أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد عثنمان الحلو - الإشراف التربوي في تشاد















المزيد.....



الإشراف التربوي في تشاد


محمد عثنمان الحلو

الحوار المتمدن-العدد: 7301 - 2022 / 7 / 6 - 16:28
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


الاستاذ محمد عثمان الحلو
المعهد العالي للإعداد المعلمين/ ماجستير في الأدب والبلاغة
أنجمينا- تشاد 23566280811+
[email protected]
الاشراف التربوي والتعليم العربي في تشاد
أساسيات الدراسة:
 التمهيد
 أهمية الدراسة
 أسباب اختيار الموضوع
 أهداف الدراسة
 أسئلة الدراسة
 فروض الدراسة
 مسلمات الدراسة
 مصطلحات الدراسة
 مشكلات الدراسة
 حدود الدراسة
تمهـيد:
من المسلم به أن التعليم يلعب الدور الأكبر في إعداد القوى البشرية المدربة وتنمية الموارد المادية واستغلال ثروات البلاد الطبيعية والعمل على تطوير فعال وهذا لا يتحقق إلا إذا اهتم المجتمع اهتماماً بالغاً بتنمية الكوادر المؤهلة باعتبارها أساساً لكل تقدم اعلمي وتنمية اقتصادية وإصلاح اجتماعي وتطور سياسي وحضاري وثقافي.

ولقد تغيرت المجتمعات البشرية وتطورت تطوراً شاملاً وسارت بخطى واعدة وسريعة مما يتطلب دائماً إعادة النظر في تطوير التربية والعملية التعليمية هي أساس كل ذلك فالاهتمام بها والإشراف عليها أمـــر ضروري. مما جعل القائمين بأمر الدولة يفكرون في الكادر المؤهل للقيام بالإشراف التربوية.


تعد معرفة دور عملية الإشراف التربوي في تطوير التعليم بالمدارس العربية في تشاد من بين المشكلات التي لم تحظ باهتمام كبير من قبل الباحثين في القضايا التربوية في تشاد ولا سيما التفتيش في المدارس الإعدادية والثانوية. ولم تعد دراسات ولا بحوث في هذا الجانب إلا النذر القليل.

ولقد شهد التعليم في تشاد وغيرها في هذه الآونة الأخيرة تطوراً ملحوظاً، بزيادة عدد المدارس والطلاب وما ترتب على ذلك من حاجة ماسة إلى إعداد مشرفين تربويين أكثر كفاءة من ذي قبل. على سبيل مثال: ورد عن مفتشية التربية الوطنية لمحافظة بلدية أنجمينا رقم1 وحدها فقط أن عدد المدارس التي تحت تصرفها بلغ:

• 122 مدرسة ابتدائية قابل للزيادة، بها 856 فصلا تربوياً، حيث يبلغ عدد التلاميذ فيها51149 تلميذاً، من بينهم 22301 تلميذة معدل (43،60%)، تحت تصرف 1077 معلماً، بمختلف التخصصات والرتب، من بينهم 383 امرأة (معلمة) بمعدل (35،56%)، و726 فصلا دراسياً و9572 مقعداً و470 كرسياً و680 سبورة و10010 كتاباً من جميع التخصصات. وكذلك الإعدادية والثانوية بهذا التفصيل:
• 52 إعدادية من بينها 36 إعدادية خاصة؛
• 28 ثانوية عامة من بينها 17 ثانوية عامة خاصة؛
• 5 ثانويات فنية من بينها 3 ثانويات فنية خاصة . سنعرضه لاحقاً بالتفصيل.
وقد بلغ عدد المترشحين في الشهادة الثانوية لعام 2020م للتعليم العربي الدورة الأولى منها، ما يلي :

القسم العدد الناجحون
العربي المسجلون العدد النسبة المأوية
الأدبي 7540 2215 29.38
علمي أحياء 3369 829 24.61
علمي رياضيات 34 31 72.09
المحاسبةG1 93 34 46.24
فنون التجارةG2 37 17 45.95
الجملة 11046 3126

فأهمية الإشراف التربوي في ضوء هذه المؤشرات الرقمية من المدارس والتلاميذ يحتاج إلى إعداد مشرفين تربويين مؤهلين يقومون بمساعد المعلمين من أجل القيام بأداء واجبهم نحو التلاميذ، إذاً من خلال ما سبق تحدد مشكلة البحث في السؤال التالي:
ما هو دور الإشراف التربوي في تطوير التعليم العربي في تشاد؟

2-أهمية الدراسة: تتمثل أهمية البحث من خلال ما يأتي:
‌أ- أهمية الدراسة بالنسبة للإشراف التربوي: تكمن في تطوير دور المشرفين التربويين في التعليم بالمدارس العربية حيث يحتاج إليهم في الإشراف على العملية التربوية ومساعدة المدراء وإعداد المعلمين ومعرفة الخلل الذي ينتج عن عدم خبرتهم وتدريبهم والبحث عن الحلول لذلك ومعرفة مدى تطبيق المنهج واستيعابه لدى التلاميذ.
‌ب- أهمية الدراسة بالنسبة للمدراء: التعاون مع المشرفين في حسن سير العملية التربوية والقيام بمساعدة المعلمين في حسن أدائهم وتدريبهم على طرق التدريس وضبط وتنشيط الفصول المختلفة حسب تخصصاتهم، ومد الإدارة بدراسة علمية عن واقع المشرف التربوي.
‌ج- أهمية الدراسة بالنسبة للمعلمين: معرفة دور الإشراف من قبل المشرف بوصفه مرشداً وموجهاً للمعلمين وليس مفتشاً يتصيد أخطاءهم، لذلك يجب عليهم أن يتعاونوا معه ويستشيروه في كل ما يرونه عائقا في سير عملهم ويجب عليه النصح في ذلك بطريقة ودية وتعاونية وليست تسلطية، تسلبهم التعامل الحسن والاستفادة المطلوبة وتجعلهم يخافون منه ويرهبونه.
‌د- أهمية الدراسة بالنسبة للمتعلمين: الطلبة والتلاميذ هم محور العملية التعليمة ومن أجلهم يتم إعداد المعلمين والمدراء والمشرفين والمناهج وكافة المدخلات التعليمية.
‌ه- أهمية الدراسة لأولياء أمور الطلاب او التلاميذ: يساعدهم في معرفة من يقوم بالإشراف على سير العملية التعليمية التي ألقوا بأفلاذ أكبادهم إليها لتعلمهم وتربيهم تربية تلاءم متطلبات الدولة والمجتمع وفق المنهج المخطط لها.
‌و- أهمية الدراسة للسلطات التربوية: تساعدها على معرفة دور الإشراف التربوي ومدى فاعليته في الميدان والمشكلات التي تواجهه ومعرفة مدى أهمية الإشراف في تطبيق المنهج وسير العملية التعليمية.


3-أسباب اختيار الدراسة: تكمن الأسباب في الآتي:
 المساهمة في تأكيد دور الإشراف التربوي من قبل المشرفين التربويين في العملية التعليمية؛
 الارتقاء بأداء عملية الإشراف التربوي؛
 إثراء المكتبة التربوية التشادية بدراسة عن الإشراف التربوي في مجال التعليم العربي.

4 - أهداف الدراسة: فإنها تدور حول النقاط التالية:
 العمل على معرفة دور الإشراف التربوي من قبل المشرفين التربويين؛
 السعي بقدر الإمكان لتطوير عملية الإشراف التربوي للتعليم العربي في تشاد؛
 وضع معايير للعملية الإشراف في جمهورية تشاد عامة والتعليم العربي خصوصاً؛
 الكشف عن العلاقات البنائية والوظيفية التي تربط عمليات الإشراف بكل مكونات العملية التعليمية؛
 معرفة واقع الإشراف التربوي في التعليم العربي؛
 الكشف عن الدور الذي يقوم به المشرفون في تطوير التعليم العربي في تشاد؛
 التوصل إلى نتائج وتوصيات تخدم عملية الإشراف التربوي؛
 تحديد المشكلات التي تواجه المشرفين التربويين في التعليم العربي في تشاد؛
 تطوير استبانة مقننة على واقع البيئة التشادية.


5- أسئلة الدراسة:
ما هو الإشراف التربوي؟ كيف يمكن تطوير الإشراف التربوي؟ ما هي المعايير التي توضع من أجل ضبط عملية الإشراف في العليم العربي في تشاد؟ ما هو واقع الإشراف التربوي في التعليم العربي في تشاد؟ ما هو الدور الذي يقوم به المشرفون في تطوير التعليم العربي في تشاد؟ ما هي المشكلات التي تواجه المشرفين التربويين في التعليم العربي في تشاد؟

6- فروض الدراسة: يسعى الدراسة إلى التحقق من:
 المشرفون التربويون هم الذين يقومون بالإشراف على العملية التعليمية التعلمية؛
 للمشرفين التربويين دور في تطوير التعليم العربي في تشاد؛
 تطور التعليم العربي في تشاد بفضل جميع موظفي العملية التعليمية وخاصة المشرفين التربويين؛
 يتصف المشرفون التربويين بأوصاف تأهلهم على تطوير التعليم العربي في تشاد.

7 - مسلمات الدراسة:
 من المسلم به أن عملية الإشراف مهم جداً، خاصة بعد الانفجار الهائل في أعداد التلاميذ.
 مساعدة المشرف التربوي للمعلمين؛
 التعاون مع المعلمين والإدارة من أجل تحسين أداء المعلمين وتحصيل التلاميذ؛
 تطوير العملية التعلمية من خلال تدريب المعلمين وتوجيههم؛
 التخطيط السليم من أجل رفع مستوى القائمين بالعملية التعليمية.


8.مصطلحات الدراسة:
الإشراف التربوي هو نشاط فني تقوم بها الأجهزة الفنية التربوية لتحسين أداء المعلم بتجويد خبراته العلمية والعملية والأساليب والسهر على تنشيط استعدادات التلميذ النفسية وتنمية قدراته العقلية، وتطوير مهاراته الأكاديمية لتحقيق الغايات القصوى من العملية التعليمية.

*المقصود من الإشراف: للإشراف عدة مفاهيم متباينة جاءت نتيجة رؤى الخبراء والمفكرين التربويين الذين استقروا.
*المشرف: في لغة التربية يعني: الصلاحية التي يتمتع بها المسئول الإداري في القيام بمراقبة الإعمال ضمن مساحة إدارته فيوجه وينبه ويرشد، لكي تكون الأعمال ملائماً ما هو مخطط لها ولمصلحة التربية بشكل عام .
*التربية: طريقة لإعداد المرء إعداداً صحيحاً وصالحاً ومتميزاً بسلوكه الفكري والإنساني وبقدرته على الوصول إلى مصادر المعرفة وتوظيفها في حل مختلف مشكلاته ومشكلات مجتمعه .
* دوروها: لعب دوراً / قام بدور: شارك بنصيب كبير في عمل ما
تطوير: يحصل التطوير في مجال التربية من خلال تطوير المناهج التربوية وجعلها متآلفة مع التطور الحضاري لتصبح ملائمة لطموح المتعلمين والعاملين في المجال التربوي .
*التعليم: يعتبر التعليم رسالة إنسانية وتربوية يعني بتدريب المرء منذ نعومة أظفاره على التعرف بأمور الحياة وعلى كيفية التصرف إزاء الآخرين وعلى اكتساب الخبرات والمهارات بهدف تنمية مواهبه ومدركاته ومساعدته على تخطي المسائل وإيجاد الحلول لها، وعلى الإبداع والابتكار في مجالات تخصصه، ما يؤهله لاستلام المسؤوليات القيادية وبناء مجتمع راق يسير نحو الأفضل .
9-حدود الدراسة:
ما من عمل إلا ويحتل حيزاً من الزمان والمكان. إن أمكن ذلك فإن تحديد هذه الدراسة هي كالآتي:
الحدود المكانية للبحث: مفتشية التربية الوطنية لمحافظة بلدية أنجمينا رقم1/مدينة أنجمينا العاصمة "
الحدود الزمانية: من شهر مايو إلى أكتوبر 2020م إلى أكتوبر 2021.
الحدود الموضوعية: الإشراف التربوي ودوره في تطور التعليم العربي في تشاد.
10- منهج وأدوات جمع معلومات الدراسة: إن المنهج الذي اتبعه الدارس أثناء القيام بجمع المادة العلمية هو المنهج التكاملي. اضافة لاستعمالي في الدارس أداة الاستبانة: لجمع المعلومات.

المبحث الأول: نبذة تاريخية عن التعليم العربي في تشاد

قبل أن نتطرق لتعريف الإشراف علينا أن نعرج قليلا عن تاريخ التعليم العربي في تشاد حسب المراحل التي مرت بها اللغة العربية كما ورد في مجلس طبقات التربية الوطنية.
تقع دولة تشاد بين خطي العرض 8°و23° وبين خطي الطول 14° و24°. وتبلغ مساحتها 1.284.000 كلم2 ويبلغ عدد سكانها حوالي 16,000.000 (إحدى عشر مليون تقريباً) حسب إحصائيات عام.
أما مناخها فتختلف فيه الفصول اختلافا بيناً من حيث رطوبة ممطرة إلى معتدلة، فحارة منعشة إلى حارة شديدة، ورياحها شمالية شرقية تحمل معها السحب أحياناً والأتربة أحياناً أخرى.
وتحدها دول ستة: من الشمال ليبيا ومن الشرق السودان ومن الجنوب إفريقيا الوسطى ومن الغرب نيجر ونيجيريا والكمرون.
إن موقع تشاد بين إفريقيا الشمالية وإفريقيا السوداء، جعل اللغة العربية تدخل فيها منذ القرن الحادي عشر الميلادي من قبل الرعاة والبدو الرحل والتجار من العرب ومن خلال دخول الإسلام في أغلب مناطق تشاد من الشرق والغرب والشمال . والدعاة والعلماء. وإن أغلب الروايات نصت على أن انتشار الإسلام في تشاد كان في القرن الحادي عشر الميلادي .
ولكن ذكر الدكتور محمد صالح أيوب أن دخول الإسلام في تشاد كان في القرن الأول الهجري، السابع الميلادي وبالتحديد عام 46 هجرية الموافق 666م.
وهو العام الذي وصلت فيه طلائع عقبة بن نافع جبال كوار تيبستي ثم انتشار الإسلام إلى جميع المناطق حول بحيرة الشط (بحيرة تشاد) بوسائل عديدة أهمها التبني الحر والإقناع وجهود التجار المسلمين ودور حجاج بيت الله الحرام .
كما أن أكبر عامل من عوامل انتشار اللغة العربية هو وجود وانتشار البدو من العرب. إن دولة تشاد يحدها من الشرق جمهورية السودان ومن الشمال ليبيا هاتان دولتان عربيتان لا شك أن لهما تأثير في ذلك من جهة ومن جهة أخرى أنها أصبحت ملتقى للعمليات التجارية وممر لكثير من الحجاج لابد من عبوره. مما جعلها تعقد العلاقات والمبادلات التجارية والتعاونية مع العالم العربي والإسلامي.
كانت اللغة العربية تسير إلى جنب الإسلام وقد بدأ التعليم العربي منذ ذلك الحين في المؤسسات التقليدية من المساجد والخلاوي والحلقات وبيوت العلماء حيث يتعلم الطلاب القرآن الكريم والعلوم الإسلامية والعربية.
واستخدمت للغة العربية لنشر ثقافة غنية ومتنوعة، ترجمت بفكر كبار الكتاب التشاديين مثل الشيخ عبد الحق السنوسي في أبشة في القرن التاسع عشر.
ويرجع انتشار اللغة العربية في تشاد إلى عدة عوامل منها:
1- إحساس المواطنين بضرورة تعليم اللغة العربية لأنها لغة القرآن الكريم والسنة النبوية والعلوم الإسلامية والشعائر الدينية؛
2- انتشار القبائل العربية في معظم المناطق التشادية؛
3- التفاعل والتصاهر بين القبائل العربية والقبائل الأخرى؛
4- تعدد القبائل واللهجات التشادية مما أدى إلى صعوبة التفاهم والتخاطب إلا باللغة العربية.
5- هجرات العلماء والفقهاء من الحجاز ومصر إلى إفريقيا بصفة عامة لتثقيف المسلمين وتعليمهم أمور دينهم.
6- تبني جميع الممالك الإسلامية التي قامت في تشاد اللغة العربية وجعلها لغة رسمية في دواوينها .
فلو تتبعنا تاريخ التعليم العربي في تشاد لوجدنا له وجوداً فيها منذ القرن السابع الميلادي كما ذكر د.أيوب حيث استطاعت اللغة العربية مع مرور الأيام أن تكون اللغة الوطنية الأولى ولغة التخاطب للأمة التشادية إلى أن منيت البلاد في بداية القرن العشرين بالاستعمار الفرنسي الذي حاول- في نهايات وبدايات القرنين 19 و20 - أن يطمس معالمها ويفقدها ميزتها، ويمحو وجودها ويعمها بالخراب.
مع ذلك فقد بقيت اللغة العربية صامدة تتطور شيئا فشيئاً إلى أن بلغت المرحلة التي هي فيها الآن.
ففي عام 1901-1960م تدرس اللغة العربية على شكل تعليم قرآني اختياري، الهدف منه جذب أبناء المسلمين إلى المدارس الاستعمارية.

فقد قام المستعمر بعدما فشل في سياسته التعليمية في تشاد وتنبه أن السبب الرئيسي في ذلك هم العلماء قام بارتكاب مجزرة الكبكب عام 1917م في مدينة أبشة، حيث قتل فيها أكثر من 400 عالماً وهدفه من ذلك هو توطيد هيمنة الثقافة الفرنسية.
ولم يقتصر على هذه الحادثة وإنما قام بمذبحة فايا نفس عام 1917م ومذبحة كانم عام 1940م وتدمير بعض المدن التشادية أمثال موسورو ببحر الغزال.

وبرغم هذه الحوادث صمد التعليم العربي فأنشأت معاهد من قبل المواطنين حفاظاً على مستقبل أبنائهم الثقافي والديني ضد الثقافة الفرنسية الغازية ومن هذه المعاهد:
- معهد أم سويقو العلمي الإسلامي بمدينة أبشة عام 1946م؛
- معهد بستان العارفين للتربية الإسلامية بمدينة أبشة عام 1955م؛
- المركز الإسلامي بمدينة أنجمينا عام 1955م
- معهد الثقافة الإسلامية بانجمينا عام 1956م
- مدرسة النهضة العربية بانجمينا عام 1958م
كما أشعلوا من نيران الخلاوي وأشهرها في تلك الفترة:
- خلوة الشيخ آدم بركة بمدينة أبشة؛
- خلوة الشيخ جبل يونس بمدينة أبشة؛
- خلوة القوني عمر بمدينة أنجمينا؛
- خلوة القوني تجاني محمد الأول بمدينة أنجمينا؛
- خلوة محمد زين بموسورو.
إلى جانب هذا، توقد نيران القرآن الكريم في البوادي والقرى التشادية الكثيرة العدد.
نظراً لذلك، قام المستعمر بمحاولات منع أبناء المسلمين بعد التخرج من هذه المعاهد والخلاوي من الذهاب إلى البلدان العربية لاكتساب العلم والمعرفة وليتمكن هو من نشر لغته وثقافته بين أوساط الأمة المسلمة، قام بتأسيس المدرسة الإعدادية الفرنسية العربية عام 1957م بمدينة أبشة.
من عام 1960 – 1970م بعد أن استقلت البلاد، فإن دستور 14 إبريل عام 1960م فقد منح مكانا للغة العربية في التعليم. فأدخلت وزارة التربية الوطنية تعليم هذه اللغة في برامجها كمادة اختيارية .
ففي أكتوبر عام 1961م عين أول مفتش رئيس قسم التعليم العربي، مهمته إعداد التعيين وتثبيت وترقية الموظفين وإعداد برامج المعلمين والقيام بشراء وتوزيع الكتب المدرسية وأيضا تنظيم التدريبات التربوية.
وقد جعل التعليم العربي علمانيا بمرسوم رقم 117 الصادر بتاريخ 1 يناير 1962م والذي يتركه دائما اختياري في مادتيه الأولى والثانية. فهو يهدف إلى تعليم الطفل القراءة والكتابة والمحادثة مع الآخرين.
وأيضاً القرار رقم 1558 الصادر بتاريخ 1 يناير 1962م والذي يحول إعدادية وداي إلى ثانوية وطنية فرنسية عربية بأبشة. لتدريب العلمين المزدوجين المخصصين في تدريس الفرنسية والعربية لتلاميذ المرحلة الابتدائية .
دستور عام 1962 نص في ديباجته في الفقرة 14 هذا القانون يقضي بأن التعليم العام علماني ويدرس بالغة الفرنسية. وجعلت مكانة خاصة للغة العربية .
القرار الذي تم في عام 1967م جعل المدة في القسم المزدوج ستة سنوات، حيث خصصت السنتان الأخيرتان للتدريب المهني.
هذه القرارات أدت إلى إعادة تنظيم التعليم العربي في المدارس الفرنسية، حتى ولو ظلت الميزة الاختيارية إلا أن طريقة العمل للمعلمين بالعربية تغيرت. بدلا من دراسة تتم خارج الساعات الرسمية، يوجد ذوبان في جدول الحصص. ويبدأ درس اللغة العربية ابتداء من الصف الثالث الابتداء وليس من الثاني الابتدائي كما كان سابقاً.
وجاء في تقرير نشر عام 1978م أن سبب إعاقة التعليم العربي هو المرسوم رقم 117 الصادر بتاريخ 1/6/1962م من رئاسة الجمهورية، حيث يشمل جميع الإجراءات المميزة لكبح اللغة العربية مثلا فلنذكر مادتين من هذا المرسوم وهما المادة 2 والمادة5.
جاء في المادة 2: تعليم اللغة العربية في جميع المستويات اختياري ولا يمكن أن يتم تدريسه إلا خارج التوقيت الرسمي، في حدود الإمكانيات المتاحة ومع احتفاظ بضرورة العمل.
وجاء في المادة 5: الأعمال الشفهية والتحريرية المنفذة أثناء دروس اللغة العربية تخضع لإعطاء درجة لا تدخل في اعتبار الترتيب السنوي والشهري للتلميذ.
لذلك فإن هذا المرسوم رقم 117 لم يسن من أجل التنظيم وإنما سن من أجل استحالة تعلم اللغة العربية وتحديثها وتكميلها للغة الفرنسية .
ففي عام 1970- 1980 أنشأت الشهادة الجامعية للمرحلة الأولى باللغة العربية بمرسوم رقم 237 الصادر بتاريخ 4 أبريل 1972م.
ففي القسم المزدوج بالثانوية الوطنية الفرنسية العربية بأبشة أنشأت مرحلة ثانوية تتوج بشهادة ثانوية أدبية مزدوجة عام 1977م، بينما اللغة العربية في بعض المؤسسات الثانوية للدولة تمارس كلغة حية أولى أو لغة حية ثانية كما هو في غالب المدارس الثانوية والإعدادية.
الميثاق الأساسي للجمهورية لعام 1978م يطالب باللغة العربية كلغة رسمية ثانية للدولة.
جاء في المادة 24 في الفقرة 14 و15 (إصلاح النظام التربوي لتكييفه مع الحقائق الاجتماعية والاقتصادية لتشاد والفرنسية والعربية هي اللغتين الرسمية للبلاد، وعلى كل حال، سوف تتم متابعة وتشجيع بحث ودراسة اللغات الأخرى من أجل جعلها رسمية) ولأول مرة يعلن عن رسمية اللغة العربية مساوية للفرنسية .
في عام 1980-1990م حولت مفتشية التعليم العربي إلى إدارة بتاريخ 16 ديسمبر 1981م فهي مكلفة بالمهام الإدارية والتربوية لكافة المؤسسات الخاصة والتعليم العربي في المؤسسات العامة .
منذ إنشاء المدرسة العليا لإعداد المعلمين (حولت إلى المعهد العالي للعلوم التربوية) استمر في تدريب أساتذة المرحلة الإعدادية. ثم تدريب أساتذة المرحلة الثانوية (CAPEL).
ويوم 18 أكتوبر 1982 أصبحت اللغة العربية رسمية مساوية للغة الفرنسية كما نص عليها الميثاق الأساسي للجمهورية. ويعني بذلك سياسة تؤدي إلى توظيف تدريجي وكامل لهذه اللغة في حياتها الوطنية .
ففي عام 1983م نصت التوقيت والبرامج الرسمية على ست ساعات في الأسبوع من حصص اللغة العربية في المدارس الفرنسية العامة، ونفس هذه الساعات يجب أن تدرس فيها اللغة الفرنسية في المدارس العربية.
أنشأ في المعهد الوطني للعلوم التربوية (INSE) قسم اللغة العربية بقرار رقم 025 صادر بتاريخ 1 أكتوبر 1986م.
وتأسست الشهادة الثانوية العربية الرسمية بقرار رقم 60 صادر بتاريخ 24 ابريل 1987م ويؤكد دستور جمهورية تشاد في بابه الأول ومادته 6 الإحكام السابقة للميثاق الأساسي المتعلقة بالغات الرسمية للدولة.
عام 1990م ابتدأ من أول من ديسمبر 1990م ألغي الدستور. أما الميثاق الوطني فقد أعاد وأكد أن اللغتين الرسميتين هما الفرنسية والعربية.
منذ عام 1991م ألغيت إدارة التعليم العربي ودمجت أقسامه في الإدارات الأخرى. (المرحلة الأولى والثانية) صمم هذا الإجراء فقد من أجل تنشيط وتفعيل التعليم العربي الذي لم يعط النتائج المرجوة.
وعلاوة على ذلك، أن الميثاق الانتقالي للجمهورية خلال المؤتمر الوطني المستقل المنعقد في أنجمينا بتاريخ 15 يناير إلى 07 إبريل 1993م أكد في الباب الأول من المادة 4 أن اللغتين الرسمية هما الفرنسية والعربية بينما دفتر نفاذ الحكومة الانتقالية في فصله الثالث حول التربية الوطنية نص على التوصيات التالية:
- إعادة تفعيل التعليم العربي بمنحه أسس ووسائل مناسبة بإدخال الكوادر المؤهلين فيه؛
- تقوية التعليم الفرنسي في المؤسسات العربية وبالعكس.
يوم 14 يونيو 1994م تطبيقاً لتوصيات المؤتمر الوطني المستقل المتعلقة باستعمال اللغتين الرسميتين للدولة التي هي اللغة الفرنسية والعربية. كما طلب رئيس وزراء الانتقالية بقرار إداري رقم 729 من جميع الوزراء أن يترجموا باللغتين الفرنسية والعربية اللافتات المنصوبة أمام مكاتبهم ومختلف الأقسام التابعة لاختصاصاتهم.
ولقد جاء في الدستور الصادر بتاريخ 31 مارس 1996م في مادته التاسعة (9) ما نصه: (إن اللغتين الرسميتين هما الفرنسية والعربية ويحدد القانون شروط تطوير وتنمية اللغات الوطنية) .
كما أن للدول العربية والمنظمات الدولية الإسلامية دور كبير في نهضة التعليم العربي في تشاد. على سبيل المثال:
قامت جمهورية السودان بتأسيس مدرسة الصداقة السودانية التشادية عام 1971م وقد تخرج آلاف الطلاب التشاديين في مختلف التخصصات والمستويات من مختلف المعاهد العليا والجامعات السودانية وكان للمنهج السوداني تواجد كبير في مختلف المدارس التشادية في الفترات السابقة.
ولمنظمة الدعوة الإسلامية الفضل في إنشاء ثانوية ابن سيناء بأنجمينا عام 1992م وثانوية حمدان بن راشد بأبشة.
كما قامت المملكة العربية السعودية بإنشاء المركز الإسلامي للملك فيصل عام 1973م واستقبال أعداد هائلة من الطلاب في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وجامعة الرياض وفي معاهد أخرى من المملكة.
وترسل جمهورية مصر العربية بعثات من الأزهر الشريف منذ عام 1976م حتى يومنا هذا وقامت ببناء ثلاث مدارس أزهرية في العاصمة وأبشة وسار.
وقامت دولة الكويت عبر منظمة لجنة مسلمي إفريقيا بتأسيس المركز الإسلامي الكويتي عام 1991م،
وأيضا المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم قامت بإنشاء المركز التربوي لتأهيل المعلمين في تشاد عام 1998م.
ولا ننسى دور الجماهيرية العربية الليبية في المشاركة الفعالة في عملية تطوير التعليم العربي في تشاد من خلال مؤسساتها الكبرى ابتداء من المركز الثقافي العربي الليبي وكلية الدعوة الإسلامية العالية وكلية التربية فرع جامعة سبها في مختلف المواد العلمية وبرنامج تعيين أكثر من 350 معلماً من قبل جمعية الدعوة الإسلامية العالمية ولهذه الجمعية الفضل في إنشاء جهاز يسمى ( فريق الإشراف والتوجيه والمتابعة ) على رأسه منسق ويتكون الفريق من 14 مشرفاً تربوياً يقومون بالإشراف على 351 معلماً.
وغير ذلك من أساتذة ودكاترة خريجي مختلف الجامعات الليبية في مختلف التخصصات.
كما لا ننسى أيضا جهود المؤسسات غير التربوية: كرابطة العالم الإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية والبنك العربي للتنمية في إفريقيا وغير ذلك من منظمات ومؤسسات دولية ساهمت في هذا المجال.
ولقد ساهمت الجامعات في ذلك:
جامعة تشاد (جامعة أنجمينا حالياً) أنشأت عام 1971م وفتح قسم اللغة العربية فيها عام 1974م وقسم الفيزياء والكيمياء باللغة العربية عام1998م.
والجدير بالذكر: أن جامعة تشاد ما زالت حتى الآن أكثر جامعات العالم تخلفاً، حيث لم يفتح فيها قسم للدراسات العليا: لا دبلوم الدراسات المعمقة ولا الماجستير ولا الدكتورة إلا في الآونة الأخيرة.
تنقصها بعض الأقسام باللغة العربية لا سيما في كلية الآداب والعلوم الإنسانية فلم يوجد إلا قسم الآداب والتاريخ إلا في الآونة الأخيرة. رغم وجود مختلف الأقسام بالفرنسية كالقانون والإدارة والفلسفة.
 جامعة الملك فيصل أنشأت عام 1992م
 كلية الدراسات العربية والإسلامية أنشأت عام 1998م
 جامعة آدم بركة بأبشة عام 2004م
 وهناك معاهد ومؤسسات علياً كثيرة خاصة وعامة أنشأت لكي تساهم في تكوير اللغة العربية .

وأخيراً في مجال تطوير اللغة العربية في تشاد صدر أول مرسوم رئاسي باللغتين الرسميتين للدولة (العربية والفرنسية) وهو المرسوم رقم 1519/رج/رو/وت ع/2011م القاضي بتنظيم وتسيير معهد العالي لإعداد المعلمين بأنجمينا باقتراح وزير التعليم العالي تم التوقيع عليه من قبل رئيس الجمهورية ورئيس والوزراء ووزير التعليم العالي بتاريخ 12/12/2011م .

المبحث الثاني: عن مفهوم الإشراف التربوي.

*الإشراف في اللغة له معان كثيرة منها:
 جاء في لسان العرب: الإشراف: الانتصاب وأشرف الشيء وعلى الشيء، علاه وتشرف عليه وأشرفت عليه: اطلعت عليه من فوق.
 وقد جاء في مختار الصحاح: مشرف ج مشرفون: مسؤول عن شيء ما: كمشرف تربوي ومشرف اجتماعي
 أما كلمة تربوي فهي من ربى مصدر تربية: تنمية الوظائف الجسمية والعقلية والخلقية حتى تبلغ كمالها.
 ربى يربي تربية مرب: ربى الأب ابنه أي هذبه ونمى قواه الجسمية والعقلية والخلقية .
*أما في الاصطلاح فقد عرفه علماء التربية بعدة تعريفات منها:
 يعرف نظمي خليل الإشراف على أنه: عملية اجتماعية تستوحي أهدافها من خلال حاجات المجتمع وتعمل على بلوغ هذه الأهداف بواسطة طرق سليمة تتفق مع نظم المجتمع ويشترك فيها الإفراد والجماعات في رسم خطواتها وتحديد معالمها .
 تعريف بريج: الإشراف معناه التنسيق والتنظيم وتوجيه المعلمين لمساعدة التلاميذ على المساهمة الفعالة في المجتمع وهو جهد متواصل يهدف إلى تحقيق النمو الذاتي للمعلمين فتتحقق أهداف العملية التعليمية .
 تبريني: الإشراف عملية توجيه وتقويم للعملية التعليمية بقصد تزويد التلاميذ بخدمات أفضل جاء في الموسوعة التربوية: إنه برنامج مخطط لتحسين عملية التعليم
*من خلال استعراض التعريفات السابقة والآراء السابقة يتبين لنا أن عملية المشرف التربوي بمفهومها الحديث تتميز بما يلي:
تعتمد على التفاعل السليم والديمقراطي بين المشرفين والمعلمين بهدف تحقيق النمو المتكامل للتلاميذ.
تهدف إلى توجيه المعلمين وإرشادهم وتزويدهم بكل جديد في مجال عملهم يساعدهم على النمو الشخصي والمهني.
محورها الأساسي تحسين الخدمات التعليمية وتتجه بصورة رئيسية إلى المعلم باعتباره الركن الهام في كل المواقف التربوية ولابد أن تتجه إليه الجهود لتزداد كفاءته ويرقى أداءه.
ينصب اهتمامها على جميع العوامل والظروف التي تؤثر في تعليم الأطفال كالمناهج والوسائل التعليمية وطرق التدريس ونظم الامتحانات ومشكلات التلاميذ والمعلمين والعلاقات السائدة في المجتمع المدرسي. فالغاية النهائية للإشراف التربوي بمفهومه الحديث هي تحقيق النمو المتكامل للتلاميذ عن طريق تقديم المساعدة اللازمة للمعلمين لتأدية مهامهم على الوجه الأكمل والمشرف التربوي كقائد متخصص يعمل على رفع مستوى العملية التعليمية كما ترتفع سوية الحياة بالمجتمع.
*ويمكن تلخيص التعريفات: إن الإشراف التربوي هو عملية يقوم بها شخص للتأكد من أن شخصاً آخر يقوم بعمله على نحو جيد (هذه الوظيفة موجودة في كل المهن: الجيش الرياضة المصانع البنوك الخ).
أما التي نحن بصددها فهي عملية يقوم المشرف من خلالها بالتأكد من أن مهمة التدريس تحقق الأهداف الموضوعة لهاً.
أي الإشراف التربوي هو نشاط فني تقوم به الأجهزة الفنية لتحسين أداء المعلم بتجويد خبراته العلمية والعملية والأساليب وتسهر على تنشيط استعدادات التلميذ النفسية وتنمية قدراته العقلية، وتطوير مهاراته الأكاديمية لتحقيق الغايات القصوى من العملية التعليمية.
المقصود من الإشراف: للإشراف عدة مفاهيم متباينة جاءت نتيجة رؤى الخبراء والمفكرين التربويين الذين استقروا.

المبحث الثالث: أسس الإشراف التربوي .
التفكير العلمي: على المشرف التربوي أن يتحلى بالتفكير العلمي وهو سلوك ينقل الفرد من السلبية والاتكال إلى القدرة على تحمل المسئولية كاملة بفكر وحر ورأي سليم.
يبدأ التفكير العلمي: بإحساس الفرد بموقف ما يتحدى قدرته؛
تحديد المشكلة: والتفكير فيها ودراستها عن طريق التحليل وجمع المعلومات والبيانات المتصلة بها من مصادرها الأصلية؛
فرض الفروض: أي اقتراح بعض الحلول والوسائل المناسبة لحل المشكلة.
اختيار أحد الفروض لتجربته: وهي محاولة تهدف إلى اختيار أنسب الفروض وأكثرها احتمالا لحل المشكلة لوضعه محل التجربة.
التجريب: هو عملية أساسها البحث والعمل واثبات صحة النتائج. وهو في الإشراف التربوي نشاط تتصف نتائجه بالخلق والابتكار. وهو يتيح للمشرف والمعلم والتلميذ الفرصة ليجربوا ويستنتجوا في كل من المدرسة والبيئة ومن أساليب وطرق ونشاطات أخرى جديدة.

التفكير الجماعي: يحاول المشرف عند القيام بحل مشاكله بمشاركة الآخرين ليكون العمل بفكر مشترك وجماعي، لان الفرد مهما بلغ لا يصل تفكيره إلى قيمة التفكير الجماعي وهي الشورى التي لها نص ثابت في القرآن قال تعالى:(وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ).

المرونة: هي حسن تكيف المشرف التربوي وقدرته على مواجهة المواقف الجديدة بكفاءة ومعالجة الظروف الطارئة بما يناسبها حسب الإمكانيات المتاحة. والمرونة في السلوك الإشراف تتضمن حسن التصرف والمطاوعة الذكية التي لا تتعارض مع التمسك الحرفي بالقوانين وتنفيذ الأوامر وقبول التعليمات دون مناقشة وتتنافي مع الآلية والجمود.

التنبؤ: هي عملية قدرة المشرف التربوي على التصور والتخيل والتطلع إلى المستقبل وذلك برسم الخطوط العريضة لمستقبل عمله. وبتخطيط مشروعات لتنفيذ أهدافه الإشرافية.

الابتكار: إن تنفيذ المشروعات دون فكر أو مناقشة يحرم النشاط الإشرافي من الابتكار والخلق ويطبع المشرف أو المعلم بالركود والجمود الفكري مما يفقد القدرة على مواجهة الحاجات الاجتماعية المتطورة. ولا يتم ذلك إلا بالتفاهم والتعاون.
الاستمرار: إن عملية الإشراف التربوي عملية لا نهاية لها لارتباطها بتنشئة الأجيال المتعاقبة من الأبناء، وهذا يجعل المشرفين والمعلمين كلما اكتشفوا جديداً ناقشوه للتأكد من سلامته عاملين على تطوره، لأن غاية الإشراف النمو.
الشمول: إن العملية التعليمية جزء من النشاط القومي والاجتماعي للبلاد وبالتالي فإن الإشراف التربوي وعملياته ومجالاته لا بد أن تتصف بالشمول فلا يطغى مجال على آخر أو يفضل نشاط على سواه، بل تتعاون جميعها كي تتحقق وحدة النشاط الإشرافي وشموله مستمدا أهدافه من التخطيط الوطني الشامل.
التعاون: ينبغي للمشرف التربوي أن يتعاون مع المعلمين تحقيق الأهداف التعليمية الخاصة والعامة وهو بحاجة ماسة إلى تعاون العاملين في المجتمع المدرسي لأن تعاون أبناء المدرسة يؤدي حتما إلى تعاون أبناء المجتمع المحلي والقرية والمدينة والمحافظة والإقليم حتى يصبح عادة سلوكية على المستوى الوطني القومي.
النقد الذاتي: هو تصحيح الأساليب المتبعة وتلاشي الأخطاء وتعديل سلوك الفرد نفسه لتصبح أكثر ملائمة وفاعلية في نشاط الجماعة وتجعل المشرف التربوي متواضع من غير ذل أمام معلميه وتنمي في المجتمع التعليمي الوعي والإدراك السليم.
العلاقات الإنسانية: هي سلوك هادف إلى ترابط الجماعة وأساسه الأخذ بيد الضعيف ليصل إلى مستوى أفضل وتشجيع الممتاز ليصبح أكثر امتيازاً. فينبغي للمشرف التربوي أن يهتم بنوعية العلاقات ذات الثقة بالعاملين معه مما يدفعهم إلى بذل الجهود والتعاون والتضحية وقبول المسئوليات قبولا حسناً فالثقة المتبادلة بينهم تعصمهم من الانحراف.

والمشرف الناجح هو من يقدر كل من يعملون معه تقديراً أساسه الإيمان بقدراتهم على العمل. فيحترم كلا منهم تبعاً لجهوده ونشاطه وفاعليته.
إن المشرف التربوي متصل اتصالاً وثيقاً بالمجتمع، فهو متصل بالمعلمين والتلاميذ وأولياء الأمور وأهل بيئته. ووظيفته تستدعي حسن معاملته لهؤلاء جميعاً بما يضمن العلاقات الإنسانية بمفهومها السليم.



المبحث الرابع: عن دور الإشراف التربوي في تشاد
إن الإشراف التربوي هو نشاط فني تقوم به الأجهزة الفنية في التعليم، لتحسين أداء المعلم بهدف تجويد العملية التعليمية وأساليبها، ولتنشيط الاستعدادات النفسية للتلاميذ ولتحريك نشاط قدراتهم العقلية، ولتقريب المفاهيم العلمية ، ولتنمية مهاراتهم الحركية حتى يحققوا الغاية القصوى من أهداف العملية التعليمية.
* مفهوم الإشراف: للإشراق عدة مفاهيم متباينة حسب رؤية الخبراء والمفكرين التربويين التي جاءت من منطلق رؤيتهم للمفاهيم العلمية وإجراءاتهم الوظيفية، حسب المعطيات الزمانية والمكانية.
والإشراف هو الخدمات التعليمية التي تتولى النظم التربوية تقديمها بشكل رسمي بهدف رفع كفاءة المعلمين عن طريق ترشيد أدائهم وتوجيه أنشطتهم فيما يساعد العملية التي بها يتم تحقيق التعلم لدى المعلم. وبها يحدث تجدد وتغيير في تلك العملية وتحسينها (وايلي ولوقل).
الإشراف هو: التوجيه الفني ببرنامج مخطط ومتابعة واعية،
هدفها: تحسين العملية التربوية، والكشف عن مواطن الإبداع والإجادة لدعمها، وتلمس مواطن الضعف والقصور، والسعي لتقويم مسارها عن طريق توجيه النمو المهني المستمر للمعلمين، وتطوير النمو الثقافي والعقلي والجسمي لدى التلاميذ.
الإشراف هو: خدمة تقدم من أجل تحسين التعليم والتعلم واكتساب سلوك وظيفة الإشراف هو: تحسين الموقف التعليمي لدى التلاميذ.
والغاية الأساسية من الإشراف هي: إصلاح التعليم والتعلم والصلاح (محاضرة الأستاذ: سلمان نصر).
فالإشراف التربوي يعني التوجيه الفني للمعلم، ويعني التوجيه الفني في مصر العربية بالتوجيه التربوي، وهو الإرشاد النفسي للطلاب ومساعدتهم على النمو النفسي والسلوكي.
وتعني عبارة الإشراف التربوي في بريطانيا بالتوجيه الفني، وفي الولايات المتحدة الأمريكية تعني بالإشراف التربوي، وفي بعض الولايات تعني بالتوجيه الفني.
وكلمة وجه وردت في صفحة 1293 من المعجم العربي – لاروس – بمعنى أخذ أي جعله يأخذ اتجاها.
أما الموجه التربوي فمسئولية تنحصر في التوجيه الفني والتربوي وينوب عند المفتش إذا كان المفتش غائبا.
*أهداف الإشراف التربوي: الهدف من الإشراف التربوي هو: مساعدة المعلمين لتحسين أدائهم وقيادتهم نحو الخط المستقيم لتنظيم عملهم وتطبيقه وتنسيق جهودهم وإعانتهم لرفع كفاءاتهم، وتجويد أدائهم، ورفع معنوياتهم وتعويدهم على الابتكار.
فإذا كان الهدف من التوجيه التربوي هو مساعدة المعلم للقيام بدور أكبر في تجويد العملية التعليمية وبطريقة ديمقراطية وبأسلوب أفضل حتى تظهر نتائج إجراءاتها واضحة فان إشراكه في تخطيط التوجيه وتنفيذ نشاطه التربوي يلعب دورا هاما في أدائه العلمي.
*دور الإشراف: وللإشراف دور مساعد في تحسين أداء المعلم وعندنا في تشاد أن الإشراف يرفع من مستوى المعلم العلمي والفني ويجود من أسلوبه العملي، ويطور كفاءاته ويعيد الثقافة في نفسه، ويساعده على الابتكار والنشاط الإبداعي، وينمي القدرة فيه لبناء الإنسان الصالح.
هذا الإرشاد يساعد المعلم من إحداث التغيير في نشاد المتعلم وتحسين سلوكه.
إذا إن الإشراف دوره هو: إحداث فني مبرمج ومخطط، ومتابعة واعية لتحسين أداء المعلم بهدف النهوض بمستوى المتعلم عقليا ونفسيا وروحيا وجسميا، وبغية إصلاحه العاجل والآجل.

*تنظيم الإشراف التربوي في تشاد: تخطط الأجهزة الإدارية في تشاد كل عام دورات تدريبية للمفتشين والموجهين والمشرفين بالمعهد العالي لإعداد المعلمين لمدة سنتين.
وهناك دورات لهم لشهر، وأخرى لأسبوعين أو أقل. كما تقام دورات تدريبية للمعلمين في نهاية كل أسبوع ولمدة شهر. وتنظم كل سنة برامج للتدريب المتواصل ومدتها تحدد حسب ظروف عمل لمشرفين والمعلمين المعنيين، وحسب حجم الخبرات التي يكتسبونها أو يتدربون عليها وجل الإشراف ينصب حول التربية الخاصة، واستغلال الكتاب المدرسي والوسائل التعليمية وكيفية التوزيع السنوي والتحضير والتقويم...الخ.
والمستوى عن تنظيم الإشراف التربوي هم: رئيس المركز الإقليمي للإشراف التربوي رئيسا ويساعده المفتش، ومديري المدارس والموجهين التربويين.
ويحددون عدد المدربين، وأيام التدريب، ومدتها، والمواد المختارة وأساليب تنفيذها... الخ ويرفعون تقريرا مفصلا لمندوب التعليم الإقليمي.
وينفذ الإشراف في شكل نظام أفقي لا مركزي حيث يشرف مشرفوا المرحلة الابتدائية في نفس المرحلة ولا يتخطونها، لكنهم يشرفون على جميع المواد المدروسة، وفي كل الفصول الدراسية، أما أن مشرفوا المرحلة الثانوية يشرفون على مادة تخصصهم ولكن في كل مستويات المرحلة الإعدادية والثانوية. وفي نهاية الإشراف يعدون نموذجا عن مادة التدريب لتنفيذها في الفصل.
أما الإشراف عن التدريب المتواصل يجري في شكل ورش وكورسات لرفع مستوى المتدربين علميا ومهنيا، ومدة التدريب لا تتجاوز عاما دراسيا، وأقله شهرا واحدا يتردد المشرف في الفصول الدراسية ويتابعهم واحدا واحدا أو مجموعات، ثم يوجههم بناء على الأخطاء التي لمسها أثناء أدائهم أو يقدم لهم النصائح والتوجيهات.
وأحيانا يساعده في مهمته مدير المدرسة أو الموجه التربوي أو أحد المعلمين الذين حنكتهم التجارب. والمشرف التربوي ليس من مهامه الشئون الإدارية، بل هذا من أمر المفتش.

*الإشراف التربوي في تشاد: بدأ تحسين أداء المعلم في تشاد بالتأهيل التربوي منذ إنشاء أول مدرسة فرنسية عام 1911م، وإنشاء أول مركز تأهيلي عام 1943م في مدينة بنقور لسنتين والهدف من التأهيل هو: تكوين معلمين أكفاء قادرين على رفع مستواهم العلمي وأدائهم الفني ليرفعوا بدورهم مستوى التلاميذ العلمية والنفسية والجسدية.
ومن عام 1911- 1959م كان الاستعمار يعين المعلمين بمستوى الشهادة الابتدائية ويؤهلهم في برازفيل (الكنغو) لستنين(2)، وسنة لمن يحمل إعدادية.
أما التدريب السريع كان يجري بمدينة مندو، ومدينة فور شمبول(سار) بتشاد لمدة ثلاثة أشهر والتركيز على المواد الأساسية والتربية الخاصة نظريا وحلقيا.
وعندما زاد عدد المعلمين غير المؤهلين نظرا للإقبال الكبير في التعليم من المواطنين في الفترة ما بين عام 1960– 1970م رفع وزارة التربية الوطنية بإنشاء خمس مراكز للتأهيل التربوي، كما أهلت مجموعة كبيرة من المفتشين والموجهين والمشرفين للقيام بالتأهيل المتواصل.

*الإشراف التربوي والتأهيل المتواصل: أنشأت الوزارة ثلاث (3) مراكز إقليمية للتدريب المتواصل وعينت ثلاثة موجهين في كل مركز توجيهي للقيام بهذه المهمة.
والتدريب المتواصل يجري بالتعاون مع المفتش ومدير المدرسة، بالتنسيق مع رئيس قسم التأهيل التربوي الإقليمي.
ووصلت المراكز الآن إلى 34 مركزا على مستوى القطر، و25 موجها وقرابة 120 مهيئا.
والإشراف لا مركزي، بل أفقي والمشرفون يشرفون على مجموعات من الدارسين في المراحل الابتدائية وفي مجموعة من المواد المدروسة، أما الإشراف في المراحل الإعدادية والثانوية فهو أفقي، ولا مركزي، على كل فصول المراحل الإعدادية والثانوية. لأن المرحلتين عندنا تسمى بالمرحلة الثانوية.
*أساليب الإشراف التربوي:
يتم الإشراف التربوي بعد التخطيط للمواقف التعليمية، والتنظيم له مسبقا من قبل الجهات المختصة.
ويتم عملية الإشراف التربوي في تشاد بصورتين:
الصورة الأولى: يخطط لها (المركز الإقليمي للتوجيه التربوي، تحت رعاية مندوبية التربية والتعليم) بالتنسيق مع مفتش المحافظة ومفتشي التعليم الابتدائي، وهو المسئول المباشر إداريا وفنيا عن المدارس والمدرسين في المنطقة.
ويتعاون المسئول المركزي مع مديري المدارس والموجهين التربويين ويسبق التوجيه التربوي عدة اجتماعات بين المسئولين لتحديد عدد المدرسين الموجهين، والفترة الزمنية، والمواد التي يتم الإشراف عليها...الخ.
وفي الأغلب الأحيان أن القائمة تضم المدرسين الجدد والذين يلونهم فيعلنون جدولا زمنيا يحددون فيه أسماء المشاركين، والمواد الذي يوجهون عليها. وكذلك الأيام، وغالبا تنظم في أواخر أو أوائل أيام الأسبوع. وتشمل الصفوف الستة حسب التدرج الزمني والمادة الدراسية، مثلا: في اليوم الأول من الأسبوع الأول من شهر مارس يقام فيه توجيه لمعلمي الصف الأول والثاني من المرحلة الابتدائية في مادة القراءة، وفي الأسبوع الذي يليه يأتي دور معلمي الصف الثالث والرابع في نفس المادة وفي الأسبوع الثالث يأتي دور معلمي الصف الخامس والسادس في نفس المادة يوما كاملا، يحضر لديها كل معلمي المادة المعاينة من كل المدارس الذين شملهم الجدول، وفي الأسبوع الرابع يأتي دور معلمي الصف الأول والثاني في مادة الحساب وفي الأسبوع الخامس يأتي دور معلمي الصف الثالث والرابع في نفس المادة هكذا حتى نهاية الجدول والزمن المقرر.
ويغلب فيها الأسلوب المباشر الذي يغلب فيه دور الموجه التربوي والمشرفون كلهم مهرة يشرحون لهم الخطوات التربوية الصحيحة المتبعة في تدريس المادة، والطرق الكفيلة بتدريسها والوسائل التي ينبغي استخدامها، والاستراتيجيات التي يتبعها المعلم، واحترام زمن الحصة المحددة في تدريس هذه المادة وأساليب تقويمها ولكن النموذج المقدم والمناقش يستفيد منه الجميع وينقلونه مع بعض التوجيهات التي تأتي في شكل إرشادات وتوصيات.

أما الصورة الثانية: من الإشراف التربوي يقوم بها مدير المدرسة مع زملائه المدرسين وفي نفس المدرسة وفي اليوم الأخير من نهاية الأسبوع. حيث يقدم المدير درسا نموذجا أمام المدرسين ويبين فيه الخطوات التالية حتى يستفيد منه المدرسون الجدد.

أو يقدم النموذج أحد المدرسين المهرة والذين حنكتهم التجارب فيستفيد منها المدرسون الآخرون، ثم يترك عملية القيام ببعض الدروس النموذجية أمام زملائهم في مختلف المواد وعدة مرات ويخضعون لبعض النقد والتوجيه من زملائهم المهرة.

المبحث الخامس: عن مراحل تطوير الإشراف التربوي.
• مرحلة التفتيش: إن مفهوم التفتيش غير مفهوم التوجيه وكذلك الإشراف، كل له عصره ومجتمعه ومفهوم أن أقدمها من حيث الزمن التفتيش وأن مفهومه يتمشى مع عصر يتصف بالتعسف والظلم وما يحتوي عليه المفتش من تعال وتكبر وهذا لا يتم إلا في العصور القديمة حيث الاستعمار واجتياح الأمم القديمة للضعيفة.
فالتفتيش كما تنظمه اللوائح التعليمية التقليدية كان عملية تسلط والمعلم في ظل هذه الفلسفة لم يستطع مناقشة المفتشين، ولم يحاول عرض مشكلاته عليهم، أو طلب العون منهم، بل كان يخفي حقيقة الموافق التعليمية ويتظاهر دائما بكل ما يرضيهم.

ولقد غالى بعض المشرفين التقليديين من نظار ومفتشين في تلمس أخطاء المعلمين فكانوا يقفون خلف الباب أو النافذة يسمعون ما يدور في حجرة الدراسة. والمعلمون من جانبهم يرسلون من يقتفي أثر المشرف ليخطرهم بقدومه.

ورافق ذلك ظلم وتعسف آخر من قبل المتعلمين لتلاميذهم وذلك باستخدام الأساليب غير المقبولة في العصر الحالي كاستخدام العنف وشتى أساليب القسوة والعقوبات المادية والمعنوية واستعمال أدوات مختلفة للتعامل مع التلاميذ مثل الضرب بالعصا واليد والمنع من الأكل والشرب والتقييد والربط وغير ذلك.
وبهذا أصبح المفتش في مجال التربية والتعليم شخصا غير مرغوب فيه من المعلمين، علاقته بهم علاقة من يعملون عنده لا معه، على كره ورياء وخداع وخوف.

• مرحلة التوجيه: أما مرحلة التوجيه فهي أقل تعسفاً مما سبق حيث يحترم المعلم ويقدر، وعندما ارتبطت الكلمة بالتوجيه المعني للطلاب حيث يتم توجيههم للمهنة التي تصلح لهم في المستقبل يساعد في اختيار ما يستحق من مهن توجه للتخصص الذي يصلح لهم بحسب قدراتهم وإمكانياتهم الذهنية أو الفنية. والمعلم المهني أو الأكاديمي بحسب قدراته الذهنية أو التحصيلية وهكذا صار مفهوم التوجيه لا يصلح للمرحلة التي أعقبت التفتيش للارتباط بالطالب دون المعلم، فيقال توجيه الطالب ولا يليق ولا يصح توجيه المعلم.

• مرحلة الإشراف: أما الإشراف: فهو أكثرها تطوراً بتطوير أساليبه وأدوات نموه فصار يبعث مفاهيم جديدة منها التحسين والتفاعل والإنسانية والعدالة والبيئة المساعدة والمعينة، والمختلفة حول تحسين البيئة وتعديل السلوك والوسائل المختلفة. لذا، أصبحت بيئة الصفية اليوم غير البيئة الصفية بالأمس والبيئة المدرسية والمجتمع المحلي ونظام التعليم واللوائح والقوانين والاتصال بالمجتمعات الأخرى كلها قد تغيرت.
هذا في العالم بصفة عامة وفي البلاد العربية بصفة خاصة وخصوصاً مصر التي كانت لتشاد معها علاقات علمية وبعثات تربوية منذ الممالك الإسلامية القديمة. أما بالنسبة لتشاد فإن الحالة لا تختلف عن غيرها.
وفي عام 1962 أنشأت السلطات التشادية مفتشية للتعليم العربي وعينت على رأسها رسميا مفتش فرنسي من أصل أفغاني والهدف من ذلك تنظيم التعليم العربي في جميع البلد. ولقد مر التعليم العربي الابتدائي بمراحل تفتيش متعددة وبأسماء مفتشين لازالت أسماؤهم لم تندرس ولا سيما: ديمراس وإيدي أكاري وعبد الرحمن فوكس وتجاني صابون وكان التفتيش على يد هؤلاء نظام إداري أكثر منه تربوي.
أما بالنسبة لمفتشي ومستشاري التعليم الثانوي كانت عام 1996م وأول دفعة من هؤلاء المفتشين والمستشارين وزعت في مندوبيات التربية الوطنية بالمحافظات بقرار إداري رقم 314 صادرة بتاريخ 25 نوفمبر 1996م وكان الهدف من إرسالهم إلى المؤسسات هو البحث الدائم في تحسين الأداء التربوي من أجل تقدم وتطوير النظام التربوي ويشمل ذلك زيارة الفصول من أجل تقييم أداء المعلمين ومساعدهم بتقديم النصائح التربوية لهم كما جاء في المذكرة عام 1997م صدر قرار رقم 030 يقضي بإنشاء وتنظيم قسم الإشراف inspection والتوجيه conseil التربوي؛
وفي عام 1998م صدر قرار رقم 141 يقضي بتحديد مهام المشرفين والموجهين التعليم الثانوي العام.
وفي عام 2002 خرجت جمعية الدعوة الإسلامية العالمية عدد من المشرفين التربويين الذين تم تدريبهم في الجماهيرية الليبية.
وفي عام 2005م تم إنشاء مفتشية التعليم الثانوي (pool d’inspection) بقرار رقم 193م بإنشاء خمس مفتشيات للتعليم الثانوي في كل من عواصم الأقاليم: أنجمينا ومندو وسار وأبشة ومنقو، حيث تغطي جميع الأقاليم الوطنية. من بين 20 مفتش هناك 7 منها للغة العربية في المفتشية الثانوية بأنجمينا.
وفي عام 2007 صدر مرسوم رئاسي القاضي بالهيكل التنظيمي لوزارة التربية الوطنية حيث نص في مواده من المادة 37 إلى المادة 47 عن المفتشيات والتفتيش أو الإشراف التربوي ويلخص مضمون هذه المواد دور المشرفين التربويين في تنفيذ السياسة التربوية المحددة على المستوى الوطني ويتمثل ذلك في :
 تطبيق الجدول المدرسي للتعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي العام والفني والمهني؛
 متابعة تطبيق برامج وساعات التعليم؛
 تطبيق التوجيهات والنظم المتعلقة بتطوير التعليم الثنائي؛
 تدريب وإرشاد المعلمين؛
 إشراف ومراقبة وتقييم الموظفين والمؤسسات التعليمية الثانوية العامة والفنية والمهنية؛
 تشخيص وتحليل احتياجات التدريب المبدئي والمستمر للموظفين؛
 تصميم وتنظيم ومتابعة التدريب المبدئي والمستمر للموظفين؛
 تطبيق النظم المتعلقة بالتقييم المستمر للتعليم؛
 تجربة الابتكارات التربوية القابلة للأخذ بعين الاعتبار في برامج التعليم الثانوي العام والفني والمهني؛
 جمع ومراقبة وتلخيص المعلومات الإحصائية،
 إعداد التقارير حول حالة المواد التي تدرس.
*وظائف الإشراف التربوي
إن الدور الذي يقوم به المشرفون التربويون من خلال الأنشطة ومجالاتهم هو:
- تمكين المعلم على النمو الذاتي من خلال فهم ونقل خبرات وتجارب بعضهم إلى البعض؛
- المشاركة في الخطط والبرامج التربوية؛
- تعريف المعلم بالوسائل وطرق التدريس وسبل المساهمة في الابتكارات الجديدة؛
- متابعة كافة النشاطات التربية والتعليم ونشرها بين المعلمين على شكل محاضرات والندوات؛
- المشاركة في إدارة وتقييم وتحسين العملية التعليمية وتهيئة الظروف المناسبة؛
- دراسة المناهج والكتب المدرسية وتقويمها العمل على تطويرها بالمشاركة مع المعلمين؛
- دراسة ما يستجد من حالات وظواهر تتصل بالمنهج والطريقة وعلاقة التلاميذ؛
- تدريب المعلمين وخاصة المستجدين ومتابعتهم للتأكد من سلامة أدائهم؛
*عن وظائف المشرف: أما دورهم من خلال وظائفهم يكمن في:
- مساعدة المدرسين على فهم وظيفتهم، والإيمان بها يدفعهم إلى الإخلاص في أدائها ويحملهم على التفاني في القيام بها، على خير وجه يستطيعون به وبذلك يمكنهم توجيه نمو التلميذ نحو الاشتراك الايجابي في حياة المجتمع؛
- مساعدة المدرسين على فهم الأهداف التربوية ومراجعتها وانتقاء الأفضل منها؛
- المساعدة على وضع الخطط السليمة القائمة على أسس علمية ومناسبة للموقف الذي توضع من أجله؛
- المساعدة في وضع البرامج وأساليب النشاط التربوي التي تشجع ميول المتعلمين وتستجيب لحاجاتهم؛
- المساعدة على فهم وسائل التعليم وطرقه وأدواته وتوفيرها لتكون في خدمة المتعلمين؛
- المعاونة في متابعة ما يجد في أمور التعليم واقتباس المناسب من كل جديد؛
- المعاونة في متابعة الخطط الموضوعة والعمل على تحسين الطرق المؤثرة في التعليم؛
- المعاونة على تقويم العملية التعليمية كلها تقويماً سليماً على أسس صحيحة؛
- مساعدة المدرسين في تنمية مهنتهم نموا ذاتياً وتوجيه هذا النمو فردياً كان أو جماعياً إلى السمو بمهنة التدريس والارتفاع بمستوى الأداء فيها؛
- العمل على تنسيق جهود المدرسين وجمع شملهم حول مبادئ خلقية ومهنية يلتزمون بها.
الإشراف التربوي خدمة فنية يقوم بأدائها فنيون مختصون .
أما من ناحية التخطيط فيقوم المشرفون التربويون بالتخطيط لـ:
التلميذ: كان التلميذ في التربية القديمة يحفظ العلوم ومختلف المعارف كغاية في حد ذاتها، أصبح الآن هو المحور الأساسي للعملية التعليمية وكل موقف تعليمي وسيلة للتحقيق النمو التلميذ العقلي والجسمي والعاطفي والاجتماعي فدور المشرفون التربويون ينصب فالاعتناء بما يلي:
بصحة التلميذ: إلا أننا في تشاد نهتم بالجانب التحصيلي فقط.
تغذية التلميذ: إن اكتساب التلميذ العادات الصحية عن طريق دراسة وإعداد وجبة غذاء سليمة لا تقل شئناً عن أي موقف آخر.
ولقد جاء في سورة الكهف عن عندما أراد أصحاب الكهف إرسال أحدهم ليجلب لهم الغذاء (فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه) نعم في تشاد عندما في المدارس الابتدائية النائية عن المدن الكبرى تموين مدرسي للتلاميذ، فينصب دور المشرفين في الإشراف على إعداد الوجبات المعدة للتلاميذ.
الاعتناء بإدخال متغيرات على المتعلم الذي يعيش في عالم المعلومات ويتفاعل معها في الواقع، ويتمكن من التكيف معها وتعلمها وإدخالها في البنية الإدراكية من أجل ممارستها في واقع الحياة التي يعيشها في مجتمعه .

غياب التلميذ:
توزيع التلاميذ:
المعلمين:

إن المعلم يعتمد عليه المجتمع في تطوره وتقدمه وبلوغ أهدافه باعتباره المصلح الاجتماعي والموجه القومي. ويختلف المعلمون حسب الفوارق الفردية في أداء واجباتهم. فمنهم:
• المعلم القادر على تحمل المسئولية ومواجهة المواقف التعليمية بما يناسبها؛
• المعلم القادر على المساهمة الفعالة في توجيه الأبناء وتنشئتهم التنشئة الاجتماعية؛
• المعلم الشديد الحساسية والسريع التأثر؛
• المعلم الجامد في علاقته مع زملائه وتلاميذه؛
• المعلم المنطوي الذي ينقصه الكثير من الخبرات الاجتماعية؛
• المعلم الذي يؤدي عمله بطريقة روتينية لا تتغير لعجزه عن الاطلاع والابتكار؛
• المعلم المتردد الذي يخشى المسئولية ولا يثق في قدرته على العمل؛
• المعلم الذي يشجع الآراء ولا يحاول العمل على إنجازها إن لم يعطلها،
• المعلم الذي يوجه النقد الهدام ويشوه الحقائق لعجزه عن الإنتاج؛
• المعلم الحاقد الذي يحاول دائماً وضع العقبات في سبيل نتاج زملائه؛
• المعلم الذي يظهر غير ما يبطن فيقول بلسانه ما ليس بقلبه؛
• المعلم الذي يثور لأتفه الأسباب؛
• المعلم الذي لا أثر له على البيئة وغير ذلك من الصور المختلفة التي يحتاج كل منها إلى رعاية خاصة وتوجيه معين.
وقد نجد بعض المعلمين بالتواطؤ مع بعض مديري المدارس لا يأتون في المدرسة إلا مرة واحدة في الأسبوع وقد لا يأخذون الجداول إلا الخفيفة منها مثلاً ثلاث أو أربع حصص في الأسبوع فيجمعها في يوم واحد فقط ومنهم من يسافر لأغراض أخرى بدون أن يخطر الإدارة. ومنهم من يأتي بمدرس بدلاً عنه ويقتسمان المرتب أ ويجعل له جعلاً معيناً.
دور المشرفين التربويين هو التعرف على وضع جميع المعلمين والمساهمة في تطوير أدائهم المهني ومساعدتهم من أجل تحقيق الرسالة التربوية .
المنهج: للمنهج مفاهيم مختلفة حسب تصورات الناس والمجتمع لها: لذلك رأت الحكومة ضرورة إنشاء قسم يهتم بالمناهج فأنشأت المركز الوطني للمناهج بتاريخ 13 سبتمبر عام 2002 م وقد قابلت بعض مسئولي هذا المركز قال لي أن جميع مقررات المرحلة الابتدائية بالعربية والفرنسية تمت صياغتها وفق متطلبات الواقع التشادي.
يتضمن المنهج حضارة المجتمع: فيقدم لهم قيم المجتمع واتجاهاته وأهدافه ليلموا بكل ما فيه من:
عموميات الثقافة: التي يشترك فيها كل الأفراد سواء كانت معنوية كالقراءة والكتابة أو مادية كطرق المعيشة والزارعة والرعي والصناعة أو الدين واللغة والتقاليد والعادات فهذه ثقافة عامة يجب أن يدركها التلاميذ كأبناء مجتمع.
خصوصيات الثقافة: التي تتعلق ببعض الطوائف كالمهن والحرف وسائر أوجه النشاط الاجتماعي وهذه ثقافة خاصة، ينبغي يتعرف عليها جميع التلاميذ ثم يتعمق من شاء فيها حسب رغبته وميوله.
متغيرات الثقافة: الأخذ منها أو رفضها حسب الفائدة والضرر من غير جمود ولا ذوبان.
والجدير بالذكر، أن التعليم في تشاد لم يراع مضمون المنهج من الناحية الاجتماعية حيث حذفت فاعلية التربية الإسلامية، لا تعتبر درجاتها في الامتحانات مما جعل إقبال التلاميذ عليها ضعيفاً. وما أنشأت المدارس العربية في ربوع تشاد إلا من أجل الحفاظ على التربية الإسلامية التي قامت الممالك والمجتمعات على أساسها.
وأسس المنهج هي: المجتمع، المتعلم، المادة الدراسية.
أركان المنهج: الأهداف، المحتويات، طرق التدريس، التقويم والمتابعة.
مشكلات المشرف التربوي: كثرة المدرسين حيث أن المشرف ليس له عدد معين من المدرسين الذين يشرف عليهم؛ عدم فهم مهمة الإشراف؛ عدم تحسين مستواه؛ عدم الحياد والمجاملة في كتابة التقارير؛ عدم إعداد المشرفين عند اختيارهم؛ عدم تفاعل كثير من المدرسين واستجابتهم لتوصيات المشرفين؛ خفاء بعض الأخطاء من بعض المدرسين؛ عدم الاهتمام بتقارير المشرفين؛ نقص وسائل الإشراف؛ عدم وجود حوافز للمشرفين؛ عدم وجود تقويم لإعمالهم؛ عدم التفرغ للإشراف؛ تقصير المشرف وعدم قيامه بمهامه. لأسباب الظروف التالية:
1- الأوضاع الاقتصادية وضغط الإنفاق وضبطه
2- وسائل المواصلات الجيدة والمريحة
3- قلة عناية الإدارات العلياً بعمل المشرف التربوي وانجازاته.

الخــاتمة: إن الإشراف التربوي هو التأهيل المتواصل للمعلمين الذين لم تمكنهم التجارب في العمل الميداني ومن التوجيه يكتسبون مهارات جديدة أو خبرات إضافية أو فنون جديدة في التربية الخاصة.
يمنحه التدريب المتواصل الثقة بالنفس والنشاط في العمل وتأكيد الذات والقدرة على التعاون مع الموجهين والإدارة المدرسية، ويمكنهم من التعامل مع البيئة الاجتماعية والمحلية خاصة البيئة المدرسية.
فالتوجيه التربوي يحسن من أداء المعلم ويعكس نتائجه إلى نشاط المتعلمين لتوظيفها في الواقع المعاش.
أخيراً أصل إلى نهاية هذا الدراسة والنتيجة أنني لم أستطيع القيام بكل ما وعدت به إلا أنني حاولت أن أعالج البعض منها. ولم أستطع أن أتعرض لكل بالتمثيل لكل المباحث الدراسة. لذا أعد القراء الكرام بمواصلة الدراسة عن التراث القيم الذي خلفه المشرفون التربويون بإذن الله.
ويتضمن هذا العمل ملخص الدراسة وأهم النتائج وبعض التوصيات والمقترحات لإجراء دراسة لاحقة مستقبلية في مجالات الإشراف التربوي وأساليبه المتبعة.
*ملخص الدراسة: كان الهدف الأساسي لإجراء هذه الدراسة هو التعرف على دور الإشراف التربوي في تطوير اللغة العربية في تشاد ولتحقيق هذا الهدف استخدم الدارس أداة التي تستخدم في مجال الدراسات الوصفية والمسحية فاستخدمها الدارس لاستطلاع أراء المشرفين التربويين للمرحلتين الثانوية والإعدادية بأنجمينا.
وقد اشتملت هذه الدراسة على مباحث، تناولت في مقدمتها: أساسيات الدراسة التي اشتملت على المقدمة والمشكلة وأسباب اختيار الدراسة مع أهمية الدراسة وأهدافه وفروضه وحدود الدراسة والمنهج الذي اتبعه الدارس في هذه الدراسة ومصطلح الدراسة.

*أهم النتائج والتوصيات والمقترحات:
• النتائج:
1- وافق المشرفون التربويون على توضيح الأهداف التربوية العامة للمعلمين بنسبة عالية. ويساعدون المعلمين على صياغة الأهداف التعليمية وتصنيفها وعلى حسن تتبع البرنامج الدراسي وإنهاءه في الوقت المحدد.
2- أما بالنسبة للنشاطات وافق على إرشاد المعلمين على تحضير الدرس وعرضه بصورة لائقة والاهتمام بكفاءة المعلمين في التدريس والتعاون مع المعلمين في أداء مهامهم التعليمية والتربوية ومساعدة المعلمين على معرفة نقاط قوته ونقاط ضعفه.
3- فيما يتعلق بالطرق والوسائل يساعد المشرفون المعلمين على اختيار الطرق والوسائل التعليمية المناسبة للمادة والموقف التعليمي ويرشدونهم إلى استخدام الطرق التربوية الحديثة.
4- القيام بأنشطة كتنظيم اجتماعات دورية للعلمين والعمل على تحسين العلاقات الاجتماعية والمهنية للمعلمين وتحسين العلاقات بين المعلمين وإدارة المدرسة وتحسين العلاقات بين المعلمين والتلاميذ. وتشجيع التجديد والإبداع في مجالات العمل المختلفة.
5- أما في مجال الإدارة والتخطيط وافق أغلب المشرفون على الاشتراك مع الإدارة في حل مشكلات المعلمين وتقديم الإرشادات المكتوبة عقب الزيارة الصفية والجلوس مع المعلم على انفراد لتوجيهه وإرشاده إن لزم الأمر.
6- يوافق المشرفون على القيام بعملية التقويم في المدارس ومساعدة المعلمين على تقييم أدائهم وعلى تصميم الاختبارات وتطبيقها وعلى اختيار أكثر الأساليب التقويمية ملائمة للمادة وتحفيز المعلمين على بذل الجهد ومضاعفة العطاء.
فيما يتعلق بمشكلات الإشراف اعترف المشرفون بقلة عدد المشرفين التربويين في المرحلة الإعدادية والثانوية وبقلة الخبرة لدى المشرفين وضعف الرغبة في مهنة التدريس لدى بعض المعلمين والإمكانيات المادية المتخصصة للإشراف التربوي.
• التوصيات:
يوصي الدارس على ضوء النتائج التي وصلت إليها الدراسة بما يلي:
1. تطبيق المرسوم الرئاسي الصادر عام 2007 والقاضي بالهيكل التنظيمي لوزارة التربية الوطنية والذي نص في مواده من المادة 37 إلى المادة 47 عن المفتشيات والتفتيش أو الإشراف التربوي؛
2. إنشاء كليات تربوية لإعداد متخصصين في الإشراف؛
3. توزيع المشرفين حسب الحاجة وبالتساوي وذلك لأن عدد المؤسسات والمعلمين الذين يشرف عليهم أزيد بكثير من عدد المشرفين، فلذلك لا يتم الإشراف في السنة إلا مرة واحدة في المؤسسة؛
2. وضع خطة تربوية مفصلة يتبعها المشرف لأن بعض المشرفين ينقصهم الابتكار؛
3. توفير المعدات المادية والمعنوية والقانونية اللازمة للإشراف؛
4. التدريب المستمر للمشرفين لكي يواكبوا مستجدات العصر ومتغيراته؛
5. إقامة دورات تربوية وندوات أخرى للمشرفين في مختلف المجالات التربوية في الداخل والخارج؛
6. تحديد مهام واختصاصات ومسئوليات المشرف التربوي التي تمكنه من أداء عمله على الوجه المطلوب؛
7. زيادة عدد المشرفين في المرحلة الإعدادية والثانوية؛
8. توحيد المنهج الدراسي في كافة الأراضي الوطنية؛
9. الاهتمام بالروح المعنوية والرضا الوظيفي وكل أنواع الحوافز المادية والمعنوية؛
10. اللوائح والقوانين الإدارية المدرسية التي تسعى لضبط العملية التربوية في كافة الأراضي الوطنية.

• الاقتراحات لبحوث مستقبلية:
1. القيام بدراسة حول نشاطات المشرفين التربويين في المرحلتين الإعدادية والثانوية في المواد الاجتماعية والعلمية للتعليم العربي؛
2. القيام بإجراء دراسة حول واقع الإشراف التربوي بالمدارس العربية الابتدائية في تشاد؛
3. القيام بدراسة مقارنة بين المهام الإشراف لكل من مدير المدرسة والمشرف التربوي بالمدارس الإعدادية والثانوية؛
4. القيام بدراسة تقويم برامج الإعداد للمشرفين التربويين بالمرحلة الإعدادية والثانوية في تشاد وبعض الدول المجاورة؛
5. القيام بدراسة حول الصلاحيات الإدارية الممنوحة للمشرف التربوي بالمرحلة الإعدادية والثانوية في تشاد وبعض الدول العربية.
6. القيام بإجراء دراسة من أجل فهم إنشاء معاهد عليا للتربية فجأة في جمهورية تشاد.
7. القيام بإجراء دراسة حول الإعداد القليلة في تدريب المشرفين التربويين بينما تحتاج البلاد لعدد كبير وعلى سبيل المثال 3 مشرف في القسم العربي في اللغة فقط بينما يحتاج إليهم في الفنون الأخرى فقط.



اقتراحات
1- العمل على تحسين العمليات المرتبطة بمنظومة الإشراف التربوي من خلال تبني الأنماط القيادية الديمقراطية التي تعتمد على التعاون واحترام أراء الآخرين. والثقة بين المشرفين التربويين ومديري المدارس،
2- المشاركة الجماعية في تحديد الأهداف العامة والخاصة بالإشراف التربوي وعمليات التخطيط والتنفيذ والتقويم المستمر للأساليب الإشراف المستخدمة والتي تساعد في تطوير السلوك التنظيمي لجميع العاملين في منظومة الإشراف،
3- تعزيز وتقوية العلاقات بين العاملين في عملية الإشراف،
4- على المشرف أن يكون فعالا يجيد طرق التواصل مع متابعيه ويراعي ظروف وإمكانات المنظومة الإشراف في كافة المجالات،
5- الابتعاد عن الأسلوب القديم للإشراف الذي يعتمد على تصيد أخطاء المعلمين واعتبارهم أعضاء مشاركين لهم دورهم القيادي في منظومة الإشراف،
6- تبني أساليب إشرافية حديثة أظهرت نتائج إيجابية في تحسين السلوك التنظيمي لجميع عناصر الإشراف التربوي؛
7- تحسين شبكة الاتصال والتواصل بين المشرفين التربويين ومديري المدارس والإدارة العليا؛
8- اعتماد طرق التقييم على معايير واضحة ومحددة يعرفها المشرفون التربويون؛
9- مراقبة المشرفين التربويين ومديري المدارس من قبل الإدارة على مدى تنفيذ أدوارهم ومهامهم وذلك ضمن معايير محددة من أجل وضع اليد على الخلل الإداري والفني لتعديل السلوك المرتبط بنوع الخلل؛
10- استخدام التقنيات التربوية الإشراف الحديثة بدرجة متجددة ومناسبة تراعي تطور المفاهيم العلمية والتقدم العلمي في المجالات التربوية التعليمية؛
11- تقديم دورات تدريبية مستمرة تزيد من قدرات ومهارات المشرفين التربويين الفنية والإدارية؛
12- وضع معايير علمية واضحة لأسلوب الترقية داخل منظومة الإشراف التربوي ابتداء من المعلم وانتهاء بالقيادات والإدارات التربوية العليا من أجل جعل التنافس لهذه الوظائف علمياً وموضوعياً بعيدا عن الصراعات الداخلية.
13- الاهتمام بالعوامل البيئية الخارجية والداخلية التي تؤثر على الإشراف التربوي؛
14- إشباع الحاجات النفسية المختلفة للمشرفين التربويين بتقديم الحوافز المادية للمبدعين منهم؛
15- عدم استخدام السلطة العليا مباشرة كحل للصراعات بين المشرفين ومديري المدارس وجمعيات أولياء أمور التلاميذ؛
16- الاطلاع المستمر على الدراسات والبحوث التي تحاول تحسين فعالية الإشراف التربوي للاستفادة منها.
• توصلت الدارسة إلى الآتي:
1- كثير من المشرفين التربويين غير مؤهلين.
2- لم يجد التعليم العربي حظاً من المشرفين التربويين مثل ما وجده التعليم الفرنسي.
3- بدأ الإشراف التربوي عام 1958 يعني قبل الاستقلال ولم يخرج مشرف تربوي بالعربية.
4- في عام 2002 قامت جمعية الدعوة الإسلامية العالمية بتدريب عدد من المشرفين التربويين في ليبيا بكلية الدعوة فهم يشرفون في مختلف المدارس العربية وغيرها على المعلمين الذين وظفتهم الجمعية.
5- بدأ الاستشارة التربوية للتعليم العربي ببعثة عدد من الكوادر إلى السودان بجامعة أم درمان الإسلامية عام 1969م.أكثر المستشارين الموجودين غير مؤهلين مع كبر سنهم.
6- عدم وجود دورات وندوات ومحاضرات.
• مهام مسئولي هيئة الإشراف:
1. السهر على تنفيذ السياسة التربوية.
2. تقييم ما يلي حسب اختصاصاتهم التربوية:
- العمل الفردي والجماعي للمعلمين داخل الفصل؛
- برامج الدراسة؛
- التنظيم وتسيير المؤسسات المدرسية؛
-إجراءات ونتائج السياسة التربوية والخبرات والتجارب التي تصدر عنها؛
-المشاركة في النشاط التربوي والتدريب الأولي والمستمر للمعلمين وفي تنظيم الامتحانات والمسابقات؛
3. تنفيذ الإجراءات وضبط النظام التربوي تكمن مهام المشرفين التربويين في ما يلي:
-تنفيذ البرنامج السنوي للمفتشية على مستوى المؤسسات التابعة للمحافظة أو التابعة له؛
-القيام بالنشاط التربوي داخل تخصصه؛
-إعداد التقارير إثر مهمات المراقبة والتفتيش؛
-استغلال التقارير المقدمة من قبل الأقسام المركزية واللامركزية للتربية.
- تقديم توصيات تؤدي إلى تحسين أداء المعلمين والإدارة التربوية للمؤسسات العامة والخاصة، بما في ذلك المؤسسات المكلفة بالتربية الخاصة للأطفال المعاقين والذين لهم صعوبة.
- مراقبة مستوى ونوع الدرس الذي يقدمه المدرس داخل الفصل.
*الصعوبات التي واجهت الباحث:
عدم إكمال الفترة الدراسية المقررة في الخارج ضمن هذا البرنامج حيث ذهبنا إلى ليبيا لإكمال الدراسة ولكن مظاهرات قامت في بنغازي ومسراطة حالت دون إنهاء التدريب ومما جعلنا نغادر سبها هو أن حلف الناتو قصف معسكر جبل أبو غريب وهو قريب من السكن الطلابي المسمى بمحمد الدرة الذي نقيم فيه بعد أن حولنا من المسكن الطلابي بكلية الزراعة. فجراء هذا القصف سقط علينا السقف الداخلي بمراوحه ومصابيحه وانكسر زجاج النوافذ وفر الطلاب وتفرقنا أيدي سبأ فمنا من جاء بالصحراء ومنا من ذهب إلى تونس وجاء عبر الجو:
- أول تجربة للمؤسسة لتأهيل المشرفين التربويين؛
- قلة المراجع العربية الخاصة بالإشراف التربوي؛
- عدم وجود مراجع بالفرنسية في مجال الإشراف التربوي؛
- عدم تعاون بعض المشرفين التربويين عند النزول في الميدان.
الشكر والتقدير:
وأخيراً أحمد الله عز وجل على توفيقه وامتنانه، ثم أشكر كل من ساعدني على إخراج هذا الدراسة بالتوجيهات السديدة والملاحظات الدقيقة حتى خرج هذا الدراسة بهذه الصورة التي هو عليها الآن، فجزاهم الله عني وعن المشرفين خير الجزاء وجعل ما يقدمونه في موازين حسناتهم، كما أقدم شكري لكل من ساعدني من قريب أو بعيد في المسيرة العلمية.



#محمد_عثنمان_الحلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد عثنمان الحلو - الإشراف التربوي في تشاد