتِه طائراً
ظلَّ سدّاً بجنحانِهِ
يستبيحُ الحياة
د. محفوظ فرج
#محفوظ_فرج_المدلل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟