أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - كورديليا حسين - كيف تهدد المنافسة الرأسمالية بحربٍ جديدة في أوكرانيا














المزيد.....

كيف تهدد المنافسة الرأسمالية بحربٍ جديدة في أوكرانيا


كورديليا حسين

الحوار المتمدن-العدد: 7149 - 2022 / 1 / 30 - 11:24
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ترجمة كورديليا حسين

في حين يتنافس الغرب وروسيا على فرض الهيمنة في أوروبا الشرقية، تكمن المهمة في محاربة النظام الذي يحركهما. يهدد التنافس بين الولايات المتحدة وروسيا باندلاع حرب فتَّاكة في أوكرانيا للمرة الثانية في فترة لا تزيد عن عقد من الزمان.

لقد حشد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مئة ألف جندي على امتداد الحدود الأوكرانية، وفي حين أن الولايات المتحدة تظل القوة الإمبريالية الأقوى في العالم، فإن قواها تضعف، لذا يأمل بوتين في أن ذلك الحشد العسكري سيجبرها على الجلوس على طاولة المفاوضات. وبالتالي يريد بوتين من الرئيس الأمريكي جو بايدن أن يؤكد على أن حلف الناتو العسكري الأمريكي لن يتوسع أكثر من ذلك باتجاه الشرق. وفي حين استبعد بايدن التدخل العسكري في أوكرانيا، إلا أنه مصممٌ على الحفاظ على الهيمنة الأمريكية في وجه روسيا.

بينما لا يريد أيٌّ من الطرفين حربًا طويلة الأمد، فإن مثل هذه الحرب قد تندلع بسهولة. وذلك لأن أزمة أوكرانيا هي نتاج للإمبريالية، هي نتاج نظام عالمي مدفوع بالمنافسة بين الدول الرأسمالية الكبرى. وهكذا فإن تصاعد التوترات يمكن أن يقدح شرارةً صغيرة تندلع منها حرب هائلة.

تقع أوكرانيا في القلب من مكانٍ أهم بكثير من ذلك التنافس بين الولايات المتحدة وروسيا والعديد من القوى الإقليمية الأخرى، حيث إن حدود ذلك الصدع المحيط بأوكرانيا يبدأ في شمال أوروبا على الحدود بين روسيا وجمهوريات البلطيق (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا). وبهذا فإنه يقطع أوكرانيا ليمر بمنطقة القوقاز الغنية بالنفط والواقعة على الطرف الجنوبي لروسيا ثم يمتد إلى آسيا الوسطى، وتتصاعد تلك التوترات على امتداد ذلك الخط. وفي حين نرى أن الولايات المتحدة مصممة على الدفاع عن مكانتها في العالم، ترى الدول الأخرى في تراجعها النسبي فرصة للتنافس على هذه المكانة، وقد ساهمت الهزيمة الأمريكية في العراق في إذكاء فكرة أنه من الممكن للقوى الأضعف أن تؤكد على مصالحها في وجه رغبات الولايات المتحدة، وتُعدّ روسيا من تلك القوى الأضعف.

انقسم الاتحاد السوفيتي عام 1991 إلى روسيا وأربع عشرة جمهوريةً أخرى على امتداد حدود روسيا، وتُعد أوكرانيا إحدى تلك الجمهوريات. وقد ظلت كل تلك الجمهوريات طوال التسعينيات ظلًا لقوة الاتحاد السوفيتي السابقة، إلا أن أسعار النفط الآخذة بالارتفاع ويد بوتين الحديدية عزّزت من قوة الدولة الروسية. وبدأت روسيا تؤكد مصالحها الإمبريالية فيما تسميه “الخارج القريب”، أي تلك الجمهوريات التي كانت في السابق جزءًا من الاتحاد السوفيتي. وقد كانت أوكرانيا المتطورة صناعيًّا والتي تتاخم الغرب واحدة من أهم المناطق لروسيا.

بعد انتهاء الحرب الباردة نكثت الولايات المتحدة بتعهدها بعدم توسيع الناتو في أوروبا الشرقية، حيث وافق الناتو على انضمام أوكرانيا وجورجيا في عام 2008، فغزت روسيا جورجيا لمنع تحقق ذلك.

بالإضافة إلى كل ذلك فإن هناك جانبًا اقتصاديًّا للمنافسة. فقد حاول الاتحاد الأوروبي، والذي يرغب في أن يصبح قوةً إمبريالية ويتحالف مع الولايات المتحدة، إقناع أوكرانيا بالانضمام إليه في عام 2014. في المقابل، أنشأت روسيا الاتحاد الجمركي الأوراسي (EACU) للتنافس مع الاتحاد الأوروبي ولتعزيز سيطرتها في آسيا الوسطى ضد الصين. وقد سعت أوكرانيا في عام 2014 إلى التحالف بشكلٍ أوثق مع الغرب، وردًا على ذلك استولت روسيا على منطقة القرم وسحبتها من تحت السلطة الأوكرانية ثم دعمت الميليشيات الانفصالية في الجنوب الشرقي للبلد. احتدم الصراع منذ ذلك الحين وانفجر من جديد الآن.

سؤالنا الآن هو كيف يجب أن يرد الاشتراكيون على ذلك؟ أولًا، لا يجب على الإطلاق أن ينخدع الاشتراكيون بمزاعم الولايات المتحدة وبريطانيا المنافقة والتي تقول بأنهم يحمون أوكرانيا من العدوان الروسي. قال الثوري الروسي فلاديمير لينين من قبل أنه “يجب دائمًا توجيه النضال ضد الشوفينية المحلية لكي يوقظ المرء السخط ضد حكومته نفسها”. لذا فإن المهمة الأساسية للاشتراكيين في الغرب هي التكاتف والاتحاد لمعارضة انجراف الطبقات الحاكمة إلى تلك الحرب.

ثانيًا، هذا لا يعني أن “عدو عدوّى صديقٌ لي”؛ فخصوم الغرب ليسوا مناهضين للرأسمالية! وكما قال لينين أيضًا، فإن على الاشتراكيين مناشدة وحشد تضامن عمال البلاد المتحاربة، وتنبيههم إلى أن حربهم المشتركة هي ضد كل دعاة الحرب.

لابد من بناء المعارضة ضد هؤلاء الحكام، لكن باعتبار ذلك جزءًا من النضال ضد نظام التنافس الإمبريالي المُسبِّب لتلك الحروب.

* بقلم: توماس تينجلي إيفانز – صحيفة “العامل الاشتراكي” البريطانية



#كورديليا_حسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جان بول سارتر.. بين الوجودية والماركسية
- الحرب في أوروبا الشرقية
- ما كشفته لنا جائحة فيروس كورونا عن الطبقات الحاكمة
- النساء في تايلاند يدفعن ثمنًا باهظًا للمشاركة الديمقراطية
- لماذا لا يمكن الاعتماد على الديمقراطيين في مواجهة التطرف الي ...
- دونالد ترامب وأربع سنوات من الفظائع.. والمقاومة من أسفل


المزيد.....




- اعتقال متظاهرين مؤيدين لـ-بالستاين أكشن- في بريطانيا بعد تصن ...
- آيت بوكماز: دفاعا عن حق رئيس الجماعة المنتَخب في قيادة الاحت ...
- لماذا لا تحتج نساء الريف على قانون الأحوال الشخصية؟
- بين الحصانة والمطاردة: كيف تُشرعن السلطة الذكورية القمع وتكم ...
- م.م.ن.ص// فلسطين-غزة تحت الذبح: جريمة العصر تُواصل مسيرتها ...
- -رايتس ووتش- تتهم شرطة أنغولا باستخدام القوة المفرطة ضد متظا ...
- بيان حزب النهج الديمقراطي العمالي فرع صفرو
- العدد 613 من جريدة النهج الديمقراطي
- يوم عالمي لنيلسون مانديلا الذي قال -حريتنا منقوصة بدون حرية ...
- أعياد دينية وأحزاب يسارية


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - كورديليا حسين - كيف تهدد المنافسة الرأسمالية بحربٍ جديدة في أوكرانيا