أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد حسن - الواقعية في مشروع الكونفدرالية الديمقراطية















المزيد.....

الواقعية في مشروع الكونفدرالية الديمقراطية


أحمد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1672 - 2006 / 9 / 13 - 06:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق كبلد ومجتمع يعيش فترة صعبة من تأريخه ،بل إن قضية العراق وظروفه هي تعبير عن واقع حال الشرق الأوسط الذي يعاني من مسائل عميقة وتحتاج إلى حلول جذرية.لذا سيكون من المهم قراءة المشاكل بشكل سليم وإيجاد الحلول الصحيحة لها. وفي هذا الخصوص نحن بحاجة إلى إجراء بحوث علمية حقيقية وخاصة في مجال علم الاجتماع والسياسية … فالمشاكل وصلت إلى مرحلة متأزمة جدا وتوجد تطورات جديدة تؤثر على العراق والمنطقة والعالم سيكون بمكان من الأهمية إجراء تحليلات علمية للنظام القائم (النظام العالمي) حيث إن هناك عدة مشاريع مطروحة لحل المشاكل التي تعاني منها الشعوب والأمم في المنطقة والعالم .وبما أن العراق اليوم يقع في قلب الحدث العالمي فإذا سيترتب على مصيره نتائج مؤثرة على مستوى المنطقة والعالم .مشروع الشرق الأوسط الكبير والمشاريع المشابهة تمثل ميول النظام في إيجاد حلولا لأزمته العميقة وهي بالنتيجة تستند إلى النظام نفسه ورغم انه بالإمكان أن تكون هناك أطروحات جيدة ولكنها تبقى جزئية وناقصة لأنها تدور في فلك النظام ذاته التي هي بالأساس سبب الأزمة وان الفوضى التي نعيشها اليوم في العراق هي تعبير عن فوضى النظام بحد ذاته .لأنه هناك مقاومة من قبل الأطراف الكلاسيكية التي تريد الحفاظ على مصالحها وسيادتها وتقاوم كل ما هو جديد وحديث ولا تسعى حتى إلى تحقيق تغيرات ديمقراطية نابعة من الديناميكيات الداخلية . وبملاحظة بسيطة للأمور سنرى أن شعوب المنطقة بشكل عام لا ترضى بحالة أنظمتها الحاكمة التي تريد أن تبقى تفرض نفسها بمسميات مختلفة . وبشكل عام نرى إن الموجود على الساحة السياسية الرسمية سواء في العراق أو في البلدان المجاورة ليست خارجة عن إطار التفكير والعمل السياسي القديم ولو إنها تريد أن تطرز بعض الشكليات لتظهر أنها تبدي مرونة وتغيرات إلا إنها في الحقيقة لم تحقق ذلك لأنها تتمسك بقوالب فكرها وسياستها التي أصبحت عقيمة ولا ترضى عنها الشعوب وكل هذه الأمور واضحة جدا. في المقابل من هذين الطرفين (اللذين ليسا خارج فلك النظام القائم) توجد آمال الشعوب وخياراتها في تحقيق الحرية والعدالة والمساواة .أو بمعنى آخر طموحها لتحقيق ديمقراطيتها بالاعتماد على ميراثها الثقافي . ومن هنا تنبع أطروحة السيد عبد الله أوجلان التي سماها بالكونفدرالية الديمقراطية وطرحها كسبيل لحل أزمة النظام بكليته وليس فقط لحل مشكلة كردستان أو مشاكل المنطقة . والحال هذه فإننا نمر بمرحلة تاريخية حساسة وحرجة بالنسبة للإنسانية جمعاء ، حيث تحتوي في طياتها إمكانيات التطور العظمى والمخاطر الجدية في نفس الوقت وبشكل متشابك ومتداخل. ويحدد السيد أوجلان الخطوط العريضة لهذا الوضع المتأزم وسبل الحل على النحو التالي :-
1-قامت الثورة الزراعية على حواف سلسة جبال زاغروس ،واستمرت حتى بدايات القرن التاسع عشر ضمن إطار نظام اقتصادي بيئي ،حيث قامت الثورة الصناعية التي لعبت دورها في ولادة الدولة القومية كثورة ثانية كبرى . ومع وصولنا نهايات القرن العشرين نرى إن الدولة القومية أصبحت عائقا جديا على درب التطور الاجتماعي والديمقراطي والحرية
2-وفي بداية القرن العشرين أصبح مبدأ حق الأمم في تقرير المصير يفهم كحق إنشاء الدولة ، إن الدولة القومية المبنية وفق هذا المبدأ أصبحت تشكل اليوم عائقا جديا أمام التطور ‘ وان نموذج الأمم المتحدة الذي يستند إلى الدولة القومية ،أضحى لا يتماشى مع روح العصر . وما حدث في حرب الخليج والعراق يثبت ذلك .
3- المنفذ الأساسي للخروج من هذا الوضع ليس العولمة المعتمدة على نموذج الدولة القومية بل هو نظام الكونفدرالية الديمقراطية المرتكزة تماما إلى الشعب ،والتي تستمد قوتها من قاعدتها الجماهيرية غني عن التعريف انه ،وعبر تاريخ البشرية ، كيف أن ظاهرة الدولة ليست سرمدية وأزلية ، فأن الدولة القومية أيضا ليست أبدية . يتم تخطي الدولة القومية في يومنا لراهن بتأثير العولمة .ولكن أزمة النظام القائم تجذرت أكثر في راهننا وتحولت إلى فوضى عارمة ، وذلك لعجز الامبريالية عن صياغة أنموذج نظام جديد وحقيقي .
4-البديل الوحيد والحال هذه هو الكونفدرالية الديمقراطية .أنها أنموذج تنظيمي هرمي تعود فيه المناقشات والقرارات إلى المجموعات الشعبية والمندوبين المرشحين من الأسفل نحو الأعلى عن طريق الانتخابات ينتظمون في القمة ضمن منسقيه عليا ، ويعملون على خدمة الشعب لمدة عام .
5-نظام الكونفدرالية الديمقراطية دارج أيضا لأجل حل مشاكل الشرق الأوسط المتفاقمة على الصعيدين التاريخي والاجتماعي .ففروضات النظام الرأسمالي والقوى الامبريالية لا يمكن إن تطور الديمقراطية ،بل لن تقدر سوى على استغلالها واستثمارها . الشرط الأساسي في النظام الكونفدرالي الديمقراطي هو سيادة الخيار الديمقراطي المنبعث من الأسفل . انه نظام يعترف بالفر وقات الاثنية والدينية والطبقية على الخلفية الاجتماعية .
6-بالنسبة لكردستان ، فان حق تقرير المصير لا يكون على أساس تأسيس الدولة القوموية ،بل يعني حركة تأسيس الديمقراطية الذاتية ودون المساس بحدود السياسية القائمة ، دون ايلائها أي اعتبار . وهكذا بإمكان الكرد المتواجدين في الكيانات الكردية التي ستتأسس في كل من إيران وتركيا وسوريا وحتى العراق أن يلموا شملهم في ظل فيدرالياتهم ،وان يتوحدوا فيما بينهم في ظل الكونفدرالية الكردستانية العليا.
7-صلاحية القرار الأساسية في الكونفدرالية الكردستانية الديمقراطية ترجع إلى مجالس ومندوبي القرى والمحلات والمدن . أي إن قرارات الشعب والقاعدة الشعبية هي الدراجة هنا . لقد ارتأيت أن أورد البنود الأساسية التي يشدد عليها السيد أوجلان واعتقد إنها ستكون مفيدة ضمن السياق العام لموضوعنا .أي طرح الحلول والبدائل لتستطيع مجتمعاتنا الخروج من ركودها ولأن تتطور حركة تنويرية حقيقية ضمن المجتمع تطرح الحلول الحقيقية التي تكون نابعة من إرادة المجتمع بذاته .لذا حين نريد العودة إلى موضوع العراق وأزمته أو بالأحرى أزمة النظام التي يحاول أن يجد مخرجا منها عبر العراق والشرق الأوسط.
بالدرجة الأولى اليوم في صراعات وخلافات العراق السياسية توجد أزمة واضحة على صعيد الهوية . فهناك عدة هويات تريد أن تفرض نفسها على الساحة السياسية الرسمية وهناك من ينبري للدفاع عن هذه الهوية أو تلك وأيضا نرى أن الأطراف جميعا تطرح نفسها بالهوية الوطنية أيضا وكل طرف يقرأ هذه المسألة من وجهة نظره ومصالحه .وفي اعتقادي إن الأزمة السياسية التي تظهر على الساحة اليوم نابعة من تلك الآراء والمنطلقات الناقصة للجهات وتبقى المسائل منحصرة في كيفية تحقيق المحاصصة والأمر بهذا الشكل لا يتجاوز انه نوع من شكل الحكم يبقى يحافظ على نفسه كجزء من النظام ذاته .ورغم إن بعض الأطراف تطرح نفسها وكأنها ضد الاحتلال والنظام العالمي الاانها بتقرباتها بأنها ولو بشكل غير مباشر تعطي الحجة للاحتلال ليستمر في سياساته وهنا علينا أن نتذكر انه عبر التاريخ وكما يذكر السيد أوجلان أيضا بان القرنين التاسع عشر والعشرين كانا مليئين بأسوأ ما عانته وعاشته الإنسانية جمعاء حيث شملت حربين عالميتين كبيرتين والعديد من الحروب الإقليمية التي توزعت على مستوى العالم ولكن كل هذه الحروب التي هي بالأساس كانت نابعة من فكرة إنشاء الدولة القومية التي لم تفلح في إنقاذ الشعوب وتخليصها وتحريرها بشكل كامل وذلك لأنها لم تحلل النظام بشكل صحيح ولم تستطع أن تخلص نفسها من الوقوع في شرك تشكيل وبناء الدولة واعتقد إن التاريخ يفرض اليوم علينا تحقيق دراسة جديدة وعلمية لهذين القرنين بشكل خاص وسنرى أن مفهوم القومية الضيقة أدى إلى ارتكاب مجازر كبيرة بحق الإنسانية وعلى سبيل المثال فقط نذكر الممارسات الفاشية في شخص ألمانية الهتلرية ومجازر الأرمن في تركيا أو الممارسات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني أو ممارسات تركيا بحق الأكراد والتي ماتزال تستخدم الأسلحة الكيماوية ضد المتمردين الكرد أو ممارسات نظام الدكتاتور البائد صدام . وبالنظر إلى التاريخ وقراءته بشكل حقيقي سنرى سياسة فرق تسد التي اتبعتها القوى الاستعمارية والاستغلالية ما تزال تفرض نفسها بقوة وتسعى لتحقيق ماتريده عبر زرع بذور الخلاف وإثارة الفتن بين أطياف الشعب في العراق أو الشعوب في الشرق الأوسط أو في كل العالم.في تقديري تحقيق الحلول الواقعية والحقيقية للمسائل العالقة بين الأطراف في العراق لن يتم بالشكل المطروح حاليا حيث إن ثقافة القتل والانتقام التي يتم تأجيجها تعقد تأزم الوضع أكثر وان الدفاع عن الجزء فقط دون اخذ الجزء الآخر أو الكل بعين الاعتبار والإصرار على المواقف الضيقة أيضا سيكون دافعا نحو التأزم وليس الحل .إن الشعوب في الشرق الأوسط بشكل عام وفي العراق بشكل خاص دائما عاشت بشكل متداخل وهناك نقاط التقاء واشتراك كثيرة بين الشعوب والقوميات والمذاهب هنا في هذه البقعة من العالم وسيكون من المهم أن تبحث الشعوب عن حلول لمشاكلها بشكل صحيح ومناسب يتلاءم مع تاريخها وثقافاتها الشعب العراقي هو من سيقرر مصيره بنفسه وهذا ما ستوضحه التطورات اللاحقة حيث انه يوجد استياء شعبي من الحالة المتأزمة الحالية ولا يمكن لهذه السياسات القاصرة والضعيفة أن تأتي بحلول حقيقية ودائمية لذا سيكون من المهم أن يقوم الشعب بنفسه بالتدخل لحل مشاكله وان يحقق درجة عالية من الوعي التطوري المستند على الميراث الثقافي والتاريخي للعراق وهذا ما يحتاج إلى أشكال من التنظيم الخارجي عن إطار التنظيم الدولتي وان تعتمد على مبدأ تحقيق المصلحة الشعبية والجماهيرية. في الختام كلي أمل في أن أكون قد استطعت أن أسلط بعض الضوء على مواضيع مهمة تخصنا جميعا وهي أيضا تعتبر دعوة مناقشة قضايانا بشكل أكثر علمية وواقعية وبذل الجهود العملية لنصل إلى ما ننشده من حرية بدأت مع سقوط النظام البائد وأصبحت بداية مسيرة ستكون نهايتها في صالح شعبنا ووطننا وفيه خير للمنطقة بشكل عام.



#أحمد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية المراة ام حرية المجتمع؟
- القضية الكردية بين الحلول والتحديات
- المواطنة الحرة
- الازمة العراقية وملابسات قضية الجلبي.
- ماذا يجري في السعودية؟
- النظام السوري يزيل المساحيق عن وجهه حول تداعيات اعتقال أكثم ...
- من المسؤول عن أحداث القامشلي وسواها


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد حسن - الواقعية في مشروع الكونفدرالية الديمقراطية