أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سنية الحسيني - لا مكان للضعفاء في هذا العالم















المزيد.....

لا مكان للضعفاء في هذا العالم


سنية الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 7225 - 2022 / 4 / 21 - 15:08
المحور: القضية الفلسطينية
    


رغم عدالة قضيتهم، وحقهم الثابت حد اليقين، لم ينجح الفلسطينيون في تحقيق الحرية التي تطلعوا اليها، وبات الاستقلال يبتعد أكثر يوماً بعد يوم، على الرغم من التنازلات التي قبلوا بها في إطار مسار السلام الذي انخرطوا به، بالاكتفاء ب 22 ٪ فقط من أرضهم، وهي تلك التي احتلت عام 1967. فجاءت الفكرة التي سوغت لهم، بعد أن تم قمع المقاومة الفلسطينية بقسوة سواء كانت المقاومة المسلحة من خارج فلسطين أم كانت المقاومة الشعبية من داخلها خلال انتفاضة الحجارة، بأن التوقف عن المطالبة بتحرير كل الاراضي الفلسطينية، والمقصود تلك التي احتلت على يد الجماعات الصهيونية الارهابية عام 1948، من شأنه أن يضمن لهم اقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها مدينة القدس. وبعد أكثر من ثلاثة عقود على اتفاق أوسلو، الذي دعمته الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون، تبين للفلسطينيين أن إسرائيل استغلت تلك المدة، وماطلت في تحقيق استحقاقات السلام، الذي لم تنشده يوماً، من أجل تغيير الجغرافيا والديمغرافيا في الاراضي الفلسطينية المحتلة، مقدمة لضمها فعلياً بالكامل، واتباعها لحال لتلك الأراضي التي احتلتها عام 1948، وإلغاء أي أمل للفلسطينين بالاستقلال وإعلان دولتهم في أي يوم من الأيام. واليوم وبعد أن نجحت إسرائيل بترسيخ واقع جديد في الاراضي الفلسطينية المحتلة، لم يعد أمام الفلسطينيين الا الوقوف جبهة واحدة لمواجهة محتلهم، واسترجاع حقوقهم بالقوة، فالعدالة والحقوق والقرارات الدولية تبقى جامدة غير مفعلة، في عالم لا يعترف الا بلغة القوة.

ما نشهده اليوم من اقتحامات المستوطنيين للمسجد الأقصى الذي باركه الله وما حوله، والاعتداء على الفلسطينيين المسلمين العزل داخل بيت الله، وخلال أيام شهر رمضان الفضيل، يعكس واقع حال الفلسطينيين في أرضهم المحتلة. وطالما سوق الاحتلال، من خلال اقتحامات المستوطنين للمسجد الاقصى، بحماية قوات الاحتلال، للتقسيم الزماني لباحات المسجد الاقصى بين الفلسطينيين والمستوطنين، بعد أن ضمن التقسيم المكاني بالقوة، وذلك باقتطاع حائط البراق عن سياقه الديني والتاريخي، وفرضه مكاناً مقدساً لليهود بالقوة، في ظل ادعاءات دينية متخيلة وتاريخ ملفق، وترويج لحق مزيف. وكانت اللجنة الدولية المعينة من قبل حكومة الانتداب البريطانية بموافقة مجلس عصبة الأمم، والتي جاءت للفصل في مطالبات اليهود بحائط البراق، في أعقاب ثورة البراق عام 1929، قد أكدت في تقريرها الصادر مطلع كانون الاول لعام 1930، "للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي (البراق)، ولهم وحدهم الحق العيني فيه لكونه يؤلف جزءاً لا يتجزأ من ساحة الحرم الشريف، التي هي من أملاك الوقف، وللمسلمين أيضاً تعود ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط وأمام المحلة المعروفة بحارة المغاربة المقابلة للحائط لكونه موقوفاً حسب أحكام الشرع الإسلامي لجهات البر والخير".

منازعة الفلسطينيين في أماكنهم المقدسة في القدس والخليل ونابلس ومواقع فلسطينية أخرى، الصورة المصغرة من واقعهم الذي فرضه الاحتلال الاسرائيلي عليهم بالقوة، سواء بعد احتلاله لاراضيهم عام 1967، أو بعد توقعيه مع منظمة التحرير على اتفاق أوسلو عام 1993. منذ عام 1967، عمل الاحتلال على تغير الواقع الجغرافي والديمغرافي في الأراضي الفلسطينية، ضاربا عرض الحائط بالواقع القانوني لهذه الأراضي، وبأنها أراضي تحت الاحتلال، وسكانها محميون بقواعد اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، التي تحظر هذا النوع من التغيير، مستغلاً دعم العالم الغربي، وخصوصاً الولايات المتحدة، لسياساته واجراءاته، أو تغاضيه عنها. نشر الاحتلال مستوطناته في كافة انحاء الضفة الغربية، والتي باتت عبر السنوات بلدات كبيرة تنافس في مساحتها وعدد سكانها أكبر المدن الفلسطينية. وربط الاحتلال مستوطناته التي تنشر في مجمل أنحاء الضفة الغربية بالمدن الكبري داخل إسرائيل، عبر شبكة طرق ومواصلات ضخمة، خالقاً تواصلا اجبارياً بينها، على حساب الواقع السياسي والقانوني لهذه الأراضي. وزاد الاحتلال عدد المستوطنيين وبشكل ملفت، خصوصاً خلال سنوات أوسلو، ويصر على سياسته بتكثيف عددهم في الضفة الغربية والقدس، في محاولة لجعل أعدادهم متناسبة مع أعداد سكان البلاد الأصليين. وفي تطور آخر، وفي ظل تصاعد اعتداءات المستوطنين المسلحين والمحميين من قبل قوات الاحتلال، باتت حكومة الاحتلال ومؤسساتها ومحاكمها تنعت هجمات المستوطنين واعتداءاتهم وتعديهم على السكان الفلسطينيين بأنه صراع قومي، أي بين جماعتين قوميين، تتنازعان على الارض، كمقدمة لترسيخ مرحلة جديدة من الصراع، تلبي أهدافها الصهيونية، وتعفيها من تحمل مسؤوليات جرائمها المتوقعة القادمة، والتي ستكون بيد هؤلاء المستوطنين بتوجيهاتها.

غيرت إسرائيل واقع الاراضي الفلسطينية بعد أن تجبرت على الفلسطينيين، فقتلت الأطفال وتركتهم ينزفون في الشوارع، في مشهد اجرامي لم تشهده البشرية أو الانسانية قط. واغتالت إسرائيل المناضلين وحرمتهم من الحق بالحياة والحق بالمحاكمة العادلة، التي تقرها قواعد القانون الدولي والعدالة. واعتقلت المدافعين عن أرضهم وحقهم من الفلسطينيين، وسلبتهم حريتهم وفق قوانينها واجراءاتها، في خرق واضح لقواعد القانون الدولي الإنساني، ضاربة عرض الحائط بحق الاسرى في الحماية، في ظل احتلال طويل ممتد، الأمر الذي جعل المناضلين الفلسطينيين يقضون جل حياتهم انتظاراً في أقبية السجون، في مشهد عجزت قواعد القانون الدولي الإنساني عن التعامل معه، والتي افترضت سنوات احتلال وبالتالي أسر محدود. وهدمت سلطات الاحتلال البيوت وسلبت الأراضي، في المناطق التي تطلعت للسيطرة عليها، في مجمل أنحاء الضفة الغربية، مستخدمة الأوامر العسكرية والتشريعات التمييزية والاحكام الظالمة ضد الفلسطينيين. وأطلق الاحتلال مستوطنيه ليعيثوا في الأراض فسادا، لارهاب الفلسطينيين في محاولة للتضييق عليهم بتهديد مصدر رزقهم وأمنهم وتعقيد واقع حياتهم وتضيق حدود مستقبلهم، لاجبارهم في النهاية على الرحيل.

لا ظلم يدوم، ولا ظالم يبقى، وليس هناك طريق اليوم أمام الفلسطينيين الا التصدي للمحتل. لقد تجبر الاحتلال على الفلسطينيين واستغل ضعفهم، كما تجاهل العالم حقهم، وعجز القانون عن انصافهم، فالعالم لا ينصف للضعيف، والقانون لا يفعله الا القوي. وليس أمام الفلسطينيين اليوم الا المقاومة التي فرضتها الأديان السماوية وشرعتها قواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، ووضع استراتيجية متعددة الابعاد، تبدأ بانهاء الانقسام وتقاسم العمل الوطني والادوار بين أطياف الشعب الفلسطيني التي قسمها الاحتلال بسياساته، وبالتصدي للمستوطنين وقوات الاحتلال بقوة رادعة لوقف تمددهم واحباط مخططهم وصد تبجحهم بحق الفلسطينيين، وكذلك بتحدي اجراءات الاحتلال بالمقاومة الشعبية والتحشيد الشعبي، الذي يحبط مخططات العدو، كما حصل في المسجد الاقصى ونصب البوابات الالكترونية، بالإضافة إلى استخدام مقاومة الردع في غزة، وأي شكل من أشكال المقاومة التي تكبد الاحتلال الثمن الذي عليه أن يدفعه، وتكاملها جميعا مع المقاومة الإعلامية والسياسية والدبلوماسية والقانونية، التي تحتاج كي تنجح تكافل جميع شرائح الشعب الفلسطيني في جميع أمكان تواجده. وكما أن الاحتلال يفرز أجهزة متعددة وجيش ومؤسسة أمنية وسياسية لتحقيق أهدافه الصهيونية في فلسطين، وجب على الفلسطينيين الان مهمة ووظيفة محددة وهي الحفاظ على بقائهم في أرضهم بكل قواهم.



#سنية_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمن الاحتلال
- هل يأتي تطور العلاقات التركية الإسرائيلية على حساب الفلسطيني ...
- المرتزقة: وجه آخر لقيم الديمقراطية والعدالة الغربية
- فلسطين ما بين تعسف منظومة الاحتلال وتناقض سياسات الغرب
- إنه العالم المتعدد الأقطاب يا سادة
- الأزمة الروسية الأوكرانية: تركيا بين حليفين
- الأزمة الروسية الأوكرانية من منظور آخر
- عن تطورات الأزمة الروسية الأوكراني
- الفلسطينيون ومحاولات إسرائيل لاختراق الاتحاد الأفريقي
- باتجاه مزيدٍ من التحولات: تقرير «أمنستي» وخطوة جديدة
- الأزمة الروسية - الأوكرانية إلى أين؟
- اتفاق نووي يلوح في الأفق
- وثائق إسرائيلية جديدة تبلور مقاربة مختلفة حول النكبة
- أميركا والفلسطينيون وعام جديد
- الفلسطينيون والمعركة القادمة
- الولايات المتحدة في مأزق صنعته بيدها
- الاحتواء الأميركي للصين هل لايزال ممكناً
- اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني: رسالة إلى إسرائيل
- عن المفاوضات النووية ومستقبل المنطقة
- عن التطبيع …


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سنية الحسيني - لا مكان للضعفاء في هذا العالم