أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001 - صبر درويش - الحادي عشر من أيلول














المزيد.....

الحادي عشر من أيلول


صبر درويش

الحوار المتمدن-العدد: 1671 - 2006 / 9 / 12 - 10:17
المحور: ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001
    


يقال عادة أن العالم قبل الحادي عشر من أيلول هو
غيره بعد هذا التاريخ, ولهذا القول ما يبرره.


أعتقد أنه لا يوجد الكثير ليضاف عما كتب حول موضوع أحداث أيلول. لذا سأركز هنا على نقطتين أرى أن لهما قدر من الأهمية, الأولى تتناول شكل تجليات السياسات العالمية للنظام, والثانية, مسؤولية الشعوب إزاء هذه السياسات.

عرت أحداث أيلول ممارسات النظام العالمي, وخطابه المرافق لهذه الممارسات؛ وأكدت من جديد المكانة الحاسمة التي تتخذها الولايات المتحدة في قيادة هذا النظام. لقد أعادت هذه الأحداث فتح ملفات, اعتقدت البشرية أنها كانت قد فرغت منها.
إن هذا العنف, والعنف المضاد,والذي اختزلته عقول واشنطن في تعريف مبتذل للإرهاب, أعاد فتح ملف الشعوب ضحايا النظام, وآثار تهميش هذه الشعوب وانعكاس هذا التهميش على جملة ممارساتها وردود فعلها.
إن الخطاب الأخلاقي الذي أنتجته هذه الأحداث, لم يكترث بالآثار المدمرة التي رافقت, وما تزال ترافق مفاعيل النظام العالمي.ومن هنا تم اختزال المسألة, في هجوم حاسم على الإرهاب والحركات الحاملة له( هنا الإسلام السياسي), وتم أدراج هذه الحركات والدول الداعمة لها تحت ما اصطلح على تسميته بمحور الشر.
ونحن نعلم أن الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلفها أوربا كانت من أكثر الداعمين لدول وفصائل محور الشر هذا.
وأياً يكن الأمر فإن الإسلام السياسي المتهم هنا بالإرهاب, ليس نتاج خصوصية مجتمعاتنا كما يزعم, هذه الخصوصية التي تفترض هذا الشكل المحدد من التعبير السياسي. فهذا التعليل المبسط يرفض أن يرى, أن جملة الممارسات التاريخية للنظم الحاكمة هنا, والمدعومة بنفس الوقت من قبل النظام العالمي, عملت ما بوسعها من أجل تقويض أي شكل للتقدم كان يمكن أن تحرزه مجتمعاتها. وبالتالي أفضت جملة ممارسات هذه النظم السياسية إلى إفشال مشاريع التنمية من جهة, وإلى ضرب إن لم نقل تصفية القوى العلمانية الديمقراطية, من خلال ممارسة كل أشكال العنف والتعسف ضدها, وذلك على مرأى من الولايات المتحدة, وربما برعايتها, من جهة ثانية.
إن هذه المجتمعات التي وجدت نفسها في حالة إفلاس كامل, وذلك بعد أكثر من أربعة عقود من الممارسات السياسية للنظم الحاكمة, لم يجد شبابها الثائر- ضحايا هذه النظم- وذلك على قاعدة إفراغ المجتمع من أي أفق إيجابي للتغيير, سوى الانخراط في إطار الإسلام السياسي, الذي أعاد تكييف التناقض العالمي وفق أيدلوجيته, وصعد من نبرة عدائه ضد الولايات المتحدة وذلك في سبيل استقطاب أكبر عدد ممكن من هؤلاء الشباب.
إن الإسلام السياسي الذي راح ينتعش مؤخراً, ليس هو الأزمة, كما أزعم, بقدر ما هو تعبيراً عن الأزمة وتجلي لها.
فالأزمة تكمن حسب زعمي, في قوانين النظام الرأسمالي العالمي, التي تنحو إلى الاستقطاب, أي إلى تهميش مزيداً من الشعوب وجعلهم فائضين عن الحاجة, من جهة, والطبيعة الكومبرادورية للنظم الحاكمة هنا والمتواطئة إن لم نقل أنها جزء من هذا النظام العالمي من جهة أخرى.
إني في هذا السياق أضع هذه النظم في ذات الخندق مع الولايات المتحدة في العداء ضد شعوب المنطقة.

إن المجزرة التي ارتكبت في أيلول لا يمكن فهما على قاعدة فهم مبتذل وسطحي للإرهاب, وهذا للأسف ما هو سائد في قنوات الإعلام الاحتكارية.
إن ما حدث وما سيحدث, يشكل النتيجة الطبيعية لتلك المقولة المالتوسية, والتي تتحدث عن شعوب فائضة عن الحاجة. فهذه الأحداث وغيرها, أكدت أنه لا يوجد شعوب أكثر من المطلوب.

في الحقيقة ليس الخطر المحدق في المرحلة الراهنة, ناتج عن الممارسات الفاشية للنظام العالمي, فملامح هذه الممارسات كانت واضحة في كثير من المرات فيما مضى, بقدر ما يكمن الخطر في تدني مستوى الوعي الاجتماعي على صعيد عالمي,حيث اندرج الوعي الاجتماعي الأمريكي- وللأسف- خلف خطاب حكومته وكان داعما لما زعمته حرباً ضد الإرهاب. وهو بطبيعة الحال ما منع تبلور أشكال من الرد الشعبي المناسب.

لقد احتاج اتخاذ موقف ضد حرب فيتنام, سنوات من الشعب الأمريكي, كي يدرك أن ممارسات حكومته تشكل أكبر خرقاً – أن لم نقل إرهاباً- لحقوق الإنسان والأعراف الدولية, وتنسجم مع التوجه الفاشي الذي اعتقدت البشرية أنها انتهت منه منذ قليل.

إن الدرس الذي على شعوب العالم ومنه المتقدم على وجه الخصوص, أن تتعلمه, هو أن المظاهر والتعبيرات السلبية التي راحت تنتجها المجتمعات المهمشة, لم تعد انعكاساتها السلبية محصورة في إطار هذه المجتمعات. وإن مخاطر العنف والردود الشعبية السلبية لن تقف آثارها عند حدود هذه البلدان, بل على العكس من ذلك, إذ راحت هذه الردود تتمدد خارج حدودها, وهو ما جعل الخطر يأخذ بعداً "معولماً". ونحن لا نضيف شيء على مجمل الدعوات الإنسانية التي راحت تؤكد على أن العالم لن يسير قدماً في إطار الصيغة التي يعمل بها الآن. إن عالماً يموت فيه أفراداً من التخمة, وآخرون يموتون من الجوع, ليس بعالم؛ وهو ما يفرض على القوى الاجتماعية ضحايا النظام, التفكير الجدي بإنتاج حلم- عالم جديد أكثر إنسانية, يتيح للشعوب الفقيرة إمكانية الاندماج ويتيح لها فرصة ولوج التاريخ ومعانقة الحداثة, بعد أن حيدت عن ذاك التاريخ وتلك الحداثة حقبة من الزمن.وهو ما يذهب بعكس الاتجاه السائد الآن.



#صبر_درويش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيناريوهات المرحلة الراهنة
- نقد الفكر اليومي
- علاقة الداخل والخارج في الفكر اليومي السوري
- في مواجهة الأزمة.. المعارضة والنظام السوري الحاكم
- الفقرفي سوريا
- أسطورة التدخل الأمريكي
- الأبعاد الاجتاعية للمشروع الديموقراطي
- نقد مصطلح العولمة


المزيد.....




- أين يمكنك تناول -أفضل نقانق- في العالم؟
- ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع ...
- بلينكن: إدارة بايدن رصدت أدلة على محاولة الصين -التأثير والت ...
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمارات ...
- أطفال غزة.. محاولة للهروب من بؤس الخيام
- الكرملين يكشف عن السبب الحقيقي وراء انسحاب كييف من مفاوضات إ ...
- مشاهد مرعبة من الولايات المتحدة.. أكثر من 70 عاصفة تضرب عدة ...
- روسيا والإمارات.. البحث عن علاج للتوحد
- -نيويورك تايمز-: واشنطن ضغطت على كييف لزيادة التجنيد والتعبئ ...
- الألعاب الأولمبية باريس 2024: الشعلة تبحر نحو فرنسا على متن ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001 - صبر درويش - الحادي عشر من أيلول