أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ليلى كوركيس - خذوا فَكلوا هذا هو جسد -لبنان-














المزيد.....

خذوا فَكلوا هذا هو جسد -لبنان-


ليلى كوركيس

الحوار المتمدن-العدد: 1633 - 2006 / 8 / 5 - 11:09
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


إنهَشوا .. مزقوا .. إلتهموا أحشاءه فإن أوجاع لبنان قد فاقت كل الآلام!
لو عاد المسيح على الأرض لسُميَ "لبنان". ولو ردد "كلامه الجوهري" من جديد لَقالَ "خذوا فكلوا هذا هو جسد لبنان".
ولأضفنا "خذوا واشربوا هذا هو دم أطفالنا" لتسلم فلسطين وسوريا وايران والأردن ومصر وووو.. والصين أيضاً، ومن يدري قد يصبح إستقلال "تيبيت" وحرية المعتقدات فيها من مسؤولية جسد لبنان ودماء شعبه أيضاً.
ولو نُعِتت كلماتي بالكفر فأهلاً بهكذا كفر، كم يشرفني !
كفرٌ يضع وطني وأطفاله الأبرياء فوق الله والأنبياء والملائكة والشياطين وكل الأحزاب وسلاطينها الصغار والكبار.
كفرٌ يقدس "الإنسان" بأوجاعه وحزنه وإنكساره أمام مشيئة الأغبياء، ليصير الإنسان-الإله.
إن أوصال وطني تُقطّع إرباً إرباً لله ولعباده، هل تسمعون؟!
إن لبنان يُمزق ويحرق قرباناً للرؤساء وسياساتها النتنة، للجوار"الصديق" وللبعيد، لأرباب العالم المتغطرسين وشعوبهم السذج..
ولم يعد لأصحاب الأقلام أي كلام يقال أو يكتب في وسائلهم الإعلامية، كل أبجدياتهم قد استهلكت حتى آخر قطرة من دمائهم ودموعهم .. وعاد السكوت ليَسترِدَ قيمته الذهبية في زمن إنحطت فيه كل القيم الإنسانية وسقطت الى الحضيض.
سجِّل أيها التاريخ سجِّل ..
أطفالنا يرضعون "وقف إطلاق النار" من نهد بُتِرَ قبل أن يدر الحليب.
إنساننا يُغتصب قبل أن يبلغ والليل شاق وطويل طويل.
والمتفرجون كُثرٌ .. يتلون الدعوة تلو الدعوة، الإستنكار تلو الإستنكار، يتباهون بالهزائم وبالإنهيارات ، يجمعون الأموال والإعانات للنازحين والمنكوبين "المعلبين" من جديد في خانة المهجرين.
المتفرجون كثر .. ونحن نرقب في هلعنا المفاوضات والرحلات المكوكية، التسويات الاستراتيجية لحل أزمتنا، المعادلات التوازنية في المنطقة والعالم، المساعي والطبخات الدبلوماسية، الإفتراضات والتحليلات العسكرية، التعزيزات الدولية والمراهنات السياسية ووو ...
كل الترقبات وعباراتها الرنانة ما عادت تنفعنا وكل ما يقال هراء، نحن شعب عرف البحار والسماوات والأرض مرتعاً لأحلامه ولترحاله فما يُهدم سيبنى ولكن من سيعيد بناء النفوس؟!
من سيستأصل الخوف من عيوننا؟
من سيفرغ دموع الحزن من كؤوسنا؟
من سيرفع الحجر عن قبور موتانا؟
من سيمسح الدماء عن جباهنا؟
من سيعزينا يوم تهدأ المدافع وتُحصى خسائرنا؟
من سيعيد المهاجر والراحلين من سفرهم العقيم؟
من سينسينا ما حفظته ذاكرتنا ونقشته في رؤوسنا ونخاعنا وقلوبنا وأعصابنا حتى الجنون؟
من ومن سيعيد لأطفالنا طفولتهم؟
ومتى سنسترجع لبنان لنا.. لم نعد نريد أصدقاء ولا أعداء .. لا نريد الشرق ولا الغرب..
ولا نريد أن تُساق جثث أطفالنا الى مجلس الأمن وجلساته البالية، الخاوية، المخجلة.
لم نعد نريد أدياناً فطوائفنا قد تعددت "وقلَّ فيها الدين" حتى العقم..
لم نعد نريد الجنة ولا مفاتيحها .. المطهر يكفينا لو تجنبنا النار ..
لم نعد نريد "لبنان" موطناً حاملاً خطايا العالم..
لبنان ليس المسيح فارحموه ..احبلوا وانجبوا في دياركم، أرضنا قد كفرت بأبنائها فكيف بصغائركم؟!
لم نعد نريد ان نقول ونكتب ما نريده بل ما لا نريده فعسى العالم يفهمنا بهذه الإرادة التي لا زلنا نملك المقولة فيها .. هل تفهمون؟



#ليلى_كوركيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان .. قلبي
- عرس الموت
- ثورة التراب(ومضات من أيام الحرب)
- مثل وطني
- رسالة في المرآة
- قصيدة : هناك هنا وأنا
- قصيدة : من بيروت الى نينوى


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ليلى كوركيس - خذوا فَكلوا هذا هو جسد -لبنان-