أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي الرديني - الاروقة الداخلية ( الاشراق النفسي)














المزيد.....

الاروقة الداخلية ( الاشراق النفسي)


علي الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 7260 - 2022 / 5 / 26 - 15:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يتسائل الكثيرون ان التفكير الإيجابي لم ينفعهم ولم يلمسوا تغيرا واضحا في أنفسهم ومازالوا ضعفاء أمام الافكار الغاضبة والعواطف المضطربة وحتى القيام بأفعال لترويح عن النفس كان أثرها وقتيا بممارسة العبادة ولعب الرياضة وسماع الموسيقى ومزاولة الهوايات والخروج للتنزه ومصاحبة الاصدقاء المرحين ومشاهدة البرامج الكوميدية سرعان ما تختفي نتائجها ثم يعودوا الى قوقعتهم الذهنية السابقة.
نعم نحن لا نستطيع تغير احساساتنا وعواطفنا بسهولة بمحض ارادتنا او بمجرد التفكير بشكل إيجابي مالم يصاحبه تغير في الأفعال التي تجلب مايسرنا او محاولة العمل على إسعاد انفسنا ولو اصطنعنا ذلك فاللاواعي يصدق ذلك فيعطي أوامر للجسم لتظهر مردوداته بشكل آلي وفقا لذلك مع تقبل المشاعر التي تظهر بدون ارادتنا فعند التعرض لأزمات واحداث مقلقة وامور نرتعب منها يتم إفراز ھرمون الأدرينالین فى مجرى الدم فنشعر بعدم الراحة ولمنع تدفق مزيد من هذا الهرمون ينصح بلعب دور المراقب الصديق وبدون ابداء أي مقاومة لكبح هذا الشعور.
وجدير بحالتنا العاطفية المتطرفة ان تجعل المزاج يتطابق معها فالحزن ينشط الذكريات المؤلمة والمقلقة ويزيد مخاوفنا من استمرار ذلك في المستقبل أما المشاعر الايجابية السعيدة تجلب الذكريات السارة وتجعلنا ننركز على توقعاتنا الجيدة في المستقبل.
إحداث اي تحول في حالتنا النفسية مالم ننفذ الى مستويات أعمق لنصل الى نواة ذاتنا وتغير طبعنا الباطني سيكون تحولا ظاهريا هشا لاننا مازلنا نتمركز حول الأنا الظاهرية التي تولد تيارا مستمرا من الأفكار يجرف وعينا معه فيتحكم بنا ويستنزف طاقتنا بدلا من نكون نحن المتحكمين بهذا التيار ونوفر طاقتنا لشئ انفع للنفس.
فاعزم النية على تصفية باطنك من المشاعر السلبية بمراقبة النفس ومحاسبتها باستمرار وتربيتها على الحب أولا والمشاعر الطيبة والخلق الحميد.
فعملية التغير يصاحبها ألم ولا ننسى ان الحياة لا تعطيك شيئا بدون مقابل و الألم هو المقابل الذي له دور كبير في نمونا وتطوير ذاتنا وايصالنا الى اليقظة والاشراق الروحي ومن المحزن ان نرى ان الالم عند الكثيريين اودى بهم الى المعاناة والاكتئاب الشديد لانهم لم يتعرفوا على ذاتهم الحقيقة ويغوصوا في عمقها الساشع ويدركوا مدى هشاشة الأنا الظاهرية الأنانية التي تريد التملك والسيطرة والتحكم والاستحواذ والتعالي والثأر والانتقام ومالم تحصل على ما تريد فتشعرنا بالندم وبتالي الشعور بالذنب وحزن والاستياء وعدم الرضا عن المصير فتمرض نفوسنا ثم اجسادنا ويختفي نور كينونتنا بهذه الغيوم السوداء.
حتى تصلوا الى الاشراق ورؤية الضوء الساطع في جوهركم اقشعوا عنه ضباب الأفكار والعواطف السلبية وغيروا عاداتكم الخاطئة التي تعود عليكم بالالام والاحباط والتزموا باعظم الطاقات وهي طاقة الحب واعظم حب هو حب نور الأنوار (الله) وتحقيق الاتصال به بدون واسطة على الدوام وشعور بحضوره هو الأمر الاعظم وبدونه لن ترى النور الحقيقي.
نرى الغالبية من البشر يقولوا نحن نحب الله اكثر من غيره ولكن افعالهم تدل على العكس
فذكر الله ليس هو الاكثر على السنتهم ولا طاعته متجلية في أفعالهم يذكرونه في صلوات كعادة بدون خشوع ولا يستشعروا عظمته وكماله وعليائه وإن ألمت بهم المصائب التجؤوا اليه ليحل مشاكلهم و رفعوا ايدهم في الدعاء لقضاء حوائجهم ودفع البلاء عنهم ولا نرى نفس الهمة اذا كان حالهم متيسرا وصحتهم جيدة , اتصالهم في الله عند الحاجة والمصلحة وكانهم شئ ثانوي في حياتهم.
مالم يعبد الله حق عبادته سيعبد غيره من من قيم مبادئ روحية ومذهبية وقومية وعرقية او ملذات دنيوية وجسدية وهذا سيولد العدائية والاحقاد والبغض و الحسد والطمع والجشع ونحو وتصل الى الاقتتال الحروب.
فاذا حل التعلق بغير الله اظلمت النفس , والتعلق باي شئ اكثر من الله مهما طال سيزول وعندها تصبح النفس خاوية تريد ارجاع من فقدته بعد التعلق به فتحل الأمراض فيها وربما تهلك.
ومن الامور التي تطمس نور داخلنا عدم الرضا بالقضاء والقدر وتقبل الارادة الهية والجزع والندم والشعور بالذنب والتذمر من الحظ ومن سوء الحياة واللقاء اللوم على الناس والمواقف والغيرة مما لدى الاخرين من اشياء وامور لا نملكها وقلة الصبر بدلا العمل على تغير مجرى حياتنا وتحسين مصيرنا فيها بعد الاتكال على الله وطلب التوفيق منه والتوبة من افكارنا السلبية.
بعد محبة الله يجب محبة النفس والاهتمام بها لا احتقارها بل تقديرها والرضا عنها ومحبة الاهل والاصدقاء والناس نابع من حب الله والصفح والعفو عن الاساءة ومسامحة من آذاك وظلمك وان كان هذا بينك وبين نفس حتى تحرر الطاقة السلبية المرتبط بهذا الشخص مع التمني الخير للجميع والامتنان لكل نعمة حصلت عليها سواء نعمة مادية او معنوية ونشر الخير والرحمة بين الناس والتعاطف معهم يساعد كثيرا على تفتح النفس واشراقها حتى ترى نورها بين يديك ويمتد الى غيرك فيعود اليك بكل خير.
ممارسة الحكمة يساعدنا على فهم طبيعتنا وتصفية ذهننا وضبط النفس وتخليصها من رواسبها اضافة الى الحكمة الالتزام بالسلوك الاخلاقي وطرق كسب العيش الصحيح والسيطرة على رغباتنا وشهواتنا وتحقيق الاتزان ومعرفة المسار الروحي للدخول الى ذاتنا.
وزهد مطلوب ايضا بحدود وكثرة التعبد والذكر والصوم والتأمل والعزلة لتعزيز الطاقة الداخلية والوصول بسرعة الى الاشراق الروحي
ولا تنسوا ان تتخذوا من آلامكم دافع للحب لا البغض ومن خساركم وفشلكم دافعا للتغير نحو الأفضل والنمو ومن محبة الله نبراسا لأنفسكم يضئ ظلام.



#علي_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاروقة الداخلية ( التعامل مع الجفاء النفسي)
- معضلة الإرادة حرة (تجربة ليبيت و تجربة هينز)
- معضلة الإرادة حرة (التوافقية واللاتوافقية )
- معضلة الإرادة حرة (الحتمية Determinism)
- معضلة الإرادة حرة (تعريفها وأنواعها)
- التنويم الايحائي الذاتي
- الاحلام حقيقة عالم آخر


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي الرديني - الاروقة الداخلية ( الاشراق النفسي)