أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زاهد عزت حرش - سفرَائِنَا الى النُّجُومَ















المزيد.....

سفرَائِنَا الى النُّجُومَ


زاهد عزت حرش
(Zahed Ezzt Harash)


الحوار المتمدن-العدد: 7199 - 2022 / 3 / 23 - 13:41
المحور: الادب والفن
    


حَوْلَ مَقَال نُشْر فِي صَحِيفَةِ "معريب" يَوْمَ الثُّلَاَثَاءِ 18 / 8 / 1998
عَنِ السَّيِّدَةِ فَيْرُوز بِعُنْوَانِ (عَوْدَةَ مُطْرِبَةَ الْحُروبِ اللُّبْنَانِيَّةِ إِلَى الْوَاجِهَةِ)


ما بين فترة واخرى تقوم الصحافة العبرية في إسرائيل بالكتابة عن رموز ساطعة مضيئة في سماء الأمة العربية، وكأنها تقدم للعالم اكتشافًا جديدًا من اكتشافاتها الإنسانية، النابعة من موقعها "كواحة للديمقراطية في بحر من الظلام والظلم السائد في هذا الشرق العربي العقيم". وآخر ما وقع بين يديّ مقالة نَشرتها صحيفة "مَعَريّف" الإسرائيلية في عددها الصادر يوم الثلاثاء 18/8/1998 بقلم الصحفي جاكي حوجي تحت عنوان (عودة مطربة الحروب اللبنانية). يتحدث المقال عن عودة السيدة فيروز للظهور من جديد في مهرجان بعلبك، ويتناول بتركيب مفكك بعض التفاصيل عن مواقف فيروز وعن سيرتها الذاتية، فكان يقترب من الحقيقة تارة وتارة يشط في بحر من الادعاء والتلفيق. لا بأس ربما لأنهم يتعاملون مع ظاهرة العالم العربي باستعلاء وتكبر تجعلهم لا يرون أبعد من موقع اقدامهم. لقد أزعجني المقال، من عنوانه أولاً، ومما جاء فيه من ادعاءات كاذبة تهدف إلى زرع الشك في قلوب محبي فيروز وابنها زياد خاصة!! فقمت بالبحث عن مواد ووثائق تدلني بوضوح جَليّ عن حيثيات حياتهما. والتقيت بالشاعر نزيه حسون في خضم البحث عما أُريد، فتداولنا الحديث حول ذلك، فعقب على عنوان المقال، وببديهية عذبة قال: "أيعقل أن يقال عن الصوت الذي تعزفه الملائكة أمام وجه الله أنه صوت الحرب". بعد هذا، وبعد تأكدي من أن هناك مغالطات وتجاوزات عديدة تتعلق بما قدمه كاتب المقال عن فيروز، وخاصة عن ابنها زياد، وجدت أن هناك أيضًا جانب ايجابي في أن تكتب الصحافة العبرية عنهم، ربما يعطي بعضًا من بُعدنا الإنساني، لتتجحظ عيون الشعب الإسرائيلي وتتسع علها ترى شيئًا من الحقيقة.
ولقد آثرت التحدث عن فيروز أولاً، مُعتمدًا نَصّ تسلسل المقال الذي أراده الكاتب. فإنه من خلال ذلك السرد أراد الوصول إلى تشويه صورة إنسان وطني مناضل، قضى سنوات طويلة من العذاب والمرارة، حتى أنه كاد أن يفقد نفسه حرقة على ما أصاب لبنان وشعبهِ، وقد جَعل من نَفسهِ شَمعة تَحترق لتضيء للآخرين نور الحياة! لكنني خوفًا من عقاب التاريخ، رحت أنبُش دفاتري العتيقة باحثًا عما تحتويه من مقالات وأخبار عن الرحابنة وخاصة عن زياد ومسيرته السياسية والفنية. لأن ما جاء في المقال عنه كان له وقع صعب عليّ. ولكُم بالحرف الواحد ما جاء فيه: "قطعت فيروز علاقتها بزوجها وبأبنها في أواخر السبعينات، وهي غاضبة من جراء دعمهما لحزب الكتائب المسيحي الذي قاتل إلى جانب إسرائيل، إبان عملية الليطاني - (الاجتياح الإسرائيلي للبنان)، وقد تركت بيتها وعائلتها وانتقلت للعيش بمفردها في فيلا بإحدى الأحياء المسيحية، ذلك عندما عَلِمت أن ابنها زياد تجند في صفوف الكتائب واجتاز دورة تدريب في إسرائيل". (جاكي حوجي معريف 18/8/1998).
لذلك لم أترُك أحد من اصدقائي إلا وسألته عن مواد ومخطوطات تحمل معلومات عن سيرة زياد الرحباني الفنية والسياسية. وفيما أنا أجتهد في البحث ما بين مقالة وأخرى، وما بين خبر هنا وخبر هناك، تذكرت أن لي أقارب في بيروت ينتمون إلى الحزب الشيوعي اللبناني الذي ينخرط زياد الرحباني في صفوفه أيضًا. فقمت بالإتصال بهم علّهم يساعدوني في إيجاد وسيلة تتيح لي التحدث إلى زياد أو لأحد المقربين منه للتأكد من أمور محددة. ولقد أكد لي أحد أقاربي فقال: "إن الخلاف الذي وقع بين فيروز والمرحوم عاصي الرحباني كان خلافًا عائليًا محض، يتعلق بانغماس عاصي بحياة الليل ولعب القمار.. ولم يكن ولا بأي حال من الأحوال خلاف سياسي أو عقائدي. وإن رفض عاصي للانصياع لمطلب فيروز بالانتقال إلى بيروت الغربية كان سببه إفتقار المنطقة لدور الملاهي واماكن للعب القمار. أما زياد فقد ترك والديه قبل ذلك بكثير، وقد إنتقل للعيش في بيروت الغربية وعمل مع فريق من الفنانين في أعمال فنية وطنية ملتزمة". ووجدت أن ما قاله يتطابق وما جاء في مقالة كتبها محمود الزيات جاء فيها: "كان جوزيف صقر واحدًا من الفريق الذي عمل مع زياد الرحباني في بداية السبعينات، الفريق الذي التصق عبر المسرح والأغنية بنضالات حركة الطلاب في الجامعات، والإضرابات العمالية والمظاهرات التي سبقت إندلاع الحرب اللبنانية عام 1975". (وداعا جوزيف صقر - الديار).
وتحقق لي في التاسعة والنصف من مساء الأربعاء 19/8/1998، فتحدث مع شخص مقرب جدًا من زياد الرحباني يدعى سمير حنا، والذي أوكل إليه زياد بالرد على أي تساؤلات أطرحها عليه، فلقد روى لي بشكل لا يترك مجالاً للشك فقال: "إن زياد لم يكن ولا ليوم واحد قريب من الكتائب أو متعاطفًا معهم. وهناك واقعه حاول الكتائب الترويج لها، ففي حين كانت تقطن العائلة بلدة (كفيا) معقل آل الجميل وبلدة الرئيس بشير الجميل، أي بلدة الكتائب الأولى. وكان ذلك في أوآخر الستينات، حاول نشيطو الكتائب جذب زياد الرحباني إلى صفوف حركتهم الكشفية، لكنه رفض ذلك قطعًا. وبعد ذلك بقليل انتقلت العائلة للعيش بأنطلياس في بيروت الشرقية".


وللتأكد من أن زياد كان بعيدًا عن الكتائب سألته: ماذا فعل زياد في أواخر السبعينات أية أعمال فنية شارك فيها. فقال "لقد عمل مسرحية (بالنسبة لبكرا شو) و (فيلم أمريكي طويل) واشترك في أعمال إذاعية عديدة في حينه". كما وأكد لي أيضًا: "إننا نعي تمامًا الأعيب الصهيونية وخيالاتها الواسعة ومحاولاتها المتكررة لدق الآسافين وإثارة الشكوك حول رموز الحركة الوطنية العربية، فتقوم بترويج الإشاعات المغرضة الهادفة إلى زرع الاحباط بالنفس العربية، لأن معركتنا القادمة معركة حضارات. وهم يعلمون أننا لم نولد من الحائط ونحن أمة ترث حضارة عمرها أكثر من ثمانية الآف سنة. وإن كان هناك حالة من التردي العام في الوطن العربي فأن ذلك لن يدوم طويلاً ". فذَكَرني ذلك بما قاله مظفر النواب: "مرحبًا أيها العاصفة، مرحبًا، سيقوم من الجرح أكثر عافية وطني بجراحاته النازفة".
ولقد قمت بالاتصال أيضًا مع الصحفي جاكي حوجي، لأستوضحه عن اثباتات تدل على صدق ادعاءاته! فقال إن ذلك نُشر في الصحف في أوائل الثمانينات، فقلت له: إن ذلك ليس دليلاً مثبت! وأرجوا أن تزودني بأدلة قاطعة لادعاءاتك فوعد بذلك! ولكن عندما اتصلت به على الموعد المحدد بيننا لم يكن لديه أي دليل.
ومن المغالطات الكثيرة التي وقعت في مقالته: "إن فيروز مسيحية مارونية"، مع العلم أنها مسيحية أرثوذكسية. والمعروف أن المسيحين الأرثوذكس غالبيتهم من مؤيدي الحركة الوطنية وهم عماد الحزب الشيوعي اللبناني. ولقد جاء على لسانه أيضًا: "إن زياد ابنها الوحيد". والحقيقة أن لفيروز وُلد إبنًا مُعاق جسديًا اسمه "هالي" وابنتان ليال وريما. وجاء أيضًا: "إن فيروز تعرفت إلى الرحابنة في بداية الستينات". بيد أنها تزوجت من عاصي منذ صيف عام 1954.
ولقد سألت الأخ سمير حنا عن الموعد الذي التقى فيه الشاعر جوزيف حرب بزياد الرحباني فقال: "كان ذلك في اوآسط عام 1976". ولقد ربطت ذلك بما قاله الشاعر جوزيف حرب في لقاءه مع جيزال خوري في برنامج (حوار العمر)، حين سألته جيزال خوري: "ما الذي أضافه جوزيف حرب لزياد الرحباني من الفكر الماركسي عندما التقى به". فقال الشاعر: "عندما التقيت بزياد كان مشبعًا بالماركسية، ولم يكن بالإمكان أن أُضيف لهُ شيئًا". من هنا أؤكد أن إنسانًا كهذا لن يستطيع أن يكون في الصف الماركسي ويكون في الصف المناقض له في ذات الآن. فليذهب أبناء السمن والعسل لمسح لعابهم المتدلي من أفواههم الكبيرة، التي تبحث دائمًا عن تشويه خُلق أناس وهبوا حياتهم من أجل قضاياهم الإنسانية والوطنية. أما نحن فكفانا أننا لا زلنا نعرف موطئ أقدامنا بثبات.



#زاهد_عزت_حرش (هاشتاغ)       Zahed_Ezzt_Harash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية -أوراق الكافر- وقراءتي الكافرة
- على ابواب الجنة - حوار مع الله
- اسماء شوارع شفاعمرو.. مسؤولية تاريخية ووطنية
- مئة عام وأكثر على ميلاد ابي الغضنفر
- اتجوزها تتخلف له ولد
- حكايات ابو الجليل (1) ابو الجليل وابو النواس طيزين بلباس
- الوطن
- عشرون عامًا على رحيل الفنان بطرس لوسيا
- ذاب الثلج، ليطفو التطرف الديني الآن، هنا!
- حذاري.. أن يأتي يوم نشكر فيه اسرائيل على أننا نعيش فيها!!
- محاولة في نقد الديانات السماوية (2)
- محاولة في نقد الديانات السماوية (1)
- ما بين برهوم والبلاشفة (3)
- ما بين برهوم والبلاشفة (2)
- ما بين برهوم والبلاشفة (1)
- سيرة وانفتحت مع -سيرة حكواتي من فلسطين-
- كلاب الغاب وقانون الارهاب
- دَخّلَك.. على شو داعمينوا
- موعد الجفاف
- غزة 2018


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زاهد عزت حرش - سفرَائِنَا الى النُّجُومَ