أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى كوركيس - رسالة في المرآة














المزيد.....

رسالة في المرآة


ليلى كوركيس

الحوار المتمدن-العدد: 1607 - 2006 / 7 / 10 - 11:05
المحور: الادب والفن
    


رسالة في المرآة
رسالة الى رجل .. لا زال على قيد الحياة

بحثتُ عن مكان أركنُ فيه تحياتي فلم أجد لرسالتي هذه بداية.
تمعَّنتُ بوجهها الشاحب، رأيتُ شروداً يبحث عن أسطر قليلة يتكئ بأحرفه عليها ويفرغ حمولة هموم تراكمت تلالاً عبر السنين...
نعم .. كل هذه السنين وأنا أبحثُ عن بداية لرسائلك التي لم تُكتب بعد.
كل هذه السنين وانا أريدك أن تفهم اني قد أحببتُك بشكل مختلف، شكل ما عرفتَه مع الأخريات ولم أُدرِكهُ أنا قبل أن ألقاك...

للحب وجوه عديدة، كلها تريد أن تكون صادقة.. حبي وجه من تلك الوجوه المغتسلة بماء الورد والدم والمفردات العاتية..

كم وكم أردتُكَ أن تفهم، أنه حين يٌمطرُ عرقك على مسامات جلدي نصيرُ "جسدين في روح واحدة" .. ها إنكَ لا تُدرك أن كل نساء الأرض يبحثن عن مرافئ يستقرن عليها بأجسادهن المبللة.

أَتَذكُرُ يوم أردتُ أن أفتحَ صدرَك كي أدخلَ إليه وأُطبقُه على روحي ليصيرَ قبري وأجنحتي الى سماء سابعة؟!.
يومها لم تفهم اني كنتُ أخاف حاضرَنا.. وأني قد أصبحتُ للمستقبل ماضيةً.

أدركُ أن عتابي قد وصل متأخراً الى محطتكَ الرابعة ..
وأن القطار لم يصفر يوم أغلقتُ باب الدار، فأوقفتُ عقارب الساعة وهي جارية..

ها اني أعلِّقُ أجنحةَ الهوى، أستحلفها البقاء في سمائها العالية ..
أستسمحُ عشاق اللحظات ألا يقربوا .. أن يطفئوا همومهم في مواعيدهم الغابرة ..
اني قد اعتزلتُ السيرَ على دروب خاوية.

واني لو أطبقتُ جفني، سافرتُ إليك عائدة ..
أُلَملِمُ فتاتَ قلبكَ المنكسر، المبعثر على مائدة هرمة، إلتهمَ العمرُ "عشاءها الأخير" وحطَّت على سماتها تجاعيدٌ بالية.
اني لو أطبقتُ جفني، سافرتُ إليك عائدةً ..
أجمعُ كسرةَ أوراقك وأناشيدها التائهة بين نبضات ليلك "البوهيمي" وساعات نهارك النازفة.
اني واني ..
لو تحديتُ القوة لعدتُ إليك راكضة، أزيحُ عن دربي الجبال وأصفعُ الدهر ليسقطَ في هزيمته خائباً.
اني .. يا قدري، قد متُّ وقمتُ أسألُ عنكَ .. أتلمّسُ دروب الأرز وملاحم عشتار بين القصب.. أستنشقُ نزيفَ الندب على الجباه وأكتبُ لك الشعر كي أظل في مفكرتك عائشة.

وبعد .. لا زلتُ أبحثُ عن ركنٍ لتحيةٍ أبدأ بها رسالتي لرجلٍ لا زال على قيد الحياة ...


* * * * *

رسالة من رجل .. مات سهواً

نظرتُ الى رسالتِكِ المركونة في فوهة معركتي الخاسرة..
أُلَملِمُ أشلائي المبعثرة، أجمعها في حقيبةِ مدني الهاربة وأعود بها الى ديارٍ ظننتُ انها راحلة .. فكانت هي الباقية.

نعم كل هذه السنين وأنا أنتظر قصيدتكِ العاتية، تستصرخين حبي وتخيطين كسرات قلبي الدامية .. إنكِ قد تأخرتِ في وصولكِ الى محطتي الرابعة وخصلات شعركِ قد قصصتها ورميتها في أوراق ذاكرتي الماضية.

تفهمين؟!
إنكِ لم تفهمي شيئاً يا حلوتي، فالحب ليس غيثارةً ولا شهد عسل كما تصفه أساطير كتبكِ في تواريخها الحالمة..
الحب هو أن تحزني، أن أعاني أنا وأن نفرح لهمسة، لنظرة تقول ما لا تفعله الأيادي والأهواء الماجنة.
الحب هو أن أشربَ من دمعكِ.. أن تغضبي من إلتفاتاتي لمرافئ عابرة.
والحب أيضاً يا ليلى هو ما كتبته لك في الماضي، أن تغمدي الخنجر في القلبِ فإن سحبتِهِ تألمنا وإن أبقيتِهِ قد متنا سواسية.

دعي سحبَ جسدي تمطرُ على قصائدكِ الآتية، تبللها بالعشق وبذكريات أحلامكِ الغابرة.
علقي أجنحة الهوى ما شئتِ فعشاق اللحظات والسنوات لن يقربوا لإمرأة لا تعرف الدجل ..
لإمرأة نامت تحلم بأمير أسمر يقبلهُا فتصحوَ وترحل في قصص بالية.

ولا تُطبقي جفنيكِ على سفري، لا تحلمي .. ساعات نهاري ونبض ليلي لن ينزفوا ..
اني قد ركعتُ أصلي على قبر أمي، انا المُلحدُ .. أطلبُ الغفران، أخبرها اني قد عدتُ أفتح باب الدار للزوار في غيابها.

لِحُبي وجوهٌ عديدة يا سيدتي، كلها تريد أن تكون صادقة..
حدقي في الماضي في لمحةٍ من عينيك الدامعة، ترين وجهي الشاحب يبحث عن مدفأةٍ لمغامراته الباردة .. لحُبي صولات وجولات كلها كانت فارغة ..

اني قد متُّ سهواً في مملكة الثلج يا ليلى، فعدتُ الى بلاد الشمس والماء والقصب ..
أتعمَّد في مصب النهرين من جديد، أغبُّ من ملاحمه الخالدة.

اني قد متُّ سهواً في مملكة الثلج يا ليلى، الا حفظتِ ذكراي على دروب الأرز وانتِ عائدة.. تبللين أطرافَ ثوبكِ بملوحةِ بيروت وتعطِّرين أبيات الشعر بسجائر الشعراء في مقاهيها الساهرة.

اني قد مت سهواً يا ليلى .. فافرحي، نهايتي لم تكن بائسة، كغريب مرمي على أرصفة المنفى يستجدي الأغنية واللحن لمعزوفة عودة يائسة...

وبعد .. اني قد مت سهواً من الصقيع فعدتُ الى دفء موطني أزيح المنية عن دربي وأصفع القدر مثلك كي أظل عائشاً...


انتهت ..



#ليلى_كوركيس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة : هناك هنا وأنا
- قصيدة : من بيروت الى نينوى


المزيد.....




- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى كوركيس - رسالة في المرآة