لبنان..هل سيكون منصة للانطلاق نحو شرق أوسطهم..؟

خليل صارم

الحوار المتمدن-العدد: 1679 - 2006 / 9 / 20 - 09:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قالوا إنهم لايريدون وصاية سورية على لبنان ..قلنا هذا حقهم الطبيعي ..وهم أحرار في استقلاليتهم وقرارهم ويجب أن يحترم هذا الرأي .
ولكن وتحت شعار تأكيد الاستقلال والقرار .. ذهبوا بعيداً في أخذ الشعب اللبناني بعيدا ً باتجاه ضخ العداء للشعب السوري .. الخلاف السياسي بين نظامين أمر طبيعي جدا ً ويحدث مثل ذلك يوميا ً في كافة أنحاء العالم ..ولكن أن يتحول الخلاف الى حالة عدائية بين شعبين هما في الحقيقة شعب واحد من حيث الانتماء العائلي والمصاهرة وقرابة الدم ..و..و..و..الخ . هنا.سوريا ولبنان تجد نفس العائلة مقسومة الى قسمين لبناني وسوري .. أبناء العمومة والخؤولة . حتى الأخوة في بعض الحالات . والعزف على وتر الحقد بين الطرفين بزعم الحالة الوطنية هنا تكون الحالة أبعد من خلاف في سياسة نظامين .. ذلك أن الأنظمة تأتي وتذهب وتتبدل أما الشعوب .. المجتمعات .. فهي باقية الى الأبد . والعلاقة بين شعب واحد في دولتين لايمكن فصم عراها مهما أوتيت السياسة من حنكة وتلاعب وتحايل ورقص على الحبال . قد يظهر بعض الأغبياء والمنتفعين واللصوص هنا وهناك من المستفيدين من اختلاق حالة خلاف ولكن هؤلاء مهما تعالت أصواتهم .. وتلاعبوا بالصورة .. يبقون قلة عددية ..بل ومنبوذين هنا وهناك . .نعم منبوذين لأن الجميع يحتقرهم .. وينظرون إليهم نظرة استهجان ذلك أنه من رابع المستحيلات تكريس أية حالة عداء ضمن الشعب الواحد بمختلف انتماءاته المذهبية والأثنية والموزع بين دولتين .
لقد تجلى ذلك دائما ً وفي الأزمات منذ الانفصال الاقتصادي في مطلع الخمسينات وحتى الآن .. فما يعاني منه اللبنانيون ..يهب السوريين عن بكرة أبيهم لتداركه ورفع المعاناة بشكل تلقائي بغض النظر عن سياسة النظامين . مايحدث في لبنان تتأثر به سورية ..ومايحدث في سورية تتأثر به لبنان .
لكن مايحدث الآن أمر غير مسبوق في تاريخ العلاقة بين البلدين .. مايحدث الآن أكبر في حجمه من حيث سوء النية والتوجه نحو المجهول آخذا ً المنطقة كلها معه وبالتالي فهو أكبر من تفاهة هؤلاء الذين زعموا انهم يلهثون خلف الاستقلال والابتعاد عن القرار السوري كما يدعون .. هم يتجهون بلبنان نحو الوصاية الدولية .. نحو الاستعمار بوجهه العفن القديم .. هو احتلال كامل للأرض اللبنانية . ومع ذلك يتحدثون عن السيادة والاستقلال .. أي استقلال هذا الذي يضع لبنان كله أرضا ً وشعبا ً تحت رقابة ووصاية دائمة للحلف الأطلسي .. وغدا ً سيدخلون بيوت اللبنانيين لتفتيشها .لو تسنى لهم ذلك .؟ هذا ماسيحصل .. فقط انتظروا الوقت .!! راقبوا المطار .. مطار بيروت .. راقبوا الموانيء اللبنانية ..!! أين الاستقلال والسيادة اذا ً ..؟ وغدا ً سيفرضون على لبنان شكل ونوع العلاقة مع بقية الدول ومن يجب أن تكون معها علاقات ومن تقطع العلاقات معها .. ثم يتحدثون عن السيادة و(الاستئلال) بوقاحة العاهرات . فأي سيادة وأي استقلال هذا ..؟ نعتقد أن الشعب اللبناني هو من يعرف كيف سيرد عليهم
اغتيل الرئيس الحريري .. وتبعته سلسلة اغتيالات ..وتبين بالأدلة الحسية والمتابعة وتراكم تصرفات هؤلاء أنهم هم تماما ً من يقف خلف هذه الاغتيالات بمشاركة إسرائيل ويقومون بتغطيتها خدمة لمشروع الشرق الأوسط وكان اغتيال الرئيس الحريري هو فاتحة الدخول في النفق .. قبل ذلك حدثت اغتيالات ذهب ضحيتها رموز الوطنية في لبنان ( كرامي – عائلة فرنجية وكثيرين غيرهم ) وثبت بالدليل القاطع أن أحد أركان مايسمى بـ 14 شباط/ فبراير سمير جعجع هو المنفذ لها ولم يتنازل ذوي الضحايا عن ادعائهم الشخصي بحقه ورغم ذلك تم استغلال اغتيال الرئيس الحريري لإخراجه من السجن وإفلاته من المحاكمة .. ولكن الى متى ..؟
شبكة رافع التي كشفت الكثير ..الكثير .. تبين علاقتها المباشرة بذلك ( الأهبل المنغولي ) وليد بيك ..؟!! والذي ثبت التقائه برئيس الشبكة محمود رافع قبل اغتيال الحريري بيومين .. هذا المنغولي لم ينكر علاقته واتصاله بإسرائيل عبر أحد أعضاء الكنيست الإسرائيليين . وقد تسربت معلومات عن علاقة سابقة بشارون عبر مدير مكتبه ( مجلي وهبي ) .. وعندما سئل قال ان اللقاء ليس ضد المقاومة ولكنه ضد ( الرئيس بشار الأسد ) .. ( أكدها السيد الوزير السابق سليمان فرنجية في لقاء له مع احدى الفضائيات اللبنانية ) . ولم يكذبها وليد بيك ..؟!!
في القانون اللبناني ( الاعتراف سيد الأدلة ) .. وفي القانون اللبناني أن ( الاتصال بالعدو خيانة عظمى ) ورغم اعترافه العلني لم يستدعى وليد جنبلاط للتحقيق والمحاكمة ..؟ لماذا ..؟ اذا كانت الأكثرية الاحتيالية التي تحكم لبنان الآن .. ترى في إسرائيل أنها قد انتقلت الى خانة أصدقاء لبنان فعليها أن تصدر قراراً بذلك وتعلنه على العالم لكي لاينطبق القانون على اعتراف ذلك الأهبل المنغولي ..؟ وتصبح العلاقة مع إسرائيل أمرا ً طبيعيا ً .. بغير ذلك وباستمرار السكوت فان الأكثرية الاحتيالية كلها مدانة لأنها موافقة على ذلك . وعلى المجلس النيابي اللبناني أن يدلي برأيه في هذا الأمر بدليل أن صمت الحكومة اللبنانية وعدم التحرك يجعلها شريكة في هذا الجرم. ؟ قبل ذلك دعا هذا الأهبل التافه الى احتلال سوريا أسوة بالعراق .. وهذه حالة يحاكم عليها القانون اللبناني أيضا ً.؟. مع ذلك لم تتحرك حكومة ( الأنتي ليبانيز ) ومعنى ذلك أنها موافقة على ماقال ..وشريكة أساسية .؟ اذا ً هذه هي ديمقراطيتهم .. ديمقراطية الخونة .. ديمقراطية الابقاء والنفخ في الحالة المذهبية والطائفية وشرذمة الشعب اللبناني . والذهاب الى آخر الخط مع المشروع الصهيوني .. وقد أثبتت أنها أسوأ من جماعة 17 أيار . أية ديمقراطية هذه التي يتمسك فيها فريق وبدعم أمريكي صهيوني بالتسلط على النظام أو الدولة في لبنان هذا الفريق أو المجموعة التي وصلت بطريقة التحايل ولحست البيان الوزاري , ثم يقصون بقية الأطراف .. أية ديمقراطية تلك التي تخفي أصوات بقية القوى السياسية وتقصيها .
قد يقول قائل أنهم في لبنان متقدمون ديمقراطيا ً علينا نحن السوريين , نعم ولامانع لدينا .نحن نريد لبنان نموذجا ً للديمقراطية الحقيقية .الصحيحة ويكون قدوة لنا تماما ً كما أصبح قدوة لنا في مقاومته وقدرتها على اذلال اسرائيل , وفرض شروطها التي بدلت اتجاه القرار الدولي 1701 . وليست حكومة السنيورة هي التي بدلته ولا حتى وفد الجامعة العربية الذي ذهب الى نيويورك ولولا انتصار المقاومة وشراستها في التصدي للجيش الصهيوني العنصري .
المقاومة ورغم وضوح الصورة وأن إسرائيل حاولت تنفيذ مخطط معد مسبقا ً وباعتراف وسائل إعلام إسرائيل وبعض رموزها . وباعتراف المسؤولين الأمريكيين والإعلام الأمريكي . مع ذلك فهذه الأكثرية الاحتيالية تتهم المقاومة بأنها سبب ماحدث ..؟ والواضح أن انتصار المقاومة قد أحبط آمالهم وبددها كما بدد نوايا قادة مايسمى بإسرائيل . اذا ً فهم شركاء مع العدو الإسرائيلي العنصري ضد المقاومة وضد كافة القوى الوطنية في المنطقة وليس في لبنان وحسب . اعترفت إسرائيل بالهزيمة وهم لايعترفون .. أقرت إسرائيل وقادتها بانتصار المقاومة وهم يزعمون بكل وقاحة وعهر أن المقاومة قد هزمت .. إسرائيليون أكثر من إسرائيل صهاينة أكثر من الصهاينة .. خونة الى الحد الأقصى ..والخائن ذليل أمام سادته .. وذليل أمام الجميع .. لكن هؤلاء فاقوا كل التصورات بقحتهم وعهرهم .. بل ذهبوا الى الحد الذي يطالبون فيه الشرفاء بإثبات وطنيتهم .. وتبين أن معايير الوطنية عندهم تكمن في تقبيل أحذية العدو ..والنهب وشفط أموال البلد .. حتى المعونات التي أرسلت الى الشعب اللبناني سرقوها وعرضوها للبيع في دكاكينهم .. ( تصريح النائب الجزائري لقناة المنار في الأسبوع الأول من الشهر الحالي .. أيلول / سبتمبر ) الذي أعرب عن دهشته لمشاهدته المعونات الجزائرية تباع في الأسواق من قبل هؤلاء الخونة . وتمادوا أكثر عندما رفعوا رسوم مواد البناء لكي يعاقبوا الشعب اللبناني كله لأنه وقف الى جانب المقاومة .ويعرقلوا عملية إعادة البناء ويتابعوا شفط أموال المعونات
وعلى الدول التي تتقدم بمعونة تسلم الى الحكومة اللبنانية الحالية أن تراقب أوجه صرفها وتوزيعها .. حتى لاتتراكم في حساباتهم خارج لبنان . ومع خيانتهم وسقوطهم وعهرهم .. أضافوا الخيانة الأعظم عندما طلبوا معونة إسرائيل وأمريكا لحمايتهم وإبقائهم فوق رقاب الشعب اللبناني .. ألم يطلب جورج بوش من كونداليزا وأولمرت الاستمرار بدعم حكومة السنيورة ..؟ !!
السنيورة وفي لبنان يتحدث بشكل معتدل ولكنه وأمام رؤساء الحكومات الأجنبية .. كندا مؤخرا ً .. يتوافق خطابه مع الخطاب الإسرائيلي ليقول أنه سيسحب سلاح المقاومة .. السنيورة يعزف على الوتر المذهبي يريد أن يأخذ الطائفة العريقة في وطنيتها الى مشروعه ومشروع كتلته الخياني . لكن أبناء بيروت كانوا حاسمين في ردهم لأنهم يرفضون الاساءة لتاريخهم الوطني العريق .. أبناء بيروت الذين احتضنوا كل الشرفاء الوطنيين .. أبناء بيروت مدرسة الوطنية لايمكن أن يأخذهم السنيورة وغير السنيورة خارج النهج الوطني الذي جعلوا منه مدرسة ونهجا ً لكل من يفتقد ولو سمة بسيطة من سمات الوطنية والشرف .. أبناء بيروت ومنذ مظاهرات الاستقلال .. تجاوزوا الحالات المذهبية والطائفية .. ودعموا كافة المقاومات التي ناهضت المخططات الاستعمارية الأمريكية والصهيونية .
هذه حكومة معزولة .. تعيش على الدعم الأمريكي الإسرائيلي الذي يفرضها عنوة على رقاب اللبنانيين .. وعليها أن ترحل الى الجحيم وبئس المصير ولامكان في لبنان والمنطقة للخونة الساقطين الذين يضعون أيديهم في يد أمريكا وإسرائيل .. والأيام ستثبت ذلك حتى ولو اجتمعت كافة الأنظمة المتأمركة المتصهينة .. المتخاذلة الى جانب هؤلاء . حتى ولو تضاعفت قوى اليونيفيل . ومصيرهم هو مصير كل خائن .. يريدون أن يذهبوا بلبنان بعيدا ً عن محيطه الحيوي ..ويقطعوا حبل سرته بهذا المحيط .. بئس الحلم وبئس الحالمين .. الكل زائل ولكن لبنان بشعبه وقواه الوطنية الشريفة مسلمين بكافة مذاهبهم ومسيحيين بكافة مذاهبهم هو الباقي .. الانقسام في لبنان هو فقط بين شرفاء وخونة وليس هناك أي خلاف آخر والشرفاء هم الأكثرية .. نعم أكثرية الشعب اللبناني أما الخونة فهم حفنات قليلة ومجموعات من المافيات التي تمتص دماء اللبنانيبين وعرقهم ولن يتمكنوا من إعادة لبنان الى أتون الحرب الأهلية , بل أنهم سيحترقون هم لوحدهم ولن يطفيء نارهم أحد . وسيلقي الشعب اللبناني كله ببقاياهم خارج المياه الإقليمية للبنان حتى لايعودوا لتدنيس ترابه . حتى أمريكاهم واسرائيلهم سيتخلون عنهم بعد أن عرفوا حجمهم الحقيقي وإنهم تافهون ومحتقرون .
هم يتوهمون انهم مطمئنون لتدفق القوات الدولية التي ماجاءت الا لحمايتهم والدفاع عن الكيان الصهيوني شريكهم .. وغدا ً ستسفر أمريكا عن حقيقة دور هذه القوات مع أن ميركل رئيسة وزراء ألمانيا قد قالت ذلك صراحة ً عندما أعلنت بأن دورها هو حماية إسرائيل واحتفظت بالشق الثاني الذي أعلنه بوش الصغير الذي طلب من وزيرة خارجيته وأولمرت دعم حكومة السنيورة . ليعود السنيورة ويؤكد الدور القذر الذي تعهد به وهو ( نزع سلاح المقاومة ) في مقابلته مع الإذاعة الكندية . الأمور باتت واضحة فخونة العرب قد تعهدوا بما لم تقدر عليه إسرائيل . خونة العرب تعهدوا بإذلال الأمة العربية كلها ..وتقسيمها .. وشرذمتها .. .. الساقطين العرب .. أعلنوا ماكانوا يخجلون من التصريح به .. وهو أنهم كانوا يساومون على أمتهم منذ أمد بعيد . هذه هي ديمقراطيتهم .. وحريتهم .. ديمقراطية وحرية الأذلاء العبيد .
وكما كانت أمريكا تفرض الديكتاتورية على شعوب العالم الثالث .. والآن وباسم الديمقراطية والحرية تفرض ديكتاتورية المافيا والخونة وهي أسوأ بدرجات حيث النهب المنظم للشعوب ديكتاتورية رأس المال المنهوب الذي ينتهي باستعبادها وتقطيعها الى قطعان من الأغنام في حظائر مذهبية وطائفية واثنية . لتفرض على كل قطيع مجموعة من الكلاب التي تنبح لصالحها .. هذا هو النموذج في لبنان .. وفي العراق .. وغدا ً سوريا .. ثم الأردن ..والسعودية .. وتركيا ..ومصر ولن تنجو دولة من هذا الشر الذي يتمدد اذا لم تتحرك الشعوب بالشكل الجاد والمطلوب . اذا لم تعي الأنظمة هذه الحقائق . دققوا في خرائط التقسيم .. وستعرفون النتائج القادمة .. والغبي من يعتقد أنه بمنجى منها . ولامنجاة الا بثقافة الديمقراطية الحقيقية التي تصهر الشعوب وتقطع الطريق على الفتن الطائفية والمذهبية والاثنية وتوفر الاحترام المتبادل بين كافة المذاهب والطوائف والأثنيات فلا تترك ثغرة يتسلل منه النظام الأمريكي العنصري البغيض أو الأيادي الصهيونية الأسوأ , وهكذا تتحقق اللحمة الوطنية المطلوبة .
هذه الشعوب يجب أن تعي الحقيقة وتتحرك قبل أن تندم ..ولن ينفعها الندم اذا انتظرت أكثر . هم يخططون للفوضى الخلاقة والانتقام .. اذا لنرد عليها بالتحرك المنظم الذي يجتث كل هذه القذارات من المنطقة .. المقاومة كانت الدرس الأفضل ويجب أن تحفظ الشعوب هذا الدرس جيدا ً وتبدأ بالتحرك ..والا .. فان .. ليت .. هي التي ستبقى لها وتعود لتنتج المزيد من المراثي والبكاء على الأطلال وعندها على الرجال أن ترتدي أزياء الحريم لأنهم سيخصونها ..

#خليل_صارم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات