حسين الحسيني
شاعر وكاتب سياسي من العراق
(Husssein Al Husseini)
الحوار المتمدن-العدد: 7185 - 2022 / 3 / 9 - 21:22
المحور:
الادب والفن
#مقبرة_الأصدِقاء
“1”
صَديقٌ رَماني فأصابَ نَفسَه
وظلَّت صُورتُهُ المَثقُوبةُ مُحَنَّطَةً على جِدارِ النِّسْيان
“2”
صديقٌ جِلْدُهُ يَحُكُّهُ كُلّما لاح سَوطُ الكلماتِ
هو أدمَنَ جَلْدَ كَرامَتِه حَتّى آخِرِ قَطرَةِ ذُلٍّ
لمْ أمنحْهُ جُرعَةَ إهانَةٍ
بَلْ أهدَيتُه صَفْعَةَ صَمتٍ
“3”
صَديقٌ انتَحرَ و هو في رَيعانِ الغِيابِ
ثُمَّ قَرّرَ الذَّهابَ وَحيداً إلى مَدْفَنٍ تُؤبِّـنُهُ الهَلْوَسات
***
“4”
صديق سوف يَنطُّ لي كَواعِظٍ فَيسبوكي
رُبّما سأؤطِّرُه بِفِلتَرِ كلبٍ
وأترُكهُ يَلهَثُ مِن شِدّةِ الوَفاء
***
“5”
صَديقٌ يُلاحِقُني لِيَنَفَخَ أمامي بالوناتِ نَصرِه
يُسابِقُني حتّى وأنا أتأمَّلُ حَرائِقَ العُمْرِ
لكِنّهُ يَرْتَجِفُ إذا زارَني الرّبيعُ
و تَنْتابُهُ قَشْعَريرةٌ صَفْراء،
فيَختارُ جَحيمَهُ الوَثيرَ،
مُوصِداً بابَهُ بِحرْباءِ.
***
“6”
صَديقٌ هو أنا
كانَ الّليلُ صَدَىً لِوِحدَتِه
أفْلَتَ صَهْوَتِهِ عِندَ غوايةِ النُّجومِ
فَانزَلَقْنا كَغَيْرَيْنِ تَتَقاذَفُنا العُتْمَةُ
وصارَ يُفَتِّشُ عَنِّي في أناهُ و لا يَجِدْنِي
***
“7”
كُنّا صَديقَينِ امتَشَقْنا وَصْلَنا
سَــيْفاً، نُبــارِزُ ظُلْمَةً وشُحُوبا
و إذا بِخنجَرِ غَفْلَةٍ يَقْتادُنا
عَدَماً، ويَذبَحُ حُلمَنا المَصْلوبا
وَخدي أُؤثِّثُ وَحدَتي وَبِقَبْضَتي
قَـلبٌ تَمَغْـنَطَ فاستَمالَ قُلـوبا
أُلْقي أنايَ على مَشارِفِ غَيْمَةٍ
فَــتَزُخُّني شِــعراً يَفُوحُ جَــنوبا
****
#شِعر
#حسين_الحسيني
3-3-2022
#حسين_الحسيني (هاشتاغ)
Husssein_Al_Husseini#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟