أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم الأول - رسالة سليم الأول إلى قانصوه الغوري يعاتبه على منع المماليك للتجار وأبناء السبيل من المرور ويبرر حملته الأخرى على الصفويين














المزيد.....

رسالة سليم الأول إلى قانصوه الغوري يعاتبه على منع المماليك للتجار وأبناء السبيل من المرور ويبرر حملته الأخرى على الصفويين


سليم الأول

الحوار المتمدن-العدد: 7270 - 2022 / 6 / 5 - 09:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ

وبه ثقتي
الحمدُ لله أورثنا الأرض وجعلنا من الأخيار وعُدَّاده، وبشَّرنا بأن نكون من الأبرار وصالحي عباده، فيما قال: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى ٱلزَّبُورِ مِنۢ بَعْدِ ٱلذِّكْرِ أَنَّ ٱلْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِىَ ٱلصَّٰلِحُونَ﴾، والصلوٰة والسَّلام على من اقتدينا بآثاره، واهتدينا بأنواره، مُحمَّد الذي منَّ من الله على المُؤمنين به وعلى آله وأصحابه العظام، وبعد؛

فقد ورد كتابكم الشريف وخطابكم المُنيف وتمَّ الاطلاع على الأحوال التي يتضمَّن مضمونه الشريف، وقد حدثت بعض الأُمُور التي لم تُشاهد من قِبَل جنابنا العالي: إذ يتم ومُنذُ مُدَّة منع أبناء السبيل والتُجَّار في الطُرُقات، وقد ولَّد هذا سوء الظن في مقامنا الشريف، ولا يُخفى لِلرأي العام أنَّ الغاية من شن الحملة على القزلباش في السابق كانت لِتخليص الأحكام الإلٰهيَّة والشرائع النبويَّة من حجاب ظلام المُخالفين لِلدين والدولة، وتنوير العالم بِالشرائع النبويَّة. ولم يخطر ببالنا الشريف بأيٍّ شكلٍ من الأشكال أن نطمع في بلادهم والاستيلاء على ديارهم، بل الاكتفاء بِتشتيت شملهم وإذلالهم. ولو كانوا قد انتصحوا فلم يتم التعرُّض لِلأُمُور الأُخرى. ولكنَّهم لم ينتصحوا أبدًا.

وتناهى إلى الأسماع عن مُواصلتهم موقفهم ذاته، فتغلَّبت روح الحماسة والاندفاع على السُلطان، فقرَّر إزالة وُجُودهم النجس بِالكامل من على سطح الأرض بِالسيف اللَّامع، وذلك لِكي تنقطع علاقته بِهذه الجهة، فتمَّ غلق طريق الشرق، ومنع أبناء السبيل والتُجَّار من المُرُور عليه ثُمَّ تمَّ تفتيش كُلُّ من يأتي من تلك الجهة والتقصِّي عن أحواله. كما تمَّ غلق جميع الطُرُق القادمة من حلب أو من الإسكندريَّة عبر البحر نحو جهة الشرق ومنع أبناء السبيل من تلك الجهة أيضًا ممن يحملون بضائع من الشرق [ويتم اعتقال] من تحوم حولهم الشُّبُهات عربًا كانوا أو عجمًا أو رومًا، وتسليمهم إلى كُفلاء أكفَّاء ومُصادرة بضائعهم.

أمَّا الذين لم يحملوا معهم بضائع شرقيَّة فلم يتم التعرُّض لهم، بل تُركوا على حال سبيلهم لِيُمارسوا تجارتهم. ويعلم الله، وكفى به شهيدًا، أنَّهُ لم يخطر ببالنا بِأيٍّ شكلٍ من الأشكال أن نطمع [بِبلاد] أيٍّ من السلاطين المُسلمين أو إلحاق الأذى بها، ولن يخطر ببالنا ذلك طالما أنَّ الشرع الشريف لا يُجيزُ ذلك، ولا سيَّما أنَّ المودَّة المُتوارثة بيننا بلغت حدَّ الأُبُوَّة والبُنُوَّة. وفي الوقت الذي تتم رعاية حُرمة الحرمين المُكرَّمين فلم يصدر ولِحدّ الآن من مقامنا العالي مسألة تُفضي إلى التأزُّم بين طرفينا أو وضعٌ يُؤدي إلى العداوة والطَّمع في البلاد. ويُؤكِّد ذلك أنَّهُ في الوقت الذي لم يصل خطابكم الشريف بعدُ فقط تمَّ التوجُّه نحو ديار الشرق بِهدف إزالة آثار الكُفر والضلالة لِذلك المُفسد والمُلحد بِالكامل من العالم، وبِمُقتضى العادات السابقة أرجو الابتهال إلى الله بِالدعوات الصالحات من جانب أبي السُلطان خُلِّدت سلطنته وممن يُعتقد أنَّ دعواتهم مُستجابة في الحرمين الكريمين، ولِهذا فقد عيَّنا أعلم العُلماء المُتبحرين أفضل الفُضلاء المُتورِّعين، يُنبُوع الفضل واليقين مولانا رُكن الدين زادت فضائله، وفخر الأُمراء الكرام وذخر الكُبراء الفخام ذو القدر والاحترام المُختص بِمزيد عواطف الملك الصَّمد أحمد دام مجده رسولًا، وأوفدناه إليكم بُغية تعزيز أواصر المحبَّة وبناء أُسس الاتحاد بيننا، والله الحق عليمٌ بِأنَّهُ لن يبدر من هذا الجانب تجاهكم غير المحبَّة، ولن يكون هُناك احتمالٌ لِغير ذلك بعد اليوم أيضًا.

اللهُمَّ إلَّا إذا أقدمتم على إبداء عدم الرضا من قيامنا بِقطع دابر أعداء الدين وقمعهم، وهو ما غدا واجبًا بحسب الشرع. وحينها سيُترك الأمر لِلتقدير الربَّاني ﴿وَٱلْأَمْرُ يَوْمَئِذٍۢ لِّلَّهِ﴾. وقد [ورد في كتابكم] ما يتعلَّق بِمسألة السُفُن، وكما تعرفون أنَّ الغزو والجهاد من قبل جنابنا العالي في جانب البحر ضدَّ الكُفَّار المهزومين لم ينقطعا، فمراكبنا جاهزة دائمًا لِحماية البحار. وفي هذا الوضع لم يحدث ما يتنافى مع المحبَّة، ونطمح ألَّا يحدث وضع يُؤدِّي إلى التخاصم، ولا تنقطع بيننا رسائل المودَّة والرُسُل ذوي الاحترام، وتُعزَّز أُسس الوفاق والصداقة بيننا ساعة بعد ساعة، وتُرصُّ قواعد المحبَّة يومًا بعد يوم.

تحريرًا في أوائل مُحرَّم الحرام سنة 922هـ بِمقر أدرنة.


المصدر: وردت هذه الرسالة بِاللُغة التُركيَّة العُثمانيَّة في المُجلَّد الأوَّل من كتاب «مجموعة مُنشآت السلاطين» لأحمد فريدون بك، الصادر سنة 1275هـ في دار الطباعة العامرة بإستانبول. صحيفة 424 - 425. النسخة العربيَّة الواردة مُقابل النسخة العُثمانيَّة من تعريب وتصحيح وتعليق أ.د. فاضل بيات، في المُجلَّد الأوَّل من موسوعة «البلاد العربيَّة في الوثائق العُثمانيَّة».



#سليم_الأول (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة سليم الأول إلى قانصوه الغوري يدعوه فيها للحرب
- رسالة سليم الأول إلى نائب دمشق وقاضي قضاتها بخصوص النصر على ...
- الفتحنامة المرسلة من سليم الأول إلى ولي عهده سليمان بعد ضم م ...
- فرمان سليم الأول إلى الروم الأرثوذكس من أهل بيت المقدس


المزيد.....




- بسبب -كثرة المصافحات-.. البيت الأبيض يكشف سبب ظهور كدمات على ...
- للمرة الأولى في الإتحاد الأوروبي.. سلوفينيا تمنع وزيرين إسرا ...
- مراسلون بلا حدود: ترامب يستلهم أساليب الأنظمة الاستبدادية
- حرب غزة تسبب مشاكل عقلية لآلاف الجنود الإسرائيليين
- مسؤول سوري: القصف الإسرائيلي يعرقل البحث عن الأسلحة الكيميائ ...
- -عدالة مُضللة-.. كيف دمرت خوارزميات البريد البريطاني حياة ال ...
- بيت ديفيدسون ينتظر مولوده الأول من شريكته إلسي هيويت
- راجت إحدى أغانيها على تيك توك مؤخرا.. وفاة كوني فرانسيس عن ع ...
- أردوغان: الهجمات الإسرائيلية على سوريا تُهدد المنطقة بأكملها ...
- محلل درزي سوري لـCNN: إسرائيل لا تحمي الدروز.. وتستخدم السوي ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم الأول - رسالة سليم الأول إلى قانصوه الغوري يعاتبه على منع المماليك للتجار وأبناء السبيل من المرور ويبرر حملته الأخرى على الصفويين