أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - صباح كنجي - بقايا من رماد الروح في مذكرات نصير














المزيد.....

بقايا من رماد الروح في مذكرات نصير


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 1679 - 2006 / 9 / 20 - 09:55
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


عن مطبعة الخير في العراق صدر مؤخرا ً كتاب ( مذكرات نصير- مسيرة الجَمال والنضال) للكاتب النصير فيصل عبد السادة الفؤادي، والكتاب في( 314 )صفحه من القطع المتوسط، فيه خمسة فصول مع مقدمه وتمهيد وتقديم كتبه جاسم الولائي بالاضافة الى بعض الصور لعدد من الانصار الشهداء والاحياء.
يقول الكا تب (كانت لدي رغبه ملحة في ان تكون المذكرات بصمات لجميع الانصار ) إستغرق جهده ثلاث سنوات وبمساعدة من عدد من الانصار ذكر أسماء بعضا ً منهم في المقدمة ، لتكون ( الذكريات هي نقطة من مساحات واسعة من الذكريات الجميلة التي خاضها ابطال في ظروف ليست سهلة)، وهو يؤكد ( اني اشعر بالفخر والاعتزاز لهذه التجربة وهي جزء من حياتي )
ويضيف كنت واعيا ً لهذا النضال وقيمته في الوقت الذي اختلف البعض في الموقف من التجربه.

اما تقديم الشاعر جاسم الولائي فيبدأ ُ بموقف متضامن ٍ ومؤيد ٍ للموقف الذي اختاره المؤلف في توجهه لخوض الكفاح المسلح مؤكدا ً( لعل اروع ما مر به الحزب الشيوعي العراقي خلال ألاربعين عاما ً الماضية هي تجربة الكفاح المسلح – خلال عقد الثمانينات ضد الفاشية ).

ويضيف الولائي..( كان ألاروع في هذه التجربة إنها كانت تحديا ً لنظام ٍ متغطرس ٍ اوصله وهمه وجهله بأنه سيخرق السماء ويبلغ الارض طولا ً بأسلحته الهائلة وجيوشه الجرارة وأجهزته الحديدية .
لكن شباب وشابات من الحزب الشيوعي العراقي جاءوا ليحملوا السلاح و ا لبداية كانت مجرد عصى لكنها تطورت الى صاروخ الستريلا... تحضنهم البيوت الكردية ويستقبلهم ألاطفال وتقدم لهم ربات البيوت شيئا من طعام الاسرة يشاركونها خبزا ً وملحا ً ووجدانا ً في الوقت الذي كان يتساءل البعض متشككا عن جدوى المواجهه مع هذا( الصرح) الإجرامي الجبار متذرعا ً بخلل الإمكانيات المتباينة بين النظام الغني والمعارضة الفقيرة وما تفرزه من تبا ين في القدرات ، متناسين قدرة الانسان الخلاقه التي تذلل ارادته الواعية كافة الصعوبات التي تعترض طريقه وفد حدثنا الكاتب عن تفاصيل مذهلة في العطاء والتحدي وعن مآثر سطرها بشر بسطاء كانوا يواجهون قسوة الطبيعة والجوع والبرد والآلة القمعية للنظام بما فيه السلاح الكيمياوي بروح مرحه يبتسمون ويضحكون وينكتون في اصعب المواقف وأشدها قسوة ويواجهون الشدائد بسخريةٍ ثورية غير مبتذلة يصنعها مزاج ثائر واثق من شروق الشمس بعد ليل ٍ طويل ٍ وعذاب مؤلم ٍ وهم في ذات الوقت يحزنون من الاعماق لرحيل رفيق او عند استشهاد نصير وما اكثر الحالات واصعبها بعضهم قدرحل دون ان نعرف له اسما ً عدا كنيته الأنصاريه وبعضهم فارقنا وهو في بداية الطريق وقبل ان تتحقق امانيه في اللقاء مع الأم او الحبيبة والأشقاء لحظات وداع والم صورها فيصل الفؤادي في كتابه عن تلك المجموعة من البشر التي كانت تتنقل من كهف لاخر ومن واد ٍ لغيره ومن جبل لاخر تلاحقها قذائف المدفعية والصواريخ التي تنطلق من الطائرات التي توزع السموم والموت في معادلة لاانسانية بين عشاق الحياة والحرية والمعانقين للشمس وبين اشباه البشر من حاملي رايات الموت والدمار المصممين على قتل النسل والزرع العابثين بالجمال من سفلة القوم والمحتفظين بجينات سكان الغابة ونواميسهم ، كتاب هو
مجرد ذكريات من ماض ٍ قريب لكنه ايضا يحكي قصة جيل قد كافح من اجل الحياة .
عن الشيوعيين ومسيرة حزبهم وبعض من تحالفاتهم القديمة والجديدة وايضا شيئا ً من اخطائهم الصغيرة والكبيرة ، عن الكرد وكفاحهم واحزابهم ، عن المرأة والنصيرة عن المثقفين والفنانين عن دول الجوار وتسليمها لعدد من خيرة شباب العراق وإعدامهم من قبل النظام عن الداخل والموت الموزع في البيوت والازقة والشوارع من جراء الحرب المستمرة ومقاصل اجهزة القمع المنتشرة في كل مكان ، عن العملاء والجواسيس المنتشرين في غالبية الاماكن والمساقين كالحمير لغايات دنيئة من جراء الخوف والقسوة عن الشعر والمسرح والغناء والمجلات المكتوبة بخط اليد ، عن الدورات التثقيفية
والندوات والحكايات الطريفة و اللقطات الساخرة والانتقادات للبيروقراطيه وبعض الادمغة الثخينة التي كانت تقود وتعبث بمقدرات المناضلين وتسخف مطالبهم الأنسانيه المشروعه .
عن ... عن اشياء كثيره سطرها الكاتب بجهد استغرق اكثر من ثلاث سنوات وهوجهد يستحق التقدير رغم بعض الهفوات التي وردت فيه وضعف الاهتمام بطبعه من الناحية الفنيه وكثرة الاخطاء المطبعيه فيه وهو امر يمكن تلافيه في الطبعه القادمه.
هذا ما اردت ان اقوله في هذه العجالة من الاستعراض للكتاب الذي قراته لحد الان مرتين ونقلني الى تلك الايام التي كانت اكثر من صعبه ابكاني فيها الكاتب مع العشرات من الاسماء والذكريات التي ترسخت في الوجدان اسماء لاعزاء قد رحلوا ، بعضهم ذكراه هي جزء من الروح ، قريب منها ، في السويداء من القلب ، في الضمير ، في حدقات العينين ، ذكرى تلازمني كالضل وبها اواصل بقية مشوار العمر المثقل بالاسئلة الكبيرة التي لا اجد لها الاجوبه المقنعه .
أكان ذاك قدرا ً لامفر منه؟
ام كان حصيلة تراكمات في الاخطاء السياسية القاتلة ؟
اكان ضروريا كل هذا الدم المراق؟
أم كان بالامكان تقديم الأقل؟
من كان معنا ؟
ومن كان ضدنا؟
لمن كان يجب ان توجه الرصاصة؟
للعدو المكشوف كما فعلنا؟
ام للعدو المستتر والمستخفي بين احلامنا؟ لمن كان بيننا ولم يكن معنا بل كان مع ضدنا.
اسئلة تتواصل طالما تواصلت المياه في مجاريها.
وكما كانت البدايه موقف ، فإن للنهاية اسئلة تلاحق الجميع وستبقى تطوف مع ارواح الضحايا وبقع الدم المنتشره على امتداد خارطة الوطن.

ولنا عودة ثانيه..



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ..الدفان والغجرية
- الوجه الآخر للأنفال
- قَمَرُ العراقُ
- مع مرشد اليوسف في كتابه الذي يبحث عن جذور الديانة الكردية ال ...
- حذار ٍ إنهم من البعثيين المقنعين
- عن الكتابة بلغة من نار
- ابعاد ودلالات...لغة بعشيقه وبحزاني
- بعض المرادفات اللغوية والميثولوجية المشتركة بين المعتقدات ال ...
- الأيزيدية... محاولة للبحث عن الجذور.. الموسيقى في الديانة ال ...
- رسالة مفتوحة الى السيد حسن نصرالله
- رسالة مفتوحة إلى السيد محمود المشهداني رئيس مجلس النواب في ا ...
- حكاية جيل
- من بطولات الشيوعيين العراقيين
- اوراق ... من ذكريات محمود خضر
- هدية للشيوعيين في السجن
- ولبناني كان بعثيا ًً
- ذلك المصري الشجاع
- تأوهات الإله تموز
- سجن ابو غريب المركزي
- مع كاظم حبيب في جولته بين الأيزيدية


المزيد.....




- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - صباح كنجي - بقايا من رماد الروح في مذكرات نصير