أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة حفيظ - مسرحية أنونيموس















المزيد.....


مسرحية أنونيموس


فاطمة حفيظ
روائية كاتبة مسرحية قاصة

(Fatima Hafayed)


الحوار المتمدن-العدد: 7151 - 2022 / 2 / 1 - 21:58
المحور: الادب والفن
    


" إلى أرواح إخوة يوسف، لقدْ حولت أخوتكم قلوبنَا إلى بقعة دم ذئب "
- فاطمة حفيظ


شخصيات مسرحيَّة
فاطمة : امرأة ثلاثينية، شاحبة الوجه، تلبسُ ثَوبًا فضفاضًا طويلاً يشبهُ أروابَ المستشفيات.
الأخ : رجل أربعيني، حليقُ الرأس واللحية والشَّارب مثلَ رجلِ أمن، يلبسُ بذلة سوداء.
الإمام: رجل طاعن بالسّن، ذو لحية شائبة كليًّا، يلبس عمامة بيضاء ويحمل بيده سبحة من الكهرمان.
الأخ الميتْ: (غيابيًا) شخصية غامضة تظهرُ ملامحها بعدَ الموتْ.
الأصوات:
- أصوات بكاء و عويلُ نساء.
- صوت منخفض وبعيد لمقرئ يتلو سورة البقرة.

المكان:
بيت ريفيّ مُتهالك و غير مرتّب، تتكدّس عليهِ أشكال كثيرة من الأروابِ الممزّقة وعلب الأدوية الكثيرة، بعضها للسكّري وبعضها الآخر لأمراض غير معروفة، تعمُّ روحُ الغبارِ في جميع أرجاء البيت ويحرّكها النّسيم الهادئ نسبيَّا من شقّ النافذة، على أرضيَّة زاوية من البيت رسمٌ بالطّباشير لتحديدِ سقوطِ جثَّة مفتوحة السّاقين والذّراعين تتوسطها عمامة وعصَا من الخيزران.
تتجشأ فاطمة جرعة من شرابٍ أحمرَ داكن يُشبهُ الدَّم وهي تمسكُ بعنقِ قارورة الشَّراب الصّغيرة حتَّى تخرجَ قطرة منهُ بينَ شفتيهَا، فتحدّق بالمرآة، تقهقهُ قهقهةً قصيرة
أظنّني قويَّة مثلَ مصَّاصي الدّماء..أو ربَّمَا دمْ قلبي من صدري طالعْ ..لا يهم.. شرابُ الرمَّان هذَا لم يعدْ مُجديًا.. ( ترمي القارورة حتّى يتطايرَ زجاجهَا،تتنهّد، تنصتُ فجأةً لصوتِ التّلاوة )
اليومْ ليسَ بالجمعة ..لالالا.. إنَّهُ يوم الاثنين.. ما الذّي يجري؟
(تركض إلى النَّافذة ، تفتحهَا دُفعة واحدة، فيرتفعُ صوتُ التّلاوة ويشتدُّ عويل النّسوة)
نقصوا أصواتكمْ خلّونَا نرتاحْ.. المريضُ أقلُّ حظًّا ممّنْ ماتْ..طريقْ السّدْ خلّي الأرضْ تحضنهْ ولَا كلّ هذهِ الدرامَا..
( تصرخُ عاليًا من النَّافذة)

كلَّنَا موتَى، قضَى للعلياءِ حقَّها وخلص..
Anyway, an anonymous is dead..
مثلَ أيّ حد ماتْ
تصرخُ النّساءْ :
خوكْ ماتْ، جَا خبره، ماتْ ماتْ
(يطرقُ أحدهم الباب بقوَّة)
(تضعُ حجابًا على رأسهَا وتُنصتُ خلفَ الباب )
فاطمة: من؟
الأخ: افتحي الباب، أنا خُوك
فاطمة: أنتَ أيضًا أخي ؟
الأخ: أحسن ناسْ والله..
الأخ: (مقاطعًا) كيف؟
فاطمة: أحسنْ ناسْ..إن شاء الله تعارف خير وبركة..
( يتدخَّلُ الإمام)
الإمام: وأنا ابن عمّ الوالد رحمه الله
( تتصرّفُ بغرابة)
فاطمة: ما شاء الله ..اللهم صلّ على أبي وال أبي..
(يقاطعها الإمام)
الإمام: لالالالا (يُحرّكُ رأسهُ بشكلٍ بطئ) .. الصَّلاة لا تجوز إلاّ على النبيّ يا بنتي..
(تهتز فاطمة بطريقة ثورية)
فاطمة: إنَّني فاطمة لا إخوانَ لي ..وأنَا بنتُ النبيّ..أنتسبُ إلى قلبهَا ..
أخبرني، منذ متَى وأنتَ أخي؟
الأخ: منذُ ولادتنَا..
فاطمة: (متعجّبة) ألمْ يصيبكَ الكلل والملل ؟
الأخ: (ببطئ) أنَا أخ و كِ ..
فاطمة: (تلتفتُ نحو الإمام) أتملكُ مُصحفَا؟
الإمام: ولماذا؟
فاطمة: يجبُ أن يقسمَ بالله على ذلك.. ( تتمالكُ أعصابها وتأخذهم إلى موقع الجثة المرسومة بالطباشير الأبيض) ..يحلفلي..يحلفلي أنَّه أخي..
(تسأل موقعَ الجثة) شوفْ هذَا العفريتْ يقولْ أنَّه أخي، معقول؟
(تلتفتُ إليه وتقول غاضبةً)
أخبرني من نصّبك أخًا؟
( يرفعُ يدهُ لأجلِ صفعهَا، يتدخّلُ الإمام لمنعه)
الأخ: حقًّا لا تخجلين.. يا بنتَ ..جنون وقلة أدب.
فاطمة: (تردُّ بجرأة) ألاَ تخجلْ؟ كَمْ تتقاضى لأجلِ هذَا المنصب؟
(تختبئ خلفَ الباب) بسم الله الرحمان الرّحيم.. (تتمتم بخوف) فبأيّ ألاءِ ربّكمَا تكذّبان .. (تصمتُ قليلاً)
خلقَ لنَا من المتشابهينَ إخوان ..
الإمام: (بلهجةٍ حادَّة) استغفرُ الله..يا بنتي إنَّني أشهدُ أنَّ هذَا أخٌ لكِ..جنّيتي؟
فاطمة: ( تُعيدُ ترتيبَ الحجابِ من فوقِ رأسهَا) وأنتْ ؟
الإمام: أحد أبناء العمّ
فاطمة : أنتمْ الذينَ تعتقدونَ أنَّ الإنسان جاهل إن لم يمسكْ كتابهُ حتّى بالمقلوبْ.. كمْ أُجرتك؟
الإمام: لالالا..عيبْ، كوني إبنَ عم لا تحتاجُ أجرة
فاطمة: لكنَّكما تتصبّبان عرقًا وخجلاً وللعرقِ دينارهُ.. سأعطيكمَا مالاً لأجلِ هذهِ المهنة الصَّعبة..
(تأتي بحقيبتهَا وتخرجُ ورقتين)
فاطمة: واحدة لكْ وأخرىَ لهُ.. اذهبَا اذهبَا.. ( تُرافقهمَا باتجّاه الخارج)
(تعودُ فاطمة إلى النَّافذة حيثُ ينبعُ عويلٌ النّسوة، تلوّحُ بيدهَا، وتخرجُ نصفَ جسدهَا)
فاطمة: أكانَ جيّدًا؟
( يظهرُ الأخ من النَّافذة)
الأخ: لقدْ كانَ جزءً من تاريخك..
(تعيدُ تثبيت شعرهَا من أسفلِ الحجاب)
فاطمة: منْ؟
الأخ: أخونَا ماتْ
فاطمة: تشرَّفتُ ..تشرَّفتُ برحيلهِ..
الأخ: (مشمئزًّا) لقدْ تراكمت على وجهك التّجاعيد والبلايَا وكأنَّكِ المُبصرُ الدجّالْ، اسمعي لا أريدْ أيّ كلامْ منَّا ولا منَّا ..
فاطمة: على المؤمنين أن يغضُّوا أبصارهم..
الأخ: إنَّني مَحرم لك..
فاطمة: بلْ مُحرَّمٌ عليّ..لماذَا تجعلني أنسى؟ أكان جيّدًا؟
الأخ: كانَ تقيًّا مُصلّيًا..
فاطمة: ( تعودُ إلى الخلف) كنتُ أعني طعامًا شهيًّا...الطعام..العنب..الشوربة..أظنّكَ تريدُني لأجلِ أشغالِ الطّبخ لضيوف العزاء، صح؟
(تقهقه)
(تُغلقُ النَّافذة بوجهه، يُطرَقُ الباب بعد لحظاتٍ قصيرة)
فاطمة: منْ ؟
الأخ: أخوكِ ..
فاطمة: ( تفتحُ الباب بمللٍ شديد) أوف، مُشْ قُلتْ مات؟
الأخ: (باستهزاء) متُّ فعلاً وعدتُ لزيارتك
(تفتحُ الباب وتدفع الأخ إلى الخلف)
فاطمة: كيْ تأخذني معك؟
(يتدخَّلُ الإمام خلفَ الباب)
الأمام: إنَّهُ يُسأل..استغفر الله..إنَّهُ في خلوة أبدية مع عمله وربّه..
فاطمة: يُسأل ؟ ربَّما يُسألُ نفسَ أسئلتنَا هذه.. من ربّه؟ ماله.. من نبيّه؟ زوجه.. ما دينه؟ أن يرثَ مالَ أبيهِ وفقًا للشَّريعة..
أجل ، أجل لنَا الحقّ إلّا في خلوة الأحزان..
الإمام: هذَا أخوك العايشْ ..والثَّاني مات يا بنتي.. في العلياء قدْ ذُرِفتْ روحهُ..
(تقهقه فاطمة)
فاطمة: اسمه " العايشْ" ؟ اسمه قديمٌ جدًّا.. لقدْ كانَ ميتًا منذ زمن..كانَ ميتًا حتَّى قبلَ أن يولدْ..أنَا لا أعرفه كيفَ ..
(تنظرُ إلى الإمام باحتقار)
فاطمة: أتطلبُ منهُ أن يكون " العايش" لأجلِ أن يكون شاهدَ الدّفن؟
الأخ: اتّشحي بالسَّواد حتَّى أعود لاصطحابك إلى عزاء أخينَا..
فاطمة: ( بألمٍ شديد وسخرية) أُرافقُ المِيتَااااا قبرًا..
(تتمتمُ بكلامٍ غيرَ مفهوم)
( تجلسُ فاطمة قربَ كومة الأرواب القذرة والممزَّقة وتنثرهَا في السَّماء، تتناقصُ الأضواء، ويسكنُ عويلُ النّسوة و يتوقّفُ المقرئ عن تجويد سورة البقرة)
تشغيل مقطع الرَّابط التَّالي حتَّى الثَّانية الحادية والثّلاثين بعدَ الدَّقيقة الواحدة:
https://youtu.be/sEbVIX1HGWs






المشهدُ الثَّاني :
(تأخذٌ فاطمة كومةَ الأرواب قربَ رسْمِ الجثَّة وتتوسّدُهَا مثلَ مخدَّةِ )
فاطمة: أبي..أتسمعني؟ لقدْ جاءَ أحدٌ مَا يقولُ أنَّه ابنكْ.. أتذكُرُ لديَّ قصَّة أخرى يا أبي ..
سمعنَا النَّاسْ يبكونَ قُربَ بيتنَا فاعتقدنَا أنَّنَا بحاجةٍ إلى أن نشعرَ بالحزن ..أخبرني لماذا؟
قُلْ لي لماذا؟
لأنَّنَا نملكُ أعداءً لا يمكننَا القضاء عليهم.. (تخفضُ صوتها وتهمس) لأنَّهم ..ربَّما يعتقدون أنَّهم إخوة..
بالله عليك، ما الذّي يمكنُ أن ألبسهُ ..أنظرْ هذهِ أسمالٌ بالية لم يبقَ منها ما يسترُ العورة .. والحذاءْ الذي أملكه ..أنظرْ جيّدًا..لقدْ أُخفيتْ ثقوبهُ بالحبر.. لا أدري، لمْ أعدْ أعتقدُ أنَّ حذاءً يحملُ كلَّ هذا التَّاريخ المشرّف والحبر يمكنُ أنْ أُرسلهُ بدلاً منّي لواجبِ العزاء..
(تمسكُ بشعرهَا بعنف وتصرخ)
أَحكِي كلمهْ ..أنتَ ساكتْ مثلْ إله صغيرْ يجلدهُ مؤمنٌ به..
(تتنهّدُ بعمق، تُمسكُ بعصَا الخيزران وعمامة بيضاء، تُجرّبُ العصَا للضَّربْ بكلتَا قبضتيهَا)
أتعلمْ؟ هذهِ العصَا تتكئ عليهَا أرواحُنَا المسنَّة.. ربَّما يومًا مَا سأهشُّ بهَا على أخوتي، وثمَّ ..ربَّمَا سأشقُّ بهَا طريقًا على البحر لنرى شروقَ الشمسِ على فرعون وخيبته وأنَا أرسلِ إليهِ إخوتي..
أو ربَّمَا سأشقُّ بهَا ظهرَ إبليسْ ليلة خلقِ ادم ليخرجَ من صلبهِ زبانية غِلاظٌ لا يغفرون أخطاءَ الإخوة..
(تضربُ العصَا أرضًا)
.. كانَ أدم محظوظًا يا الله مَا عندهْ إخوة وإلاَّ لقاسموهُ إرثَ الله ورحلوا..
(تمسحُ قدميهَا بموضعِ قدمي رسم الجثَّة)
بركاتكْ يا سيدي يَا بَابَا.. ( تنظرُ إلى الجدار كأنَّ أحدًا ينظرُ إليهَا) وأنتْ تحدّقُ إلي ؟
أتريدُ عصَاكَ ؟ تعالْ، تعالْ خذهَا، هيَّا إنَّها لكْ .. خُذْ برأسِ أخيكَ جُرَّهُ إليكْ ..وان شئتَ اقتلهُ ولا تُشمتْ بكمَا الأعداءْ *
النَّاسْ ينسونْ أمواتًا ولا ينسون شَتَاتًا..
انتظرْ يا بَابَا، فيهْ مُتَّصلْ..
( يرنُّ هاتف محمول غير ذكيّ من نوع سامسونغ، تنهضُ فاطمة متكاسلة للبحثِ عنه، تردُّ على الاتّصالْ)
شكرَ الله سعيك..ولكنَّني.. من معي؟ عمتي ؟ ( تَتظَاهرُ بالفرح) حقًّا لمْ أعرفك، أظنّ أنّ صوتكْ سمعته قبلاً، أيُّ واحدة منهن؟ ..تشرّفتُ ..أعني.. سعدتُ ..أعني فرصة جميلة لمحادثتنَا عزيزتي..
لا أدري، لا حقًّا، لا أعلمُ كيفَ يتجرّأُ الموتْ..أسألكْ معلش؟ كمْ يتقاضَى احدهم ليُصبحَ أخًا؟
من المؤكّد أنَّ مرتّبهُ بعدَ الزَّواج يتضاعفْ.. بعائلة زوجك، كمْ يتقاضَى زوجكْ سنويًا؟
ألاَ توجدُ أقساطْ على هذه التّكلفة الباهظة ؟
(بلهجةٍ حازمة) إنَّني لا أمزح، أعلم أعلم، فاطمة تعلم أنَّ هذَا ليسَ وقتَ مزاح..
(ينقطعُ الاتصال)
ألو، ألو، ألو
(تبتسم فاطمة وتقول)
راحتْ أمّ السّم.. روحي، تروحْ منّكْ الرُّوحْ إن شاء الله
*(ولمَّا رجعَ موسى إلى قومهِ غضبان أَسفًا قالَ بئسمَا خلفتموني من بعدي أعجلتمْ أمرَ ربّكم وألقَى الألواحَ وأخذَ برأسِ أخيهِ يجرُّهُ إليهِ قَالَ ابنَ أمِّ إنَّ القومَ استضعفوني وكادوا يقتلونني فلاَ تُشمتْ بِي الأعدَاء ولا تَجعلني مَعَ القوم الظَّالمين) - سورة الأعراف /150.
( تأتي بنصف صحن من الأرز الأبيض ونصفَ كأسْ من الكوكاكولاَ وتضعهُ بجانب رسمِ الجثَّة ثمَّ تجلس، تقفي أثرَ الذّبابة المشاغبة بصفعاتٍ متتالية)
(تأخذُ لقمةً من الأرز، تقول بفمٍ محشو) رضينَا بنصفِ بياضِ هذهِ الحياة.. ( تأخذُ رشفةً من كأسِ الكوكا كولا) ورضينَا بنصفهَا الأسود..
ولكنَّنَا يا أبي نحن نعيشْ حتَّى يمتقعَ لونُ الغرابة فينَا..
(تتوقَّفُ عن الأكل، و تمتدُّ يدهَا بملعقةٍ من الأرز نحو الرّسم)
أتدري ما لونهَا؟
ربَّما بلونِ المكانِ الحليقِ العاري من النّسبِ الجيّد..
(صوت راديو مشوّش)
تقول المذيعة:
هذا وقدْ كانَ رمزًا أكاديميًا مشهودٌ لهُ بالكفاءة خلالَ مسيرتهِ المهنية الحافلة بالتَّتويج، هذَا وسيُشارك بجنازة الفقيد الأسرة العلمية والتربوية على مستوى الولاية وتقديم التعازي لأهل الفقيد و..
(تُسكتُ المذياع بركلة)
منْ قالَ أن أهلهُ سيحزنون؟ أترى؟ أبي ( توجّهُ نظرةً حاقدة وتشيرُ بالإبهام إلى رسم الجثة) أنتَ حزين مثلا؟
(تصرخْ و تصطكُ أسنانها)
أقسمْ بالله أقسمْ بالله رحْ أحرقْ الجنَّة لوْ فتحتْ لهُ بابْ ..
( تلتصقُ بالباب)
ربَّمَا من بابهَا التَّاسعْ ..نعم، نعم، بابُ خيبرْ ..
(تتهاوى باكيةً)
وامحمّدَاه، من وينْ جابوُ صكوكْ شفاعتكْ؟ أَسرقوهَا؟ كيفْ يُحظَى بصلاه؟
(تٌسمعُ ضجَّة في الخارج، يرتفعُ صوتُ النّحيب، تفتحُ فاطمة الباب، يدخلُ الأخ باكيًا، يتبعهُ الإمام)
فاطمة: خلُّوهْ يترجَّل للقبرْ لمَ ترهقون أكتافْ المساكين بجثمانه؟
الأخ: أدخلي، اسكتي، بهدلتيِ بينَا، غَلْقيْ البَاب، وشْبيك؟ شْبيهْ ربّك؟
( ينهالُ على فاطمة بالصّفع)
فاطمة: ربّي ليسَ ربّكمْ، ادفنوهْ عندَ ربّ لا يحاسبهْ ، إنشلّتْ يدّكْ إن شاء الله ، تفوه
( تبصقْ بوجهه، تتكّئ على الجدار متوجّعة)
مَا أعرف شيئًا غيرَ أنّكمْ تتكاثرون مثلَ العدوى..مثلَ طوقٍ يخنقُ شراييني بدلَ أن يزيّنهَا..
أنَا أدري، كل شيء فكّرتْ أشتريهْ بدنانيري مُشْ ثمين ..
(تجهشْ بالبكاءْ، يشتدُّ عويلْ النّساء ويصحن)
موتْ أخوهَا حَرَقْ قلبهَا، البكاءْ يريحْ قلبكْ ..إي والله ..
(تغلقْ فاطمة الباب بقوَّة، يركل الأخ الباب، تبحثْ فاطمة عنْ خنجرْ بينَ الأواني المتّسخة، تفتح الباب، يتشابكان أمام البابْ، و تُجرحُ ذراعُ الأخ(
(يصيح الإمام بعدَ أن ينجحَ في إبعادِ الأخ عن الباب ويغلقه)
يَا سلالة المجانين..
(تردُّ فاطمة من خلفِ البابْ)
إنْ كانَ هُناكَ من هو مدينٌ بكلّ شيء لي فهو الله..
انتعلْ عمامتكْ وانصرفْ هيَّا..
لمْ أعدْ أُريدُ شراءَ أخٍ ولا قريبْ
سأشدُّ في ذهني فكرةَ أنّني لا أحسَّ بالاسم العائلي الذي يملكني..
(تعودُ إلى رسمِ الجثَّة)
أصحيحٌ يا أبي أنَّ أسماءنَا التّي وُلدنَا بهَا تتركُ حروقًا في القدمين؟
تُمسكُ فاطمة بذراعهَا (تنظر إلى السّقف)
تشغَّل المُوسيقَى التَّالية بداية من الدقيقة 36:

DEATH_OF_A_HERO_-_Epic_Dramatic_Music_Mix_Powerful_Emotional_Music_ Vol._3(28k).

https: //youtu.be/qywKyXfswsg

يَا شقاقَ العيبْ دمّكْ يَنسانيِ * أزور أحْبابْ غيّبوا عنِّي أحزانِي
يَا جنَّتهم بابْ خيبرْ بالمجَّانْ * أنْعى أحبابْ تابوا عن تِحْنانيِ
أرمي من حرِّ لجموع حبالْ* ويأْكلهمْ من نبع الحنان ثُعبانيِ
أرمِي من عدِّ الجموعِ أخوانْ* ويُخّلِّفْ مُحيَّاهمْ قَوسْ لألوانيِ
خليقةْ خشمْ بالفَلقْ أنتمْ شجعانْ*سأخلقُ من شرّ الخلقِ شيطاني
خليفة دينْ ويَا زينَة بينَ أديانْ* للأخِ نَارينْ مثلَ حظِّ نِيراني
من بدنٍ صاحتْ منَّا أبدانْ* فأقِرُّوا منْ رحمِ الأرضِ عينانِ
من بدنٍ ناحتْ منَّا التّربانْ* فأسرُّوا سُودَ قلبٍ عنْ جُودِ لسانِي
مُصابٌ مَاتْ عن هزّ سُلوانْ*ليسَ إلا وجعًا قدْ هزَّ جيراني
هارونكْ يناشدْ الحبّ بيَّانْ* فلاَ العصَا هنَا ترجع من جافاني















المشهد الثّالث:
)يرتفعُ صوت طقطقة، ويسودْ سكون، تقفُ فاطمة و تتمشَى بالبيتْ)
كنتُ أعلمُ أنّكَ ستعودُ إلى هنَا قبلَ أن يرحلَ ضيوف العزَاء..
هُناكْ ، هناك..
(تشيرُ إلى المشجبِ المنتصب بالمدخل)
علّقْ معطفك هنَا.. كفَنكْ.. أو جثّتكْ أيَّ شيء ضعهُ هنَا..
سيكونُ الوقتُ طويلاً هنَا، لن يأتي أحدٌ إلى هنَا إلاَّ بعدَ موتِ شخصٍ آخر..
(تظهرُ أقدامٌ كبيرة و حافية و جسم معتم)
إليكْ ، هناكَ كرسي، فلتجلسْ
( يجلسُ الرّجلُ منهكَ الجسدْ ووجههُ إلى الجدار، يحاولُ أن يستديرْ، تمنعه فاطمة)
لا ..لا تفعل.. أعرفُ وجهكَ جيّدًا..
أتعلمُ سببَ مجيئكَ إلى هنَا؟
كلّاَ أنتَ لا تعرفْ، أنتَ لا تُريدُ الإقدامَ على معصيتي، صحيح؟
(يهزُّ الّرجلُ رأسهُ بأنْ نعم)
جيّدْ، هذَا جيّدْ.. يفترضُ أنْ تكونَ في القبرْ ولكنّهم أرسلوكَ إلى هُنَا أوَّلاً..
جيّد..جيّد..
الميّت: (بصوتٍ ينضحُ بالنّدم) وماذَا أفعل؟
فاطمة: ليسَ وقتًا لتفعل ( تقهقه) مَا هذَا ؟ تبدو مثلَ الهيبيز (hippies) قطنْ بأنفكْ وقنبٌ هندي بعقلكْ.. باحثٌ وديعٌ عن السّلام..
الميّت: ( متنهّدًا) لستُ هنَا للمجادلة..
فاطمة: ( بسخرية وهَي تنظّفُ الأرضية ببطء) أنَا لا أدفعُ ثمنَ الأخريين يا رجل، يمكنكَ أنْ ترحلْ فأنَا لا أملكُ أكياسَ قمامة كبيرة لأضعكَ فيهَا..
الميّت: (على مضض) لا يمكنني أن أرحلْ..
فاطمة: لقدْ جئتَ لأجلِ ثمانمائة ألفْ، أنَا أعلمْ.. فاطمة تعلمْ سأعطيكَ مليونْ وانصرفْ..
الميّت: أرجو المعذرة، ولكنّني..
فاطمة: (تقاطعهُ) لالالالا صدّقني، لا أريدُ منكَ أنْ تعتذرْ، إنَّني لستُ غاضبةً ..
الميّتْ: لدي قصَّة أخرى..
فاطمة: ( ممانعة) لا أريدُ معرفتهَا
الميّتْ: كنتُ أريدُ إخباركِ بهَا قبلَ موتي
فاطمة: هاه، إذنْ اذهب، وتعالَ أخبرني بهَا بعدَ أنْ أموتْ، فحتمًا ستكونُ لديّ قصَّة أخرى..
(تحاولُ أن تجعلهُ ينهضْ من الكرسي، ولكنّهُ لا يتحرّك)
الميّت: مَا هي؟
فاطمة: أنتْ.. أنتْ يجبُ أنْ تُسأَلْ ولا تسألْ..
الميّتْ: ربَّما لدي وجهة نظر..
فاطمة: وربّمَا لديكَ الآن مجرّدَ معطفًا أبيضَ اللونِ (تُلامسُ كتفهُ) ياااه، معطفٌ قذر.. يتضرجُّ فيهِ جسدكْ .. وصدركَ يهتزُّ مثلَ شيخٍ يترجلُ عبرَ السلالم لخمسةِ أدوار..
أأصبحتَ شيخًا؟
الميّتْ: لعلَّنيِ لستُ سعيدًا..
فاطمة: ( بنبرةٍ من الذّكاء) ولهذَا أتيتَ إلى هنَا باحثًا عن سعادتكْ..(تهمسُ بأذنه) أنتَ خاليَ الوفاضْ ولذَا تريدُ أن آخذك إلى البرزخ ؟
(يصمتُ الميت، ثمَّ تنقبضُ كتفيهِ وتتراخى إلى الوراء )
الميّت: والله والله إنَّني لا أستطيعُ الذّهابْ..
فاطمة: ( تذهبُ إلى رسمِ الجثة وتأخذُ عصَا الخيزران وتعطيه إيَّاهَا) خذْ هذه، إنَّهَا لكْ..
الميت: وما الذي أفعلهُ بهَا؟
فاطمة: استعملهَا..أنتَ رجلٌ ذكي، وقدْ كنتَ بارعًا جدًّا ..طيب ..طيب.. أظنك أصبحتَ غبيًّا جدًّا بعدَ موتكْ، خذهَا هكذَا ( تضرب بهَا الأرض لثلاث مرَّات متتالية) وخلالَ الضربة الأخيرة، ستُفتحُ لكَ أرضُ جهنَّم لتهربَ إلى الجنَّة..
(ترمي العصَا)
آل محمد..آل إبراهيم.. آل أبي ..لا يهمّ..كلّهم سيدخلون الجنَّة، أليس كذلكَ يَا موسَى؟
اجلدهُ يا موسَى ..اجلدهُ قبلَ أن يدخُلَ الجنَّة..
الميّت: (مُتوجّعًا) لا يجوز على الميّت إلاَّ الرّحمة..
فاطمة: حتَّى وإن جازت عليهم اللّعنة أحياءً ؟ فلتصمتْ، وإلاَّ..
الميّت: (يئنّ) ماذا؟
فاطمة: سأفضحكَ بينَ الأموات..ألاَ يكفي سترتكْ في دنياكْ؟ ..سأعاقبكْ.. سأقبضُ علَى روحكَ فقدْ كانَ جسدكَ يُغطّيهَا ..
الميّت: ( يتمايلُ يمينًا وشمالاً) لقدْ ألقوا القبضَ عليهَا..
فاطمة: (ببرود) ولمَ الفزع؟ سَأستلمهَا أنَا..لقدْ كلَّفني الله بهذَا.. أتُمانع؟
الميّت: (مُرتبكًا) يُفترضُ أن أموتَ ميتةً ..طبيعيّة
فاطمة: الطّبيعيوّن يرحمهم الله.. أمَّا أنتْ..
(ينهضُ الميّت من مكانهِ يمسكُ بالكرسيّ، يسقطُ على الأرض، ينهضُ مجدّدًا)
فاطمة: (بلهجة حادّة) إلى أين؟
الميّت:إلى الجحيم
( تعيدهُ فاطمة إلى الكرسيّ)
فاطمة: ليسَ قبلَ أن تأخذَ إذنًا.
(تضربهُ بالعصَا على ظهرهِ)
الميّت: (يتأوَّه) لنْ أسْمحَ لإنسانٍ يخطئ أن يُعاقبني..
فاطمة: (تُقاطعه) ولكنّكَ عاقبته والخطيئة الأكبر أن يسامحكْ..كانَ الشّيطان يُعاقبكْ بكيدِهِ الضَّعيفْ، ما بالكَ أنَا ؟
الميّت: (يصرخُ) إنَّني بين يديّ الرّحمن..يَا ربْ.. يَا ربْ
فاطمة: لقدْ تبرّأَ منكْ.. أترى؟ حتَّى خالقكْ لمْ يعدْ يريدُكْ ، إلى أينَ ستذهب؟
(ينهضُ الميّتُ، يخرجُ رأسهُ من النَّافذة)
فاطمة: (ساخرة) لنْ يسمعكْ أحدْ، أنتَ لستَ بشهيدْ..
( تُعيدهُ إلى الكرسي، و هيَ تهشُّ عليهِ بالعصَا)
الميت: لستُ حيوانًا
فاطمة: بَلْ أظلُّ سبيلاً ..
(تلتفتُ إلى اليمين)
يَا مُوسَى أطلبْ من فتيانِ الكهفِ أن يأتونَا بكلبهمْ ليعلّمه الإيمانْ
الميّت: (يضحك وهوَ يلهثُ ألمًا، يبصقُ بوجهِ فاطمة) تفوه، لنْ يكونَ الحديثُ إليكِ مجديًا
فاطمة: ولا عقابكَ كانَ مُجديًا..
( يتصاعدُ دخَّان من أسفلِ قدميهِ)
من الجيّد أنَّك تحترق قبلَ أن تتعفّن.. لقدْ كنتَ ميتًا طوالَ السّنوات الماضية ، والآن ستحترق فحسبْ..
الميّت: سيحترقُ الكرسيّ والمنزل، وتموتين أيضًا..
فاطمة: لاَ أحتاجُ إلى جنازة..
الميّت: ولاَ أنَا قدْ كنتُ بحاجةٍ إليهَا..
فاطمة: ( تأخذُ العصَا وتضربُ بهَا كفّهَا مهدّدة إيَّاه) ولمَ انتظرتَ الجنازة كيْ تأتي إلى هنا؟ هَا؟
الميّت: مكانٌ هادئ لَا إزعاجَ فيه..
فاطمة: ولَا طعامَ جيّد ولا مَلبسَ ولا حسناتَ أيضًا، صح؟
الميّت: لمْ أكن أتوقَّع أن يكونَ لي قبر هنَا..
فاطمة: بَلْ أسوأ، هذَا بيتي منْ قَالَ أنَّهُ قبرك؟
(تضربهُ ضربَات متتالية علَى قفاه)
الميّت: إنَّني مؤمن ( يرفعُ سبَّابته) أشهد أن لا إله إلّا ..وأنَّ ..رسول..
فاطمة: من هما؟ أنسيتهمَا؟
(تلتفتُ إلى اليمين)
أتَرَى يا مُوسَى ؟ مَا أنسَاهُ إلاَّ الشّيطان ؟ *
إنَّهُ لا يزالُ هُنَا.. أنفاسهُ هنَا.. عصيانهُ هنَا..
الميّت: مَنْ أنتمَا؟
فاطمة: بلْ منْ أنتْ؟ أتجرؤ؟
( تضربهُ بالعصَا على ظهرهْ)
تكلّمْ جيّدًا فأنتَ في حضرةِ نبي.. شنو انتْ ما يكبرشْ فعينكْ لا أبْ..لا أختْ.. ولا نبيّ؟
الميّت: ( ينهضُ من كرسيه رافعًا يده) سأنتصر لأجلي.. أريدُ منظّمة حقوق الموتى..
فاطمة: ( تهرول باتجاهه) إلى أين؟
الميّت: إلى الجنَّة .. أعني إلى جهنّمَ ..أَلا ترين الدّخان؟
فاطمة: اطمئن، بالجنَّة دخَّان كثير.. النَّاسْ اللّي عندهَا أحبَّة بجهنّمْ سيرسلُون لهم الدخَّان عطرًا منهم حينَ يشتاقونْ..



*( قَال أَرأيتَ إذْ أوينَا إِلَى الصّخرة فإنِي نسيتُ الحوتْ، ومَا أنسَانيهُ إلَّا الشّيطان أنْ أذكره واتَّخذَ سبيلهُ فِي البحر عجبًا) سورة الكهف/ الآية 63.




(تهمسْ)
يرسلولهم رسايلْ إعتذار ونوحْ.. لا فائدةَ منهَا.. فهمْ سُعدَاءْ لا يمكنُ أن تنغصَ عليهمْ ذلك..
الميّت: سَأرحلْ..
فاطمة: (تهدّده بالعصَا) إلى أين؟
الميّت: (يائسًا) إلى أيّ مكان..
فاطمة: لا يوجدُ مكانٌ مخصَّص لكْ..
(تحاولُ أن تجرّه من شعره)
الله يرفضُ رؤيتكْ ..الله لاَ يقابلْ القمامة.. منَ الأفضلْ تنتظرْ مُرورَ شاحنة رفعْ القمامة ..
( يَصيحُ الإمامْ قربَ النَّافذة )
أخرجوا ميّتنَا يرحمكم و يرحمنَا الله ، تكبير، يشتدُّ عويل و صراخ النّسوة، يصمتُ الميّت، تفتحُ فاطمة البابْ، ينهضُ الميّتْ من الكرسي نحو البابْ دونَ أن ينبسَ بكلمة، يخرج، ترمي فاطمة العصَا أرضًا، وتغلقُ البابْ بحدّة)

(انتهتْ)



#فاطمة_حفيظ (هاشتاغ)       Fatima_Hafayed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية أنونيموس


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة حفيظ - مسرحية أنونيموس