أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - إريك بلان - إعادة تفحص العلاقة بين البلشفية والتحرر الوطني















المزيد.....



إعادة تفحص العلاقة بين البلشفية والتحرر الوطني


إريك بلان

الحوار المتمدن-العدد: 7197 - 2022 / 3 / 21 - 00:10
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الكاتب: إريك بلان

نشر النص في مدونة جون ريدل تاريخ 20 أيار/مايو عام 2014

(إريك بلان ناشط ومؤرخ مقيم في أوكلاند-كاليفورنيا. تلزمنا وجهة النظر من جهة المناطق الحدودية للإمبراطورية القيصرية بإعادة التفكير بالعديد من الافتراضات القديمة حول ثورتي 1905 و1917، إضافة إلى تطوير المقاربات الماركسية للتحرر الوطني، ونضال الفلاحين والثورة الدائمة وتحرر النساء).



تحلل هذه الورقة النقاشات الاشتراكية حول المسألة القومية حتى عام 1914. أحاجج ههنا بأن الاستراتيجية الفعالة للماركسية المناهضة للاستعمار طرحها بداية اشتراكيو المناطق الحدودية، وليس البلاشفة. لقد تخلف لينين ورفاقه عن الماركسيين غير الروس في هذه القضية الأساسية حتى الحرب الأهلية- وهذا الضعف السياسي يساعد على تفسير فشل البلاشفة في بناء الروابط بين الشعوب الخاضعة للهيمنة.

بالتالي، كان البلاشفة إما ضعفاء عددياً للغاية و/أو غير مهتمين بالتطلعات الوطنية لقيادة الثورات الاشتراكية في المناطق الحدودية، الأمر الذي سهل من عزل الحكومة العمالية الروسية وما تلاه من صعود للستالينية.

وبما أن الناشطين اليوم يواصلون التطلع إلى الثورة الروسية لاستخلاص الدروس حول كيفية مواجهة الرأسمالية بنجاح، فإن الانخراط في هذا التاريخ سيكون له آثار مهمة على الممارسة السياسية المعاصرة.

من هم ماركسيو المناطق الحدودية؟

يبقى فهمنا للحركة الثورية في روسيا مشوهاً بسبب التهميش التاريخي للأحزاب الاشتراكية للقوميات التي هيمنت عليها الإمبراطورية. (1) وبما أن الإثنية الروسية شكلت 42 بالمئة من السكان، فلا ينبغي التفاجؤ أن أغلبية الاشتراكيين الديمقراطيين انتموا إلى الأحزاب القومية (غير الروسية). (2) في الواقع، شكل المناشفة والبلاشفة مجتمعين ما نسبته 22 بالمئة من مجمل الماركسيين في روسيا الامبراطورية.

مع ذلك، جرى إهمال الاشتراكيين الديمقراطيين القوميين من قبل المؤرخين الأكاديميين والاشتراكيين. وعلى امتداد عقود من الزمن، كان إذا ذكر المؤرخون الغربيون المناطق الحدودية، فكانوا يصورونها ضحية للهيمنة البلشفية. (3) وبما أن هذا التفسير يعكس الافتراض القائل إن الماركسية تتجاهل بطبيعتها الاضطهاد القومي، لذلك استبعد تأثير الاشتراكيين الديمقراطيين في المناطق الحدودية. كما أن الاشتراكيين، سواء التروتسكيين أو الستالينيين، رفضوا كذلك ماركسيي المناطق الحدودية، لأن التحليل الجاد لمقارباتهم يمكن أن يعطل الفكرة البديهية التي تعتبر أن البلاشفة كانوا مؤيدين متسقين ورائدين للتحرر الوطني. (4) كان نموذجياً، في هذا الإطار، ادعاء الاشتراكي البريطاني آلان وودز أنه “من دون موقف واضح ومبدئي من المسألة القومية لم يكن بإمكانهم [البلاشفة] أن يقودوا الطبقة العاملة إلى الاستيلاء على السلطة”. (5) كل من هذه التفسيرات هي تبسيطية لواقع كان أكثر تعقيداً بكثير، وفي هذه العملية يتم تجاهل ماركسيي الأطراف.

الجدول 1: المنظمات الماركسية الأساسية في الامبراطورية القيصرية (1890-1914) (6)

المنظمة سنة التأسيس أكبر عدد سجلته لأعضائها
الحزب الاشتراكي البولندي 1892 55000
الاشتراكية الديمقراطية لمملكة بولندا 1893 40000
الاشتراكية الديمقراطية الجورجية “ميسام داسي” 1893 20000
الحزب الاشتراكي الديمقراطي الليتواني 1896 3000
عصبة البوند للعمال اليهود في روسيا وبولندا 1897 40000
الحزب الاشتراكي الديمقراطي الفنلندي 1899 107000
الحزب الثوري الأوكراني 1900 3000
الاتحاد الاشتراكي الديمقراطي اللاتفي 1903 1000
المنظمة الاشتراكية الديمقراطية للعمال الأرمن 1903 2000
بلاشفة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي 1903 58000
مناشفة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي 1903 27000
حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي اللاتفي 1904 23800
الحزب الإسلامي الاشتراكي الديمقراطي “هميت” 1904 1000
الاتحاد الاشتراكي الديمقراطي الأوكراني (سبيلكا) 1904 10000
النقاشات الأولى حول المسألة القومية

في السنوات الأولى من القرن العشرين، كان دافع الإيسكرا- الفصيل الروسي والمروسن من الاشتراكيين الديمقراطيين- بناء حزب ثوري مركزي في جميع أنحاء البلد في تصادم مع الأحزاب الماركسية غير الروسية. غالباً ما صور البرنامج التنظيمي للإيسكرا بشكل مغلوط على أنه يشكل امتداداً للتقاليد الشعبوية. (7) ولكن في الحقيقة، تعاونت منظمة إرادة الشعب كشريكة مع حزب البروليتاريا البولندية، أول حزب ماركسي في الامبراطورية، ورفضت الاندماج معها على الأسس التالية:

“احتراماً للاستقلال والتطور الحر لكل أمة، تدرك [ اللجنة التنفيذية لإرادة الشعب] أن الاختلافات في الظروف الاجتماعية بين الشعبين الروسي والبولندي لا تتيح اعتماد وسائل متطابقة في الأعمال التحضيرية للاشتراكيين الروس والبولنديين. وبذلك، فإن الاندماج الكامل [للحزبين] من شأنه منع نضالات الاشتراكيين الروس والبولنديين، الأمر الذي يحد من حريتهم في اختيار أفضل طرق التنظيم والنضال”.(8)

ترسخت هذه السابقة كنهج عام 1897، عندما اتحدت الاشتراكية الديمقراطية في الامبراطورية النمساوية في ستة أحزاب وطنية. (9) أيد معظم الاشتراكيين الديمقراطيين في المناطق الحدودية القيصرية هذه المقاربة التنظيمية، كما فعل الاشتراكيون الثوريون الروس. على سبيل المثال، دعا المؤتمر التأسيسي لحزب العمال الاشتراكي الديمقراطي في لاتفيا إلى حزب ماركسي فيدرالي للامبراطورية، معتبراً:

“بما أن حياة كل أمة تتأسس وتتطور تاريخياً وفق ظروف اقتصادية مختلفة، ونظراً إلى أن كل أمة لغتها وثقافتها الخاصة وتختلف عن الآخرين حتى بما يتعلق بتجمعاتها الطبقية، وبالتالي إن التنظيم الاشتراكي الديمقراطي الوطني الخاص بها هو الوحيد الذي يمكنه توضيح مصالح طبقته البروليتارية”. (11)

انطلقت مقاربة ايسكرا من هذه المشاعر الفيدرالية الواسعة الانتشار وعكست استهانة خطيرة بواقع أن روسيا كانت إمبراطورية وليس دولة-أمة. وكان الأمر إشكالياً على نحو خاص نظراً لأن الحركات العمالية والاشتراكية كانت أقوى بكثير في المناطق الحدودية أكثر من المركز خلال ثورة 1905. (12) على سبيل المثال، استقطبت عصبة البوند اليهودية 30 ألف عضواً عام 1903، في حين استقطب الاشتراكيون الديمقراطيون الروس بضعة آلاف على الأكثر. (13) في حين بقيت الحركة الاشتراكية في روسيا الوسطى ضعيفة ومنقسمة في بداية القرن، فإن العديد من الاشتراكيين الديمقراطيين في المناطق الحدودية قد تجاوزوا بالفعل الحلقات المنفصلة وبنوا أحزاباً قوية ومركزية على المستوى الإقليمي. لم تكن اعتراضاتهم على هذا النوع من “المركزية”، إنما على ما إذا كان يجب توسيع هذه “المركزية” على امتداد الامبراطورية. (14)

لم يعبّر انفصال عصبة البوند عن حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي عام 1903 عن الاختلافات التنظيمية مع الإيسكرا فحسب، إنما عبّر كذلك عن الاختلافات السياسية المهمة. (15) إثر مجزرة شيستوشوفا عام 1902 رفض لينين تأكيد عصبة البوند أن “معاداة السامية متجذرة بين الأوساط العمالية” واعتبر ذلك ” موقفاً طفولياً”، على أساس أن معاداة السامية تتوافق مع مصالح البرجوازية وليس البروليتاريا. (16) دعم لينين وتروتسكي ومارتوف وغيرهم من الإيسكرايين المساواة القانونية للجميع، إنما عارضوا اقتراح البوند لتضمين المساواة اللغوية في برنامج الحزب على نحو صريح. (17) أكثر من ذلك، اعتبروا أن الاستيعاب غير القسري هو السبيل الوحيد لإنهاء اضطهاد اليهود. أشار زعيم الحزب العمالي الاشتراكي الديمقراطي في لاتفيا، بيتريس ستوشكا، إلى أن تأكيد إيسكرا على “الحاجة إلى استيعاب الإثنيات الصغيرة (أي الحاجة إلى روسنتها)” كان يؤديها المسؤولون الروس والليبراليون، ما قاده إلى الاستنتاج إلى أن “ذلك يظهر بشكل واضح أن القناع [الماركسي] المعادي للقومية كان قومياً حقيقياً”. (19)

كانت معارضة لينين للحكم الذاتي والفيدرالية على مستوى الحكم إشكالية كذلك. (20) في مؤتمر عام 1903، عارض قراراً داعماً “للحكم الذاتي الإقليمي”، بحجة أنه “يمكن تفسيره على أنه يعني أن الاشتراكيين الديمقراطيين يريدون تقسيم الدولة بأكملها”. (21) حاجج لينين أن “تفكيك روسيا” التي دعا لها الحزب الاشتراكي البولندي “هي عبارة فارغة، طالما استمرت التنمية الاقتصادية في تقريب الأجزاء المختلفة من المجال السياسي بشكل وثيق” (22). على الرغم من أنه برر موقفه هذا بالاستشهاد المتكرر بالقيادي الماركسي، كارل كاوتسكي، كانت مقترحات لينين أقل ملاءمة للتطلعات القومية. (23) والأهم من ذلك أن لينين- وعلى العكس من كاوتسكي وماركس- لم يدافع عن استقلال بولندا. (24) في المقابل، اعتبر أسلاف إيسكرا ضمن منظمة الأرض والحرية الشعبوية أنه “من واجبنا تفكيك الامبراطورية الروسية”. (25)

ساعد التوتر بين دعم إيسكرا الصادق للمساواة القومية والرغبة بالحفاظ على أوسع إطار إقليمي ممكن في تفسيرها الغامض وغير الملزم لحق الشعوب في تقرير مصيرها. هذا الشعار الذي بات جزءا من “أرثوذكسية” ماركسية عندما تبناه مؤتمر لندن للأممية الثانية عام 1896، لكن معناه بقي غير واضح. في الواقع جرى توضيح هذا الالتباس في المصطلحات عبر استخدام كلمة “الحكم الذاتي” في النسختين الفرنسية والانكليزية من قرار عام 1896، في حين كان يشير النص الألماني إلى “تقرير المصير”.(26) دعم تقريباً كل اشتراكيي الإمبراطورية القيصرية- ما عدا روزا لوكسمبورغ ومؤيديها- حق الشعوب بتقرير مصيرها، ولكن كيف (أو إذا) يجب تجسيد هذا الحق ضمن سياسات محددة أثار جدالات حامية. (26) في حين رأى لينين وغيره من الإيسكرايين أن تأكيد هذا الشعار كافٍ من الناحية السياسية، اعتبر معظم الاشتراكيين الديمقراطيين القوميين أنه يجب ترجمته بواسطة مطالب ملموسة لتحقيق الحكم الذاتي الوطني أو الفيدرالية أو الاستقلال.

جرى التعبير عن الحالة الأخيرة في الكثير من الكتيبات والمقالات من قبل الاشتراكيين في المناطق الحدودية، والتي تجاوزت مقاربة رفاقهم الروس من الناحيتين النظرية والسياسية. كان واحد من أبرز الجهود الرائدة كتابات، المنظر الماركسي الأساسي للحزب الاشتراكي البولندي، كازيميرز كيليس-كراوس، الذي صاغ استراتيجية تضع جذور التحرر الوطني في النضال الطبقي. في وقت دعا إلى التعاون مع الاشتراكيين الروس في نضالهم لإسقاط القيصرية، دعا كذلك إلى تفكيك الامبراطورية، لأنه حتى روسيا الدستورية لن تنهي اضطهاد غير الروس. (28) على عكس الإيسكرايين، ميّز كيليس-كراوس بين القومية التقدمية “الدفاعية والمضطهدة” والقومية الروسية “الهجومية والقمعية”.(29) ولكن، بعيداً عن الدفاع عن التعاون الطبقي، حاجج أن الاستقلال يمكن فقط تحقيقه من خلال التنظيم الذاتي وتعبئة البروليتاريا لأن البرجوازية المحلية، وخوفاً من عمالها، قد توقفت عن النضال من أجل الديمقراطية السياسية. (30) كان شعاره “بولندا المستقلة من أجل البروليتاريا وليس البروليتاريا من أجل الاستقلال البولندي”.(31)

في فترة بقيت فيها الاشتراكية هدفاً ضبابياً بعيد التحقيق بالنسبة للكثيرين من الاشتراكيين الديمقراطيين، كان كيليس-كراوس أول ماركسي في القرن الـ 20 يربط مباشرة بين النضال من أجل التحرر الوطني بالثورة الاشتراكية كمهمة فورية. (على النقيض منه كان تنظير تروتسكي الشهير عام 1906 للثورة الدائمة صامتاً للغاية حيال نضالات الشعوب المضطهدة من أجل التحرر الذاتي).(32) عام 1902، كتب كيليس-كراوس: “واجبنا المقدس- في كل مدينة وضاحية حيث يتم طرد منها الجيش والسلطات القيصرية- سيكون إعلان جمهورية اشتراكية على الفور” حيث ستصبح كل الصناعات الأساسي “ملكية للأمة”. (33) وحول إذا كانت الثورة البولندية ستتقدم نحو تحقيق “ديكتاتورية البروليتاريا أو إذا كانت “المكاسب الاجتماعية للانتفاضة” ستكون “غير منجزة جزئياً” عبر عودة الملكية الخاصة لوسائل الانتاج، اعتبر محاججاً: “من دون شك لا يمكن التنبؤ بذلك” لأن “يعتمد إلى حد كبير” على دينامية النضال الثوري في الغرب.(34)

لم يكن ذلك حالة غير مسبوقة بين الاشتراكيين البولنديين. في بداية عام 1891، أعلنت كومونة الاشتراكية القومية أن:

“إن الثورة السياسية الهادفة إلى تحرير بولندا من الاحتلال الأجنبي، والثورة الاجتماعية، الرامية إلى تحرير البروليتاريا البولندية من الاستغلال الاقتصادي، يجب أن تتحقق في وقت واحد. بما أن الأول لا يمكن أن يكون فعالاً من دون الآخر، كذلك إن الثاني مستحيل التحقق من دون الأول”.(35)

كانت أول منظمة على مستوى الامبراطورية [الروسية] في تلك الفترة تحاجج بأن الثورة الروسية يجب بها الإطاحة بالرأسمالية فوراً كانت كذلك نتاج المناطق الحدودية. فقد دعت منظمة الاشتراكيين الثوريين المتطرفين- التي تأسست عام 1904 والمقيمة في بياليستوك، المدينة ذات الأغلبية اليهودية في شمالي غرب الأمبراطورية- إلى إنشاء فوري “لجمهورية عمالية”: أي “استيلاء الشعب العامل على السلطة في المدينة والريف” و”مصادرة المصانع والمناجم وملكيات كبار الملاك” من “أجل الصالح العام”. إن مثل هذه الثورة ستؤدي إلى “ثورة عالمية للعمال ضد رأس المال”، ولذلك ينظر “عمال الغرب” إلى البروليتاريا في روسيا التي تخشاها “البرجوازية العالمية” وتكرهها.(36) حول المسألة القومية، دعم الاشتراكيون الثوريون المتطرفون الفيدرالية، واللامركزية والحق بالانفصال، على الرغم من أنهم، كالعديد من الاشتراكيين الثوريين، شددوا على نضال “كل الروس” أكثر من التحرر الوطني. (37)

ثورة 1905 في المناطق الحدودية

في حين يتجاوز التحليل التفصيلي لعام 1905 حدود هذه الورقة، يجب تسليط الضوء على الخليط المتفجر على نحو خاص من الغضب القومي والاجتماعي في المناطق الحدودية. في الحقيقة، تقدمت الثورة أكثر بكثير- وكان تأثير الماركسيين أكبر بكثير- في المناطق الحدودية أكثر من المركز، الأمر الذي يؤكد فشل البلاشفة في بناء قاعدة لهم تتجاوز الإثنية الروسية. (38)

في باكو، قاد حزب هميت، أول حزب اشتراكي في العالم يتكون من مسلمين ومن أجلهم، عمال القطاع النفطي وصيادي الأسماك الأذربيجانيين والفارسيين خلال إضرابات نضالية وواصل بلعب بدور قيادي في الثورة التي أطاحت بشاه إيران عام 1909. يدحض التاريخ الرائع لهميت الافتراض المهيمن بأن الشعوب المسلمة كانت تاريخياً مضادة للأفكار الاشتراكية. كما ذلك يتناقض مع حجة البلاشفة القائلة إن الأحزاب الماركسية لمجموعة قومية محددة مثل هميت أو البوند (على عكس المنظمات الإقليمية المتعددة الإثنيات) هي عوائق بحكم طبيعتها أمام النضال من أجل توحيد الطبقة العاملة. في الحقيقة، لعب الهميتيون دوراً أساسياً في بناء وحدة (وغالباً ما كانت ضعيفة) بين العمال المسلمين وزملائهم الأرمن والروس، وتزامن تأثير البلاشفة القصير الأمد بين أوساط العمال المسلمين عامي 1906-1908 مع تعاونهم ومشاركتهم ضمن الهيميت. (39)

في فنلندا، قاد الحزب الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بالاشتراك مع اتحاد العاملات، مظاهرات وإضرابات حاشدة نجحت في استعادة الاستقلال الذاتي لفنلندا وحولتها إلى أول نظام سياسي يمنح النساء حق الاقتراع الكامل. قبل عقود كثيرة من ظهور التنظيرات “التقاطعية” بين أوساط النسويات الأميركيات، ناضل الاشتراكيون الفنلنديون في الوقت عينه من أجل حقوق النساء، وانتهاء الاضطهاد القومي، وإزالة الاستغلال الطبقي. كما أوضحت القيادية الأساسية في الحركة الاشتراكية الفنلندية والحركة العمالية النسائية والمتعاونة الوثيقة مع كلارا زيتكن وألكسندرا كولونتاي، هيلجا بارسينين، تمكنت الفنلنديات من الفوز بالحق بالاقتراع تحت القيادة الاشتراكية إلى حد كبير بسبب دورهن الأساسي في النضال الوطني ضد الترويس الذي بدأ عام 1899 ولاحقاً الإضراب العام في ثورة عام 1905. (40)

كما شهدت بولندا الحركة العمالية الأكثر جذرية في مجمل الامبراطورية، وقد ظهرت من خلال انتفاضة جون لودز وإقامة أو حكم عمالي في منطقة المناجم في أواخر العام 1905. (41) كانت الأحداث الأكثر دراماتيكية هي تلك التي حصلت في جورجيا ولاتفيا، حيث قاد الاشتراكيون الديمقراطيون احتجاجات جماعية للعمال والفلاحين والعمال الزراعيين، وصلت ذروتها بالاستيلاء على السلطة في كثير من المناطق الريفية والعديد من المدن الصغيرة عند نهاية العام. (42)

إن عمق وجذرية عام 1905 في المناطق الحدودية يتحدى الأساطير التاريخية المهيمنة، مثل فكرة أن البلاشفة كانوا أول ماركسيين أخذوا على محمل الجد الإمكانيات الثورية للفلاحين. في الواقع، ذهبت هيمنة الاشتراكيين الديمقراطيين في جورجيا ولاتفيا في الثورة الفلاحية أبعد حتى من الاشتراكيين الثوريين في روسيا؛ على العكس من ذلك، لم يكن للبلاشفة أي تأثير جماهيري كبير بين الفلاحين أو العمال الزراعيين في أي وقت قبل عام 1917. دعم كل من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الجورجي والاتحاد الاشتراكي الديمقراطي الأوكراني [السبيلكا]- اللذين لعبا دوراً أساسياً ، وإن كان بدرجة أقل إلى هذا الحد أو ذاك، في الريف الأوكراني- مطلب المناشفة الداعي إلى تأميم الأراضي. رغم ذلك، عند قراءتي للأدلة، إن نجاح هذه الأحزاب بالثورة الزراعية لم يكن نتيجة برامجها الرسمية (لم يكن للاشتراكيين الديمقراطيين في لاتفيا أي برنامج زراعي معلن) إنما جاء ذلك نتيجة الالتزام بالتنظيم في الريف وصياغة مرنة وغير دوغمائية للمطالب المحلية. (43)

بالإضافة إلى ذلك، تتحدى الاحتجاجات في المناطق الحدودية الإجماع التأريخي على أن هزيمة الثورة كانت النتيجة الحتمية للقوة العسكرية المتفوقة للحكومة القيصرية. على سبيل المثال، اعتبر تروتسكي أن “البروليتاريا الروسية في كانون الأول/ديسمبر عام 1905 قد انهارت، ليس بسبب أخطائها، إنما أكثر واقعية: حراب جيش الفلاحين”.(44) كما سأوضح فيما يلي، يتناقض هذا التفسير مع أدلة تاريخية مهمة ويقوم على رفض لا يمكن الدفاع عنه لـ”العامل الذاتي” للقيادة الثورية.

في نهاية تشرين الأول/أكتوبر-تشرين الثاني/نوفمبر 1905 أصيب النظام الأتوقراطي بالشلل وكان يمكن الإطاحة به. أثار إعلان القيصر عن “مانيفستو تشرين الأول/أكتوبر” موجة تمردات عسكرية على نطاق واسع، خاصة (وليس فقط) في المناطق الحدودية، ورغم ذلك فشلت منظمتا الاشتراكيين الديمقراطيين والاشتراكيين الثوريين في كل المدن الأساسية للأمبراطورية في اتخاذ أي خطوات جدية لتنظيم انتفاضة مسلحة أو حتى الدعوة لمظاهرات لتحدي القوات ومحاولة كسبها. وكما أفاد أحد المشاركين في أحداث لاتفيا: “كان من الممكن أن تكون حتى القوات إلى جانبنا، ولكن اللحظة كانت قد ضاعت”. (45) فشل الثوار في الإضراب حين كان الحديد حامياً، سمح للنظام باستعادة زمام المبادرة في نهاية المطاف، وإعادة ترسيخ بعض الانضباط في الجيش واعتقال قادة سوفيات سانت بطرسبرغ. أثارت مبادرة الحكومة قتال شوارع غير منسق في كانون الأول/ديسمبر في موسكو، المدينة الأساسية في الأمبراطورية التي كان فيها الاشتراكيون على استعداد للانتفاض؛ بدورها، أدى سحق انتفاضة موسكو إلى إضعاف الروح المعنية للحركة المنتفضة في كل أنحاء الأمبراطورية وخسرت الثورة.

إثر عام 1905، أدت الرغبة في تحقيق تعاون اشتراكي أوثق إلى توحيد البوند اليهودي، والحزب الاشتراكي الديمقراطي في مملكة بولندا، والحزب الاشتراكي الديمقراطي في لاتفيا مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي في روسيا. كان الحزب الجديد عملياً أكثر فيدرالية من أن يكون مركزياً، وقد حافظت المنظمات الوطنية على تنظيماتها وقياداتها وسياساتها المتميزة. كما جرى تجاهل الاختلافات الأساسية بين المنظمات بدلاً من حلها. وبذلك أكد مؤتمر التوحيد عام 1906 على مبدأ المركزية في الوقت عينه أتاح الحفاظ على سياسات وبنى تنظيمية متميزة لماركسيي المناطق الحدودية، حتى عندما تتعارض مع برنامج الحزب الاشتراكي الديمقرطي الروسي ككل. على سبيل المثال، وافقت اتفاقية التوحيد التي جرى تبنيها مع البوند على أنها “منظمة اشتراكية ديمقراطية للبروليتاريا اليهودية… غير مقيدة بأنشطتها بإطار إقليمي”، في الوقت عينه عارض الحزب الاشتراكي الديمقراطي المنظمات الحزبية غير الإقليمية. (46)

تكيف البلاشفة مع هذا الإطار الأكثر مرونة لأن الاشتراكيين الديمقراطيين الوطنيين، بشكل عام إلى يسار المناشفة، كانوا حلفاء أساسيين في المعارك الداخلية بين التكتلات الحزبية. رغم ذلك بقيت القاعدة الإثنية للبلاشفة تكاد تكون أحادية- إذ كان 78 بالمئة من المندوبين إلى مؤتمر الحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي من الإثنية الروسية. (47) وعلى نفس القدر من الإشكالية، تمنعوا من تحديث برنامجهم الوطني وعارضوا حتى فتح نقاش حول هذا الموضوع حتى مؤتمر عام 1907. (48) على الرغم من كل ادعاءاتهم بـ”الأرثوذكسية”، فإن لينين ورفاقه ما زالوا متخلفين عن كاوتسكي، الذي دعا عام 1905 صراحة إلى تحويل روسيا إلى “دولة فيدرالية، الولايات المتحدة الروسية”. (49) ونظراً إلى أن البلاشفة استمروا بعدائهم للفيدرالية، فليس مستغرباً أن يكون البوند أول من نشر مقال كاوتسكي باللغة الروسية.

نقاشات ما قبل الحرب

لم يبدأ لينين وبعض رفاقه بإعادة التفكير بسياساتهم القومية إلا بعد عام 1902، حين دفعت التطورات التكتلية [الحزبية] بالمسألة إلى محور النقاشات. رفضت معظم الأحزاب الاشتراكية الاديمقراطية، وخاصة بين القواعد، الإصلاحية التصفوية للمناشفة وتابعت بدعم الماركسية الثورية “غير الفئوية”. (51) رغم ذلك، لم تشارك أي من هذه المنظمات في مؤتمر براغ عام 1912 للبلاشفة ومناشفة الحزب الذين انشقوا عن التصفويين. (52) بعد عدة أشهر، قرر مؤتمر “كتلة آب/أغسطس” بقيادة ماركسيي المناطق الحدودية وتروتسكي والمناشفة أن الاستقلال الذاتي الثقافي القومي (المطالبة بإنشاء مؤسسات ثقافية مستقلة مستقلة لجميع الجنسيات، بغض النظر عن الإقليم) ليست على تعارض مع برنامج الحزب. (53)

رداً على هذه التطورات، جند لينين عدد قليل نسبياً من الكوادر البلشفية في المناطق الحدودية، من بينهم جوزف ستالين، بهدف الكتابة حول المسألة القومية كجزء من هجوم سياسي مضاد. (54) عامي 1913 و1914 نشر لينين أولى مقالاته النظرية حول الموضوع، وقد كان موجهاً ضد مؤيدي الاستقلال الذاتي القومي الثقافي- الذين كانوا في ذلك الوقت قوميي الاشتراكيين الديمقراطيين- واللوكسمبورغيين. (55) كانت كتابات لينين السابقة للحرب تقدماً مهماً من عدة نواحٍ. بعد عقدين من الإهمال النسبي، كان التشديد على أهمية المسألة الوطنية تحولاً كبيراً، كذلك كان دعمه للاستقلالية الإقليمية وتعزيز حقوق اللغة، والتشديد على محاربة الشوفينية الروسية.(56) ولكن الضعف السياسي- إلى جانب واقع أن مواقف لينين الجديدة كانت بعيدة عن موافقة جميع رفاقه- استمر في عرقلة محاولات البلاشفة في توسيع قاعدتهم. (57) في هذا الإطار تبرز ثلاث قضايا على وجه خاص.

أولا، تستند الكتابات البلشفية في هذه الفترة إلى المقاربة القائلة إن “الرأسمالية المتطورة” ستحل بشكل ممنهج الانقسامات القومية. استشهد ستالين بالبيان الشيوعي الذي يدعي أن “الخلافات والتعارضات القومية بين الشعوب ستتلاشى يومياً بشكل متزايد”.(58) أكد لينين على ذلك:

“ميل الرأسمالية التاريخي هو كسر الحواجز القومية، وطمس الفروق القومية، واستيعاب الأمم- وهو اتجاه يتمظهر مع كل عقد يمر، وهو أكبر القوى الدافعة لتحويل الرأسمالية إلى اشتراكية”.(59)

على هذا الأساس، اعتبر لينين أن الاستيعاب المستمر للعمال الأوكران في روسيا القيصرية كان “سمة تقدمية بكل تأكيد” للنمو الرأسمالي. مع الاعتراف بأن إنشاء دولة أوكرانية كان احتمالاً تاريخياً، خلص لينين في الوقت عينه إلى أن “الطبيعة التقدمية لـ”استيعاب” عمال روسيا الكبرى وأوكرانيا ستكون من دون شك كما هي الطبيعة التقدمية لسحق الأمم في أميركا”.(61)

ربطاً بهذا التحليل، رفض لينين وستالين اعتبار النضال من أجل الدفاع عن الثقافات القومية للشعوب الخاضعة للاضطهاد باعتباره تجسيد لرجعية القومية البرجوازية. (62) حتى أن حلفاء البلاشفة في الحزب العمالي الاشتراكي الديمقراطي في لاتفيا- المنظمة الوحيدة من المناطق الحدودية التي انحازت إلى جانب البلاشفة في تلك السنوات- استبعدوا كل صيغ لينين حول المسألة القومية من مسودة برنامجهم الذي صاغه مؤتمرهم عام 1914.

ونظراً لأن تأريخ المناقشات السابقة للحرب حول المسألة القومية ركزت عادة على دعم أو معارضة نظريات الماركسي النمساوي أوتو باور، من المهم التأكيد أن أهم المساهمات من المناطق الحدودية القيصرية شكلت توجهاً واضحاً. على العكس من باور والبلاشفة، مال العديد من قوميي الاشتراكيين الديمقراطيين إلى التشديد على الحاجة إلى الجمع بين الحلول القومية الإقليمية وغير الإقليمية. فجرى رفض ادعاء البلاشفة أن الرأسمالية ستحل الانقسامات الوطنية، كما مقاربة باور التي ترى الأمم كيانات دائمة من شأنها أن تتعزز مع ظهور الاشتراكية.(64)

تمثلت نقطة الضعف الأساسية الثانية للبلاشفة إنها كانت انعكاساً لتكيفهم في مرحلة ما بعد عام 1905 مع الوضع الفيدرالي الفعلي للمنظمات الاشتراكية الديمقراطية. العودة إلى رفض الفيدرالية التنظيمية، جادل لينين أن الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية غير الروسية لم تكن مكوناً أساسياً في حزب على امتداد الامراطورية: “هل الحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي سيكون شرعياً من دون الجنسيات غير الروسية؟ إنه كذلك، لأنه كان حزب كل الروس بين عامي 1898 و1903 من دون البولنديين واللاتفيين، وبين عامي 1903 و1906 كان من دون البولنديين واللاتفيين والبوند!”.(65)

ثالثاً، استمر لينين في معارضة فيدرالية الدولة، مؤكداً أن الدول الكبرى كانت تقدمية وتفكيكها يجب أن يكون الاستثناء فقط. (66) إذ كتب:

“لن يدافع الماركسيون، تحت أي ظرف عن المبدأ الفيدرالي أو اللامركزية. إن الدولة المركزية العظيمة هي خطوة تاريخية هائلة إلى الأمام من الانقسام في العصور الوسطى إلى الوحدة الاشتراكية المستقبلية للعالم بأكمله، فقط من خلال هذه الدولة (المرتبطة ارتباطاً شديداً بالرأسمالية)، يمكن أن يكون هناك طريق للاشتراكية”. (67)

هذا الموقف، الذي يتجنب التفريق بين امبراطورية ودولة-أمة، يقوض بشكل كبير مضمون تعريفه لتقرير المصير على أنه الحق بالانفصال السياسي. (68) رد زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي الأوكراني، ليف يوركيفيتش، بأن الدعم العام للدول الكبرى وحق الأمم بتقرير مصيرها هما “مبدآن يستبعدان بعضهما البعض”. (69) بما يتعلق بالمسألة الحاسمة المتعلقة باستقلال بولندا، حاجج لينين أن:

“لم يفكر أي ماركسي روسي بإلقاء اللوم على الاشتراكيين الديمقراطيين البولنديين في معارضتهم لانفصال بولندا. هؤلاء الاشتراكيون الديمقراطيون يخطئون عندما، كما هو الحال مع روزا لوكسمبورغ، عندما ينكرون ضرورة إدراج الاعتراف بالحق بتقرير المصير في برنامج الماركسيين الروس”.(70)

جرى تجسيد هذه المقاربة في تحالف البلاشفة المستمر مع اللوكسمبورغيين بدلا من يسار الحزب الاشتراكي البولندي (جرى تبني الاسم بعد أن طردت الأغلبية في الحزب جناحها القومي في 1906-1907)، الذي كان يقود حركة عمالية جماهيرية متنامية. (71) رغم ذلك، أدان البلاشفة الأخيرين بشكل غير مبرر واعتبروهم “قوميين” وأقاموا تحالفاً مع مناضلي جناح من الحزب الاشتراكي الديمقراطي في مملكة بولندا (كارل راديك…) الذين عارضوا عصبوية التوجيهات غير الديمقراطية للقياديين المهاجرين روزا لوكسمبورغ-ليو جوغيش، في حين دعموا وجهة نظرهما حول المسألة الوطنية. (72) ساعدت مقاربة البلاشفة حيال بولندا- والتحرر الوطني بشكل عام- على تفسير سبب اقتصار الدعم الذي حصلوا عليه في المناطق الحدودية إلى حد كبير على الاشتراكيين الديمقراطيين المعادين للوطنية. (73)

خاتمة

على الرغم من رغبتهم في بناء حزب يمثل كل عمال الامبراطورية، إلا أن جذور البلاشفة بين غير الروس- وسياساتهم تجاههم- كانت ضعيفة للغاية عشية عام 1917. (74) في حين أن هذا السبب لم يكن الوحيد لهزيمة الثورة خارج روسيا الوسطى، إنما كان من العوامل المهمة. كان البلاشفة منعزلين للغاية بحيث لم يتمكنوا من القيام بمحاولة الاستيلاء على السلطة في جورجيا، التي أعلنت استقلالها. (75) كذلك، كان تأثير البلاشفة ضئيلاً في فنلندا على مسار الثورة، التي سحقت عام 1918. (76) في أوكرانيا وأذربيجان، أقيمت حكومات سوفياتية من دون أي دعم محلي تقريباً والتي سرعان ما أسقطت. (77) سهلت هذه الإخفاقات قيام حرب أهلية طويلة ومدمرة وقعت بشكل أساسي في المناطق الحدودية. (78) جرى سفيتَتْ جورجيا وأذربيجان وأوكرانيا من خلال الجيش الأحمر، لكن هجوم الجيش الأحمر على بولندا عام 1920 جاء بنتائج عكسية. (79)

يجب التأكيد على أن الماركسيين الأساسيين في أوروبا، من دون استثناء، كانوا طوال عقود يرون أن المناطق غير الروسية في الامبراطورية القيصرية هي أساسية للتوسع الدولي للثورة. (80) كانت أهمية بولندا- التي احتلتها ألمانيا (بروسيا)، والنمسا وروسيا بشكل مشترك- موضوعاً قديماً بشكل خاص. كما كتب كاوتسكي عام 1904:

“ستصبح المسألة البولندية هامة من جديد… سيوجه البولنديون حرابهم ليس ضد روسيا إنما ضد النمسا وبروسيا، وبقدر ما تخدم بولندا الثورة، فإنها ستصبح وسيلة ليس للدفاع عن الثورة ضد روسيا ولكن بهدف نقلها إلى النمسا وبروسيا… ألا يمكن أن تؤدي هذه النضالات إلى حكم البروليتاريا في ألمانيا؟ سيكون لذلك تداعيات على أوروبا بأكملها”.(81)

مع ذلك، حصلت الدينامية بشكل معاكس: كانت الخسائر في المناطق الحدودية، ولا سيما فشل الثورة في بولندا، نقاط تحول رئيسية في الموجة الثورية التي تلت الحرب. بحلول آخر عام 1923، وجدت الحكومة السوفياتية نفسها محاصرة ضمن عالم رأسمالي معادٍ.

أدت تجربة هذه النكسات، والجهود المبذولة لبناء القوة السوفياتية بين غير الروس، وتدفق الاشتراكيين الديمقراطيين والقوميين الثوريين للانتساب إلى الأحزاب الشيوعية والكومنترن، إلى مراجعة كبيرة للنهج البلشفي في المسألة القومية. جرى تبني العديد من المواقف التي دافع الاشتراكيون الديمقراطيون في المناطق الحدودية، من بينها دعم الفيدرالية و/أو الجمهوريات الاشتراكية المستقلة في المناطق الحدودية؛ رفض الاستيعاب والتعبئة للثقافة الوطنية والمدارس الوطنية؛ وإقامة أحزاب ماركسية في المناطق الحدودية. (83) جعلت هذه السياسات الجديدة قيام “نهضة وطنية” لغير الروس أمراً ممكناً استمرت حتى الثورة الستالينية المضادة في الـ 1930ات. (84)

بإيجاز، تغلب البلاشفة ككل على نقاط ضعف خطيرة متعلقة بالمسألة القومية فقط بعد الهزائم الأولية للثورات العمالية في محيط الامبراطورية. تبنى لينين ورفاقه في نهاية الأمر الكثير من مقاربات قوميي الاشتراكيين الديمقراطيين، ولكن تأخرهم بذلك كلف الثورة الكثير. لو تبنى البلاشفة هذه المقاربة في وقت سابق، لكان من الممكن نجاح الثورة الاشتراكية في الأراضي غير الروسية، ومن هناك، تكمل تقدمها عبر آسيا وأوروبا. في حين تدعم السجلات التاريخية مزاعم تروتسكي بأن صعود الستالينية كان سبباً إضافياً لعزل الثورة، تشير الدلائل نفسها إلى أن هذه العزلة كانت بدرجة كبيرة ثمرة نقاط الضعف البلشفية السياسية في (وعن) المناطق الحدودية.

بالإضافة إلى ذلك، كان أحد عوامل هزم البيروقراطية الستالينية للمعارضة اليسارية هو فشل الأخيرة في الدفاع عن مطالب غير الروس. عام 1923، فشل تروتسكي فشلاً ذريعاً في تنفيذ مناشدة لينين بمهاجمة ستالين بما يتعلق بالاستقلال الذاتي لجورجيا. في السنة نفسها، رفض تروتسكي كذلك اقتراح التحالف ضد ستالين الذي اقترحه زعيم البلاشفة الأساسي بين المسلمين، ميرزا سلطان غالييف، الذي نظم حركة قومية واسعة ضد الهيمنة الروسية في المناطق الحدودية. في السنوات التالية، لم يجد العديد من المعارضين غير الروس لستالين في المعارضة اليسارية حليفة لهم بشكل عام (ما عدا الشيوعيين الجورجيين)، لأن اللوكسمبورغيين مثل جورجي بياتاكوف كانوا قادة بارزين فيها، ولأنها لم تذكر أي شيء عن المسألة القومية حتى العام 1927. (85)

قد يكون التعلم من هذه التجربة- وتجربة ماركسية المناطق الحدودية بشكل عام- له قيمة كبيرة لتعزيز الممارسات الاشتراكية في النضالات الحالية ضد الهيمنة الطبقية والقومية والجنسانية.

الهوامش:

[1] قدمت نسخة مختصرة من هذه الورقة في مؤتمر المادية التاريخية المنعقد في تورنتو شهر أيار/مايو 2014- وهي بنيت على مصادر بالأوكرانية والروسية واللاتفية والفنلندية والبولندية- والتي استعملتها في دراستي المقبلة حول تاريخ المنظمات الماركسية غير الروسية الأساسية بعنوان: الماركسية المناهضة للاستعمار: التحرر الوطني والثورة الاشتراكية في المناطق الحدودية القيصرية.

[2] ذكر معظم المؤرخين، استناداً إلى تعداد عام 1897، النسبة المئوية للروس في الإمبراطورية القيصرية بنسبة 43 بالمئة أو 44 بالمئة، ولكن بعيداً عن حقيقة أن التعداد السكاني قد قلل من أعداد البولنديين، كما لم يشمل سكان فنلندا وبخارى أو خيفا (حوالي 6 مليون نسمة مجتمعين). للاطلاع على النتائج الأساسية للتعداد: В.П. Семенова, ed., Россия. Полное географическое описание нашего отечества (СанктПетербург: А.Ф.Девриена, 1913).

[3] Richard Pipes, The Formation of the Soviet -union-: Communism and Nationalism, 1917-1923 (Cambridge, MA: Harvard University Press, 1954). كذلك تميز التأريخ غير السوفياتي من المناطق التي كان يسيطر عليها القيصر في السابق بالشجب القومي لـ”الامبريالية البلشفية”. مثال نموذجي على ذلك: Arveds Schwabe, The Story of Latvia: a Historical Survey (Stockholm: E. Olofssons Boktryckeri, 1949). على الرغم من أنه ما زال يتوجب كتابة تاريخ الاشتراكية الديمقراطية في المناطق الحدودية، هناك كتابات هامة، وقد استشهدت ببعضها أدناه.

[4] للحصول على قراءة سوفياتية كلاسيكية، Т.Ю. Бурмистрова, Национальный вопрос и рабочее движение в России. (Ленинская политика пролетарского интернационализма. 1907-1917 гг.) (Москва: Мысль, 1969).

[5] Alan Woods, Bolshevism—The Road to Revolution (London: Wellred Publications, 1999), 398.

تتضمن هذه اللائحة المنظمات الأساسية التي عرفت نفسها “اشتراكية ديمقراطية” على الرغم من أن بعضها قد بدأ كنيو-شعبوية أو كأحزاب قومية ثورية. وصلت الذروة في أعداد المنتسبين بين عامي 1905 و1907. يجب على القراء الأخذ بعين الاعتبار أن عدد أعضاء الأحزاب السرية في روسيا القيصرية معروف بأنه غير موثوق، نظراً إلى غياب لوائح بأسماء الأعضاء وميل جميع المجموعات إلى تضخيم حجمها. لا تتضمن العضوية المذكورة للمناشفة أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي الجورجي او السبيلكا الأوكراني لأنهما تصرفا سياسياً وتنظيمياً كحزبين مستقلين، على الرغم من انتمائهما الرسمي إلى الفصيل المنشفي- بحيث شكلا، تباعاً حوالي 30 بالمئة و10 بالمئة من مجمل العضوية. جمعت الأرقام الواردة في الجدول مستنداً إلى المصادر التالية: Polish PPS: Anna Żarnowska, Geneza rozłamu w Polskiej Partii Socjalistycznej, 1904-1906 (Warszawa: Państwowe Wydawnictwo Naukowe, 1965), 457 Polish SDKPiL (Social Democracy of the Kingdom of Poland pre-1899 affiliated to RSDLP post-1906): Paweł Samuś, Dzieje SDKPiL w Łodzi: 1893-1918 (Łódź: Wydawnictwo Łódzkie, 1984), 69 Georgian SDs (affiliated to RSDLP post-1903): Stephen Jones, Socialism in Georgian Colors: the European Road to Social Democracy, 1883-1917 (Cambridge, MA.: Harvard University Press, 2005), 209 Lithuanian LSDP: Leonas Sabaliūnas, Lithuanian Social Democracy in Perspective, 1893-1914 (Durham: Duke University Press, 1990), 114 Jewish Bund (General Jewish Labor Bund of Lithuania, Poland and Russia post-1901 affiliated to the RSDLP 1898-1903 and post-1906): Моисей Григорьевич Рафес, Очерки по истории Бунда (Москва: Московский рабочий, 1923), 161 Finnish SDP (Finnish Workers Party pre-1903): Hannu Soikkanen, Sosialismin Tulo Suomeen: Ensimmäisiin Yksikamarisen Eduskunnan Vaaleihin Asti (Porvoo-Helsinki: Werner Söderström Osakeyhtiö, 1961), 338 Ukrainian RUP (Ukrainian Social Democratic Labor Party post-1905): Володимир Головченко, Від “Самостійної України” до Союзу визволення України (Харків: Майдан, 1996), 65 Latvian Social Democratic -union- (Latvian Socialist Revolutionary Party post-1913): Arveds Švābe, Latvijas Vēsture, 1800-1914 (Daugava, 1962), 611 Armenian Specifists: И.С. Багирова, Политические партии и организации Азербайджана в начале XX века (1900-1917) (Баку: ЕЛМ, 1997), 232 Bolsheviks: А.И. Уткин, “К вопросу о численности и составе РСДРП в 1905—1907 гг.,” in А.П.Корелин, ed., Политические партии России в период революции 1905-1907 гг. Количественный анализ (Москва: Академия наук СССР, 1987), 19 Mensheviks (minus Ukrainian Spilka and Georgian SDs): Ibid. Latvian LSDSP (Latvian Social Democracy post-1906 affiliated to RSDLP post-1906): Vitālijs Salda, “Latvijas sociāldemokrātijas organizatoriskās attīstības dažas tendences 1905. gada revolūcijā,”in Jānis Bērziņš, ed., 1905. gads Latvijā: 100. Pētījumi un starptautiskas konferences materiāli, 2005. gada 11.-12. janvāris, Rīga (Rīga: Latvijas vēstures institūta apgāds, 2006), 209 Muslim Hummet: my rough estimate, based on Исмаил Аловсат оглы Агакишиев, Возникновение и деятельность социалдемократической организации “Гуммет” в 1904-1911 годах (диссертация, Московский государственный университет, 1991) Ukrainian Spilka (affiliated to RSDLP post-1905): А. Риш, Очерки по истории Украинской социалдемократической “Спілки” (Харьков: Пролетарий, 1926), 25.

[7] Richard Pipes, “Russian Marxism and Its Populist Background: The Late Nineteenth Century,” Russian Review 19, no. 4 (1960): 316-337.

[8] “Ответ Исполнительного Комитета партии Народной воли,” Народная воля 10 (1884), in Литература социальнореволюционной партии “Народной воли” (Типография партии социалистовреволюционеров, 1905), 680-681.

[9] حول الاشتراكية الديمقراطية والتحرر الوطني في النمسا إقرأ/ي, see Hans Mommsen, Die Sozialdemokratie und die Nationalitätenfrage im habsburgischen Vielvölkerstaat (Wien: Europa-Verlag, 1963).

[10] أكسب توجّهُ الاشتراكيين الثوريين الفيدرالي دعم العديد من ثوريي المناطق الحدودية. في حين جرى رفض نهج الاشتراكيين الثوريين بشكل عام من خلال وصفه بأنه شعبوي أو إرهابي، كان الحزب في الواقع منخرطاً بشكل عميق في الحركة العمالية، وكان الجيل الأصغر من الاشتراكيين الثوريين بقيادة فيكتور تشيرنوف الذين رأوا أنفسهم كاشتراكيين ثوريين أقرب إلى طريقة ماركس النقدية من “أرثوذكسية” الاشتراكيين الديمقراطيين- هذا التقييم أثبته جزئياً على الأقل واقع أن الاشتراكيين الثوريين الروس كانوا أول اشتراكيين يعبرون عن الكثير من المواقف التي عاد وتبناها قادة البلاشفة في نهاية الأمر بما يتعلق بنضال الفلاحين والثورة الدائمة والتحرر الوطني. للاطلاع على مواقف الاشتراكيين الثوريين المبكرة حيال المسألة الوطنية: В.М. Чернов, “Национальное порабощение и революционный социализм,” Революционная Россия 18 (1903), and В.М. Чернов, “Национальный вопрос и революция,” Революционная Россия 35 (1903). بما يتعلق بمواقف الاشتراكيين الثوريين والاشتراكيين الديمقراطيين والنضال الوطني في فنلندا: Antti Kujala, Vallankumous ja kansallinen itsemääräämisoikeus: Venäjän sosialistiset puolueet ja suomalainen radikalismi vuosisadan alussa (Helsinki: Suomen Historiallinen Seura, 1989).

[11] “Par attiecībām pret cittautu sociāldemokrātiskām organizācijām,” (1904)in Latvijas Komunistiskās partijas kongresu, konferenču un CK plēnumu rezolucijas un lēmumi (Rīga: Latvijas Valsts izdevniecība, 1958), 8.

[12] تساعد قوة الحركة العمالية الجماهيرية في المناطق الحدودية- التي ظهرت في موجة الإضرابات العامة عام 1903 بأوكرانيا وجنوب القوقاز – في تفسير سبب وقوف أغلب اللجان الاشتراكية الديمقراطية الروسية في المناطق الحدودية إلى جانب المناشفة بعد عام 1903، في حين كان ينظر إلى البلاشفة على إفراطهم بالتآمر ورفض النضالات الاقتصادية. كانت نقاط الضعف البلشفية واضحة في أهم حركة عمالية سبقت الثورة، الإضراب العام في باكو عام 1904. حول الحركة العمالية في هذه الفترة، بالإضافة إلى أعداد العضوية المنخفضة للحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي، والعدد القليل من العمال في صفوفه، بالمقارنة مع الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية غير الروسية: И.М. Пушкарева еt аl., Трудовые конфликты и рабочее движение в России на рубеже XIX-XX вв. (СанктПетербург: Алетейя, 2011), particularly 198-201.

[13] “Отчет о деятельности Бунда за время от IV до V съезда (1901-1903 гг.),” (1903) in К.М. Андерсон et al., ed., Бунд: документы и материалы, 1894-1921 (Москва: РОССПЭН, 2010), 353.

[14] On the early history of the PPS, see Jan Kancewicz, Polska Partia Socjalistyczna w latach 1892-1896 (Warszawa: Państwowe Wydawnictwo Naukowe, 1984) on the SDKPiL, Bronisław Radlak, Socjaldemokracja Królestwa Polskiego i Litwy w latach 1893-1904 (Warszawa: Państwowe Wydawnictwo Naukowe, 1979) onthe Bund, Н.А. Бухбиндер, История еврейского рабочего движения в России (Ленинград: Академическое издательство, 1925) on the Finnish SDP, Hannu Soikkanen, Kohti kansanvaltaa 1: Suomen Sosialidemokraattinen Puolue 75 vuotta, osa 1 1899-1937 (Helsinki: Suomen Sosialidemokraattinen Puolue, Puoluetoimikunta, 1975).

[15] On socialists and the Jewish question in Czarist Russia, see Klaus Heller, Revolutionärer Sozialismus und nationale Frage. Das Problem des Nationalismus bei russischen und jüdischen Sozialdemokraten und Sozialrevolutionären bis zur Revolution 1905-1907 (Frankfurt: Peter Lang, 1977).

[16] “Does the Jewish Proletariat Need an ‘Independent Political Party’?” (1903) in V.I. Lenin, Collected Works (Moscow: Progress Publishers, 1977) 6: 331-332.

[17] Brian Pearce, ed., 1903, Second Ordinary Congress of the RSDLP: Complete Text of the Minutes (London: New Park Publications, 1978), 223-229. بسبب ضغوط البوند والحزب الاشتراكي الديمقراطي الجورجي جرى في نهاية الأمر إدراج بند حول الحقوق اللغوية في برنامج الحزب، على الرغم من أن وجود “لغة الدولة” كانت مازالت مقبولة. المرجع نفسه، 6.

[18] للاطلاع على حجج لينين المبكرة لصالح استيعاب اليهود: “The Position of the Bund in the Party,” (1903) in Lenin, Collected Works 7: 100-101. بعد صعود النازية خلال الـ 1930ات تراجع تروتسكي عن هذا الموقف الاستيعابي، محاججاً بأن اليهود هم أمة لها الحق في تقرير مصيرها، من ضمنها “جمهوريتهم المستقلة”. خلال عرضه لموقفه هذا، استمر تروتسكي معارضاً بشدة للصهيونية: Leon Trotsky, “On the Jewish Question,” Fourth International 6, no. 12 (December 1945): 378.

[19] Pēteris Stučka, “Provinču autonomija socialdemokratu partiju programā,” Nākotne 4 (June 1906): 51.

[20] “On the Manifesto of the League of the Armenian Social-Democrats,” (1903) in Lenin, Collected Works 6: 326-327.

[21] Pearce, 1903, Second Ordinary Congress, 221.

[22] “The National Question in Our Programme,” (1903) in Lenin, Collected Works 6: 459. هذا الادعاء اعترض عليه، زعيم الحزب الاشتراكي البولندي، كيليس-كراوس، الذي حاجج معتبراً أن الأمبراطوريتين الروسية والنمساوية كانتا في الأصل قبل الرأسمالية ولا يمكن معادلتهما مع التقدم الرأسمالية: Kazimierz Kelles-Krauz, “Niepodległość Polski a materialistyczne pojmowanie dziejów,” (1905) in Wybór pism politycznych (Kraków: Nakładem Drukarni Narodowej, 1907), 248.

[23] Karl Kautsky, “Finis Poloniae?” Die Neue Zeit 2, no. 42 (1896): 484-491, no. 43 (1896): 513-525. جرى نشر هذه المقالة المؤثرة باللغة البولندية من الحزب الاشتراكي البولندي وأصبحت من أكثر منشوراتها المؤيدة للاستقلال شعبية: Karol Kautsky, Niepodległość polski (Londyn: W drukarni Związku Zagr. Socyalistów Polskich, 1897).

[24] كما كرر لينين في كل مقاله حجته بأن برنامج الحزب “لا يمنع بأي حال من الأحوال تبني البروليتاريا البولندية شعار جمهورية بولندية حرة ومستقلة، على الرغم من احتمالية أن تصبح واقعاً حقيقياً قبل الاشتراكية بالكاد ممكنة” لا يعني أنه كان يدافع عن الاستقلال البولندي أو يدعمه بالضرورة: Lenin, Collected Works 6: 458. شكل هذا الموقف غير الملتزم انفصالاً عن الدعوة الصريحة التقليدية للاشتراكيين الأوروبيين والروس لاستقلال بولندا- على سبيل المثال، شجعت منظمة الحرية والأرض الأولى، انتفاضة بولندا عام 1863 الانفصالية. كتبت: “لماذا لا تريد الحكومة التخلي عن بولندا؟، لأنها تدرك أنه عندما تصبح بولندا حرة، فستصبح روسيا حرة، وهذا يعني أن الحكومة نفسها ستسقط”. Franco Venturi, Roots of Revolution: A History of the Populist and Socialist Movements in Nineteenth Century Russia (London: Weidenfeld and Nicolson, 1960), 272. On Marx and Engels’ support for Polish independence, see Karl Marx, Friedrich Engels, The Russian Menace to Europe: a Collection of Articles, Speeches, Letters, and News Dispatches, ed. Paul Blackstock, Bert Hoselitz (Glencoe: Free Press, 1952).

[25] “Программа Земли и воли,” (1878) in В. Н. Гинев, К. Г. Ляшенко, ed., Из истории “Земли и воли” и “Народной воли”: споры о тактике: сборник документов (Москва: АльянсАрхео, 2012), 35.

[26] For the full resolutions in English, French, and German, see Histoire de la IIe Internationale (Genève: Minkoff Re-print-, 1980), 10: 223, 455, 478.

[27] غالباً ما جرى تصوير البونديين بشكل غير عادل على أنهم معارضون لتقرير المصير القومي. في الواقع، كانت حجتهم بشكل عام هي أن الحلول الإقليمية للمسألة الوطنية يجب أن تكملها “مؤسسات خاصة لضمان حرية التطور الثقافي” لكل شعب، بسبب عدم تطابق كل الأمم مع إقليم معين: Vladimir Medem (“Goldblatt”) in Pearce, 1903, Second Ordinary Congress, 229-230.

[28] Elehard Esse [Kelles-Krauz], “Socialistes Polonais et Russes,” L’Humanité nouvelle: revue internationale: sciences, lettres et arts 1, no. 4 (1899): 434-450.

[29] Ibid., 444.

[30] Kelles-Krauz, Wybór pism, 252, 256-263.

[31] Michal Luśnia [Kelles-Krauz], “Klasowość naszego programu,” (1894) in Kazimierz Kelles-Krauz, Naród i historia: wybór pism, Stanisław Ciesielski, ed., (Warszawa: Państwowy Instytut Wydawniczy, 1989), 51.

[32] “Results and Prospects,” (1906) in Leon Trotsky, The Permanent Revolution (London: New Park Publications, 1962).

[33] Michal Luśnia [Kelles-Krauz], “Nasz kryzys,” Przedświt 2 (1902): 55.

[34] لم تكن تلك حجة معزولة. في وقت مبكر من عام 1896 كتب كيليس-كراوس: “من قال إن الجمهورية البولندية التي سنحققها ستكون دولة برجوازية؟… اليوم الذي نطرد فيه الغزو القيصري- العقبة الأساسية لتطبيق [البرنامج الاشتراكي]- سنفعل كل شيء ممكن في نفس الوقت، وغني عن القول، أشركة وسائل الانتاج ودمقرطة النظام السياسي. إلى أي حد سننجح؟ هذا الأمر يعتمد على الظروف واللحظة التي يدفعنا فيها المسار العام للأحداث في أوروبا وروسيا إلى النضال… إلغاء الاضطهاد الأجنبي في بلدنا يمكن أن يكون نقطة انطلاق لإلغاء النظام الرأسمالي نفسه”. “Les Motifs de Notre Programme,” Bulletin Officiel du Parti Socialiste Polonais 9 (1896): 3, 5. كرر هذا الاحتمال في مقاله الأخير قبل وفاته في حزيران/يونيو: Kelles-Krauz, “Niepodległość Polski,” 265.

[35] “Nasze zadanie,” Pobudka 10 (1891):1.

[36] Сергея Повича, “Прямо к цели” (1906) in Дмитрий Борисович Павлов, ed., Союз эсеровмаксималистов: документы, публицистика, 1906-1924 (Москва: РОССПЭН, 2002), 11-14.

[37] Дмитрий Борисович Павлов, Эсерымаксималисты в первой российской революции (Москва: Всесоюзного заочного политехнического института, 1989), 118.

[38] عام 1927، أشار نيكولاي بوبوف خلال تأمله للدور الطليعي للمناطق الحدودية في الثورة الروسية الأولى إلى أنه “سيكون متوحشاً” عام 1905 تخيل أن روسيا ستعيش روسيا 10 سنوات من الحكم العمالي في وقت تكون فيه لاتفيا وبولندا تحت حكم ديكتاتورية برجوازية: Попов, Н.Н., Очерк истории Коммунистической Партии (Большевиков) Украины (Киев: Пролетарий, 1929), 49.

[39] بعد انهيار الهيميت عامي 1909-1911، فقد البلاشفة هذه القاعدة، وقادوا “كومونة باكو” عامي 1917-1918 للحصول على القليل من الدعم من خارج الروس والأرمن حول الهيميت: Агакишиев, “Гуммет.”

[40] See Hilja Pärssinen, “Über das Stimmrecht der finnischen Frau,” Die Gleichheit, October 3, 1906, 136-137. جرى تهميش النضال الفنلندي من أجل الاقتراع العام- بقيادة الاشتراكيين وعارضته حتى اللحظة الأخيرة المنظمات النسائية المهيمنة (التي دعمت تضمين النظام الانتخابي شرط حيازة ملكيات لنيل الحق بالاقتراع)- بشكل ممنهج من قبل المؤرخين الذين ركزوا على النسوية الليبرالية. حول النضال من أجل الاقتراع في فنلندا ووصول أول امرأة إلى البرلمان: Eeva Ahtisaari et al., Yksi kamari, kaksi sukupuolta. Suomen eduskunnan ensimmäiset naiset (Helsinki: Eduskunnan Kirjasto, 1997).

[41] Władysław Lech Karwacki, Łódź w latach rewolucji: 1905-1907 (Łódź: Wydawnictwo Łódzkie, 1975).

[42] On Latvia, see A. Bīrons, A. Puļķis, ed., Latvijas strādnieki un zemnieki 1905.-1907. g. revolūcijā (Rīga: Zinātne, 1986) on Georgia, Григорий Уратадзе, Воспоминания грузинского социалдемократа (Stanford: Hoover Institution on War, Revolution, and Peace, 1968).

[43] On the Spilka, see Риш, “Спілки.”

[44] Leon Trotsky, 1905 (New York: Random House, 1971), 296.

[45] Jānis Akuraters, Dienu atspīdumi: Revolūcijas atminu grāmata (1905-1908), Ilgonis Bērsons, ed.(Rīga: Zvaigzne, 1996), 17.

[46] See Четверты (объединительный) съезд РСДРП. Апрель (апрельмай) 1906 года: Протоколы (Москва: Государственное издательство политической литературы, 1959), 532-533.

[47] Пятый съезд РСДРП. Майиюнь 1907 г.: Протоколы. (Москва: Партиздат, 1935), 659.

[48] Ibid., 25-26, 57.

[49] See Karl Kautsky, “Die Nationalitätenfrage in Russland,” Leipziger Volkszeitung 98 (April 29, 1905): 17.

[50] Kautsky’s article was included in Владимир Медем, Социалдемократия и национальный вопрос (СанктПетербург: Трибуна, 1906).

[51] On the Bund in this period, see Hersch Mendel, Erinnerungen eines jüdischen revolutionärs (Berlin: Rotbuch Verlag, 1979) on the Latvian SDs, Ilga Apine, Jaunie revolucionārie uzplūdi Latvijā, 1910-1914 (Rīga: Latvijas Valsts izdevniecība, 1964) on the PPS-Left, Janina Kasprzakowa, Ideologia i polityka PPS-Lewicy w latach 1907-1914 (Warszawa: Książka i Wiedza, 1965).

[52] See В.В. Шелохаев, ed., et al., Конференции РСДРП 1912 года: документы и материалы (Москва: РОССПЭН, 2008).

[53] “По вопросу о культурнонациональной автономии,” (1912) in Ibid., 947.

[54] “Marxism and the National Question,” (1913) in J.V. Stalin, Works (Moscow: Foreign Languages Publishing House, 1954) 2: 300-381.

[55] “Critical Remarks on the National Question,” (1913) in Lenin, Collected Works 20: 17-51 “The Right of Nations to Self-Determination,” (1914) in Lenin, Collected Works 20: 393-454.

[56] تجدر الإشارة إلى أن رؤية لينين للاستقلال الذاتي الإقليمي في هذا الوقت كانت هزيلة إلى أبعد الحدود. إذ حاجج بأن “يجب التعامل مع كل المسائل الاقتصادية والسياسية الأساسية للمجتمعات الرأسمالية بشكل حصري من قبل البرلمان المركزي للبلد المعني بأكمله، وليس من خلال أنظمة المناطق المستقلة”: Lenin, Collected Works 20: 46. على العكس من ذلك، مال الاشتراكيون الديمقراطيون في المناطق الحدودية إلى المطالبة بشكل أوسع من الاستقلال الذاتي، والذي من شأنه أن يشمل السيادة التشريعية والإدارية الكاملة: “Program PPS-Lewicy,” (1908) in Kasprzakowa, Ideologia i polityka PPS-Lewicy, 254.

[57] على سبيل المثال، اعترض، الزعيم الأساسي للبلاشفة في باكو، ستيبان شوميان، على مسعى لينين التراجع عن قرار الحزب بقبول بـ”لغة الدولة” بالإضافة إلى دعم لينين الجديد للحكم الذاتي الإقليمي: Письмо В.И. Ленину 30 мая 1914 г.,” in С. Г. Шаумян, Избранные произведения (Москва: Издательство политической литературы, 1978) 1: 461-463.

[58] Stalin, Works 2: 341.

[59] Lenin, Collected Works 20: 28.

[60] Ibid., 31.

[61] Ibid., 31.

[62] Lenin, Collected Works 20: 21-22 Stalin, Works 2: 374-375.

[63] Институт истории партии при ЦК КП Латвии. филиал Института марксизмаленинизма при ЦК КПСС, Очерки истории Коммунистической партии Латвии (Rīga: Латгосиздать, 1962) 1: 262-63.

[64] For example, see К. Залевский [Stanisław Trusiewicz], “Национальный вопрос в России,” Наша Заря 5 (1914): 15-23, 6 (1914): 24-29.

[65] Lenin, Collected Works 20: 533.

[66] Ibid., 430.

[67] Lenin, Collected Works 20: 46.

[68] تعريف لينين للحق بتقرير المصير بأنه يعني فقط الحق في الانفصال يبتعد عن موقف معظم قوميي الاشتراكيين الديمقراطيين، كما عن أقرب حلفاء البلاشفة حول المسألة القومية (ستالين وشوميان). كان يفترض أن يشمل هذا الشعار الحق بالحكم الذاتي والفيدرالية، بالإضافة إلى الانفصال. على سبيل المثال، كتب ستالين: “الحق بتقرير المصير يعني أن الأمة قد ترتب حياتها بالطريقة التي تريدها. لها الحق بتنظيم حياتها على أساس الحكم الذاتي. ولها الحق بالدخول بعلاقات اتحادية مع دول أخرى. لها الحق بالانفصال الكامل”. Stalin, Works 2: 321. لقراءة تعريفات مماثلة لشويمان واعتراضات لينين: , see “A Letter to S.G. Shahumyan,” (1913) in Lenin, Collected Works 19: 500-501.

[69] Л. Рибалка [Lev Yurkevich], “Русские социалдемократьі и национальньїй вопрос,” (Женева, 1917) cited in Іван Майстренко, “Ленін і національне питання” Сучасність 6 (1975): 62.

[70] Collected Works, 20: 430.

[71] حول قوة وراديكالية يسار الحزب الاشتراكي البولندي في هذه الفترة: Kasprzakowa, Ideologia i polityka PPS-Lewicy, 187-246.

[72] من المستحيل التوفيق بين سمعة لوكسمبورغ باعتبارها مثالاً للماركسية الديمقراطية المنفتحة ودورها في الحركة الثورية البولندية والممارسات الفعلية لحزبها. كان انشقاق الحزب الاشتراكي الديمقراطي في مملكة بولندا عام 1911 تتويجاً لمعارضة غالبية أعضاء الحزب للممارسات التنظيمة المفروضة من فوق والحملة المهووسة ضد الحزب الاشتراكي البولندي التي فرضتها قيادة لوكسمبورغ-جوغيتش. حول الحزب الاشتراكي الديمقراطي في مملكة بولندا وعلاقاته مع الاشتراكيين الديمقراطيين في روسيا: Walentyna Najdus, SDKPiL a SDPRR 1908–1918, (Wrocław: Zakład Narodowy im. Ossolińskich, 1980).

[73] ظهرت هذه الدينامية في أوكرانيا كذلك. انضم جورجي بياتاكوف إلى البلاشفة في كييف في هذه الفترة، واستمر- مع راديك ورفاقه البولنديين- في قيادة الجناح اللوكسمبورغي بعد عام 1914. بالنسبة لجدال لينين خلال فترة ما بعد 1914 ضد راديك وبياتاكوف: “The Discussion on Self-Determination Summed Up” (1916) in Lenin, Collected Works 22: 320-360 and “A Caricature of Marxism and Imperialist Economism” (1916) in Lenin, Collected Works 23: 28-76. شكلت هذه الكتابات انفصالاً إضافياً عن مواقف لينين السابقة بشأن المسألة القومية: فقد أكد الآن ان الرأسمالية في عصر الامبريالية زادت من العداوات القومية وحاجج بأن الحركات القومية للشعوب المضطهدة كانت مكونات أساسية في النضال العالمي من أجل الاشتراكية.

[74] عشية ثورة شباط/فبراير، من بين كل الشعوب غير الروسية في الامبراطورية كان البلاشفة يتمتعون بدعم شعبي كبير فقط من جانب اللاتفيين. على ما يبدو أن السبب الأساسي لانهيار جمهورية لاتفيا السوفياتية عام 1919 كان رفض الشيوعيين توزيع الأراضي على الذين لا يملكون أراضٍ وحملتهم العقائدية لتأميم الزراعة، التي جعلت من جماهير المزارعين تنتفض ضد الحكومة الثورية: Jānis Šiliņš, Padomju Latvija 1918-1919 (Rīga: Vēstures izpētes un popularizēšanas bied, 2013).

[75] Ronald Grigor Suny, The Making of the Georgian Nation (Bloomington: Indiana University Press, 1988).

[76] Jarmo Peltola, Sami Suodenjoki, Köyhä Suomen kansa katkoo kahleitansa: Luokka, liike ja yhteiskunta 1880-1918: Vasemmistolainen työväenliike Pirkanmaalla I (Tampere: Tampere University Press, 2007).

[77] On Azerbaijan, see Джамиль Гасанлы, Русская революция и Азербайджан. Трудный путь к независимости, 1917-1920 (Москва: Флинта, 2011) on Ukraine, from the perspective of Ukrainian socialists, see О.Ю. Висоцький, Українські соціалдемократи та есери: досвід перемог і поразок (Київ: Основні цінності, 2004) and Тетяна Анатоліївна Бевз, Партія національних інтересів і соціальних перспектив (Політична історія УПСР) (Київ: Інститут політичних і етнонаціональних досліджень ім. І. Ф. Кураса, 2008).

[78] Evan Mawdsley, The Russian Civil War (Boston: Allen & Unwin, 1987).

[79] On the Polish Communists in this period, see Konrad Zieliński, O Polską Republikę Rad. Działalność polskich komunistów w Rosji Radzieckiej 1918-1922 (Lublin: Wydawnictwo Uniwersytetu Marii Curie-Skłodowskiej, 2013).

[80] Marx, The Russian Menace Trotsky, The Permanent Revolution, 241-242 “The Soviet-Polish War,” (1920) Alan Adler, ed., Theses, Resolutions and Manifestos of the First Four Congresses of the Third International (Atlantic Highlands, N.J.: Humanities Press, 1980), 66. كما جرى تقديم حجج مماثلة بما خص الشعوب الأخرى التي تعيش على جانبي الحدود القيصرية، خاصة الأوكران والأذربيجانيين. حول أهمية القوقاز وآسيا الوسطى لانتشار الثورة إلى الشعوب غير الأوروبية: John Riddell, ed., To See the Dawn: Baku, 1920—First Congress of the Peoples of the East (New York: Pathfinder, 1993). تضمنت مداخلات الماركسيين والقوميين الثوريين في الأراضي الحدودية في هذا المؤتمر [راجع/ي الهامش رقم 1] تنديداً بالسياسات الشوفينية للسلطات السوفياتية في المناطق غير الأوروبية في روسيا، وهي دينامية وصلت إلى أعلى مستوى في آسيا الوسطى.

[81] Karl Kautsky, “Revolutionary Questions,” (1904) in Richard Day, Daniel Gaido, ed., Witnesses to Permanent Revolution: The Documentary Record (Leiden: Brill, 2009), 218.

[82] اعترف المؤتمر الثالث عام 1921 بتأثير الهزيمة البولندية على إنهاء الموجة الثورية التي تلت الحرب: “Theses of the Third World Congress on the International Situation and the Tasks of the Comintern,” (1921) Adler, Theses, Resolutions and Manifestos, 184.

[83] حول تطور المقاربة القومية للبلاشفة لمرحلة ما بعد 1917- إضافة إلى التوترات النظرية والعملية الداخلية حول هذه المسألة-: Jeremy Smith, The Bolsheviks and the National Question, 1917-23 (New York: St. Martin’s Press, 1999).

[84] حول سياسات “العمل الإيجابي” للاتحاد السوفياتي في هذه الفترة: Terry Martin, The Affirmative Action Empire: Nations and Nationalism in the Soviet -union-, 1923-1939 (London: Cornell University Press, 2001).

[85] حول سلطان غالييف: Alexandre Bennigsen, Chantal Lemercier-Quelquejay, Sultan Galiev, Le père de la révolution tiers-mondiste (Paris: Fayard, 1986) حول المعارضة اليسارية والمسألة القومية: Martin, The Affirmative Action Empire, 230-238 and the documentary record in Leon Trotsky, The Challenge of the Left Opposition (1923-25) (New York: Pathfinder Press, 1975).



#إريك_بلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعادة تفحص العلاقة بين البلشفية والتحرر الوطني


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - إريك بلان - إعادة تفحص العلاقة بين البلشفية والتحرر الوطني