منطق الطير .. وبستان الشاعر محمد علي شمس الدين

بلقيس خالد

الحوار المتمدن-العدد: 7168 - 2022 / 2 / 20 - 10:16
المحور: الادب والفن
    

في حديقة بيتي سدرة تضج بالعصافير.. تشتد زقزقتها في أول الصبح وأثناء العصر.. لكن وقت العصر تكون أشد ضجيجا، كثيرا ما تساءلت : ماذا تقول، ولماذا هذه الزقزقة كأنها شجاراً ، واذا كانت تتشاجر فعلى ماذا.. ألا يعرف كل عصفور غصنه/ عشه؟ تقول جدتي : العصافير تسبّح لله. اقول ربما ذلك وقت الفجر لأنها تكون زقزقة هادئة، لكنها تتحول ضجيجا مزعجا وقت العصر فهل ذلك تسبيحا ؟ قد اتفق لو أن تغريدة البلابل تسبيح لأن صوت البلبل جميل يشير الى بديع السماوات والأرض.
في نافذته الشهرية في مجلة دبي الثقافية تحت عنوان( البستان) يحدثنا الشاعر محمد علي شمس الدين، عن تغريد الطيور متسائلا: لماذا تغرد الطيور ويستشهد بالقرآن الكريم قائلا(في الذكر الحكيم أن النبي سليمان كان يعرف لغة الطير ويخاطبها، وقصته مع الهدهد وبلقيس ملكة سبأ معروفة في الأدبيات الإسلامية) ثم يستدرك قائلا: (ليس ثمة لغة للطير فحسب، بل منطق و(منطق الطير : كتاب من أجمل ما كتب فريد الدين العطار النيسابوري) ثم يعود شمس الدين الى موضوعته تغريد الطيور (ما قرأته حول تغريد الطيور مسألة أخرى. فإذا كانت الحكمة المشرقية تربط دائما ظواهر الحضور، بالغيب، فإن التجربة الغربية تعكس المنهج فتدرس ظواهر الحضور من حيث حقيقتها الحسية المادية، تاركة مسألة التأويل لمن يريد/ محمد علي شمس الدين/ البستان/ دبي الثقافية/العدد 110/ 2014) لكن القرآن الكريم يؤكد على ان الطيور تسبح الله(ألم تر أن الله يسبح له من فى السماوات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه).ومن جانب آخر أن الحقيقة الحسية تختلف من شخص إلى آخر.
يستند الشاعر شمس الدين على نظرية الاحتمالات حين ينقل عن الدكتور كليف كاشتبول الكلام التالي (الافتراض الاول هو أن هذه الاصوات المتنوعة هي مجرد ضوضاء بلا معنى، تشويش) ثم ينقل العالم سيجموند فرويد ( ان هذه الأغاريد هي دعاء للجنس والإنجاب والانتخاب). استحضر كل ذلك وأنا جالسة في ظلال سدرة تضج بالعصافير ولا ادري ماذا تقول عني تلك الطيور ..
أتساءل لماذا يزحم الشاعر الكبير محمد علي شمس الدين : مقالته الشفيفة بكل هذه المراجع العلمية ولم يكتف بمرجعه الاجمل أعني شعريته كشاعر له خبراته في الحياة وتنويعاتها الثرة

#بلقيس_خالد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل