أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حمدي الشريف - علاء عريبي .. كاتب صحفي بارز من طراز فريد















المزيد.....

علاء عريبي .. كاتب صحفي بارز من طراز فريد


حمدي الشريف
(Hamdy Alsharif)


الحوار المتمدن-العدد: 7218 - 2022 / 4 / 14 - 06:10
المحور: سيرة ذاتية
    


في حياة كل أمة من الأمم، وفي روح كل مجتمع صحيّ نابض بالحياة، مثقفون صادقون وكُتَّاب أحرار بارزون يأخذون على عاتقهم تنوير العقول وتثقيف الجماهير بما يدفع إلى تقدم الأمة ورفعة الحضارة واستنارة المجتمع والأفراد، لكن قَلَّ أن نجد مثل هؤلاء المثقفين الصادقين والكُتَّاب الأحرار، خاصة في مجال الإعلام والكتابة الصحفية والسياسية؛ نعم فقليل هم المخلصون في هذا العالم، وقليل أكثر من يجمعون بين الصدق الذاتي والجدة البحثية في الكتابة الصحفية وبين الشجاعة الفكرية والجرأة الأخلاقية الإنسانية على مستوى المواقف الموضوعية. والأستاذ «علاء عريبي»- ذلك الكاتب الصحفي البارز ومدير تحرير جريدة الوفد العريقة- هو واحد من هذه الأسماء التي كان ولا يزال صداها يتردد في الوعي الثقافي والإعلامي المصري، بفضل مقالاته ومواقفه الصادقة، المخلصة، الشُجاعة التي تظهر في كل مرة كشعاع ينير حياتنا الثقافية والسياسية والدينية ويعطينا الأمل من جديد في ضمير المثقفين والكُتَّاب المخلصين الصادقين.
والحقيقة إن الأستاذ «علاء عريبي» هو واحد من الكُتَّاب الصحفيين البارزين أصحاب الشجاعة الأخلاقية والجرأة الفكرية اللتين اقتحم في ضوئهما العديد من القضايا الشائكة في مجالات التعليم والثقافة والدين والسياسة، واللتين كشف من خلالهما النقاب عن كثير من نقاط الخلل المسكوت عنها في مجتمعنا المصري...
ولم تجمعني- للأسف- علاقة مباشرة بالراحل الكريم الأستاذ «علاء عريبي»، الذي وافته المنية في العاشر من أبريل الجاري، بعد صراع مع المرض اللعين (السرطان) دام لأكثر من عشرة سنوات، لكن حظي كان سعيدًا عندما جمعتني به علاقة المحبة والود والاحترام المتبادل تليفونيًا، وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، ومن خلال ما نكتبه من مؤلفات ومقالات ونتبادله سويًا من آراء، وفي كل مرة كنت أطمئن على صحته أجده راضيًا قانعًا بحاله لا يخش الموت بل ينتظره كل يوم كضيف عزيز على قلبه!
وقد تنوعت مجالات الكتابة لدى الأستاذ «علاء عريبي»؛ فلم يقتصر على مستوى الكتابة الصحفية وحدها (وهو مجاله الأساسي الذي يعمل به)، وإنما كتب على عدة مستويات ، منها المستوى الفكري والثقافي والديني والفلسفي كذلك. فعلى مستوى الكتابة الصحفية، كتب عشرات المقالات، ولعل أهم ما تميزت به أنها كانت تنم عن ثقافته الواسعة ومهارته في صياغة آراءه وأفكاره، ومن هنا لم تكن مقالاته- في جريدة الوفد خصوصًا- مجرد انطباعات سطحية عن الواقع الذي نعيشه، كما لم تكن تكتفي بتسليط الضوء على مشكلاتنا وقضايانا، وإنما تميزت بعمقها واشتباكها مع قضايا واقعنا وهمومه، وبطرحها الدائم للتساؤلات التي تنتظر إجابات وحلول من المسئولين. ومن هنا فلعل من أبز ما تميزت به مقالاته أنها تكشف وتوضح وتناقش جملة من المشكلات والقضايا المصيرية التي تؤرقنا جميعًا، خاصة في مجالات التعليم والثقافة وحرية الصحافة، والمسألة الاقتصادية، وفي السياسة، وفي ضوء متابعتي للعديد مما كتبه، أكاد أزعم أن كل مقالاته تستهدف الدفاع عن قيم الأمانة والنزاهة والمسئولية وكل القيم الأخلاقية الأخرى، وبما يحافظ على الثوابت الحضارية والإنسانية، وإعلاء قيم الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية.
والمتأمل في مقالات الأستاذ «علاء عريبي» يجدها تنم عن كاتب واعٍ ومثقف شريف صاحب قلم شجاع، مثلما أخذ هو على نفسه، في مقالاته في عموده اليومي بجريدة الوفد، واجب التصدي للفساد في كل مجالاته وبكل أنواعه. ومن هنا تطرح مقالاته تساؤلات مهمة، مؤرقة، كاشفة، مرتبطة بقضايا وهموم فكرية ودينية وحضارية وسياسية لاتزال تؤرقنا جميعًا في مصر والعالم العربي، وقد سخَّرَ قلمه الحر كوسيلة للدفاع عن التعليم والثقافة والإصلاح السياسي والاقتصادي وتقاليد الجامعة وقيمها العريقة، وخاض في سبيل ذلك العديد من المعارك وقاد الحملات التي عرضته بعضها للمساءلة القانونية، لكنه كان في كل مقالاته وحملاته الفكرية والثقافية شجاعًا جريئًا، صامدًا كالصخر، يعتز بكرامته كل الاعتزاز ولا يسعي لإقامة علاقات ومحسوبيات وشللية، كما لم يتخل يومًا ما عن قضاياه ومواقفه لصالح مكاسب زائفة أو تزلفًا للطرف الآخر.
وعلى المستوى الكتابة في قضايا الدين والفلسفة والتاريخ والحضارة، فقد كان الأستاذ «علاء عريبي» منذ شبابه واحدًا من التلاميذ النابهين منذ التحاقه بقسم الفلسفة في كلية الآداب جامعة طنطا، ومنذ أن بدأ في التأليف حافظ على العمق الفلسفي في القضايا والمعالجة والتناول، كما حافظ على علاقاته وصداقاته مع الشعراء والكُتَّاب والمثقفين المخلصين النابهين. وبفضل ما قدمه من كتب ودراسات علمية تستحق النظر والتقدير، استطاع أن يحفر اسمه من نور، ولعل من بين هذه المؤلفات المهمة التي لم تنل حظها من التقدير والاهتمام اللائق بها: مفهوم الصعلكة في المجتمع القبلي، السرقات في كتب تحقيق التراث، الديوان المنحول للإمام علي بن طالب، قبر يوسف بين الشواهد الأثرية والمرويات الدينية، البكورية في المجتمع التوراتي، مفهوم النبوة عند بنى إسرائيل، عمود راحيل في النصوص التاريخية.
وإذا كان بعض هذه المؤلفات قد نُشر وخرج إلى النور، مثل كتابه في الديانات والحضارات القديمة: (البكورية في المجتمع التوراتى: دراسة في ديانات الشرق الأدنى القديم)- عام 2005 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، فإن البقية لم تُنشر بعد ولا تزال مخطوطًا، وهي تُعَدُّ- كما يقول أستاذنا الكبير د. مجدي الجزيري عنها- "علامة بارزة في حياتنا الثقافية تناولت قضايا شائكة قد يعجز بعض أساتذة الجامعات وحملة الدكتوراه ورموز حياتنا الثقافية عن الخوض فيها باعتبارها تنطلق من أرض وعرة مهمشة تتطلب من صاحبها أن يكون علي درجة كبيرة من التدقيق والصبر والتحمل ومن عشاق البحث العلمي الجاد".
هذه جوانب بسيطة من صورة الأستاذ «علاء عريبي»، ذلك الباحث الجاد والكاتب الصحفي البارز، الذي قال عنه شاعرنا الكبير د. نصار عبد الله: (علاء عريبي هو واحد من الكُتَّاب الصحفيين القلائل الذين أخذوا على عاتقهم الدفاع عن الحقوق المسلوبة...). وبرحيله فقدت الصحافة المصرية كاتبًا شريفًا وشجاعًا وقلمًا نزيهًا وموضوعيًا، لكنه إذا كان قد رحل عنا بجسده، فإن مؤلفاته ومقالاته ومواقفه لا تزال حية وخالدة في ضميرنا الثقافي والاجتماعي.. رحم الله كاتبنا الكبير الذي رحل في أيام مباركة، وتقبله الله تعالى بالعفو والمغفرة، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أسرته الكريمة وذويه وزملائه في صحيفة الوفد وتلاميذه من الكُتَّاب وقرائه ومحبيه وعشاقه الصبر والسلوان.



#حمدي_الشريف (هاشتاغ)       Hamdy_Alsharif#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيتر أدامسون: هل كان مكيافيلي سيصوت لدونالد ترامب؟
- د. نصار عبد الله؛ العَاشِق والمُحِبّ للفلسفة
- أزمة التفكير وغَيْبَة العقل النقدي
- -السلطة - الجسد - المقدس-... عرض وتحليل كتاب -دوائر التحريم- ...
- محمود محمد طه.. شهيد الفكر والحرية في السودان


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حمدي الشريف - علاء عريبي .. كاتب صحفي بارز من طراز فريد