أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان دغش - ساعة الريح














المزيد.....

ساعة الريح


سليمان دغش

الحوار المتمدن-العدد: 1663 - 2006 / 9 / 4 - 07:29
المحور: الادب والفن
    


لمْ يَكُنْ في يَدي ساعة الريحِ
إلاّ قليلٌ منَ القَمحِ يَكفي
لأعبُرَ ليلَ الشتاءِ الطويل
وشيءٌ مِنَ الياسَمينِ النبيلِ
يُعرِّشُ فوقَ دوالي الشرايين
كيْ يؤنس القلبَ في قَفص الصدرِ
سربُ الحمامْ

لمْ يكُنْ في فمي غير نايٍ
يلُمُّ العصافيرَ منْ فلكِ التيهِ
في خفقانِ الجناحِ الشقيِّ
إلى توتةِ الليلِ
كيْ تجمع القمحَ عن بيدرِ النجمِ
من حَولها وتنامْ ...

لمْ يكُنْ في دَمي زبَدٌ يقلقُ البَحرَ
من نومِهِ العفويِّ
على شاطىءٍ قَلِقٍ
من صهيلِ الخُيولِ على رَملِهِ القُدُسِيِّ
ومن هاجِسِ البرقِ
في أُفُقٍ مُثقلٍ بالغمامْ !

كانت الروحُ ساعة الريحِ
مثل الفراشةِ توشِكُ أنْ تتجلّى
على نَخلةِ الضوءِ
في كرنفالِ الطبيعةِ
تلكَ مُهِمّتُها في التوَحُّدِ بالمستحيلِ
إذا مَسَّها قبَسٌ من رذاذِ القناديلِ
وهْيَ تهَيِّىءُ زينَتها
في مرايا الخِتامْ

لمْ يكنْ غير أمسي
أُعلّقهُ كالوسامِ على بذلةِ العرسِ
ماذا يُهِمُّ العروسَ إذا وجَدَتني
وحيداً كشمسٍ
على ظِلِّ شُرفتِها ؟
وردة في يدي
وقليلٌ منَ الهمسِ في الحُبِّ يكفي
لعرسِ اليمامْ

وردةٌ في دَمي سوفَ تكفي
لتشعل النارَ في جَسَدي الآدَميِّ
أُزوّجها نحلةَ الروحِ
والروحُ طرْدٌ منَ النحلِ يمضي
إلى قرصِهِ في الحياةِ لِيَحيا
على عِلّةِ الشهدِ
في التعبِ الدُّنيويِّ وفي
مهنةِ الكشفِ عن نقطةِ الضوءِ
خلفَ حِجابِ الظلامْ

لمْ يكُنْ أحَدٌ ساعة الريحِ
كُنتُ وحيداً
أُطِلُّ على قمَرٍ واثقٍ من مكانتهِ
فوقَ عرشِ الغمامةِ
يكفي قليلٌ منَ الماءِ فوقَ سُطوحِ
منازِلنا الجبليّةِ كيْ تطمئنَّ السنونو
على نقعَةِ الماءِ
فوقَ سُطوحِ البيوتِ القديمةِ
تملأُها قطرةً قطرةً
نادلاتُ الرهامْ

لمْ يكُنْ أَحَدٌ ههُنا غيرنا
نمنحُ البحرَ سِرَّ خواتِمنا
ونصلّي لحوريّةٍ لا تجيءُ من الموجِ
نغفو قليلاً على فرشةِ الرملِ
حينَ يَضُبُّ الظلامُ عباءَتهُ حولنا
فلعلَّ الحواري تراودنا مثلما نشتهي
في المنامْ

ما الذي أبعدَ الشمسَ عن ظِلِّ أحلامنا
فاخترعنا لنا سلّماً للصعودِ إليها
على نخلةٍ في قوافي الكلامْ

لمْ يكُنْ أحدٌ ههُنا غيرنا
مرّت الريحُ مسرعةً في ثيابِ العواصِفِ
قُلنا
سلاماً عليها
سلاماً على الريحِ حيثُ تمرُّ
سلاماً عليها
سلاماً سلاماً علينا
علينا السلام ‍‍ ‍ْ ‍‍‍‍



#سليمان_دغش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آخر الماء / سليمان دغش
- ظلّ الشمس / سليمان دغش
- كأنَّكِ فيَّ ... / سليمان دغش
- نهاريّة سليمان دغش
- مقدّمة لانعتاق الجسد
- ظلّ الماء
- الإمام


المزيد.....




- -أنخاب الأصائل-.. إطلالة على المبنى وإيماءة إلى المعنى
- -الأشرار 2- مغامرات من الأرض إلى الفضاء تمنح عائلتك لحظات ما ...
- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...
- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان دغش - ساعة الريح