أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - امير حويزي - التعلّم بلغة الأم حق طبيعي و أساسي لكافة الشعوب















المزيد.....

التعلّم بلغة الأم حق طبيعي و أساسي لكافة الشعوب


امير حويزي

الحوار المتمدن-العدد: 7170 - 2022 / 2 / 22 - 01:35
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


مجموعة من نشطاء عرب الاهواز التقدميين (عاتق)

يقول عالم اللّسانيات السويسري الشهير فرديناند دي سوسير Ferdinand de Saussure ان اللغة مرتبطة بالمجتمع و العرف الاجتماعي. فهي ظاهرة اجتماعية كونها نظام من الاشارات و الرموز التي يستخدمها الانسان للتعبير عن مجمل افكاره.

ويعتبر ناوام تشومسكي Noam Chomsky عالم اللغويات الاميركي المعاصر الشهير اللغة بانها واحدة من خصائص النوع الانساني في مكوناته الاساسية. فهي تدخل بشكل جوهري في التفكير والفعل والعلاقات الاجتماعية.

وظيفة اللغة هو نقل الافكار والتعبير عنها. وتلعب اللغة دورا اساسيا في عملية تحديد عناصر الهوية الجماعية وتشكيل الثقافة المشتركة التي تحدد هوية المجتمعات الانسانية.

يتفق اللغويون ان فقدان اللغات يعني فقدان المعرفة. فعندما نفقد لغة، نخسر قرونا من التفكير البشري في مجالات العلوم والادب والموسيقى والتراث والاساطير والبيئة وغيرها.

ولاهمية اللغة في تطور البلدان والمجتمعات قررت الامم المتحدة اعلان يوم 21 فبراير/شباط من كل عام يوما عالميا للغة الام حول العالم، وذلك لِتعزيز الوَعي بالتَنوع اللغوي وَالثقافي وَالتعدد اللغوي وحماية جميع اللغات الام. وقد أُعلن هذا للمرة الأولى من قبل منظمة اليونسكو في 17 تشرين الثاني 1999، ومن ثُمَ تم إقراره رسمياً من قبل الجَمعية العامة للأُمم المُتحدة.

وتؤكد منظمة اليونسكو انها تؤمن بأهمية التنوع الثقافي واللغوي لبناء مجتمعات مستدامة، وتسعى إلى الحفاظ على الاختلافات في الثقافات واللغات بغية تعزيز التسامح واحترام الآخرين. وتحذر من تعرض التنوّع اللغوي إلى تهديد متزايد في ظل اندثار عدد أكبر من اللّغات.

لقد قطعت العديد من الدول شوطا كبيرا على طريق الاعتراف بلغات الام للقوميات والاقليات العرقية وتعزيزها وحمايتها. وقد رحبت مفوضية حقوق الانسان للامم المتحدة باعتماد البرلمان الكندي في عام 2019 مشروع قانون يحمي ويعزز اللغات الام للسكان الاصليين ويسمح باستعمالها في نقاشات البرلمان والاستفادة من الترجمة الفورية اسوة باللغتين الرسميتين الانكليزية والفرنسية. ويؤكد إعلان الأمم المتّحدة على حقّ السكّان الأصليّين في تقرير مصيرهم، وحقوقهم االلغويّة والثقافيّة.

اما في منطقة الشرق الاوسط والمغرب العربي فقد صوت مجلس النواب المغربي في عام 2019 على قرار استخدام الأمازيغية كلغة رسمية في البلاد واستعمالها وإدراجها في الحياة العامة والمؤسسات الرسمية على مراحل. وكانت الجزائر اقرت مشروع قانون مماثل في عام 2016. وفي العراق يقر الدستور بان العربية والكردية هما اللغتان الرسميتان، في حين أن اللهجة التركمانية و الآشورية والآرامية الجديدة هي لغات إقليمية معترف بها. بالإضافة إلى ذلك، يجوز لأي منطقة أو مقاطعة إعلان لغات أخرى رسمية إذا وافقت غالبية السكان على ذلك في استفتاء عام.

بينما نجحت هذه الدول في تعزيز وحماية اللغات الام ولغات السكان الاصليين وحقوقهم الثقافية، لم تعترف الجمهورية الاسلامية حتى الان باللغات الام للقوميات والاقليات العرقية مثل الاكراد والعرب والاذريين والتركمان والبلوش واللور والبختياريين والكيلك في الشمال وغيرها من اللغات واللهجات المحلية كلغات رسيمة الى جانب الفارسية، ولم تحميها او تشجعها.

فبعد مرور اربعة عقود على تاسيس دستور الجمهورية الاسلامية مايزال البند 15 الخاص بحقوق القوميات (ولو بشكل محدود) الذي يسمح "باستعمال اللغات المحلية والقومية الأخرى الى جانب الفارسية في مجال الصحافة ووسائل الإعلام العامة، وتدريس آدابها" غير مطبق.

ليس هذا فحسب بل تواجه القوميات قوانين واجراءات جديدة تحاصر و تحد من لغاتها وثقافاتها. فوفقا للوثيقة الخاصة بحقوق الاقليات ولغاتهم وثقافتهم تحت عنوان ما يسمى "اسس السياسة الثقافية للبلاد" والتي تم اقرارها في عام 1371 من قبل المجلس الاعلى للثورة الثقافية، يشير البند 5 الى ازالة الموانع (اللغوية والثقافية) التي تحول دون الوحدة القومية والدينية. وينص البند 7 على ضرورة الاهتمام باللغة والادب الفارسيين وتعزيزهما والترويج لهما ونشرهما. ولا يبدو ان لهذا القانون هدفا سوى محو الهوية القومية والثقافية للقوميات غير الفارسية.

ان الجمهورية الاسلامية تعتبر وكما جاء في قانون جرائم الصحافة والاعلام ان تعدد اللغات والثقافات ينشر الفرقة والعداء بين مكونات المجتمع. لكن هذا يتنافى مع الواقع كما اثبتت تجارب الامم والبلدان الاخرى متعددة اللغات والثقافات والتي تتمتع مجتمعاتها بامن واستقرار مستدامين.

توجد على سبيل المثال في سويسرا اربع لغات هي الالمانية والفرنسية والايطالية والرومانشية وجميعها باستثناء الاخيرة تحتفظ بمكانة متساوية كلغات رسمية على المستوى الوطني داخل الإدارة الفيدرالية للبلاد. وهو الحال ايضا في كندا التي فيها لغتان رسميتان هما الانكليزية والفرنسية الى جانب لغات السكان الاصليين.

هناك دول عديدة حول العالم يوجد في مجتمعاتها عشرات اللغات الى جانب اللغات الرسمية. فهناك حوالي 200 لغة في بريطانيا واكثر من هذا العدد في الولايات المتحدة. وتتمتع هذه اللغات بدعم وتشجيع من الحكومات المحلية. حتى ان مؤسسات هذه الدول تقدم خدمات ترجمة بلغات مختلفة للمواطنين في الدوائر الرسمية ويتم تصميم الاستمارات في البلديات والدوائر المحلية بلغات متعددة حسب الضرورة. وهذه تعتبر من التسهيلات والخدمات الاعتيادية في كثير من الدول الاوروبية واستراليا ونيوزيلندا.

ان ايران بلد متعدد اللغات والثقافات وانكار هذا الواقع القائم لن يساعد في ايجاد التفاهم بين مكونات المجتمع وتماسكه، ويخلق هوة وتباينات ثقافية وطبقية بين القوميات والجماعات الاثنية في المجتمع ككل ويضر بمصالح الشعوب والبلاد. اذ ان الامية والجهل بلغة الام للمواطنين من الاقليات القومية له تداعيات اجتماعية واقتصادية سلبية في مجال التوظيف والاشتغال وفرص العمل. وبالتالي يزيد من البطالة والفقر وتردي مستوى المعيشة للمواطنين. ما يؤدي في النتيجة الى حدوث ازمات وتوترات قد تفضي الى اعمال عنف.

ان اطفال القوميات الذين لغتهم الام غير الفارسية يواجهون صعوبات كبيرة في التعليم وخاصة في المراحل الدراسية الاولى. تشير الاحصائيات ان الطفل العربي مثلا يواجه مشاكل نفسية وتربوية عند دخوله المدرسة بسبب جهله او عدم المامه باللغة الفارسية. كما ان نسبة احتمال تركه للدراسة في سن مبكرة هي اضعاف قرينه الفارسي، كما ان عدم تعلمه بلغته الام يؤثر سلبيا على ادائه ومستواه الدراسيين.

لكن بالرغم من الضغوط والقيود على الانشطة اللغوية والثقافية والصحافية والادبية من قبل نظام الجمهورية الاسلامية، استطاعت الشعوب والقوميات الايرانية من رفع مستواها الثقافي ونشر وحماية لغاتها الام في اقاليم الاهواز وآذربايجان وكردستان وبلوشستان والتركمان وغيرها معتمدة على قدراتها وطاقاتها الذاتية في الداخل والخارج ومستفيدة من تجاربها خلال الايام الاولى للثورة والعقود الاخيرة.

وتمثل تجربة المركز الثقافي للشعب العربي في المحمرة (خرمشهر) على سبيل المثال احدى التجارب الغنية التي تحققت في اجواء مفتوحة شبه ديمقراطية. فقد استطاع المركز خلال فترة قصيرة من تنظيم دروس تعليم لغوية وجلسات نقاش حر وحلقات ثقافية شارك فيها اعداد كبيرة من المواطنين العرب وغير العرب.

ان تحقيق هدف احياء وحماية اللغات الام في ايران لن يتم الا في ظل نظام تعددي ديمقراطي يضمن حقوق كل المواطنين الايرانيين السياسية والشعوب الايرانية الثقافية والقومية.

من هنا ندعو كافة النشطاء العرب الاهوازيين الى تكثيف طاقاتهم وجهودهم وانشطتهم الثقافية ونشر الوعي اللغوي والثقافي بين المواطنين لحماية هويتهم القومية والمجتمعية وخلق مزيد من التفاهم والتضامن والتعاون مع باقي القوميات الايرانية وكافة القوى السياسية التقدمية الثورية من اجل تحقيق نظام ديمقراطي عادل يضمن حقوق كل المواطنين.



#امير_حويزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقف بقوة الى جانب المعلمين المضربين ومطالبهم العادلة
- -جرائم الشرف- ام جرائم العار واللاشرف؟!
- -جرائم الشرف- وصمة عار على جبين مرتكبيها
- الأحد الدامي .. درس من التاريخ
- فواجع حوادث الطرق في اقليم الاهواز بين الاهمال والتهميش، وال ...
- من حلب ودير الزور الى الأهواز فإصفهان
- الاهواز: الوقوف مع العمال والكادحين والدفاع عن مطالبهم وحقوق ...
- بيان لمجموعة من نشطاء الاهواز حول خطة تقسيم اقليم الاهواز ال ...
- رد مجموعة من نشطاء عرب الاهواز على بيان -اللجان التنسيقية لم ...


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - امير حويزي - التعلّم بلغة الأم حق طبيعي و أساسي لكافة الشعوب