أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - انتصار الميالي - ( 25 شباط ) تاريخ مضيء لهبة شعب رفض الباطل














المزيد.....

( 25 شباط ) تاريخ مضيء لهبة شعب رفض الباطل


انتصار الميالي

الحوار المتمدن-العدد: 7183 - 2022 / 3 / 7 - 05:06
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لم نختر التواريخ .. لكن صناع التغيير ودعاة الحرية من الانقياء لشعبهم ووطنهم هم من وشموا التواريخ بأسمائهم ومواقفهم النبيلة من اجل الانسانية.
عرفنا البداية منذ أول خطوة ونحن نسير مشياً على الاقدام بسبب فرض حظر التجول على السيارات والدراجات والاجراءات الامنية المشددة وغلق عدد من الجسور ، الكل متجه صوب التحرير وسط بغداد حيث الملتقى عند نصب الحرية ، لم تكن ( ساحة التحرير) الساحة الوحيدة التي اختارها العراقيون نساء ورجال ليرفعوا اصواتهم / ن بوجه الظلم بل كانت هناك البصرة والناصرية والنجف وبابل ومدن اخرى لرفض كل السياسات الخاطئة والمهينة التي وضعت الشعب والبلد في مليون مأزق ومأزق دون ان يرف لهم جفن أو تدمع لهم عين ، بل كانوا ينهبون خيرات البلد ليشيدوا امبراطورايتهم الرملية ( الزائلة لا محالة ولو بعد حين ) بالطائفية ونهج المحاصصة الذي نخر جسد التنوع العراقي وشوه جمال الانسانية فيه.
لم يكن المسير الى التحرير سهلاً بل كان هناك الف صبة وصبة وانتشار ملفت وغريب للقوات الامنية في عموم مناطق بغداد ، التي كانت توحي بأن هناك أمر خطير ينتظر كل الاحرار والمطالبين بمحاربة الفساد ، لكن العزيمة كانت أصلب وأقوى من مظاهر الترهيب التي كانت واضحة على ملامح الكثير ممن لم يملكوا الشجاعة لأظهار وجوههم من عناصر الامن التي وظفتها السلطة لقمع المتظاهرين ، لم تكن حماية المتظاهرات والمتظاهرين مسؤوليتهم، بل لأعاقة مسيرتهم ولضربهم بوحشية ولأعتقال من يمكن اعتقاله وتصفية وملاحقة الكثير منذ ذلك التاريخ وحتى الان.
شرارة 25 شباط 2011، والتي كانت هبة شبابية أيضا ، لم تكن مودلجة أو مسيسة كما يشوهها البعض من المتضررين من التظاهرات العراقية بشكل عام وخاصة ( الساسة الفاسدين ) ، كانت متميزة بمن دعمها من المثقفين والادباء والمتقاعدين والنساء والفلاحين والعمال والكسبة وكل مواطنة ومواطن ارهقته الارهاصات السياسية التي كانت تسعى لتمزيق الشعب وتجويعه وسرقة المال العام وضياع البلد.
شاءت الصدف ان اكون ببغداد للمشاركة في هذا اليوم ، وانا اتذكر 25 شباط اتذكر لقطات لايمكن ان تنسى ، لكن من الجيد ان ان اكتب عنها كي لاتُمحى من ذاكرة القراء والمتصفحين وكتاب التاريخ الصادقين في نقل الاحداث بأمانة ، اللقطة الاولى عندما كانت الحشود تتجمهر حول التحرير وتهتف بالشعار الكبير ( باطل ) كانت الطرق مقطوعة والساحات مطوقة بالعناصر الامنية وطائرات الهليكوبتر أو ( السمتية ) تحلق في السماء ، وعندما كانت تقترب قليلاً كانت ايادي المتظاهرين تلوح بالتحية ، لكن المفارقة ان الاوامر العسكرية كانت عكس ذلك ، فهي كانت تقترب كثيرا من المتظاهرين لا لتحيتهم بل لترهيبهم ولتحريك الهواء الذي يدفع بغبار الارض ان يتصاعد كي يملأ عيون المتظاهرين بذرات التراب الناعم ، مشهد لا ينسى ولا ادري كيف يتذكر طاقم السمتية ذلك المشهد ، هل يتذكرونه بفخر كونهم اداة بيد الفاسدين أم يتذكرونه والعار يلاحق ضمائرهم الميتة وهم يخالفون عملهم بمهنية.
بعد هذا اليوم تم اعتقال اربعة من النشطاء الشباب، كنت وقتها في محافظتي النجف وصدمنا الخبر كما صدم الملايين الذين تابعوا النشرات الاخبارية ، أذ لم نتوقع ان تصل السلطة الحاكمة انذاك الى هذا المستوى ، وكان مؤشرا خطيرا على حرية التعبير ، واتفقنا كشبيبة من النجف ان نقيم وقفة احتجاجية كما جرى في المدن الاخرى ، لتحريك الرأي العام وسط مدينة النجف القديمة ( منطقة النفق سابقاً ) حيث يتوافد الالاف من الزوار وعمال المساطر والمقاولين في البناء ، ووقفنا ونحن نرفع لافتة تحمل صور المعتقلين ونوزع بيان يطالب بالاسراع في اطلاق سراح المعتقلين الاربعة ، وفجأة اقتربت سيارة دورية للشرطة واخذت تسئل من انتم ومن هؤلاء يقصدون الذين صورهم على اللافتة ؟؟ فشرحنا لهم الموضوع بهدوء ، لكن الضابط لم يقتنع وقال متسائلاً وبالنص ( هذولة من النجف )؟ فأجبناه لا .. انهم زملاء لنا من بغداد ، فرد رداً مستفزاً وما علاقتنا بأهل بغداد ، لم استطع ان أمسك نفسي ، فأجبته ليش شنو علاقتنا ، ليش مو كلنا عراقيين ، يعني احنة من يصير علينا شي مو عيب ما يوكف ويانة أهل بغداد لو أهل الموصل وغيرهم ، وضربت له مثلاً ليش وقفتنا من اجل ابناء شعبنا تتحارب ( بس هناك وقفات اخرى من أتصير محد بيكم يكدر يفتح فمه ) وحتى سلطة متصير عدكم ؟؟!!
هنا الضابط سحب جهاز اللاسلكي الذي يحمله ليطلب تعزيزات ؟؟!! يا للدهشة تعزيزات على وقفة تتكون من مجموعة سلمية صغيرة لم يتجاوز عددهم 15 شخصاً وكلهم شباب ، عندها اعطيت اشارة لزملائي بالتفرق وكنا قد اتفقنا على هذا الامر من باب الاحتياط حتى لانخسر احداً اخر، وتفرقنا في عدة اتجاهات ولم نعطهم الفرصة للامساك بأحدنا ، لكنني حتى الان اتسائل ، لماذا عناصر الاجهزة الامنية لاتبقى مهنية ومحايدة ، عملها الوحيد هو حفظ الامن للمواطن وللممتلكات بدلا من حفظ النظام الفاسد؟؟!!
بالرغم من كل اللقطات تبقى اللقطة الاجمل هي شرارة 25 شباط ودور ( شباب شباط ) الذي لاينسى، الشرارة التي تحولت بمرور الوقت والسنوات الى ثورة وعي بعد سلسلة من التظاهرات التي هزت الشارع العراقي وخلفت ادراك اكبر بحرية التعبير كأداة سلمية للحركة الاحتجاجية المطالبة بالتغيير الشامل من اجل بناء دولة مدنية ديمقراطية تحترم حقوق الانسان وتدعم سيادة القانون وتكرس قيم العدالة الاجتماعية في عراق جديد.



#انتصار_الميالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنتصرت لهم .. فأنتصرت منار وحصلت على التوليب الهولندية
- أما التغيير وأما الإلغاء .. وإلا ( خيار المقاطعة ) سيكون الأ ...
- قصة حب .. اكبر من إن تختزل بزواج بين شخصين من مجتمعات مختلفة
- قضية الشابة السودانية نورا حسين التي كانت تحلم بأن تكون معلم ...
- انتصار الميالي - كاتبة ومدافعة عن حقوق المرأة وعضو في سكرتار ...
- المؤسسة التعليمية وخرق الدستور وانتهاك حقوق الطفل والمرأة في ...
- مواسم النساء
- ياابنة العراق أنهضي .. نحو المؤتمر الثاني للنساء المدنيات
- نَوافذ
- ثورة نسوية
- انا والقشلة وكتاب محطات في حياتي
- اليوم العالمي للفتاة مناسبة لإنقاذ مستقبل الطفلات في الدول ا ...
- الرصيف
- عيد شهيد
- وثيقة العهر السياسي تضع العملية السياسية في مهب الريح
- مَدينةٌ أنا
- أنحتُ أسمك
- المرأة العراقية والتحرير وساحات التظاهر والاحتجاج
- تعال أليَّ
- الى من قلد ( حيدر) بالانسانية .... الى ابي مع التحية


المزيد.....




- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - انتصار الميالي - ( 25 شباط ) تاريخ مضيء لهبة شعب رفض الباطل