أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سنية الحسيني - عن تطورات الأزمة الروسية الأوكراني














المزيد.....

عن تطورات الأزمة الروسية الأوكراني


سنية الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 7165 - 2022 / 2 / 17 - 19:42
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


يبدو أن الأمور في أوروبا تعود إلى نصابها تدريجياً، فرغم التصعيد الغربي ضد روسيا خلال الأيام القليلة الماضية، والترويج باقتراب لحظة الصفر بغزو لأوكرانيا، بهدف الضغط على روسيا للتراجع عن مواقفها، تحققت النتائج بشكل عكسي، أي لصالح روسيا. جاء إعلان موسكو الأخير بعودة جزء من قواها المحتشدة حول أوكرانيا إلى قواعدها، للرد على موقف أوكرانيا المحدث باستبعادها الذهاب لعضوية حلف الناتو، وهو ما يتفق حوله أيضاً العديد من القيادات الأوروبية اليوم. وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عدم استعداد بلاده لتحمل تبعات الغزو الروسي وحدها، بعد تأكيدات الدول الغربية بالاكتفاء بفرض عقوبات على روسيا في حال تمت عملية الغزو. ويبدو أن الخروج بهذه النتيجة، هو الهدف الرئيس الذي سعت إليه روسيا، في إطار عملية التصعيد الأخيرة التي شنتها ضد أوكرانيا.

لا تحتاج روسيا إلى غزو أوكرانيا الآن كي تحقق أهدافها فيها، والمتمثلة بإبعادها عن حلف الناتو. وكما يتضح الآن أن مجرد التلويح بالغزو، لتهديد أوكرانيا، أدى بالغرض المنشود روسياً. وغزت روسيا جزءا من أوكرانيا العام 2014 وسيطرت على جزيرة القرم، وحافظت على مكانتها في البحر الأسود، ذي الأهمية الاستراتيجية الكبيرة لها. كما كانت روسيا وراء القلاقل في شرق أوكرانيا وانفصال مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك الواقعتين في منطقة دونباس عن الحكومة المركزية، والتلويح باعترافها باستقلالهما، وسط رفض واعتراض غربي.

لم تخفِ روسيا سياستها تجاه أوروبا، إذ اعتبرت أن تقييد تمدد حلف الناتو تجاه الشرق، حفاظاً على مناطق نفوذها وضمان أمنها، يعتبر هدفاً استراتيجياً رئيساً لها.
وتحارب روسيا في أوروبا من أجل ضمان تحقيق ذلك الهدف مستغلة إرثها وتاريخها في القارة، والذي يعتمد على وجود امتداد سكاني وثقافي ولغوي في دول الجوار القريبة، أي دول الاتحاد السوفييتي السابق. وتعتبر روسيا أن حماية مواطنيها في الخارج من بين الأدوات التي تستخدمها لتحقيق أهدافها في القارة الأوروبية، وذلك لتبرير تدخلاتها واللجوء إلى القوة الصلبة إن اضطر الأمر، من أجل حمايتهم، في ظل تعريف واسع فضفاض لمفهوم المواطنة.

طرحت روسيا فكرة المواطنين في الخارج، والتي جاءت في عهد يلتسين العام 1992، للإشارة إلى الروس الذين يعيشون خارج روسيا. وينسجم ذلك الطرح تماماً مع العقيدة الأمنية الروسية وآلية تحققها، وذلك بضمان استمرار تواصل روسيا مع دول الجوار القريب، من خلال المواطنين الروس. وركزت الوثائق الاستراتيجية الأمنية الروسية خلال السنوات الأخيرة على التأكيد على مفهوم المواطنين في الخارج، ووضعت الحكومة الروسية العديد من البرامج الحكومية لتعزيز علاقات روسيا مع مواطنيها في الخارج القريب.

ورغم أن روسيا لم تحتفظ تماماً بجميع دول الاتحاد السوفييتي السابق تحت هيمنتها المطلقة، إلا أنها نجحت في فرض رؤيتها على الدول الغربية، والتي تتعلق بالإقرار بمناطق نفوذها في أوروبا، وتقدم حيثيات وتطورات الأزمة الأوكرانية تفسير لذلك.
وتستخدم روسيا العديد من الأدوات لتحقيق أهدافها السياسية، المتمثلة بفرض مناطق نفوذها، ومنع تمدد حلف الناتو في إطارها، بدءاً بالأدوات الناعمة وصولاً إلى الصلبة منها، إذ إن معاهدة الأمن الجماعي والاتحاد الاقتصادي الأوراسي من أبرز أدوات قوتها الناعمة، في حين أن غزو جورجيا العام 2008 وأوكرانيا العام 2014 يفصح بوضوح عن أدواتها الصلبة.

لم تخرج الولايات المتحدة من الأزمة الروسية الأوكرانية حتى الآن بأرباح، رغم محاولاتها لاستغلالها. وتسعى واشنطن من خلال هذه الأزمة إلى تأزيم العلاقة بين الدول الغربية المركزية وروسيا، خصوصاً في ظل التقارب الاقتصادي الروسي الألماني، الذي جسده مشروع خط أنابيب نورد ستريم 2، بالإضافة إلى مشاريع اقتصادية أخرى بين البلدين، والتي قد تؤدي إلى مزيد من التقارب بين القطبين القاريين الروسي والألماني، ليس على المستوى الاقتصادي فقط، بل قد يمتد للمستوى السياسي وكذلك الأمني في مرحلة معينه، وهو ما لا تأمله واشنطن، إذ إن تقارب البلدين القويين لن يصب في مصلحة الولايات المتحدة، ومكانتها القطبية المنفردة، خصوصاً أن تحالف هذين البلدين تاريخياً جاء في غير مصلحة التحالف الغربي عموماً.

لم تقترب روسيا من ألمانيا فقط، بل من فرنسا أيضاً، والتي دعت العام 2019 إلى إعادة العلاقات معها، وكذلك مع تركيا التي تحدت الولايات المتحدة للحصول على الصواريخ الروسية أس 400، ما أشعل أزمة بين البلدين في حينه، وباتت روسيا الآن جزءا من المنظومة والقرار الغربي، وأحد أهم أسباب انقسام القرار الأوروبي تجاهها.
تعكس الأزمة الروسية الأوكرانية التحولات البارزة في المنظومة الدولية والتي تتحول باتجاه انحدار نظام القطبية الواحدة، والذي تحاول الولايات المتحدة دون طائل وقف انحداره. وبات جلياً أن الولايات المتحدة لا تواجه فقط الصعود الصيني السريع، بل الروسي أيضاً، وإن لم يكن على نفس مستوى الصعود الصيني. ولكن هل هناك حرب محتملة؟ لأن تخلخل النظم الدولية عادة ما يكون مصحوباً بحروب.



#سنية_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسطينيون ومحاولات إسرائيل لاختراق الاتحاد الأفريقي
- باتجاه مزيدٍ من التحولات: تقرير «أمنستي» وخطوة جديدة
- الأزمة الروسية - الأوكرانية إلى أين؟
- اتفاق نووي يلوح في الأفق
- وثائق إسرائيلية جديدة تبلور مقاربة مختلفة حول النكبة
- أميركا والفلسطينيون وعام جديد
- الفلسطينيون والمعركة القادمة
- الولايات المتحدة في مأزق صنعته بيدها
- الاحتواء الأميركي للصين هل لايزال ممكناً
- اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني: رسالة إلى إسرائيل
- عن المفاوضات النووية ومستقبل المنطقة
- عن التطبيع …
- إسرائيل وتجسسها على الفلسطينيين، إلى متى؟
- الفلسطينيون من وعد بلفور إلى حل الدولة الواحدة
- استخفاف إسرائيلي جديد بالعالم الحر
- ملاحظات على الانتخابات العراقية
- صفقة تبادل الأسرى، هل هي ممكنة الآن؟
- الانتخابات الألمانية: مفاجآت لن تغير المعادلات
- إسرائيل… الاستثناء الوحيد في السياسة الأميركية الشرق أوسطية ...
- هل تنتظر الولايات المتحدة هزيمة جديدة في آسيا؟


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سنية الحسيني - عن تطورات الأزمة الروسية الأوكراني