أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - بير رستم - إيميلي.. تعلمنا معنى الانتماء للهوية














المزيد.....

إيميلي.. تعلمنا معنى الانتماء للهوية


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 7193 - 2022 / 3 / 17 - 15:42
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


إيميلي طفلة أوكرانية عمرها بين السادسة والسابعة تقيم في سويسرا حيث لجأ والديها إلى هذا البلد قبل سنوات وليس مع هذه الأزمة الأوكرانية الأخيرة وربما تكون إيميلي لا تعرف شيئاً كبيراً عن بلدها ولا تحمل في ذاكرتها الكثير من القصص والحكايات التراثية عن شعبها وقد تكون زياراتها لبلدها لا تتعدى أصابع اليد الوحدة، أو أقل، وبالتأكيد لم تترك في ذاكرتها الكثير منها وذلك لصغر سنها، كما أسلفنا، لكن إيميلي علمتنا معنى التربية الوطنية والانتماء للهوية حيث تداوم في المدرسة التي تعمل بها زوجتي كمدربة مساعدة حيث ذكرت بأنها -أي زوجتي- تفاجأت بأن إيميلي أخذت الألوان في حصة الرسم وبدأت ترسم علماً وحينما سألتها ماذا ترسمين؟ أجابت بأنها ترسم علم بلادها، لكن المفاجأة الكبرى كانت قبل يومين حيث أخذت بعض قصاصات الورق وبدأت ترسم عليها أشكال وزهور، وحينما سألتها وزجتي ماذا تريدين أن تفعلي بكل هذه الزهور؟ أجابت بثقة وكبرياء؛ بأنها سوف تبيعهم في الشارع لكي ترسل تلك الأموال لأهلها في بلدها الذي يعاني من الحرب.

إن هذه الطفلة الأوكرانية والتي لا تتجاوز السابعة من عمرها تضرب لنا مثالاً ساطعاً في السلوك الأسري والتربية الوطنية لأبنائنا وكيف أن شعوب العالم تزرع تلك البذرة بالانتماء للهوية والثقافة واللغة والعلم منذ الطفولة حيث “العلم في الصغر كالنقش على الحجر”، بل تشجع هذه الحكومات الديمقراطية مثل سويسرا؛ بأن تكون لغة البيت مع الأطفال هي لغة الأم كي لا ينسوا تراثهم وثقافتهم الوطنية في حين حكوماتنا المستبدة الغاصبة كانت وما زالت تحاربنا وتعتقل أبناء شعبنا لمجرد الحديث أو الغناء في المدرسة باللغة الكردية مثالاً، بل وصل الأمر برئيس قسم الأحزاب في الأمن السياسي بحلب؛ العقيد “خليل المنلا”، بأن أتهمني بالعنصرية حين علم بأن أبنائي وأهلي لا يتكلمون بالبيت بغير اللغة الكردية -وهي حكاية أخرى وقفت عليها أكثر من مرة- رغم أن من الحق والسلوك الطبيعي أن تكون لغة المنزل هي لغة الأم وليس لغة أخرى وما يفرضونها علينا باإكراه هي العنصرية والحقد واغتصاب للهوية الوطنية.

لكن العلة ليست دائماً لدى الغاصب المعتدي، بل أولاً وأخيراً لدى تلك الشعوب المستلبة المستضعفة، بل المستعبدة من قبل حكومات ظالمة عنصرية حيث وللأسف الكثير من أبنائها ونتيجة لسياسات طويلة من حالة الاحتلال والاستعباد، جعلوا يتنكرون لهوياتهم وثقافاتهم ولغتهم ومنهم العديد من أبناء شعبنا الكردي، فمثلاً هنا في أوربا ترى العديد من الجاليات الكردية القادمة منذ سنوات طويلة من شمال كردستان (تركيا)، بأن أبنائهم يتكلمون التركية بدل الكردية، رغم أن لا وجود لذاك الخوف من الدركي التركي، كما كان الحال مع أجدادهم قبل أن يقدموا من تركيا! وكذلك كنا نرى تلك الحالة مع بعض كردنا الذين غادروا قرى عفرين، نتيجة الحاجة المادية، وسكنوا في أحياء الطوق والفقر حول مدينة حلب -أو ما يعرف بحزام الفقر- حيث كنت تجد، بعد أقل من ستة أشهر، بدؤوا يتحدثون بعربية مفشكلة مع أبنائهم حتى داخل بيوتهم وللأسف، لكن ها هي إيميلي الأوكرانية-السويسرية تصر أن ترسم علم بلدها، بل وترسم بعض الزهور لتبيعها وتدعم شعبها وتعطينا درساً كبيراً رغم صغر سنها في الهوية الوطنية.. وهذا هو الفرق بين الشعوب الحية والشعوب المندثرة، كحالنا نحن الكرد وللأسف.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل بدء الأمريكان بدعم الإدارة الذاتية سياسياً بعد أن كان الد ...
- صلاح دميرتاش؛ يطالب بتوحيد المقاومة من أجل حرية الشعب الكردي
- روسيا في المستنقع الأوكراني، هل يستفيد الكرد منها؟!
- ماذا نستفيد نحن الكرد بضم تركيا ل”الاتحاد الأوربي”؟
- إعتقال أوجلان؛ هل كانت مؤامرة ضده أم ضد الكرد؟!
- أي “قرار وطني مستقل” وأنتم في حضن الاستخبارات التركية؟!
- “داعش” لم تكن وحدها في هجومها الأخير
- لا تقدموا حبل النجاة لأردوغان مجدداً!
- ملاحظات حول دعوة روسيا الإدارة الذاتية للحوار مع النظام السو ...
- هل يولد الزعماء وفي يدهم “عصا الطاعة”؟!
- نحن الكرد.. هل سننتقل من موقع الضحية لموقع الظالم المستبد؟!
- هل هناك قوى ديمقراطية لنتهم الآخر بالوقوف مع الاستبداد؟!
- هل كان اليهود قادرين على العودة لمناطق الاحتلال النازي ليعود ...
- سعود الملا؛ هل يكون قائد مرحلة أم كبش فداء؟!
- هل “داعش” وحدها هي من تهاجم إقليم كردستان؟!
- بين الاستثمار والاستحمار السياسي
- جيفري عرّاب السياسات التركية
- بايدن لن يترك الكرد لقمة سهلة لأردوغان
- كيف تعامل الأمريكان مع وفدي الإدارة الذاتية والإئتلاف الوطني ...
- وفدا المجلس والإدارة الذاتية بين الهدم والبناء!


المزيد.....




- أفغانستان: حكومة طالبان تكافح الجفاف بانشاء قناة على نهر أمو ...
- إسرائيل - إيران: من الحرب المفتوحة إلى حرب الظل
- طهران تنفي العودة إلى محادثات جديدة مع واشنطن
- بعد ثلاثين عاما من الصراع : اتفاق سلام بين الكونغو الديمقراط ...
- نجل أحد الرماة السنغاليين يرفع دعوى قضائية ضد فرنسا بتهمة إخ ...
- بزشكيان يدعو لوقف -التساهل- مع إسرائيل
- الاتحاد الأوروبي: عنف المستوطنين بالضفة يجب أن يتوقف فورا
- حماس تطالب بتحقيق دولي في قتل المجوعين بعد تقرير هآرتس
- عاجل | كاتس: وجهت الجيش لإعداد خطة بشأن إيران تضمن الحفاظ عل ...
- شاهد لحظة إضرام رجل النار داخل مقصورة مترو أنفاق مزدحمة بالر ...


المزيد.....

- الاقتصاد السياسي لمكافحة الهجرة / حميد كشكولي
- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - بير رستم - إيميلي.. تعلمنا معنى الانتماء للهوية