أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مصطفى العبد الله الكفري - الاستثمار الأجنبي المباشر في الدول العربية















المزيد.....

الاستثمار الأجنبي المباشر في الدول العربية


مصطفى العبد الله الكفري
استاذ الاقتصاد السياسي بكلية الاقتصاد - جامعة دمشق


الحوار المتمدن-العدد: 7302 - 2022 / 7 / 7 - 00:55
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


إبراهيم نمر: النور :
الاستثمار الأجنبي المباشر في الدول العربية وفي سورية كان العنوان الختامي لندوات جمعية العلوم الاقتصادية السورية، إذ أكد الدكتور مصطفى الكفري عميد كلية الاقتصاد في جامعة دمشق، حاجة سورية إلى الاستثمار الأجنبي لحل جزء من مشكلاتها الاقتصادية، مشدداً على أن الأوَّلية بالنسبة إليه هي للاستثمار المحلي أولاً، ثم العربي، ثم الأجنبي.
وفي آثار الاستثمار الأجنبي المباشر على اقتصاد الدول المضيفة، أشار د. الكفري إلى أن النقاش ما يزال مستمراً بين الاقتصاديين حول أهمية الاستثمار الأجنبي المباشر في اقتصاد الدول المضيفة، إذ يؤيد فريق استقدام الرأسمال الأجنبي نظراً لحاجة الدول إليه، وفريق آخر يحذر من تشجيعه، ويرى أنه ما هو إلا نوع من الاستعمار الجديد الذي يهدف إلى استغلال الفائض الاقتصادي للعالم النامي ونهبه.
الاستثمار الأجنبي بديل للقروض الخارجية:
يقول الدكتور الكفري إن هناك آثاراً إيجابية محتملة للاستثمارات الأجنبية المباشرة، وليس من الحكمة رفضها. ومن المزايا المحتملة لها:
أولاً - أن تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر لا يشكل عبئاً على الاقتصاد المضيف، بل هو بديل ناجح للقروض الخارجية.
ثانياً - إن الاستثمارات الأجنبية تسهم في سد أربع فجوات رئيسية في اقتصاد الدول المضيفة، وهي (فجوة المدخرات المحلية اللازمة لتمويل البرامج الاستثمارية الطموحة، وفجوة النقد الأجنبي اللازم لاستيراد الآلات والمعدات والخبرات الفنية التي تحتاجها عملية التنمية، والفجوة التكنولوجية لسد حاجة الدول النامية من الآلات، والفجوة بين الإيرادات العامة والنفقات العامة كالضرائب الجمركية وضرائب دخل على الأرباح).
ثالثاً - استغلال موارد الدولة المضيفة.
رابعاً - تحسين ميزان المدفوعات، عن طريق توفير الرساميل والتكنولوجيا، وهما العنصران الضروريان للتنمية الاقتصادية.
خامساً - خلق مجموعة من الوفور الخارجية وطائفة من المنافع الاجتماعية لاقتصاد الدولة المضيفة، وأهمها زيادة الرأسمال الاجتماعي، وزيادة القيمة المضافة، وخفض تكاليف الإنتاج المحلي.
الآثار السلبية للاستثمارات الأجنبية:
أما الآثار السلبية المحتملة لهذا الاستثمار الأجنبي المباشر، فقد قدمها د. الكفري من خلال ستة انتقادات، وهي:
أولاً - صعوبة توافق استراتيجية المستثمر الأجنبي مع استراتيجية التنمية في الدول النامية من حيث أوليات الاستثمار، فقد تتجه الاستثمارات الأجنبية في الدول النامية نحو القطاعات الهامشية التي تدر ربحاً وفيراً وسريعاً ولا تخدم عملية التنمية (مثل النشاطات السياحية، والتجارية، والمصرفية...).
ثانياً - قد يؤدي اختلال توازن علاقات القوى بين أي شركة دولة عملاقة ودولة نامية إلى مساومة غير متكافئة بينهما، إذ إن المستثمر الأجنبي يملك من القوى الاحتكارية والقدرات المالية والتكنولوجية ما يفوق قوة معظم الدول النامية، ما ينتج غبناً وإجحافاً بحقوق الطرف الآخر ومكاسبه.
ثالثاً - قد تؤدي مركزية اتخاذ القرارات للشركة المتعددة الجنسيات في دولة المقر إلى الميل لاستيراد المواد والسلع والكفاءات البشرية وغيرها من عوامل الإنتاج من مشاريع الشركة الأجنبية في الخارج، رغم وجودها في السوق المحلية.
رابعاً - قد تؤثر الاستثمارات الأجنبية سلباً على موازين مدفوعات الدول النامية، نتيجة تحويل كل أرباحها أو معظمها إلى الخارج.
خامساً - يمكن أن تؤدي هذه الاستثمارات إلى منافسة حقيقية للصناعات المحلية، والتي تؤدي إلى انهيار الصناعات الوطنية الناشئة، أو الصغيرة الحج.
سادساً - يمكن أن تسهم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في تفاقم تلوث البيئة، من خلال توطنها في بعض الأنشطة والصناعات الملوثة للبيئة.
وأكد الكفري أن للاستثمار الأجنبي المباشر أهمية كبيرة في اقتصادات الدول العربية، بسبب قلة مصادر تمويل المشاريع الاستثمارية في معظمها، وفي ظل تصاعد مؤشرات المديونية وتضخم تكاليف اقتراضها من العالم الخارجي وتجاوز أرقام خدمة الدين مبلغ الدين ذاته.
وفي حديثه عن الاستثمار الأجنبي المباشر في سورية أوضح د. الكفري أن حساب القيمة لوضع الاستثمار الأجنبي يتم استناداً إلى ستة عناصر رئيسية في الميزانية العمومية للشركة وهي ( حصة المستثمر الأجنبي من الرأسمال المساهم به، وحصته من الأرباح المحتجزة، والمطلوبات الطويلة الأجل والقصيرة الأجل، ومطالبات الموجودات الطويلة الأجل على المستثمر المباشر، والحسابات الدائنة )، موضحاً أن أهم تطورات الاستثمار الأجنبي المباشر في سورية هي أن معظم مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر في سورية تركزت في محافظات دمشق وحلب وريف دمشق بنسبة 65.5% من إجمالي عدد المشاريع الأجنبية. أما توزع مشاريع الاستثمار الأجنبي في سورية حسب النشاط الاقتصادي فقد حاز نشاط الصناعات التحويلية على أعلى نسبة من عدد المشاريع 41%. وكانت أكبر مساهمة للاستثمار الأجنبي المباشر في سورية حسب جنسية المستثمر بعد السوريين هو الرأسمال القطري والكويتي ثم البريطاني والكندي.
مؤشرات مالية: وبناء على هذه النسب فإن حجم الناتج المحلي الإجمالي بلغ في سورية عام 2008 نحو 2291 مليار ليرة سورية. وبلغت نسبة الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الناتج المحلي الإجمالي نحو 27,3%. بينما بلغت قيمة التكوين الرأسمالي في سورية عام 2008 نحو 408 مليارات ليرة، وبلغت نسبة الاستثمار الأجنبي المباشر منها 36,18%. واستحوذ قطاع الاتصالات على أعلى نسبة إذ بلغت 10,4%، تلتها شركة الكابلات (الكبول) بنسبة 02,2%. وعليه فإن قيمة أسهم الاستثمار حسب النشاط الاقتصادي بلغت في قطاع الاتصالات أعلى نسبة 98,25% من رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر، يليها قطاع الوساطة المالية بنسبة 27,17%، ثم إمدادات الكهرباء بنسبة 28,11%، يليها قطاع الصناعات الاستخراجية بنسبة 98,6%، ثم الفنادق والمطاعم بنسبة 88,5%. كما بلغت أعلى نسبة استثمار أجنبي مباشر حسب التصنيف الصناعي في قطاع الاتصالات 28,29%، ثم قطاع المصارف بنسبة 42,19%، ثم قطاع التأمين بنسبة 97,10%.
أما من حيث قيمة الصادرات والواردات فقد بلغ عدد شركات الاستثمار الأجنبي المباشر في سورية التي وردت فيها بيانات عن الصادرات فقط 39 شركة، وبلغت أكبر قيمة صادرات نسبتها 77,24% من القيمة الإجمالية في نشاط الصناعات الغذائية. كما بلغت أعلى نسبة واردات شركات الاستثمار في سورية في شركات النفط بنسبة 67% من إجمالي الواردات.
وفي الختام أكد الكفري أن هناك آراء تقليدية وعديدة تؤكد أن المساهمات الأجنبية في رأسمال المشروعات المحلية (الاستثمار الأجنبي المباشر) غير مرغوب فيها بصفة عامة في الدول العربية ولا يجوز تشجيعها. إلا أن هناك آراء أخرى تدعو إلى جذب المزيد من هذا الاستثمار باعتباره الأداة التي يعول عليها في حل المشاكل التي تجابه اقتصاديات الدول العربية.
الاستثمار الأجنبي لا يؤسس لتنمية مستدامة: ويتابع الكفري على الرغم من اتفاقنا على أهمية الاستثمار الأجنبي المباشر في اقتصادات الدول العربية، وبخاصة في الدول التي تعاني شح الموارد المالية المتاحة، فيجب أن لا نخدع أنفسنا، ونعدّ الاستثمار الأجنبي المباشر يحمل معه الحل الشامل، لكل المشاكل التي تعانيها اقتصاداتنا، لأن التنمية الشاملة والمستدامة في هذه الدول تقع في المقام الأول على عاتق الدول العربية وحدها. نجحت الاستثمارات الأجنبية في اختراق أسواقنا ومعظم أسواق الدول العربية، ومهما كان حجم هذه الاستثمارات تبقى الاستثمارات المحلية برأينا هي الأهم.



#مصطفى_العبد_الله_الكفري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيئة الدولية للتجارة
- م ع ك التقرير الاقتصادي الأسبوعي رقم 390/ 2022 التخصصي، التط ...
- النمو السكاني المرتفع في سورية وتداعياته الاجتماعية والاقتصا ...
- الاكتساب في الرزق المستطاب للإمام الشيباني
- اقتصاد المستقبل القائم على المعرفة والابتكار، دولة الإمارات ...
- حوادث دمشق الاقتصادية اليومية في القرن الثامن عشر للحلاق الب ...
- حكومات العالم تقرر التحفيز المالي لاقتصاداتها بسبب الفيروس ا ...
- بريطانيا خرجت من الاتحاد الأوروبي، ماذا سيحدث بعد ذلك؟
- م ع ك التقرير الاقتصادي الأسبوعي رقم 389/ 2022
- إطلاق خطّة التعافي الاقتصادي في مملكة البحرين
- الجامعات أمكنة تنوير ورافعة للتنمية الشاملة
- العرض والطلب، أساسيات الاقتصاد الجزئي
- الإمام محمد بن الحسن الشيباني، أبو القانون الدولي العام
- مؤشرات هامة حول تطور سكان الأرض
- من هي نائب الرئيس الأمريكي الجديد المنتخب؟ كامالا هاريس، نائ ...
- تحديث الاقتصاد الوطني في الجمهورية العربية السورية
- م ع ك التقرير الاقتصادي الأسبوعي رقم 388/ 2022
- واقع البحث العلمي في الجامعات العربية
- كتاب التكتلات والمنظمات الاقتصادية
- تصفية النخب السورية حارس الحضارة خالد الأسعد نموذجاً


المزيد.....




- -أرامكو- السعودية توقع صفقة استحواذ ضخمة
- مشروع ضخم جديد بين مصر والسعودية
- مصر تستعد لبناء سفن جديدة مع الصين
- روسيا تبحث إنشاء موانئ في مصر والجزائر ودول إفريقية أخرى
- بيسكوف: -عسكرة- الاقتصاد البريطاني -تمويه- لوضع اقتصادي صعب ...
- تقرير لصندوق النقد: مصر تعهدت بالكف عن الاقتراض المباشر من - ...
- الصين تقود سوق السيارات الكهربائية بالعالم
- شاهد.. أبرز تداعيات الحرب في غزة على اقتصاد كيان الاحتلال
- تطورات الدعوى لوقف صادرات الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل
- الذهب يستقر مع انحسار مخاوف تصاعد الصراع في الشرق الأوسط


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مصطفى العبد الله الكفري - الاستثمار الأجنبي المباشر في الدول العربية