أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل تومي - سقوط المعارضة العراقية مع سقوط النظام الفاشي














المزيد.....

سقوط المعارضة العراقية مع سقوط النظام الفاشي


نبيل تومي
(Nabil Tomi)


الحوار المتمدن-العدد: 7308 - 2022 / 7 / 13 - 17:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان الشعب العراقي بأغلبيته يأمل خيرا في المعارضة العراقية التي ما برحت تصدع رؤوس العراقيين والعالم بالكثير من الصخب وهي تقوم بمختلف الأنشطة والتحركات من الأتصال بالمنظمات الدولية وهيئاتها الحقوقية راجية من الرؤساء بأسعافهـا وأنقاذ الشعب العراقي من أيادي الطاغية وحزبه الفاشي ... وأستمرت المعارضة وأحزابهـا بأستغلال كل المناسبات للتعبير عن رفضهم للنظام البعثي الصدامي الساقط وتبيان مساوئه وظلمه لأبناء الشعب العراقي دون تمييز كل ذلك من أجل أنقاذه .
ما كانت تقوم به المعارضة بكل أطيافهـا المدنية العلمانية والقومية المختلفة والدينية المتمثلة بأحزاب الأسلام السياسي والتي والحق يقال أنهـا ( أي هذه الأحزاب مجتمعة ) برعت في جذب الرأي العام الشعبي الدولي وحتى بعض الأنظمة الدولية لمساعدتهـا ، مما أتاح لهـا أن تثبت مصداقيتهـا بين الجالية العراقية على الأقل في الخارج من حيث تعاونهم مع بعضهم وتشكلت العديد من الجبهات التي تناهض النظام في بغداد وأستحصلت على الكثير من المساعدات من هنـا وهناك .
وفي الحقيقة أن ما قدمته من برامج بديلة وأيجابية للتغيير مضاف أليهـا وضعها للخطط المستقبلية لأعادة بناء الحياة السياسية في بلد خربته سياسة الحزب الواحد الشمولية وكانت ( أي المعارضة ) قد قدمت نفسهـا للعالم بأنهـا ستحمي حقوق المواطن وتعيد كرامته وتعيد بناء كل ما دمرته الحروب العبثية للنظام السابق وبناء دولة مؤسساتية تقوم على أسس الديمقراطية الرصينة وتقيم نظام مدني علماني و لقد قدمت المعارضة نفسهـا كالملاك المنقذ للوطن والناس، والذين للأسف أنخدعوا وبلعوا الطعم عن حسن نيّة ، أنتظارا للخير القادم بعد سقوط البعث الصدامي الدامي
وما لبثت المعارضة أن عادت مهرولة ألى الداخل مع دخول الدبابات الأمريكية بغداد وأحتلال البلاد ، وبعد أن تأكدت أن النظام قد ولى من غير رجعة ... لم تصدق نفسهـا بأن أمور البلاد والعباد أصبحت قاب قوسين بيدهـا ... أبتدأ السباق الماراثوني لبناء أساسات وجودهـا بمختلف الأساليب حتى بان المخفي ، وأختلف المشهد وبدأت احلام الشعب تتهاوى واحدة تلو الأخر ى وأوراق التوت أخذت تسقط هي الأخرى لتكشف شيئا فشيئا عورات الأحزاب المعارضة وقادتهم جميعـا
أختلف المشهد وأنقلبت الوعود والبرامج رأسا على عقب وأصبح كل حزب يلهث خلف المواقع الحساسة ويهرول نحو الحاكم الأمريكي بريمر مقدمـا نفسه كعميل موثوق ، ورأينـا نحن الشعب بأن رجال المعارضة بالامس أضحوا اليوم مرتزقة يستجدون المناصب التي تدر عليهم المال والجاه ، وهذا الشئ أنطبق على مختلف فئات الشعب ، وبهذا أزيلت دولة المؤسسات والأنظمة والقوانين لتنشأ دولة السراديق الخلفية السوداء دولة العمالة والخنوع لدول الجوار، دولة اللصوص ومافيات السلطة ، دولة الميليشيات الحزبية المنفلتة لتصبح أول دولة في العالم في جمع كل ما هو أسوأ على الأطلاق
وبالنتيجة يشتد الصراع على المكاسب والمغانم الحزبية والشخصية , وتتفتح معدة قادة أحزاب المعارضة الخاوية إلى حيتان نهِمة لا تشبع أبدا ، كان وما يزال الأحساس لدى غالبية أبناء الشعب بأن الأحزاب التي كانت معارضة للنظام البعثي الساقط جاءت للسلطة للأنتقام وأكمال ما لم ينهيه ذلك النظام ، ولهذا راحت تركز في البحث عن المريدين وتشتري ضمائر الجياع والفقراء وضعيفي النفوس حتى وأن كانوا من أبناء الشوارع أو حتى من مجرمين وقتلة كانوا قد خدموا النظام السابق ، وأستطاعت لملمة كل ما بقي من أوساخ المزابل التي تركها النظام الساقط وراحت تعبث بالبلاد فسادا ، كأنهـا دخلت مدينة أو دولة عدوة فقامت بالقتل والسلب والنهب كمـا فعل تيمورلينك وهولاكو مع أخذ بالحسبان أن اولئك جاؤا فاتحين محتلين . أمـا هؤلاء عادوا لوطنهم بعد حرمان طويل
وتبين بعد حين من الأستقرار وقيام سلطة أنشأتهـا الأرادة الأمريكية برزت الأختلافات وصراع التكالب على المناصب وتقسيم الثروات لم تقدم (ما زال الحال على ذلك ) أي من الأحزاب برنامج أو منهاج عمل لأعادة بناء ما خربته الحروب وما ورثته البلاد من خراب نفسي وأجتماعي ، لقد تناست الشعارات والأهداف والمظالم التي كانت تتشدق بهـا أمام برلمانات ومدن العالم .... فتبين بأن أحزاب ومنظمات المعارضة هي الأخرى سقطت أخلاقيا ومبدئياً وأجتماعيا وتحولت إلى مجرد مرتزقة يميلون لمن يدفع ويتحولون من والى أي طرف يزيد من ثرائهم حتى وأن باعوا مبادئهم وتاريخهم ، فهم ساقطون كما كان النظام البعثي – الصدامي ساقط ... ولم تختلف أحزاب اليوم في العراق بشئ عن النظام السابق ، سوى أن عدد اللصوص والفاسدين تضاعف عشرات المرات لحد أن أصبح من لا يسرق لا يعيش شعار مرحلة العشرين عام الماضية



#نبيل_تومي (هاشتاغ)       Nabil_Tomi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحقيروالحظوة ... بين لاجئي الشرق والغرب
- شطحة خيال مع الكورونا فايروس
- سلامـاً للكادحين والفقراء في ميلاد حزبهم الـ 86
- صعقتم رؤسنـا بالسيادة يا قمامة
- حكومة متطوعين
- في أنتظار قرع الطبول
- في مقتل خمسين إيزيدية
- رسالة إلى الرئيس العراقي الجديد
- حيا على الصلاة
- ثلاثة أشهر طول المسرحية
- إلى من غادرنا مبكرا وأصبح نجما منيرا
- هل نحن على خطأ
- هل سيعود الأرهاب بخسارة الذئاب
- موضوع الأنتخابات العراقية القادمة
- هل لمجلس النواب أية فائدة
- 8 – شباط 1963 بدء أنتكاس العراق
- أجنحوا للسلم رأفة بالشعب العراقي المتعب
- متى تلبى طلبات الجماهير
- لقاء في ذكرى الثالثة لسقوط الموصل
- تحية لمؤتمر المدافعين عنا نحن الأقليات العرقية و الدينية


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل تومي - سقوط المعارضة العراقية مع سقوط النظام الفاشي