أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن الشامي - ضرورة التوعية الجذرية بالديمقراطية














المزيد.....

ضرورة التوعية الجذرية بالديمقراطية


حسن الشامي

الحوار المتمدن-العدد: 7212 - 2022 / 4 / 6 - 19:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تكاد تجمع التقارير علي ضعف بل وتواضع المشاركة الاجتماعية والسياسية للمصريين في عمومهم والقطاعات الشعبية الواسعة منهم خاصة لدي الشباب والنساء ,إذ تسجل عزوفهم عن التفاعل مع قضايا ومشكلات مجتمعهم , وإيثارهم لموقف الفرجة بما يفرضه عليهم من عجز وصمت.

وفي ضوء رصد وقراءات أولية لواقع المشاركة الاجتماعية والسياسية, إن حالة العزوف عن المشاركة يمكن ردها إلي مجموعة من المتغيرات والعوامل التي تتفاعل معا لتخلق وتكون هذه الكتل الخاملة من الجماهير التي آثرت البقاء في مقاعد المتفرجين تجاه ما يحدث علي ارض وطنهم, وما يحدث في شئون حياتهم.

إن أهم العوامل أو المتغيرات التي شكلت ورسخت ما يمكن أن نسميه بثقافة الرضا بالمقسوم والاستكانة والخضوع والطاعة والصبر علي المكروه والاستسلام للمشيئة أيا كان مصدرها هي العوامل التاريخية.. إنها ثقافة الصمت والفرجة والطاعة والامتثال التي سلبت المصريين قدرتهم علي الإبداع والفعل الخلاق, والمبادرة, أو عطلت هذه القدرات حال وجودها واستنفارها من اجل تجديد حياتهم وسعادتهم.

إن أصل الداء في الثقافة المصرية السائدة هو قيامها، في جانب منها، علي فكرة الاستبداد والتسلط، استبداد وتسلط القوي بالضعيف والذكر بالأنثى, والكبير بالصغير, والحاكم بالمحكومين , والسلطة بالناس، في سياق من علاقات القهر والتسلط والطغيان والاحتكار في مقابل الخضوع والاستسلام الذي حول الكثير من القطاعات الشعبية الواسعة من المصريين إلي كتل خاملة وخامدة تبدو وكأنها قد جبلت علي الاستبعاد علي النهوض بمسئولياتها تجاه صنع حياتهم وتجديدها.

وهذه الوضعية تطرح ضرورة إحداث تغيير جذري في التراث الثقافي المصري والمخزون المعرفي المتراكم في الشعور الجمعي لدي جموع المصريين والذي تم إدخاله خلال عمليات التنشئة والتطبيع الاجتماعي التي تعرضوا لها منذ ولادتهم وعلي امتداد حياتهم، وهو التراث الذي في إطاره يفهمون ويفسرون خبراتهم المعاصرة وسلوكهم وتصرفاتهم الآنية والمستقبلية، ويتحدد في ضوءه رؤيتهم للعالم المحيط بهم ولدورهم في هذا العالم, ولكل ما يحملونه من قيم عن الحرية والعدل, والخير والشر, والحلال والحرام، والصواب والخطأ.

إن مسألة بناء الديمقراطية ونشرها وترسيخها في المجتمع المصري ضرورة مهمة كثقافة مجتمعية بديلة لثقافة الاستبداد والتسلط والقهر والخضوع والاستسلام..

إن عملية بناء الديمقراطية وترسيخها في كل مجالات الحياة المجتمعية بالنظر إليها كثقافة مجتمعية تنتشر وتسود بحيث يستخدمها الأب مع أسرته والأم مع أبنائها, والرجل مع المرأة, وفي قطاعات الأعمال، وفي المؤسسات التعليمية, وفي تنظيمات المجتمع المدني.

وهذا الجانب الثقافي هو الأساس والقاعدة التي يقوم عليها وينطلق منها الجانب الإجرائي والعملي في بناء الديمقراطية من المدارس والجامعات.

ويتضمن الوجه الثقافي للديمقراطية ثلاثة أبعاد مهمة هي :
البعد الأول : البعد المعرفي الخاص بتكوين وعي الناس ونضج هذا الوعي بمفهوم الديمقراطية بكل عناصرها من كفالة حرية الفكر والاعتقاد والتعبير والتنظيم والمساواة القانونية وسيادة القانون واحترامه, واحترام وكفالة حقوق الإنسان, وحرية تكوين أحزاب سياسية في اطار تعددي حقيقي , والانتخابات الدورية كأساس للمشاركة الشعبية واستقلال القضاة، والتداول السلمي الحقيقي للسلطة في سياقات قوامها الحرية والعدل.

والبعد الثاني : البعد الوجداني المتعلق بالقيم والاتجاهات الموجهة والضابطة والمرتبطة بالديمقراطية. كالعقلانية والعلمية والتسامح والنسبية والتعدد التنوع , وقبول حق الاختلاف والتعايش معه , والحوار والسلام, ونبذ العنف والتطرف.. وهي القيم والاتجاهات التي تصبح طابعا مميزا للفكر وللأفعال السلوكية وعلي أساس المطابقة بين الفكر والعمل.

والبعد الثالث : البعد المتعلق بالجانب السلوكي وهو الجانب المرئي للديمقراطية والذي يتم تنميته من خلال التفاعلات المجتمعية والاجتماعية الجارية في المجتمع.

وهذه الإبعاد الثلاثة تؤكد أننا بصدد قواعد وقيم وسلوكيات يمكن تعلمها وتمثلها في كل مؤسسات التنشئة الاجتماعية من الأسرة إلي المدرسة. في المؤسسات الدينية وفي مؤسسات العمل.وانه بتعلم هذه القواعد والقيم السلوكية وبتمثلها في كل مستويات وجودنا الفردية والاجتماعية سنكون مهيئين للمطالبة بالديمقراطية وممارستها في المجال السياسي وعلي مستوي الدولة وأجهزة الحكم.

وإذا كان هذا هو الهدف الاستراتيجي العام لمشروع التوعية الجذرية بالديمقراطية والذي يتحدد بضرورة إحداث تغيير جذري واسع النطاق في الثقافة السائدة والمزاج العام السائد لدي عموم المصريين لأجل انجاز إصلاح ديمقراطي حقيقي.

إن هذا الهدف الاستراتيجي يمكن تجسيده في مجموعة من الأهداف الإجرائية تتحدد فيما يلي :
ـ زيادة وعي القطاعات الشعبية المصرية وخاصة الشباب والنساء بمفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان من خلال نشر المعارف المتصلة بالمفاهيم والمبادئ الديمقراطية.
ـ تعبئة الفئات المستهدفة وتحفيزهم علي المشاركة والنهوض بمسئولياتهم تجاه صنع حياتهم وتجددها من خلال تشجيعهم وتدربيهم وحفزهم علي المشاركة في حوارات مفتوحة عن الديمقراطية والحرية.
ـ رفع الوعي والتنظيم لدى المواطنين بما يؤهلهم للتفاعل وتحمل مسئولية واجباتهم المدنية كمواطنين أحرار.
ـ نشر التسامح الديني والاحترام المتبادل لأصحاب العقائد المختلفة وقبول الحق في الاختلاف والتعايش معه.
ـ تشجيع ثقافة الحوار ونبذ التعصب والتطرف.
ـ زيادة الوعي بحقوق الإنسان ودعمها واحترامها والدفاع عنها.



#حسن_الشامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تخلفت مصر؟ وكيف تنهض بالبحث العلمي مرة أخرى؟
- الأقليات في الوطن العربي.. ما بعد الربيع العربي
- الأقليات في الوطن العربي.. والربيع العربي الجزء الثاني
- الأقليات في الوطن العربي.. والربيع العربي
- كتاب السلام المفقود تأليف الدكتور عمر سالم ترجمة حسن الشامي ...
- كتاب السلام المفقود تأليف الدكتور عمر سالم ترجمة حسن الشامي ...
- كتاب السلام المفقود تأليف الدكتور عمر سالم ترجمة حسن الشامي ...
- كتاب السلام المفقود تأليف الدكتور عمر سالم ترجمة حسن الشامي ...
- كتاب السلام المفقود تأليف الدكتور عمر سالم ترجمة حسن الشامي ...
- كتاب السلام المفقود تأليف الدكتور عمر سالم ترجمة حسن الشامي ...
- كتاب السلام المفقود تأليف الدكتور عمر سالم ترجمة حسن الشامي ...
- كتاب السلام المفقود تأليف الدكتور عمر سالم ترجمة حسن الشامي ...
- كتاب السلام المفقود تأليف الدكتور عمر سالم ترجمة حسن الشامي ...
- كتاب السلام المفقود تأليف الدكتور عمر سالم ترجمة حسن الشامي ...
- كتاب السلام المفقود تأليف الدكتور عمر سالم ترجمة حسن الشامي ...
- كتاب السلام المفقود تأليف الدكتور عمر سالم ترجمة حسن الشامي ...
- رؤية نقدية للمجموعة القصصية -مجرد إجراءات- للقاص حسن الشامي
- خلال ثلاثين عاما : احتجاجات عصفت بأمريكا نتيجة انتهاكات عنصر ...
- متوسط خمسة عشر سنة فقط .. حكام العالم الإسلامي عددهم ثلاثة و ...
- نهاية المطاف.. قصة قصيرة


المزيد.....




- تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا ...
- تركيا تعلن دعمها ترشيح مارك روته لمنصب أمين عام حلف الناتو
- محاكمة ضابط الماني سابق بتهمة التجسس لصالح روسيا
- عاصفة مطرية وغبارية تصل إلى سوريا وتسجيل أضرار في دمشق (صور) ...
- مصر.. الحكم على مرتضى منصور
- بلينكن: أمام -حماس- اقتراح سخي جدا من جانب إسرائيل وآمل أن ت ...
- جامعة كاليفورنيا تستدعي الشرطة لمنع الصدام بين معارضين للحرب ...
- كيف يستخدم القراصنة وجهك لارتكاب عمليات احتيال؟
- مظاهرة في مدريد تطالب رئيس الحكومة بالبقاء في منصبه
- الولايات المتحدة الأميركية.. احتجاجات تدعم القضية الفلسطينية ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن الشامي - ضرورة التوعية الجذرية بالديمقراطية