ثلاثية شهرزاد

ليلى كوركيس

الحوار المتمدن-العدد: 1667 - 2006 / 9 / 8 - 10:03
المحور: الادب والفن
    

-1-
عطرُ شهرزاد
--------

تجلس بقربكَ
تلتصق بكَ
تتكئ برأسها على كتفكَ
وهو موطني


تحدقُ أنتَ بعينيها
أراكَ تداعب شعرها
تبحث عن لونِ شهرزاد
وعطرها ..
تسخرُ من القدر
وتضحك


تلتصقُ بكَ أكثر
تهمسُ في أذنكَ "أحبكَ"
تعودُ وتؤكدُ "أحبكَ كثيرا"
هي تجهل ان الحب يرفض الصِفات
هي لا تدري أن في حرفيه الكمال

تلفُّ ذراعكَ على كتفها
تحتضنها وتقول:
لا تحبيني كثيراً
الكثير وهم
يحوِّل الحب الى سراب
أحبيني الليلة في شتاتي
إنسني غدا
وارمِ بخصلات شعركِ على كتف حديث
فأنا عتيق
أحيا
يوم شهرزاد تبعث من جديد
كي تحبني وليس بكثير
في كلِ ليلةٍ
ألف ليلة وليلة


-2-
وَهمُ شهرزاد
---------

قالت :
هل تعلم ؟ اني لو توقفتُ عن حبكَ
توقف الزمن عن الدوران
واني لو انتصرتُ على ما يسمونه الأصحاب "ضعفي"
خسر العالم ما أسمتهُ الطبيعةُ أمطار


قال :
توجتكِ في الماضي "ملكة"
واليوم أماً وحبيبة
للغد مطرٌ شديد تنعِمنا به السماء
إنتصري يا فراشتي إنتصري
واملئي كؤوس الأصحاب استفهام



مر عامٌ على الفراق
والثاني تحيكه الألغام
..
لا الزمن توقف عن الدوران
ولا الرذاذ أسكتتهُ الأفواه
إمتلأت كؤوسٌ كثيرة وفرغت
وغبَّ الليلُ ما غب من أشعار
..
ضاجع النهارُ الصخبَ بشبقٍ
وحاكت الطبيعة معاطف كثيرة
بعدد عيون الأطفال
فلا هي تخلَّت عن ضعفها
ولا هو أدرك شهرزاد


-3-
دَفنُ شهرزاد
--------

سأموت قبل أن تقتلني وصاياك
..
قبل أن آوي الى قبري
أُشعلُ سيجارة كنتَ تكرهها
أنفخ في دخانها رمق غضبي الأخير
..
يعبقُ في ذهنك حلم
أن تقبلني
أن تقتلني ..أن أبعث من جديد
أُطل مثل شهرزاد
..
يرتسمُ صليب بين عينيك
تُدركُ أن الله أخطأ في صنعي للمرة الألف
واني قد خلعتُ جلد شهرزاد في الصباح


أُدركُ أنك تعشق سمومي العطرة وفساتيني الحمراء
وانك ترتعش
من الحنق ..
من الرغبة ..
من بلوغ الفجر قبل الإبحار


سأموت قبل أن تقتلني وصاياك
قبل أن تستقبلَ قافلةً جديدةً
لدميةٍ حمقاء
تكرهُ الشعر وحكايا شهرزاد
..
سأموت قبل أن تحفر اسمكَ على قبري
قبل أن أرتدي كفن الأخريات وعطر شهرزاد


شهرزاد .. شهرزاد..
ماتت في الشرق ..دُفِنت في الغرب منذ عصور
وفي رأسك يا "مولاي" لا زالت تدور تدور...
..
أراها في سحرها، في غلبها
ترددُ وصاياك الألف
تصلي .. تحرقُ البخور
كي لا تعود

#ليلى_كوركيس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل