أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - فادي عادل رمسيس - التاريخ والشارع














المزيد.....

التاريخ والشارع


فادي عادل رمسيس

الحوار المتمدن-العدد: 7287 - 2022 / 6 / 22 - 22:29
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في واحد من أهم أفلام يوسف شاهين الملحمية وهو "عودة الابن الضال" تظهر أغنية "الشارع لنا" التي تتجلى فيها العلاقة بين "الشعب والسلطة". وأن امتلاك الشعب للشارع ليس فقط امتلاك حيز جغرافي ولكنه امتلاك المشهد والقدرة والتغيير. هذه الثنائية "الشعب والسلطة" تظهر في أكثر من شكل وصورة. تتجلى هذه الثنائية فيمن له القدرة على امتلاك التاريخ بتفسيراته وحقيقته. ولأن المخيلة الشعبية لا تفرق بين التاريخ والماضي. فالصراع في ظاهره على من يمتلك الماضي ولكن في باطنه وجوهره على من يمتلك التاريخ والحاضر.

لا تظهر ثنائية خطاب السلطة والشعب في الكتب والمجلات والصحف فقط، ولكنها تظهر في إطار الحياة اليومية والمناقشات العادية بين الناس العاديين. " لا تعتقد أنك تدرس في المدرسة التاريخ الحقيقي، كل هذا تاريخ مزور" كثيرًا ما سمعت مثل هذه الكلمات وحتى الآن أسمعها. يقولها ناس عاديين أو مهمشين في المجتمع. ولكنها لها دلالة في منظورهم بأن التاريخ الذي يُدرس في المدرسة والجامعات مزور. والتزوير ليس مجرد خطأ، ولكنه خطأ متعمد. وهذه المؤسسات أي المدرسة والجامعة هي أدوات الدولة والسلطة المعرفية. وهنا يظهر الصراع بين السرديات التاريخية.

ولكن إذا دققنا أكثر سنرى أنه ليس فقط صراع على التاريخ أو تفسيراته. ولكنه صراعًا على الحاضر، على من يملك الشارع الآن، على من له القدرة والتغير. هذا الصراع يظهر-حتى لو كان بدون وعي-أن من يملك التاريخ له القدرة على أن يشرعن حقيقة سياسية جديدة، ويغير الواقع وفقًا لمصالحه الطبقية. الناس العادية والسلطة لا يهمهم التاريخ في حد ذاته أو ماذا حدث بالفعل، ولكنهم ينظرون للتاريخ في إطار حاضرهم.

وفي هذه الثنائية، تكمن معضلة المؤرخ الذي يظن أنه يعطي سردية موضوعية بعيدة عن هذا الصراع. والطريقة الأكاديمية في الكتابة من الممكن أن تعطي هذا الشعور بالموضوعية. ومع ذلك، فإن المؤرخ ليس بعيدًا عن صراع السرديات هذا. فالمؤرخ له موقفه الطبقي، وآرائه السياسية ومصالحه الاجتماعية التي تؤثر في تفسيره للتاريخ. إنه ليس معزولا عن محيطه الاجتماعي ولكنه جزءًا منه. ولذلك فإن السردية التاريخية التي يعطيها المؤرخ لا تعبر عن التاريخ بشكل مطلق، ولكن المحيط الاجتماعي يشكل بنية هذه السرديات حتى لو كانت بدون وعي.

هذا الصراع بين السرديات ليس إلا تعبيرًا عن الحراك الاجتماعي. فإذا هيمنت قراءة واحدة للتاريخ على باقي القراءات والتفاسير ذلك علامة على جمود المجتمع. ولكن التفاعل الاجتماعي يظهر عندما يكون سؤال التاريخ قيد النظر والبحث، وعندما تتناظر التفاسير التاريخية المتباينة بمختلف تحزباتها السياسية والطبقية. ويصبح التساؤل عمن يملك الشارع هو تساؤل عن التاريخ والهوية والثقافة.



#فادي_عادل_رمسيس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاريخ والشارع


المزيد.....




- عشرات القتلى والمفقودين.. خبير أرصاد جوية يشرح سبب فيضانات ت ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن القبض على عناصر -خلية مدعومة من إيران- ...
- هجمات روسية دامية على العاصمة كييف ومناطق عدة بأوكرانيا
- كل 15 دقيقة.. طفل قتيل أو مُصاب في الشرق الأوسط وشمال أفريقي ...
- ضابط سابق في الموساد يكشف: هكذا نجنّد جواسيسنا داخل إيران
- هجمات 7 يوليو 2005.. لندن تُحيي الذكرى العشرين لأول تفجير ان ...
- المبعوث الأميركي -راضٍ- عن ردّ لبنان بشأن نزع سلاح حزب الله ...
- إيران: عودة نحو 450 ألف لاجئ أفغاني لبلادهم بعد قرار طهران ت ...
- كأس أفريقيا للسيدات: بداية موفقة للجزائر والمغرب وخسارة لتون ...
- سرايا القدس تقصف جنود وآليات الاحتلال المتوغلة في خان يونس


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - فادي عادل رمسيس - التاريخ والشارع