أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض سعد - رسالة الفن الوطني الاصيل














المزيد.....

رسالة الفن الوطني الاصيل


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 7266 - 2022 / 6 / 1 - 23:59
المحور: الادب والفن
    


منذ عهود طويلة والعراقي يئن تحت نير القسوة والعنف والاستبداد , ويعاني من سطوة جلاوزة الحكم والسلطة والنفوذ والشرطة والاجهزة القمعية البوليسية المختلفة ؛ فهؤلاء المنكوسون لا يؤمنون بالعلم والمعرفة والانسانية ولم تعرف الرحمة والغيرة الوطنية طريقا الى قلوبهم القاسية , فهم يعالجون الجريمة ب جريمة ابشع منها ويصححون الخطأ بما هو اشنع منه , ولا يعرفون غير العنف سبيلا لإصلاح المجتمع ؛ فكانت النتائج على العكس مما اراد هؤلاء الجهلة العملاء بل لعل البعض منها على علم بها الا انه عميل مأمور ومرتزق ليس الا ؛ فبعد كل هذه العقود المليئة بالإرهاب الحكومي والعنف المليشاوي الطائفي والعنصري والتي كانت تهدف الى تدجين واخضاع وتخويف المواطن العراقي ؛ بلغ التمرد العراقي اقصاه و وصل الانفراط الأمني أوجه ,اذ وصل الأمرالى قطع الطريق في الجنوب والشمال بل وفي قلب العاصمة بغداد في عقد التسعينات من القرن المنصرم وظهرت عصابات كثيرة وارتكبت جرائم تقشعرْ لها الأبدان، بل وصل الأمر الى مهاجمة المجرمين من اعضاء حزب البعث وسقط الكثير منهم صرعى , وانتشرت ظاهرة السطو على المنازل وتهديد أهلها وابتزازهم وسلب ثرواتهم، فبدأ الموقف الأمني مرعبًا مفزغاً , اذ غدت المناطق والمدن العراقية كغابة وحوش ضارية - الاهوار في الجنوب شبه منفصلة وشمال العراق انفصل واقعيا عن العراق - مما دفع النظام التكريتي الصدامي الفاشل الى اعلان الحملة الايمانية القشرية والتي زادت من معدلات الجريمة الدينية وصعدت من وتيرة التوترات الطائفية والمذهبية والفئوية ... بل الأدهى والأمر ان هناك بعض اللصوص والمجرمين يحملون أسلحة نارية ويرتدون زي القوات النظامية الصدامية واغلبهم ابناء مسؤولين في النظام الفاشل نفسه .
الى ان تطور الحال لما هو أسوء اذ واصلت عصابات الفئة الهجينة وايتام النظام التكريتي الصدامي البائد عملياتها الارهابية والاجرامية ضد ابناء الامة العراقية وبعد ان كان جهاز الشرطة قاسيا مجرما في عهود الحكومات الهجينة ؛ اصبح موقف الشرطة ضبابيًا سلبيًا حياديا كما لو أن الأمر لا يعنيها البتة بعد سقوط النظام البائد .
العنف يعالج بالحكمة والمعرفة والعلم لا بالسوط والبندقية فقط , فلو وفرت كل مستلزمات الحياة الكريمة للمواطن العراقي وتم مراعاة حقوق الانسان وفرضت دولة القانون على الجميع وبلا استثناء ؛ تناقصت معدلات الجريمة الى ادنى مستوياتها وتراجعت حالات العنف بشكل واضح وملموس ؛ فالإنسان ابن البيئة والجريمة وليدة المجتمع .
ومن الوسائل الناجعة في القضاء على ظواهر العنف والجريمة ؛ الاعمال الفنية الانسانية والنتاجات الثقافية الايجابية الوطنية , والفكر العلمي النير والحس الوطني والشعور الاخلاقي تجاه الوطن والمواطن ؛ ومن الامثلة الحية على ذلك : الفيلم المصري (جعلونى مجرما ) للفنان فريد شوقي , فبعد عرض الفيلم للجمهور وتفاعل الجمهور والنخب معه ؛ مباشرة ، شُرِّع قانون إلغاء السابقة الأولى للسجين ، اذ استطاع السجين المصري بعد خروجه الالتحاق بالأعمال الشريفة وخلو صفحته الشخصية من الادانات القانونية المخلة بالشرف ، بشرط إذا ارتكب الجريمة الثانية ، تظهر له السابقتين، وكذلك فيلمه الأخر ( كلمة شرف ) فبعد عرضه مباشرة شرع قانون الزيارة الاستثنائية للسجين المصري ، اذ يستطيع السجين أن يخرج من السجن لمدة ٤٨ ساعة لحضور حفل زفاف ابنته أو تلقي عزاء والده كل ذلك بسبب الدراما و السينما و الفن ... و يذكر ان ل فريد شوقي افلاما كثيرة تتحدث عن ثغرات في القانون الجنائي والمدني المصري.
واذكر هنا ايضا ان عدد كبير من الافلام المصرية تمت كتابتها من واقع قضايا كانت عبارة عن ملفات في المحاكم المصرية حولها الكتاب الى سيناريوهات ؛ فمثل هكذا فن وطني راقي يبني المجتمع ويرفع من شأن الوطن والمواطن وليس الذي يخرب العقول والنفوس والاذواق ويحرف التاريخ ويزور الحقائق ويقلب الوقائع رأسا على عقب ؛ والشيء بالشيء يذكر , في هذا الوقت كانت وسائل الاعلام البعثية والصدامية تمجد بالجرائم الحكومية ضد المواطنين المساكين والعراقيين العزل بل وتنقل وقائع قط اليد وصيوان الاذن نقلا مباشرا لترويع الاطفال والنساء والرجال ؛ ولعل من اغرب التشريعات القانونية التي سنها المجرم صدام ونفذتها جلاوزة الفئة الهجينة ضد الهارب من الخدمة العسكرية – علما ان العراق في وقتها لم يخض حربا خارجية مع اية دولة وراتب الجندي لا يكفي لإيصاله الى وحدته العسكرية فضلا عن تامين معاشه - تطبيق مجموعة من العقوبات المجتمعة بحق الهارب الا وهي : قطع صيوان الاذن ومن دون تخدير وايداعه السجن و وشم الجبين بعلامة ( - ) وقطع الحصة التموينية عن عائلته وتهجير عائلته وفي بعض الاحيان هدم داره وعدم تعيينه في دوائر الحكومة بعد انتهاء العقوبات بحقه ..!!



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوادر الفن الوطني الاصيل / فيلم احياء تحت التراب / انموذجا
- كل شيء من اجل العنف
- ملاحقة مجرمي الفئة الهجينة
- معوقات العمل التطوعي
- مظاهر استراتيجية -الفئة الهجينة - في تدمير الاغلبية العراقية ...
- ظاهرة الخوف والرعب في مجتمعنا
- ايام الزمن الاغبر / الحلقة الثانية / ( استرداد الحق من السرا ...
- التدخل الخارجي في الشأن الداخلي العراقي
- العدالة الغائبة والعقاب المؤجل
- ظاهرة تمجيد المجرمين و الولاء للظالمين
- ذكرى هلاك المشنوق المجرم صدام
- المستهدف الوحيد من الإعلام المنكوس
- الرحمة المفقودة والعقوبة الموجودة
- ايام الزمن الاغبر /الحلقة الاولى / الفقير وخيارات الفقر المت ...
- الحركة الدينية المنكوسة في العراق الحلقة الاولى
- الاعلام المسعور للدخلاء ضد ابناء الجنوب العراقيين الاصلاء / ...
- جرائم صدامية مروعة / الحلقة الثامنة / الحبس الانفرادي
- طيبة الاغلبية العراقية وخبث الفئة الهجينة
- جرائم صدامية مروعة / الحلقة السابعة / ( الكنارة )
- جرائم صدامية مروعة / الحلقة السادسة / ترويع الامهات والنساء ...


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض سعد - رسالة الفن الوطني الاصيل