أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - اسراء سلمان - مؤسسة الزواج بين النجاح والفشل














المزيد.....

مؤسسة الزواج بين النجاح والفشل


اسراء سلمان

الحوار المتمدن-العدد: 7204 - 2022 / 3 / 28 - 21:47
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الزواج هو عقد بين طرفين للارتباط بعلاقة جسدية (جنسية ) . تضع المجتمعات الشرقية شرط وجود هذا العقد لكي تستطيع المرأة التمتع او استحصال حقها في هذه العلاقة . فترى الامر حصرا على النساء دونما الرجال فهذا العقد هو تلفظ الطرفين بحق الرجل بالتمتع بجسد المرأة مقابل مبلغ مالي يعطى قبل ابرام العقد واخر عند انتهاء العقد . وكذلك يعطي حق حصري للرجل لإنهاء ذلك العقد عند انتفاء حاجتة الى تلك المرأة او نهاية تلك المتعة او عند مطالبة المرأة بحقوق اضافية . وكذلك نرى الرجل في نفس تلك المجتمعات يقوم بالتحايل بشتى الطرق لكي يساوم المرأة على حقها المادي في مقابل انهاء ذلك العقد . اي ان مبلغ نهاية الخدمة لايعطى للمرأة . هذا هو مفهوم الزواج في مجتمعاتنا الحديثة . ولكن اين حق المرأة في انهاء هذا العقد ؟ ولماذا نرى المرأة في هذا العقد هي مجرد سلعة تباع من قبل ذكور العائلة الى ذكر اخر لكي يستمتع بها ولكي تقوم بخدمته و خدمة اسرته طول الحياة ؟
نلاحظ في الجانب الاخر المجتمعات الغربية التي كانت تعاني من نفس المعضلة في فترة سطوة الكنيسة على المجتمع . كانت النساء تقتل تحت شتى الذرائع وتصلب وتحرق . فكان نضال النساء قبل مئات السنوات في الغرب مشابة لما نمر به اليوم . عندما انتهت سيطرة الكنيسة على السلطة التشريعية استمرت اثارها وتبعاتها , فسنوات من الفكر الذكوري لم تنتهي في ليلة وضحاها بل استمرت تلك الافكار لسنوات لاحقة اخرى عانت بها النساء ايضا من العنف . وبعد سنوات من النضال والكفاح وصلت النساء الغربيات الى تحصيل حقوقهن في المساواة والحياة الكريمة وتغيرت ايضا كل المفاهيم السائدة عن هذا العقد الذي يسمى الزواج . تحررت النساء والرجال من هذا القيد الذي مايزال يطوق اعناقنا . اصبح لديهم فهم اكبر لتلك العلاقة ولهذه المؤسسة واصبحت العلاقات صحية اكثر و مبنية على التكافؤ والمساواة في الفرص والواجبات . فلماذا لانستطيع ان نحصل على هذه العلاقة الصحية وان نتحرر من هذا العبء الذي يرهق ارواحنا وينهك انسانيتنا .فبعد مرور كل هذه السنوات لا نزال نرى النساء في بلدي تباع وتشترى تحت مسمى الزواج . لا بل نرى الاطفال يباعون ويشترون تحت نفس المسمى . وعلى الرغم من استعباد النساء و ترهيبهن من اي علاقة مهما كانت والتي بسببها قد تفقد حقها في الحياة . لابل نرى ان نفس هذه المجتمعات تحرم على المرأة حتى الحب الذي يعتبر من مسببات فقدان حق الحياة . وبعد كل هذه الشروط والقيود التي توضع على اجسادنا نرى سوح المحاكم مملوءة بنساء انتهت عقودهن نتيجة الاستهلاك . واصبحن مجرد قطع مرمية في غرف مظلمة تجلب العار للعائلة. متى تستطيع هذه النسوة ان يقررن متى تريد ان تبرم العقد ومتى تنهيه ومتى تدفع للرجل مقابل استمتاعها به اليس هذا ايضا حقنا ام اننا اجساد خاوية الا نملك المشاعر او الرغبات . تنتهي القصص في بلدي دوما بشكل حزين للنساء دوما هي الضحية . ولازلنا في العصور المظلمة حيث النساء متهمات , ونظرات الانكسار تملأ وجوههن والاحلام تتلاشى خلف دموعهن . متى نكسر هذا العقد الجائر عقد العبودية الذي نباع و نشترى بسببه . الفشل سوف يكون مصير هذا العقد طالما هو بهذه الصورة من القبح والاهانة . حتى الكلمات التي تتلفظ بها النساء عند ابرام هذا العقد مهينة , كلمات تدل على الاستعمال و الاذلال . من المفروض ان تكون تلك العلاقة هي نتيجة الحب وليس مجرد متعة جسدية منتهية الصلاحية قابلة للاستبدال دائما برخص اثمان البديل . في كل شهر ارى ارتفاع نسب انتهاء تلك العقود اكثر واكثر وارى تمادي الرجال في اذلال النساء و اهانتهن و استعبادهن . متى تنتهي هذه السطوة ومتى تستيقظ النساء من واقع الاستعباد وتقول كفى لن اكون جارية تابعة , اداة للمتعة فقط . عند تلك اللحظة سنرى العقد يتحول الى رابط حب مقدس يربط روحين و فكرين وليست استغلال الرجال الجنسي البحت .



#اسراء_سلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاصول التاريخية لقانون العقوبات العراقي
- العدالة الاجتماعية في القوانين العراقية
- واقع المرأة العراقية في الثامن من آذار
- قانون الاحوال الشخصية العراقي ورفض تعديل المادة 57


المزيد.....




- 22 شهيدا بينهم 15 طفلا وامرأة جراء قصف اسرائيلي لمدرسة في غز ...
- مكتب الإعلام الحكومي بغزة: 22 شهيدا و80 إصابة في المجزرة الت ...
- الآن.. التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت بالجزائر anem ...
- “النونو صار يحبي”.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 to ...
- استقبل الآن تردد قناة عمو يزيد الجديد 2024 Amou Yazid لمتابع ...
- “سجل الآن” رابط منحة المرأة الماكثة بالبيت 2024 بدولة الجزائ ...
- لقاء حول ضمانات مفوضية مناهضة التمييز وضمانات الحماية من الت ...
- استفيدي بدعم 800 دينار وسجلي في منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- ” من هنا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت ب ...
- اعــرف مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024 كما أقرته الوك ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - اسراء سلمان - مؤسسة الزواج بين النجاح والفشل