أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسام رشيد حمود - إعادة اندماج الفصائل المسلحة مع الجيش: الفرصة والمعوقات!















المزيد.....

إعادة اندماج الفصائل المسلحة مع الجيش: الفرصة والمعوقات!


وسام رشيد حمود

الحوار المتمدن-العدد: 7165 - 2022 / 2 / 17 - 15:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وسام رشيد
اصطدمت مساعي الحكومة الحالية في محاولة ايجاد معايير متشابهة ومشتركة بين مختلف الفصائل المسلحة التي ترتبط بالمحاور الاقليمية والدولية المؤثرة في الواقع العراقي بعقبات شكلية وموضوعية، وغالباً ما تكون هذه المعايير المنشودة لا تتوافق مع الأبعاد السياسية لكل مرحلة تمر بها البلاد.

إن الفراغ الوطني الواضح في العملية السياسية اعطى مساحة واسعة لاجتهادات المتصدرين والناشطين السياسيين والعسكريين في تقرير شكل وقانونية الكيانات العسكرية المتكونة على إثر الاجتياح الكبير لقوى الأرهـ…اب للمنطقة العربية عموماً والعراق الذي طاله الجزء الأكبر والأعنف من تلك الأحداث الدامية وعمليات التجريف والقتل والاستحواذ.

اسباب الفراغ ناتجة من خللٍ واضح في عملية بناء الدولة بعد عام 2003، ولملمة شتات غير متناسق، من دول الجوار والعالم، وتسليمه قيادة البلاد، على اثر نظام كان يعمل منذ عام 1991 على تهديم القيّم السياسية والاجتماعية التي بنيت على مدى عشرات السنين.

تشكلت جزء غير قليل من ألوية وأفواج المتطوعين الشيعة من اجل تولّي مهمة معينة: دفع الخطر عن المقدسات الاسلامية الشيعية. لذلك اكتسبت هذه الافواج صفة القدسية بوصفها مدافعة عن مقدسات عريقة وذات اهمية قصوى في حياة المواطنين الشيعة في العراق. وعملت افواج مقاومة عصابات داااعش في سامراء وحدود بغداد الغربية والشمالية وغرب كربلاء وشمال الكوت وشرق العظيم ومحيط ديالى وقصباتها، ودفعت اخطاراً جمة عن تلك المناطق.

بعد عام 2016، تحققت انتصارات مهمة في مواقع تكريت وبعض مدن الانبار، وشعرت قيادات بالفخر والقوة، وبدأت تتحدث عن اخطار استراتيجية في المنطقة العربية والاقليمية، والمدّ الصهيو أمريكي، والبحث عن عوامل البقاء على المدى البعيد، بل وربط وجود الدولة ومستقبل العملية السياسية بضمان وجودها ككيان عقائدي موازٍ يستمد قوته وشرعيته من ادائه في معارك التحرير، والدعم الشعبي غير المتناهي.

كل ذلك خلق قاعدة شعبية مناصرة لتلك الفصائل التي تسلحت على مستوى عالٍ من التجهيز والتطوير والتدريب، كانت من اولى مهماتها اقناع الرأي العام بضرورة استمرار ذلك الدعم، وتجسد ذلك في انتخابات عام 2018 وطريقة الترويج للمرشحين المقربين من تلك الكيانات السياسية المنبثقة من الماكنة العسكرية والتعبوية للفصائل.
اصطدمت فكرة دوام استمرارها وزيادة حضورها السياسي بثلاث عقبات:
أولها العقبة القانونية؛ اذ لا يسمح الدستور العراقي باستمرار اي تشكيل عسكري خارج الدولة، والقيادة العامة للقوات المسلحة، ورغم اعلان تلك الفصائل مراراً تبعيتها لقرارات القائد العام، وعملها ضمن الاطار الرسمي للدولة، الا ان الواقع افرز احداث مختلفة، ويعد ذلك مخالفة لشرعية كيانها القانوني.

العقبة الثانية تتعلق برغبة شعبية بضرورة حصر السلاح بيد الدولة، واخذت تتبلور تدريجياً على منصات التواصل الاجتماعي، واخذت تتزايد خصوصاً بعد حراك تشرين عام 2019.

العقبة الثالثة تعلق بالعامل الدولي؛ إذ اكتسب أهمية واسعة في فضاءات السياسة الخارجية، والمزاج العام الدولي الذي ينظر لمؤسسات الدولة في العراق، واشتراطات دعم الدولة وأجهزتها الشرعية الدستورية، وابعاد أي تأثير عسكري خارجي على قرار الدولة الأمني، مما يحدد مستوى التأمين، ويخلق أجواء من الارتياح لشكل ووجود الحكومات العراقية.

ومهما حاول المدافعون عن فكرة بقاء تلك التشكيلات العسكرية وربطها بالبيشمركة في شمال العراق، فان هذه المحاولات لا تلقى آذان صاغية كونها لا تؤثر في مجريات الاحداث بشكل مباشر في العاصمة بغداد، كما انها لا تتمتع بالمركزية الشديدة التي تقود هذه القوات في اقليم كردستان، فضلاً عن دستورية هيكلتها تحت عنوان حرس الاقليم.

ويحاول آخرون التغطية على هذه التشكيلات المسلحة من خلال ربطها بالحشد الشعبي الذي انتظم بقانون اقره مجلس النواب، في العام 2016، الا ان تلك التعليلات لم تلقى قبولاً في الاوساط الشعبية والسياسية، اذ يعتقد المتابعون ان ذلك سيسيئ لوجود الحشد ويقوّض من تأثيره في الحياة العامة، فهذه الفصائل غالباً ما تستأثر بقرارها دون مؤسسات الدولة الرسمية، وبتأثير خارجي مباشر، لا يتوانى عن التصريح به بعض القادة الميدانيين والسياسيين المرتبطين بها.

الفرصة الضائعة:

الوضع العام في العراق وخاصة بعد انتخابات 2022 وتأثيرات تشرين، قد لا يتحمل ان تندمج هذه الكيانات العسكرية بالمؤسسة الرسمية العراقية، فهي لم تنجح في استمالة العامة والحراك والشعبي لصالحها، بل اعطت انطباعاً سلبياً لدى المواطنين هنا، اذ لم يكن هناك إيثار حقيقي في التعامل مع المستجدات، ورغبات العامة في التغيير.

هذه الحركات لم تشارك في محاربة الفساد كما حاربت الأرهـ…اب، بل انها ساهمت في توسيع دائرته عبر مشاريع ولجان اقتصادية ارتبطت بها مباشرة، ولعل ظهور الكثير من قياداتها في مظاهر الترف والانتقال من الفقر الى امتلاك العقارات والتضخم الحاصل في الثروات الشخصية لكثير من افرادها، جعلهم يفقدون الجانب الأكبر الذي كان داعماً قوياً لهم.

القدسية:
حاول قادة تلك المليشيات تغطية كياناتهم وتجمعاتهم بقصة القدسية التي تعزل كل من ينالها عن نقد الناقمين، والمعترضين، لقد حصنوا انفسهم بجملة من الدراما الدينية والاجتماعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الفضائيات الممولة من الخارج، وجمع غفير من اصحاب المواكب الحسينية ورجال الدين.

رؤية المرجعية :
الملاحظ في خطابات المرجعية انها لا لم تمتدح يوماً أي كيان عسكري تشكل بعد عام 2014، بل انها تجنبت ذكر اياً من تلك التشكيلات في خطبها المعتادة في الصحن الحسيني على مدى أربع سنوات، وكانت تشير بشكل مباشر الى تضحيات وبسالة المتطوعين، والمجاهدين، والأبطال المتطوعون، والملبين لفتوى الجهاد الكفائي، وهذا يؤشر بالقطع ان هناك مخاوف مسبقة من استغلال جهود هؤلاء المضحين لاجل تحرير البلاد، وقد تنبأت لذلك منذ بداية عمليات التحرير للمناطق المحتلة من تنظيمات داعـ..ش الأرهـ..ابية.

وتبعاً لكل ما تقدم، سيبقى معيار التضحية مرتبطاً بالإيثار وعدم الإستفادة، في وجدان العراقيين، والمطلعين على نمط تفكير المواطنين هنا، فإن ذلك يعد شرطاً اساسياً لتثمين اي منجز، أو ظَفر، فالتزامات الوطنية، وتضحياتها، لا تقدر بثمن، ومن المعيب ان تتخذ أي جماعة هذه الرمزية لتحقيق المكاسب، سواء كانت سياسية، أو منافع مالية.



#وسام_رشيد_حمود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعادة اندماج الفصائل المسلحة مع الجيش: الفرصة والمعوقات!


المزيد.....




- فيديو متداول لـ-سيطرة إيران على سفينة تضم جنودًا من إسرائيل ...
- أول ظهور لخامنئي منذ بدء الصراع بين إسرائيل وإيران
- أسوأ فيضانات منذ 46 سنة في سيتشوان الصينية مع ارتفاع قياسي ف ...
- ليبيا - صدمة وطلب أممي بتحقيق شفاف في الوفاة الغامضة لعبد ال ...
- إيلون ماسك يعلن تشكيل حزب سياسي جديد -حزب أمريكا- لـ-يعيد ال ...
- فرنسا لا تزال تأمل في بادرة إنسانية من الجزائر لإطلاق سراح ب ...
- كيف استعادت الدراما العراقية جمهورها بهذه المسلسلات؟
- البلجيكي ياسبر فيليبسن يفوز بالمرحلة الأولى لسباق فرنسا للدر ...
- عشرات الشهداء في غزة والاحتلال يستهدف محطة تحلية مياه
- الشرطة البريطانية تعتقل مؤيدين لـ-حركة العمل من أجل فلسطين- ...


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسام رشيد حمود - إعادة اندماج الفصائل المسلحة مع الجيش: الفرصة والمعوقات!