أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - انتصار الميالي - الى من قلد ( حيدر) بالانسانية .... الى ابي مع التحية














المزيد.....

الى من قلد ( حيدر) بالانسانية .... الى ابي مع التحية


انتصار الميالي

الحوار المتمدن-العدد: 4847 - 2015 / 6 / 24 - 21:37
المحور: الادب والفن
    


قبل ايام تداول العديد من الاصدقاء التهاني بمناسبة يوم الاب وهناك من كتب سطورا حزينة يتمنى فيها لو كان ابائهم موجودين ليفتخروا بهم وهم يحتفلون بهذه المناسبة تقديرا منهم لأبائهم الذين وافتهم المنية ، ويوم الاب هو احتفال عالمي لتكريم الأباء، يتم الاحتفال به في عدة أيام مختلفة حول العالم، بينما لايحتفل به الا في عدد قليل من الدول العربية او الاسلامية.
وأول من جاءته فكرة تخصيص يوم لتكريم الأب هي سونورا لويس سمارت من سبوكِين بولاية ميتشيجان بالولايات المتحدة في عام 1909 ، بعد أن استمعت إلى موعظة دينية في يوم الأم. أرادت سونورا أن تكرم أباها وليم جاكسُون سمَارت. والذي ماتت زوجته عام 1898 ، وقام بمفرده بتربية أطفاله الستة. ولذلك قدمت دَود عريضة تُوصي بتخصيص يوم للاحتفال بالأب، وأيدت هذه العريضة من قبل بعض الفئات. وتتويجا لجهود سونورا دود احتفلت مدينة سبوكِين بأول يوم أب في 19 يونيو(جوان) عام 1910م، وانتشرت هذه العادة فيما بعد في دول أخرى.
لم ارغب ان تفوت هذه المناسبة دون اكتب ولو سطورا بسيطة في الرجل الاول الذي عرفته واحببته في حياتي، الى الانسان الانسان الذي كان يحملني معه الى المقاهي بأول اشهري الاولى من هذه الحياة والذي افتقدنا وجوده لسنوات عدة بس الملاحقات الامنية من قبل ازلام النظام البائد.
هي فرصة ان احتفي بالرجل الذي حفر مبادئه فوق جبينه فكانت جزءا لصيقا من سلوكه ومن اخلاقه ومن صفاته الاجتماعية التي يفتخر بها وتميز بها ايضا، انه المعلم الذي لاينسى طلبته مواقفا له معهم وهو الملتزم الشديد بمهنيته الى ابعد الحدود، معلما احب مهنته حتى حُرم منها بعد قرار خروجه على التقاعد بسبب ضغوطات من احد اقزام النظام الذي كان يحاول ان يصل الى مرتبة حزبية اعلى بعد الاخبار عنه في تقرير اصفر كوجوههم العفنة ( كونه يحمل افكارا يسارية )، واختار التقاعد والاختفاء لفترة عن انظار الخونة والانتهازيين.
الرجل الذي نفض غبار السنوات المريرة ونهض مع رفاقه ليرفع الراية الحمراء فوق احد المقرات مباشرة بعد سقوط النظام واحداث 2003 ولم يبخل بوقته وصحته بل كان يعمل بكل طاقته ليلا ونهار فرحا وهو يرى مقرات الحزب تنتشر في كل مدينة وقضاء وكم كان مزهوا وفرحا بما يحققه هو ورفاقه من تقدم وهم ينشرون مبادئهم وافكارهم بين الناس ويعملون لأجل الناس ويتابعون همومهم ومشاكلهم ويتوسطون لأجل حل العديد منها.
انا لست اتحدث عن رجل عادي في حياتي انا اتحدث عن والدي الذي قصرت في الكتابة عنه حتى الان ولااريد ان تمضي اللحظة دون الكتابة عنه، هو الاسم اللصيق بأسمي في هوية الاحوال المدنية وجواز السفر وفي العديد من الهويات التعريفية والشهادات المدرسية والتقديرية التي حصلت عليها في حياتي ، انه الانسان الذي كان داعما لي في كل خطواتي وكان يزداد فخرا وهو يراني مدافعة عن حقوق الانسان وقضايا المرأة، فهو لم يتوانى يوما ولم يضعف امام اي تحدي قد يجعله يتراجع في ان يكون داعما ومساندا لي، حتى في اخطر موقف مررت به وهو تعرضي للتهديد وماتبعه من تفجير لبيت الاسرة لاانسى كلمته وهو يقول ( لن تتوقفي عن العمل فلسنا ممن ترهبهم رصاصة في الريش ) وانا اعلم مدى القلق الذي يعيشه هو وامي في كل خطوة اخطوها بعيدة كانت ام قريبة.
نعم انا اكتب عن ابي الذي كان صوته مدويا في ساحة الصدرين وهو يدافع مع الحشود عن حقوق المظلومين ويطالب بالكشف عن الفساد والمفسدين ويبعث برسائل السلام والوحدة ونبذ الطائفية عبر اهازيجه الشعبية التي كان يردد البعض منها في ( جمع التظاهر ) فلن انسى اهزوجته التي يصف بها وحدة العراق وهو يقول:
على وحدة شعبنا وقعنا صك الموت
وموش علة الرجيجة عالثجيلة انفوت
برمودا بحرنا الما يجهبة الموت
ها نشد والغير يكلك ..احنة الفالة البالعشرين
نعم هو ابي الشيوعي النقي والانسان الانسان الذي كان خير مقلد لـ ( حيدر) الأمام علي ( ع ) في الانسانية قولا وفعلاً والذي وقف يوماً في ساحة الصدرين مدافعاً عن حقوق المتقاعدين الذي هو منهم، مطالبا بألغاء تقاعد مجلس النواب والرئاسات الثلاث مطلقا اهزوجته التي صدح بها صوته عاليا وهو يخاطب كافة المسؤولين ويقول:
الاصلاح غايتنا احنة اليوم مجتمعين
اجينا نطالب بحقنا وبالاخلاص معروفين
مانقبل تقاعدكم واحنة بهاي مختلفين
ها شلون تقلد حيدر ..وانت البايك بيت المال
نعم هو صاحب الاهزوجة التي حملت اقوى رسالة موجهة من مواطن عراقي بسيط ، لايمكن ان يتجاهلها المسؤولين وسياسيي المرحلة، فلقد اطلقها مؤمنا بحقوق المظلومين وضرورة انصافهم تلك الاهزوجة التي تلاقفتها الافواه ورددتها جميع الحناجر وفي مدن عديدة كان ناسها يشعرون بالحيف والظلم ايضا .
لن اوفِ حق ابي ببعض سطور متواضعة لن تنصف اكثر من ( 7 ) عقود من الاخلاص والتواضع والمهنية والايمان بالفكر والمبادئ والقيم الانسانية لكنني من خلال هذه السطور استطيع ان اشكر ابي على صبره الطويل وحرصه الجميل وعلى مواقفه الرائعة وهو معنا في كل السنوات القاسية التي مررنا بها كأي اسرة عراقية، استطيع ان أقول كل عام وانت ابي كل عام وانت الرجل الاول في حياتي الذي لا يمكن ان يأخذ مكانه رجل اخر على الارض، كل عام وانت المهوال الذي كان يمنحنا العزيمة والاصرار والشجاعة عندما كنا نحتشد في ساحات النضال للمطالبة بأنصاف المظلومين والمطالبة بحقوق الفقراء والبسطاء والمعدومين في بلدي، كل عام وانت صديقي ورفيقي في درب النضال الطويل من اجل عراق ديمقراطي ومدني حر وشعب سعيد.



#انتصار_الميالي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى روح الشهيد ( عمار الشابندر )
- دوران
- مديحة البيرماني ..... امرأة حلية ومشروع انسانية يستحق التعمي ...
- آمين بغداد المهندس نعيم عبعوب والوحي وسورة الفسفس ....؟!
- تحية نضالية الى رائف البدوي
- وحيدة في ليلة رأس السنة
- ألمُ الحنين
- قراءة في البحث عن العوامل المؤثرة في تعليم الفتيات
- يوم العيد
- أول السطور
- الإرهاب سلاحه الخوف وسماده الظلم
- عامٌ سعيد
- صمتٌّ وأنفجار
- ثوبُ الحداد
- أنا ولُعبتي
- العراق ... يقرأ
- قصص قصيرة جداّ
- الفرح..!!؟
- أحنُّ إلى أمي
- حبات ن.....دى آذارية


المزيد.....




- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - انتصار الميالي - الى من قلد ( حيدر) بالانسانية .... الى ابي مع التحية