أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثامر عباس - نعي الوطن في وعي المواطن















المزيد.....

نعي الوطن في وعي المواطن


ثامر عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7222 - 2022 / 4 / 18 - 15:08
المحور: المجتمع المدني
    


غالبا"ما كان شاغل الكتاب والباحثين في حقول الاجتماع المدني والسياسي لبلدان العالم الثالث ، ناهيك عن رهط السياسيين ورموز السلطة وصنّاع الرأي فيها ، الإفراط بايلاء القضايا المتعلقة باحتياجات الناس المادية والمطلبية المباشرة ؛ كالأمور السياسية وما تشتمل عليها من أنشطة حزبية وفعاليات حقوقية ومواضعات تراتبية ، فضلا"عن الشؤون الاقتصادية وما يتفرع عنها من مستلزمات معيشية ومتطلبات خدمية ، أكبر مما هي عليه في حقيقة الأمر الواقع . دون أن يولوا العوامل الأخرى المتصلة بالديناميات الروحية والفاعليات الرمزية اللامباشرة ، التي رغم كل ما يفرض عليها من قيود الإهمال والتجاهل ، وبصرف النظر عن كل ما يلحق بها من مظاهر التبخيس والتدنيس ، سرعان ما تعبر عن ذاتها وتفصح عن ماهيتها ، عبر مكنون خلفياتهم التاريخية ، ومضمون علاقاتهم الاجتماعية ، ومحتوى تصوراتهم الذهنية ، وأنماط تعبيراتهم الثقافية ، وطبيعة تمثلاتهم المخيالية ، ومستوى اجتيافهم للهوية ، بقدر ما يوازي أهميتها على صعيد التأثير السيكولوجي ، ويعادل استحقاقها على مستوى الفعل السوسيولوجي .
وآية ذلك إن الاعتقاد التقليدي السائد في الأوساط الرسمية وشبه الرسمية ، لم يبرح يغذي الأوهام المسؤولة عن إعطاء المظاهر الملموسة شأنا"أكبر من المجردة ، والظواهر المعاشة أفضلية أكثر من المدركة ، والمعطيات المرئية تأثيرا"أشد من اللامرئية ، والإرهاصات المعلنة تقديرا"أعظم من المضمرة ، والتداعيات الواقعية حضورا"أقوى من الفكرية . وهو الأمر الذي عزز مكانة الإيديولوجيات الخلاصية / الطوباوية ، على حساب دور الممارسات التحويلية / الواقعية من جهة ، وكرس من جهة أخرى انتشار الأصوليات الدينية / الطائفية والنزعات العدوانية / الاقصائية والاستئصالية ، على حساب دور العلاقات الاجتماعية والفعاليات التواصلية من جهة أخرى . على خلفية تراكم المعاناة المستديمة وتفاقم المشاكل المستعصية ، التي لم تبرح تتلظى بجحيمها الغالبية العظمى من شعوب تلك البلدان ، بسبب سياسات حكوماتها الدكتاتورية وتصرفات أنظمتها الشمولية وسلوكيات سلاطينها الشخصية .
وهكذا فقد اختصر الوطن إلى مجرد قطعة أرض يسكنها المقتلع من فضاء الجغرافيا ، أو أحيل إلى مجرد رغيف خبر يحصل عليه الجائع من عطاء الاقتصاد ، أو قلص إلى مجرد انتماء حقوقي ينعم به المنخلع من الاجتماع ، أوهمّش إلى مجرد ولاء لفظي يتشدق به المتفجّع من السياسة . وهو الأمر الذي سيفضي – بالتقادم والتراكم - إلى حصول حالة من تبلد إحساس الأنا بالانتماء للذاكرة التاريخية ، وظمور وعي الذات بالولاء للنحن الجمعي ، من خلال القطيعة الوجدانية التي لا تني عناصر تشكيلها وعوامل تكوينها ، في لا شعور المرء تترسب ببطيء ولكن باستمرار . ولعل هناك من ينسب – وهو لا ريب محق بذلك – بروز هذه الظاهرة الخطيرة في المجتمعات المتصدعة ، نتيجة لشيوع مظاهر العنف في نظمها السياسية ، والتطرف في علاقاتها الاجتماعية ، والتخلف في بناها الثقافية ، على خلفية عقود الهيمنة الكولونيالية وما ترتب عليها من محاولات حثيثة ومتواصلة لمسخ التاريخ المحلي ونسخ الذاكرة الشعبية من جهة ، وسياسات ما بعد الاستقلال الوطني قصيرة النظر وما تمخض عنها من أساليب حكم طغيانية ، وإجراءات سيطرة تعسفية أجهزت – دون حسبان للعواقب – على كل ما في كينونة المواطن من مشاعر حميمية تجاه الوطن / المكان ، واستأصلت كل ما في ماهية الإنسان من أواصر الألفة للمجتمع / الكيان من جهة أخرى . بيد انه يجدر بنا عند البحث عن أصول هذه الآفة الوجودية / المصيرية ، التي يبدو أنها استوطنت ذهنية المجتمع العراقي بسهولة ودون ممانعة ؛ الانعطاف نحو طبقات السيكولوجيا للحفر في قيعانها ، والتوجه صوب مرجعيات الانثروبولوجيا للتنقيب في ترسباتها ، والشروع باتجاه مخلفات السوسيولوجيا للبحث في طماها. لقد تواضعت أجيال متعاقبة من العراقيين على جملة من الأوهام والأباطيل التي مؤداها ؛ إن تصور مفهوم الوطن عادة ما يقترن بوجود الزعيم وليس العكس ، وان إدراك أهمية الأول وتقدير قيمته غالبا"ما يستمد أرجحيته من كاريزما الثاني وليس العكس ، وان استيعاب معنى ودلالات فكرة الوطن المجرّدة لا تبدو مفهومة ومعقولة إلاّ من خلال شخصية القائد المجسّدة . بحيث إن عواقب هذه الحالة لم تشخصن فقط حقيقة الوطن ورموزه ، ولا الدولة ومؤسساتها ، ولا السلطة وأجهزتها فسحب ، بل وكذلك كيان المجتمع وقيمه أيضا". ولهذا فليس من الغرابة في شيء إن تتماهى الغالبية العظمى من العراقيين مع ذلك الهتاف (الرعوي)* ، الذي طالما صدحت به حناجر الحشود المؤدلجة بانفعالية هوجاء لا تحسد عليها: بالروح بالدم نفديك يا ... ! .
ولما كانت واقعة الوطن قد وجدت أصلا"لتحتضن الإنسان وتحميه ، لا أن تنبذه وتقصيه – إن لم تستغله وتضطهده – وان تأمنه من الجوع وتنتشله من البؤس ، لا أن تضطره إلى الخنوع وتجبره على الاستكانة – إن لم تخصيه وتدجنه – وان تصون حقه وتحفظ كيانه ، لا أن تهدر كرامته وتستبيح حياته – إن لم تغربه وتغيبه - . فقد أفضت هذه الوضعية الكارثية ، إلى موت فكرة الوطن القومي في وعيه ، واندثار معالم المكان التاريخي في ذاكرته ، وتلاشي مقومات الشخصية الاجتماعية في وجدانه ، واندراس عناصر الهوية الوطنية في مخياله . ومع إن وقائع من مثل ؛ العراقة في التاريخ ، والأقدمية في الجغرافيا ، والاصالة في الحضارة ، والأولوية في السياسة ، والأسبقية في الدين ، تعتبر عوامل أساسية في تأصيل فكرة الوطن في بنية الشخصية الاجتماعية ، وتفعيل دلالتها في الوعي الجمعي ، وتمثيل رمزيتها في الذاكرة التاريخية . بيد إن تلك الوقائع ذاتها سرعان ما تنقلب إلى ضدها ، وتغدو أعباء ثقيلة ينوء بأوزارها الوطن ، وتستحيل إلى مصاعب كثيرة يتلظى بمعاناتها المواطن . لاسيما عندما يكون التاريخ صاخب بالأحداث المفبركة ، والجغرافيا ضاجّة في بالواقع الملتبسة ، والحضارة مسكونة بالظواهر المتناقضة ، والسياسة مثخنة بالانشطارات المتراكمة ، والدين مكتنز بالتابوات المؤسطرة . بمعنى آخر انه بقدر ما تنتفي مظاهر؛ الانقطاعات المستديمة في سيرورة التاريخ ، والانزياحات المتكررة في صيرورة الجغرافيا ، والانهيارات المتواصلة في مدماك الحضارة ، والصراعات المستمرة في أتون السياسة ، والتطهيرات الدورية في مكونات الدين ، بقدر ما تصبح فكرة الوطن قارة في وجدان الفرد ومترسخة في وعي المجتمع .

وغالبا"ما تمسك قادة الأحزاب والحركات السياسية (ذات البعد الواحد) ، فضلا"عن مروجي الخطابات الديماغوجية ومسوقي الطروحات العنصرية ، بوهم إن إحياء رمزية الوطن في ذهنية المواطن ، تتأتى عن طريق تبجيله بالشعارات لا تفعيله بالممارسات ، وتوثينه بالإيديولوجيات لا تحيينه بالسوسيولوجيات ، وتفخيمه بالأسطوريات لا تعظيمه بالعلاقات . إذ إن فكرة الوطن ستبقى ، والحالة هذه ، فكرة ضبابية يصعب إدراكها ، وتصور غامض يتعذر استيعابه ، طالما إن المواطن سيجهل معنى إن تكون للوطن أصول ثابتة في الزمان ، ويتجاهل مغزى أن تكون له جذور قارة في المكان ، وينسى قيمة أن تكون له حرمة مبجلة في الوجدان . وحينذاك لابد للاجتماع المدني إن يحتاج إلى قدر هائل من التواصل ، لرأب الصدوع ما بين المكونات المستقطبة ، كما لابد للثقافة الوطنية أن تبذل جهود خارقة من التفاعل ، لرتق الشقوق ما بين الذهنيات المجيشة . بحيث تعطي لعناصر فكرة الوطن زخما"نوعيا"ومتجددا"، ليس فقط داخل أروقة الوعي الفردي والجماعاتي فحسب ، إنما في أعماق السيكولوجيا الاجتماعية وفضاء المخيال الرمزي أيضا".
ولعل الكثير من المحللين والدارسين لأنماط المجتمع العراقي ، ممن فتنوا بصلابة الشخصية العراقية وقدرتها على المجالدة والتحمل ، وقعدوا ضحية إغراء المظاهر وإغواء الخطابات ، حين عصفت بتوقعاتهم الثابتة وأطاحت بقناعاتهم الراسخة ، تلك الصور المأساوية والمشاهد المفجعة من التعهر السياسي للأحزاب ، والتذرر الاجتماعي للأقوام ، والبربر الحضاري للطوائف ، والنكوص القيمي للأفراد ، منذ أن سقطت قلاع الدولة ، وانهارت حصون النظام ، وتهاوت أسوار السيادة ، وتعطلت هيبة القانون ، ولحد الآن . بحيث لم يعد لمفهوم الوطن من دور سوى تبرير التخريب بأسمه المتعالي ، وتسويغ النهب تحت يافطته المحرّمة ، وتشريع القتل على مذبحه المقدس . وهكذا بدلا"من أن يغدو الوطن ملاذا"آمنا"للنجاة من النوائب ، وعوضا"أن يكون ملجأ مستقرا"للخلاص من المصائب ، استحال لدى الإنسان العراقي إلى مصدرا"سخيا"لانثيال معاناته ، وعاملا"أساسيا"لاستفحال اغترابه . بحيث تلاشت لديه نزعة الانتماء للوطن بكل أنواعها ؛ السياسية والتاريخية والجغرافية والحضارية ، وتضخمت عنده فزعة الولاء للعصبية بكل أشكالها ؛ الاقوامية والطوائفية والقبائلية والمناطقية .
ولهذا فليس هناك ما يحرك ساكن المواطن العراقي حيال تعرض وطنه للاستباحة ، سواء أكانت من قوى الداخل أو من أطراف الخارج ، كما ليس هناك ما يثير حميته إزاء خضوع تاريخه للمسخ وهويته للنسخ . طالما إن هناك بديلا"يحتكم إليه ويستجير به ، لحظة الوقوع في المشاكل والجنوح نحو المآزق ، التي ما أكثرها في حياة الفرد العراقي ، ليس فقط على صعيد مخياله وتمثلاته ، وتاريخه وتداعياته فحسب ، بل وكذلك على مستوى وعيه وسلوكياته وواقعه وعلاقاته أيضا". والأدهى والأمرّ رسوخ القناعة لدى الجميع ، بان قيمة المرء الشخصية واعتباره الاجتماعي لا تقاس – في جميع الأحقاب والعهود – بمقدار تماهيه بالهوية الوطنية واجتيافه لقيمها الأخلاقية وتمثله لدلالاتها الرمزية ، كما يفترض أن يكون ، إنما المعيار في ذلك درجة قرابته المادية والمعنوية ، لمن يحكم الدولة باسم القومية / العنصرية ، أو يقود السلطة بغطاء الدين / المذهبية ، أو يتزعم الوطن تحت يافطة الإيديولوجية/ الحزبية ، كما هو كائن بالفعل . ولذلك فليس من العدل والإنصاف مطالبة المواطن بمراعاة حق الوطن في ذمته ، في الوقت الذي لا يمثل له سوى شعار أريد به فرض إرادة القوي على الضعيف ، وتسويغ طغيان السلطان على الرعية ، وتبرير سيطرة الحاكم على المحكوم ، وتمرير هيمنة المتبوع على التابع .



الهامش
(*) التشبيه مأخوذ عن الباحث العراقي (فاضل الربيعي) ، ضمن كتابه ؛ كبش المحرقة : نموذج لمجتمع القوميين العرب .



#ثامر_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات (تزفيتان تودوروف) : النقد العقلاني لهوس القوة
- تشريح الذاكرة : أحداث التاريخ وأضغاث المؤرخين
- دولة القانون وقانون الدولة : الدستور والديمقراطية (العراق ان ...
- أماكن الذاكرة في سوسيولوجيا المعاش
- الشعوب المقهورة وسيكولوجية التمرد
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ...
- اغتراب الوعي : من الثقافة الى الخرافة
- اقصاء العقل في ايديولوجيا الصورة
- اشكالية الحرية بين نزوع الارادة واكراه الواقع
- الأصول التاريخية لظاهرة (العسكرة) في المدينة العراقية
- الأستاذ الجامعي وإشكالية الولاء الوطني !
- أزمات المجتمع العراقي بين غياب (النقد) وانعدام (الوعي) التار ...
- المثقف العصامي والثقافة العصامية
- الدين والتضامن الاجتماعي : هل نحن بحاجة إلى ثورة عشرين أخرى ...
- غربلة الذاكرة التاريخية : قيود الماضي .. وحدود المستقبل


المزيد.....




- عهد جديد للعلاقات بين مصر وأوروبا.. كيف ينعكس على حقوق الإنس ...
- -إسرائيل اليوم-: نتنياهو يستبعد غانتس من مفاوضات الهدنة وتبا ...
- ماسك يوضح استغلال بايدن للمهاجرين غير الشرعيين في الانتخابات ...
- سفير فرنسا في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء فوري للحرب على غزة
- شكري: مصر تدعم الأونروا بشكل كامل
- تقرير يدق ناقوس الخطر: غزة تعاني نقصا بالأغذية يتخطى المجاعة ...
- الأمم المتحدة تدين اعتقال مراسل الجزيرة والاعتداء عليه في غز ...
- نادي الأسير يحذّر من عمليات تعذيب ممنهجة لقتل قيادات الحركة ...
- الجيش الإسرائيلي: مقتل 20 مسلحا واعتقال 200 آخرين خلال مداهم ...
- وفد إسرائيلي يصل الدوحة لبدء مباحثات تبادل الأسرى


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثامر عباس - نعي الوطن في وعي المواطن