أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - اسراء سلمان - قصة ناجية مسلمة من عصابات داعش الارهابية














المزيد.....

قصة ناجية مسلمة من عصابات داعش الارهابية


اسراء سلمان

الحوار المتمدن-العدد: 7250 - 2022 / 5 / 16 - 15:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في يوم 11/5/2022 أستمعت الى قصة ناجية من تنظيم داعش الارهابي المدعوه ( وفاء ) . وتكلمت تلك المرأة البسيطة عن قصتها والتي بدأتها بعيون شاردة وكأنها تستذكر وتستعيد مرارة ما حدث معها في تلك الفترة . وفاء من سكنة منطقة الشرقاط تسكن في دار مصنوع من الطين مع زوجها وابنتها التي تبلغ اربع عشر سنة وام زوجها ووالده . بعد دخول داعش بفترة توفى الاب والام لكبر سنهم ونتيجة للخوف وقلة الموارد الطبية . تتكلم وفاء عن حياتهم وتذكر كيف ان المواد الغذائية بدأت تنفذ منهم وكيف ان الحصول عليها اصبح اصعب كل يوم , هنا قرر الزوج انهم يجب أن يهربوا الى مكان اخر بعيدا عن سيطرة داعش فقام الزوج ببيع ما يملك من اغنام وممتلكات بسيطة ليتم بعدها رحلة الهروب . لكن تلك الرحلة لم تستمر طويلا فتم القاء القبض عليهم من قبل التنظيم . تم حبسهم في بيت بسيط لتبدأ معها مرحلة تعذيب الزوج وتسليط انواع العذاب على جسدة المتهالك . فتم تعليقة لمدة ثلاث ايام في السقف فاقدا للوعي الأ أن تمزقت ذراعاه , وبعدها تم اخذه الى جهة مجهولة ليتم اخبارها ان زوجها قد تم اعدامه . لتبدأ هنا فصل جديد في التعذيب بعد مرور ايام على قتل الاب بدأت عمليات التعذيب تنتقل الى الأم والأبنة وهنا تخبرني وهي لا تستطيع ايقاف الدموع من عينيها انها توسلت لهم أن يفعلوا بها ما يشائون ولكن ليرحموا ابنتها فهي ما تزال طفلة . فلم يستجيبوا لها وتم اغتصابها واغتصاب ابنتها ذات الاربعة عشر عام, ففقدت الفتاة الوعي لمدة ثلاث ايام . لم استطع تمالك دموعي لم استطع هنا أن اقول لها اي كلمة فكنت خرساء وأنا ارى ما حدث في عينيها وعين طفلتها كيف ممكن لقلبها ان يحتمل هذا الالم . استمر هذا التعذيب والاغتصاب لمدة شهر الى ان قررت هذه المرأة الشجاعة الهرب بنفسها وبطفلتها , فهربت تحت جنح الظلام تسير متخفية بستار الليل لكي ترى سيارة لداعش فتختبئ هي وطفلتها ولتصاب بقدمها في تلك الاثناء . وبعد مرور تلك السيارة سارت من جديد ولكن هذه المرة محملة بجرح بساقها لتصل الى بيت يسكنه عجوزين . تخبرني عندما رأنا الرجل طلب منا المغادرة خوفا من بطش داعش , فخرجت المرأة العجوز لكي تدخلهما الدار بعد ان اخبرتها قصتهما , ادخلتها الى غرفة وطلبت منها عدم الخروج وجلبت لهما بعض من الطعام . بعد سويعات ايقضتنا المرأة العجوز واعطتنا ملابس تستعمل في الزراعة والحصاد وطلبت منا السير معها الى مكان لتجد من يساعدنا على الهروب . فسرنا الى ان وصلنا الى رجل فطلبت منه المرأة تهريبنا الى الجانب الاخر . لكنه رفض خوفا من العناصر ان يكتشفوا امره , ولكن بعد توسل المرأة العجوز رضخ تحت شرط ان سوف يقوم بنقلنا بصفتنا نساء تعمل في الحصاد فأن تم أحصاء عدد النساء يجب ان يعيدنا . وفعلا تم نقلنا ولحسن حظنا لم يتم احصاء عدد النساء فسرنا هنالك الى ان وصلنا الى مناطق تسيطر عليها سيطرات الجيش والتي اخذتنا الى المخيمات . وبعد بقائنا بفترة هناك بدأت المدن تحرر من تلك العصابات الارهابية وبدأت النساء بالعودة الى قراهم ومدنهم , كنا نأمل ونحلم دوما بالعودة الى قريتنا والى منزلنا لنجد زوجي بأنتظارنا وفعلا عدنا الى منزلنا لنجد تلك الاحلام تتبدد ببيت مهدم وزوج مقتول . وهنا بدأت مرحلة اخرى من الصراع فبدأت محاولات لقتلنا وفي وقتها شككت بشخص محدد وعند ذهابي لتقديم شكوى تم تهديدي من قبل شخصية اجتماعية وحكومية بارزة . لتكون الصدمة هنا ان من قتل زوجي واغتصب ابنتي واغتصبني هو ابن عم زوجي نعم ابن عم زوجي . لا استطيع حتى ان اتخيل السبب , وتم الحكم علية اولا خمسة عشر عاما لكي تتحول الى مؤبد . لكن المجرم دوما قوي في هذا البلد والضحية ليس لديها اي حقوق حتى تحت سلطة القانون . فتم طلب اعادة محاكمة له وقد دفع والدة الملاين لكي يتم الافراج عنه , والدة الذي عمل تاجرا بالدولار للتنظيم حرا طليق والقاتل المغتصب ينتظر حريته , اما انا وابنتي فتم طردنا وحياتنا مهددة بالخطر . كل هذه الكلمات التي سردتها وهي لم تتوقف عن البكاء , وانا لم استطع ان انطق بكلمة واحدة لم استطع استعاب الالم ونظرات الانكسار نظرات الكره لهذا البلد ولسياسيه . كلماتي اليوم لن تكون كافية لوصف ما تشعر به تلك المرأة فترى بعينيها الفراغ . ويقف من يقف اليوم ليطالب بالعفوا العام للمجرمين , ياترى ما مصلحتكم هل لان اولادكم هم من بالسجون . تلك المرأة مسلمة , مسلمة تم اغتصابها تحت شعار الله واكبر تم احتقارها تحته , وتم تهديد حياتها بمن ينادي به . ولم يقم اي شخص بأرجاع حقها على الاقل بأمان على حياتها وحياة ابنتها , فنرى مؤسسة دينية رصينة تنادي بالاعفاء العام وتشجع له فيا من يرجع الناس اليك لاخذ المشورة الدينية الم تروا وانتم رجال دين ما تم انتهاكه تحت اسم الدين . الم تهتز قدسيتكم لامرأة تغتصب تحت شعار الله واكبر فتطالبون بالعفوا العام عن مغتصبها . اتمنى فعلا ان اكون قادرة عن رفع تلك الذكريات وازالتها عن ذاكرتك وذاكرة طفلتك تلك الوردة ذات الاربع عشر عاما التي انتهك جسدها وسلبت حق الحياة . وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ.



#اسراء_سلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات دخول داعش مستمرة في المشهد العراقي
- حقي في المساواة
- لِما يَقضُّ مسلسل ( فاتن امل حرب ) مضاجع الاسلاميين
- زواج الفصلية - قهر اخر للنساء في العراق
- الدابة العاصية
- زواج الصغيرات في القانون العراقي
- مؤسسة الزواج بين النجاح والفشل
- الاصول التاريخية لقانون العقوبات العراقي
- العدالة الاجتماعية في القوانين العراقية
- واقع المرأة العراقية في الثامن من آذار
- قانون الاحوال الشخصية العراقي ورفض تعديل المادة 57


المزيد.....




- جلسة راقات لكتابة السيناريو حول تقاطعية النوع والطبقة الاجتم ...
- متاح من هنا.. التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت 2024 عبر ...
- تقرير للأمم المتحدة يتهم إسرائيل بـ-استهداف المرافق الطبية- ...
- لوجينا صلاح.. مصرية تنافس على لقب ملكة جمال الكون وتتحدى الب ...
- منصة أبشر توضح خطوات حجز موعد إصدار رخصة قيادة للنساء 1446وأ ...
- ما حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت بالجزائر إلى 800 ...
- لولو تحمم حيوانات .. استقبل الآن تردد وناسة بيبي الجديد اغان ...
- ليش خلصت الاجازة .. تردد كراميش بيبي اجدد اغاني الاطفال المم ...
- الحكــومة تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة + هذه شروط ال ...
- أمراض شائعة يمكن للإصابة بها أثناء الحمل أن تؤدي إلى التوحد ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - اسراء سلمان - قصة ناجية مسلمة من عصابات داعش الارهابية