أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منى نوال حلمى - تجليات فقه - القفة - فى ذبح نساء الأمة














المزيد.....

تجليات فقه - القفة - فى ذبح نساء الأمة


منى نوال حلمى

الحوار المتمدن-العدد: 7302 - 2022 / 7 / 7 - 22:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تجليات فقه " القفة " لذبح نساء الأمة
------------------------------------------------------------------------

التجلى الأول :
--------------------

بعد أكثر من 1400 سنة نكتشف أن الحجاب فريضة، غيابها معصية . معنى هذا أن ملايين النساء والفتيات المصريات غير المحجبات ، حتى منتصف سبعينيات القرن الماضى ، كن عاصيات لله ؟؟ .
منطق الحجاب هو أن الذكر المسلم المتدين بفطرته ، يحمل شهواته أينما ذهب ، يثيرها خصلة من شِعر فتاة أو امرأة . والحل هو ترك الشهوانى غير المنظبط ، وعقاب المرأة بالتغطية .
كيف تقبل المرأة أن تعتبر أداة جنسية وتتغطى ؟؟. وكيف يقبل الرجل أن يعتبر ذئبا سعرانا ؟؟. بدلا من تجديد الخطاب الدينى والخطاب الأخلاقى نحو السمو فوق الغرائز ، ونطالب الذكور بالتهذيب وعلاج أمراضهم الجنسية والنفسية ، نغطى النساء نصف الحياة .
وقالت دار الافتاء التى أجازت شرعا ترقيع غشاء البكارة ، حتى نمنح المرأة العفة والتوبة والستر ، أن الحجاب فرض باجماع العلماء والفقهاء ، ومنْ ينكره مثل د . سعد الهلالى ، يخالف المعلوم من الدين بالضرورة . ماذا فى الحجاب ، أجبرهم على الاتفاق ، وهم مختلفون فى تفاسير آيات القرآن ، والسُنة القولية أو السلوكية ؟؟. وأين الآن الاجماع على الرق والجوارى والاستعباد ؟؟.
نصف قرن من الدعاية للحجاب ، مع غياب لأصحاب الآراء الأخرى التى ترى الحجاب غير فريضة ، وخاضع للعادات وطبيعة المناخ والعرف . وهى دعاية " سياسية " دشنته رمزا للاخوان خاصة ، والاسلام الوهابى السلفى عامة . والنتيجة كما قال قادة الاخوان عند خروجهم من الحكم السياسى فى 30 يونيو 2013 : " لم نُهزم .. يكفينا أننا حجبنا فتيات ونساء مصر وهذا انجاز تاريخى ". فعلا ، حكم العقول أهم وأخطر أنواع الحكم والسيطرة . ومنْ
التغيير ، يبدأ بالنساء ، لأنهن معيار تخلف أو تقدم المجتمعات .

التجلى الثانى :
------------------
الملاحظ أن الدين ليس منشغلا ، الا بما يخص المرأة ، منذ ميلادها وحتى الموت ، من شَعرها حتى أظافر قدميها .
لا نرى أى انشغال بالجهاد الدموى لداعش وغيرها ، أو بالبطالة والفقر وتلوث البيئة ومنغصات ذوى الاحتياجات الخاصة ، وكبار السِن ، والعنف ضد الأطفال ، وأخطاء الأطباء ، واهمال المستشفيات ، والتجارة بالأعضاء ، وجرائم الشرف غير الشريفة ، والتمييز لصالح الذكور فى بعض القوانين .
المرأة عليها الطاعة المقدسة للذكور " خلفاء الله فى الأرض " . ورأيها متهم مسبقا بالنشوز واغضاب الله وتكدير للسلم وتماسك الأسرة . وهى حتى لو فى حالها ، مُدانة ، ومشبوهة ، ومثيرة للشكوك . واذا أخطأت حتى بدون قصد ، ينزل عليها أشد أنواع العقاب ، والنبذ ، وتشويه السُمعة والشماتة .
هل خرج الذكور من بطون النساء ، ليكونوا أوصياء عليهن ، وليذيقهن مرارة العيش ؟؟.

التجلى الثالث :
------------------
يُفسر قتل وذبح المرأة ، بأنه " بعد عن الدين " .
ان المؤسسات الدينية الرسمية بملحقاتها ، الرسمية وغير الرسمية ، العلنية والخفية ، شغلها الشاغل هو بث المواعظ الدينية ، ولدينا قانون ازدراء الأديان الذى يلاحق منْ يفتح فمه فى أمور الدين ، خاصة النسائى منها . تضخم فى المظاهر الدينية الملتحمة حرفيا بتفاصيل حياتنا ، والفتاوى السلفية مزدهرة ، والنساء مطيعات محجبات ومنقبات . ثم يقولون " البعد عن الدين ". أعتقد أنهم يريدون أن الاقتراب من الدين الذى ينقصنا ، هو اقامة الخلافة الاسلامية ، وتطبيق حدود الشريعة الاسلامية ، واباحة الرق والجوارى والغزو والسبى ، وحبس النساء على فراش النكاح وفى المطابخ ، واعتماد تكفير المسيحيين واجبارهم على دفع الجزية ، واهدار دم المختلفين واللادينيين والمختلفين ، واحلال الدية والقصاص الشرعى محل العقوبات القانونية ، وألا يتساوى دم المسلم منهم بدم الكافر ، وألا يتساوى دم الذكر بدم الأنثى . يقصدون الغاء الدولة المدنية بكل تفاصيلها ، ومظاهرها ، وتحريم الغناء والرقص والموسيقى والنحت والسينما ، وكل شئ يعلن صراحة أن الانسان ليس حيوانا هائجا بشهواته المنحصرة فى النصف الأسفل من الجسد ، المثارة بخصلة من شعر فتاة أو جزء من كتف امرأة ، وعليها التغطية .

التجلى الرابع :
------------------------
أصبح لدينا فقه " القفة " ، يحذر المرأة ، لو أرادت السلامة من " الذبح " ، فعليها لبس " قفة ".
" فقه " ، و " قفة " تشتركان فى الحروف و أشياء أخرى . وهذا متوقع . فالمرأة منذ ولادتها وهى فى المعتقلات الذكورية ، وهى " الحائط المائل " ، و" أرض البطولات المزيفة " للذكور المهووسين بالنكاح ، وهى "شماعة " لتعليق الهزائم ، و "الريشة فى مهب الريح " ، وهى التى " وقعت من قعر القفة " .
اذن " القفة " ليست مستحدثة عليها .
كلمة " مراحيض " شقان ، الأول " مرا " وتعنى المرأة باللهجة الدارجة الشعبية . والثانى " حيض "
أى العادة الشهرية . أذكر فى فترة ما ، أن شركة كانت تعلن عن قاعدات المرحاض التى تصنعها ، وقد أعطتها أسماء نساء . اهانة ما بعدها اهانة . لكنها تعكس النظرة المتجذرة فى العقول والوجدان ، أن المرأة " سلة نفايات " . الآن أصبحت " قفة نفايات " .
ان " تحجيب " المرأة ليس مجرد وضح " طرحة " قماش على رأسها . انها حرب شاملة ضد " رأس " المرأة نفسها أى " عقلها " وليس شعرها . الختان ، عدم الاختلاط ، عدم العمل بأجر ، تحديد وظيفتها فى الزواج وخدمة الزوج والأطفال ، تصويرها بالضعف ونقص العقل والذاكرة ، وأنها الشيطانة وأصل الشرور والفتن ، وعدم اعتبارها أصلا انسانة وصية على نفسها وعلى حياتها.



#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجلوس على عرش العقول أكثر خطورة
- مشاهد مختلفة من تأملات امرأة مصرية
- بالشرع اقتلوها .. أهكذا تعبدون الهكم ؟ .... قصيدتان
- هزيمة لجنود الدولة الدينية وخلايا الوصاية الدينية
- توأم القمر ... قصيدة
- كيف لا تتغير التقاليد ومنْ صنعها يتغير ؟؟؟
- ولم تمشى فى جنازتى ..... قصيدتان
- ماذا يبقى ؟؟ ..... ثلاث قصائد
- - الايكوفيمينزم - : الطبيعة أنثى مستباحة للتحرش والاغتصاب وا ...
- - جريجورى بك - قمة الرقى الفنى والانسانى
- السهر مع رجل غيرك
- أحباب الله ليسوا أحبائى ...... قصيدتان
- حُريتِك هى حُريتى
- ما اسم هذه الحياة ؟ .... قصيدة
- - فاتن - لم تخرج من الفن لتدخل الجنة
- الغرف السِرية .......... قصيدتان
- حصرية الجدل الأخلاقى مع النساء وقانون - ازدراء الحرية -
- دمى يسبق دربى ..... قصيدة
- عند مماتى قصيدة
- المعوجة الضعيفة المحاصرة بالشرف والفضيلة


المزيد.....




- مين مستعد للضحك واللعب.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 20 ...
- «استقبلها وفرح ولادك»…تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ك ...
- لوموند تتابع رحلة متطرفين يهود يحلمون بإعادة استيطان غزة
- إبادة جماعية على الطريقة اليهودية
- المبادرة المصرية تحمِّل الجهات الأمنية مسؤولية الاعتداءات ال ...
- الجزائر.. اليوم المريمي الإسلامي المسيحي
- يهود متشددون يفحصون حطام صاروخ أرض-أرض إيراني
- “متع أطفالك ونمي أفكارهم” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ب ...
- لولو يا لولو ” اظبطي تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منى نوال حلمى - تجليات فقه - القفة - فى ذبح نساء الأمة